أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبير سويكت - حوار الساعة مع دكتور غازي صلاح الدين العتباني مرشح رئاسة الجمهورية الذي يحظى بقبول كبير من شخصيات وطنية و قومية.















المزيد.....


حوار الساعة مع دكتور غازي صلاح الدين العتباني مرشح رئاسة الجمهورية الذي يحظى بقبول كبير من شخصيات وطنية و قومية.


عبير سويكت

الحوار المتمدن-العدد: 6002 - 2018 / 9 / 23 - 05:25
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



حوار الساعة مع دكتور غازي صلاح الدين العتباني مرشح رئاسة الجمهورية الذي يحظى بقبول كبير من شخصيات وطنية و قومية.


حاورته :عبير المجمر (سويكت)


التاريخ ماشي العاوز يمشي، يمشي، و العاوز يبكي على الطل، يبكي، نتلاقى الموسم الجاي بين الدخول فحومل، أو ما نتلاقى.

الحركة الإسلامية تذكرني بقصة تلك المرأة التي قالت للنبي :إني نذرت إن أوصلتني ناقتي هذه إليك أن أذبحها، فقال :بئسما جزيتها به.

مسكينة الحركة الإسلامية أكل لحمها و ترك عظمها.

لو دققنا في كلام مبارك الفاضل المهدي هو تحدث عن إستغلال مسألة التهميش و كلامه صاح.

القادة الذين أعرفهم من قادة الجبهة الثورية و نداء السودان يحملون رؤية ناضجة لمسألة التهميش و يمكن بل و يجب التوصل معهم لرؤية مشتركة و حلول.

الرؤية السياسية و الفكرية للجبهة الثورية و نداء السودان كانت كفيلة أن توصل الأطراف إلى حل للنزاع و لكن الإنشقاق اثر على إمكانية حدوث ذلك.

الصادق المهدي رجل ذو مصداقية في العمل العام لا يتغالط حولها من يعرفونه و تربطنا به روابط إستراتيجية.

المشكلات القديمة في دارفور تفاقمت كما لم يحدث من قبل في عهد الإنقاذ لأخطاء داخلية و خطط خارجية.

إستنتاج أني أحد ركائز الأزمة لأنني كنت عضواً في المؤتمر الوطني حيث كانت تجاز فيه تلك السياسات سوف أنظر فيه بعناية.

يشرفني أني كنت الشخص الذي فاوض بمثابرة و عدالة في إتفاق الدوحة الذي شهد له المجتمع الدولي و الإتحاد الإفريقي و الجامعة العربية.

يشرفني كذلك أني قمت بإتفاقيات و جهود وفرت دماء أبناء دارفور و وضعت أساساً متيناً لإتفاق صلح و سلام.

و يشرفني أيضاً أني كنت قد توصلت مع الحكومة التشادية لإتفاقية مشتركة لحفظ الأمن في جانبي الحدود و هو ما أدى إلى إستقرار هذه المنطقة منذ عام 2010 و حتى الآن.

تبني فلسفة تستلهم الغلو و التطرف لا تنتج سياسة صفقة سياسية ناجحة.

من يتهمون الآخرين بالإسلاموعروبية... إلخ و يحملون تلك الأفكار، هم أشخاص عدميون ليسوا حريصين على حل المشكلة، و موهبتهم في وضع المتاريس و تدمير الطرق و تسميم الآبار و شعارهم الموت للجميع.

من سينتصرون في المعسكر الآخر هم الذين يحملون وعداً للمستقبل و هؤلاء هم الذين يصيغون السلام.

نحترم رأي السيد الإمام الصادق لكن لنا سياساتنا فيما يتعلق بخوض الإنتخابات.

عن طريق خوض الإنتخابات يمكن أن نحبط مخططات التزوير و نجعل من الإنتخابات أقرب إلى الشفافية و النزاهة.

إذا أستطعنا أن نضع تياراً وطنياً جامعاً لخوض الإنتخابات يمكن أن يحدث صعقة سياسية توقظ النائمين.

أنا لم أغير موقفي المعارض للمحكمة الجنائية الدولية بإعتبارها إستخدمت كأداة سياسية مما أدى إلى تعقيد المشكلة.

إتفاقية الدوحة نصت على أهمية مسألة عدم الإفلات من العقاب، في ذات الوقت أقترحت لذلك صيغة ليس فيها دور تنفيذي لمحكمة الجنايات، و هذا تطور كبير كان يمكن البناء عليه و ما يزال متاحاً إعتماده.

الخيارات المتبقية للوصول إلى السلام النهائي عبر قفزتين، الأولى إتفاق سياسي إطاري و وقف العدائيات ،ثم التفاوض و التنسيق للقفزة الثانية التي تؤسس سلام دائم و نهضة مشتركة.

نحن لم ننشق عن المؤتمر الوطني و إنما ابعدنا بقرارات جائرة كانت رغبة القيادة و ليس القواعد.

قدرتنا على الإصلاح مستمدة من إسم حزبنا، و نحن نؤمن أن الإصلاح هو جهد دؤوب و مثابر و طريق طويل و بناء فوق بناء، و لا يحدث الإصلاح بالتمني و لا عن طريق أعمال الحواة.



 غازي صلاح الدين العتباني طبيب و سياسي سوداني مخضرم ، شغل مناصب عديدة منها :مستشار لرئيس الجمهورية، وزير الدولة بوزارة الخارجية، أمين عام للمؤتمر الوطني، وزير الإعلام والثقافة و الناطق الرسمي لحكومة السودان ،و مستشاراً لشؤون السلام.
كما ترأس كتلة المؤتمر الوطني في المجلس التشريعي (البرلمان).

هو سياسي عبقري و مفكر عقلاني و محاور مرن يتحدث الإنجليزية و الفرنسية بطلاقة، كان مسؤولاً عن أهم الملفات السياسية السودانية: ملف دارفور، و ملف إدارة الحوار مع أميركا،و مسؤولا عن ملف السلام والمفاوض الأول مع الحركة الشعبية لتحرير السودان قبل أن يسلم الملف لعلي عثمان محمد طه ، و دكتور عتباني هو صاحب المقولة المشهورة (إتفاقية نيفاشا أسوأ إتفاقية في تاريخ السودان، و الذين وقعوا عليها يتحملون وزر انفصال الجنوب).

دكتور عتباني هو من أشهر تلامذة دكتور الترابي و هو أيضاً أحد القيادات العشرة التي تقدمت بمذكرة "العشرة" الشهيرة التي أدت إلى أبعاد الترابي عن الامانة العامة والبرلمان.

يعتبر دكتور غازي صلاح الدين أحد صقور الحركة الإسلامية، و هو الطبيب و السياسي، و في نفس الوقت المناضل و الجندي الثوري ففي سن صغيرة جداً ذهب إلى ليبيا التي كان رئيسها القذافي يكن عداءا شديد لجعفر نميري، و تدرب العتباني مع أفراد الجبهة الوطنية عام 1976 المكونة آنذاك من حزب الأمة و الحزب الإتحادي بقيادة الشريف حسين الهندي، و جاء إلى الخرطوم في جيش أسماه النظام الحاكم آنذاك "بجيش المرتزقة" بقيادة العميد محمد نور سعد، و في إحدى مقابلته أجاب عتباني موضحاً لماذا أستخدم خيار القوى :(في 1976 كانت المحاولات المدنية السياسية لتغيير النظام لم تفلح والنظام في النهاية نزل بثقله على الحركة السياسية المدنية، فكان التقدير أنه لا مفر إلا من استخدام القوة، طبعا أنا كنت جندياً) .
شارك العتباني آنذاك في إحتلال دار الهاتف، و يقال أنه تم إلقاء القبض عليه فيها و كان حاملاً للسلاح و اعتقدوا أنه ليبي لشدة بياض بشرته.

تم إبعاده من المؤتمر الوطني بقرار جائر و ظالم رغبة من القيادة و لم يكن القرار بناءا على رغبة القواعد، فأسس حزب" الإصلاح الآن"، و مد يده متعاونا مع جميع ألوان الطيف السياسية السودانية المعارضة في الداخل والخارج.

يعتبر دكتور عتباني موسوعة فكرية و هو مهتم جداً بالمراجعات الفكرية و المذهبية فهو إسلامي معتدل و منفتح فكرياً يفكر بوعي و يدرس التقلبات العالمية السياسية بذكاء و دهاء.

دكتور غازي صلاح الدين صاحب نظرة سياسية لا تخيب فهو السياسي الوحيد الذي تنبأ بفوز ترامب في الانتخابات مع ان روجر كوهن وتوماس فريدمان اكدا فوز هيلاري.

كانت له مواقف وطنية معروفة منها موقفه في مظاهرات سبتمبر 2015، و مواقف أخرى مساندة للمرأة.

اثني الكثيرون على مواقفه الوطنية و الإنسانية و شهدوا شهادة حق منهم : سكرتير الإيقاد الذي قال لولا عزل دكتور غازي صلاح الدين من نيفاشا لبقى السودان موحدا إلى يومنا هذا، كما قال في حقه الأستاذ محجوب محمد صالح رئيس تحريرصحيفة الأيام أن د. غازي قد بذل جهدا مقدرا في ملف السلام،و أنه كان يدير ملف السلام بطريقة مرنة وتطل على الاخرين ،كما رشحه المفكر الكبير الطيب زين العابدين لرئاسة الجمهورية و أعتبره من جيل الشباب القادر على تحمل المسؤولية و إخراج السودان من هذه الأزمة، كذلك في حوارنا مع السيد الإمام الصادق المهدي قال أن دكتور غازي مرشح مؤهل لرئاسة الجمهورية و تحدث أيضاً عن أن المجال مفتوح له للإنضمام لنداء السودان أو العمل معهم على أجندة وطنية مشتركة.

و بما أن دكتور غازي صلاح الدين العتباني يجد قبولاً كبيراً من شخصيات وطنية و قومية سارعنا للإتصال به لإجراء حوار معه، و نشكره على استجابته لمناقشة أهم قضايا الساعة بصدر رحب و عقل منفتح.
و الآن احيلكم إلى مضابط الحوار :

بدايةً نرحب بكم دكتور غازي صلاح الدين العتباني.

 ما هي أسباب إنشقاقكم من المؤتمر الوطني؟ هل عجزتم عن الدعوة إلى الإصلاح بدلاً من الانشقاق و أنتم على رأس حزب تسمونه "الإصلاح الآن "؟
  لو أنك أجريتي مراجعة تاريخية بسيطة لأدركت أننا لم ننشق عن المؤتمر الوطني وإنما أبعدنا بقرارات جائرة لأن تلك كانت رغبة قيادة المؤتمر و ليس القواعد.
أما عن قدرتنا على الإصلاح المستمدة من اسمنا، فنحن لا نؤمن بأن الإصلاح يحدث بالتمني، ولا عن طريق أعمال الحواة، وإنما هو جهد دؤوب ومثابر وطريق طويل، وبناء فوق بناء.

 حسناً دكتور العتباني، الكل أصبح يناصب الحركة الإسلامية العداء و يحسبون عليها كل جرائم الإنقاذ، فهل ما زلتم عضواً في الحركة الإسلامية؟ و إلى أي مدى أنتم مع أو ضد هذه الإتهامات؟
 مسكينة الحركة الإسلامية أكل لحمها وترك عظمها، هي تذكرني بتلك المرأة التي جاءت إلى النبي بعد سفر طويل ومعها ناقة فقالت له: إني نذرت إن أوصلتني ناقتي هذه إليك أن أذبحها، قال: بئسما جزيتها به.

 السيد العتباني، دكتور الطيب زين العابدين قال أنتم من الشباب الأصلح لرئاسة الجمهورية و كذلك السيد الإمام الصادق في حوارنا معه قال أنكم من ناحية التأهيل مؤهلين للرئاسة، فإلى أي مدى أنت تتفق أو تختلف معهم؟
 رد قائلاً : شباب؟ إنتي بي جدك؟ لكن على كل حال حسب الحكمة الشعبية "البقول ليك سمين قول آمين" .

حسناً د. عتباني في حوارنا مع السيد الإمام الصادق المهدي قال أن هناك إمكانية لإنضماكم لنداء السودان، فهل أنتم فاعلون لخوض هذه التجربة علماً أن الإمام ذات نفسه واجه العديد من الإنتقادات من داخل حزبه شخصياً بسبب الإنضمام إلى جماعات نداء السودان الذين حاول الإمام مرات عديدة في حوارته معنا التبرير أنهم ليسوا جماعات إرهابية، و في نفس الوقت قال إنه ينأ بنفسه و يتبرأ عن أي عمل مسلح يقومون به، و سعي أن يجعل من نداء السودان مؤسسة مدنية للبعد عن الشبهات على حد قوله ، أنتم إلا تخافون على تاريخكم السياسي من تلك الشبهات أم أنكم مستعدون لخوض التجربة و قبول دعوة الإمام ؟ 
 طبعاً السيد الإمام الصادق بيننا وبينه روابط إستراتيجية وهو ذو مصداقية في العمل العام لا يتغالط حولها من يعرفونه، ونحن على الجانبين مجتهدون في التوصل الى طرائق عمل مشتركة.

 الدكتور غازي صلاح الدين ديمقراطي و لكن يقال أنه جزء من منظومة انقلبت على الديمقراطية في 30 يونيو 1989؟
 لو اشتغلتي بهذا المقاس فلن تجدي أحداً تحاورينه أو تفاوضينه، هو التفاوض والتفاهم ما أصلهن مصممات ليكونوا مع طرف آخر لديه مشكلة ونزاع، لذلك المشكلة ذاتها تصبح الجسر وتنتهي إلى مكسب، والتاريخ ماشي العاوز يمشي، يمشي والعاوز يبكي على الطلل، يبكي، ونتلاقى الموسم الجاي "بين الدخول فحومل" أو ما نتلاقى. 

حسناً، الأستاذ مبارك الفاضل المهدي في كتابه (ماذا جرى؟ ) قال :("شعارات التهميش و ما سمي قوي الهامش كلمة حق أرادت بها النخب من أبناء مناطق الهامش القفز عبر حشد عقول و عواطف أهاليهم لحملهم إلى الأضواء و السلطة، ثم التخلي عنهم عند بلوغ طموحاتهم، فلا هم يملكون تصور للنهوض بمناطق الهامش، و أكثرهم لا يملكون الكفاءة و لا الخبرة للحكم لأنهم لم يبذلوا جهداً لتأهيل أنفسهم و لم يتدرجوا في الوصول إلى القمة بل قفزوا إليها "بالزانة"،").
فإذا كان الأمر كذلك إلا ترى أنكم أنتم عندما كنتم في المؤتمر الوطني ساعدتم على ذلك لأن التعيين و الإستوزار لم يكن مبنيا على مبدأ الكفاءة و كان المؤتمر الوطني لا يفاوض إلا من يحمل السلاح، و ضيع حقوق مناطق كثيرة مهمشة في السودان لأنها لم تلجأ إلى لغة السلاح مثل "هؤلاء" فضاعت حقوقهم ، أليس المؤتمر الوطني هو الذي أسس لذلك عندما كنتم جزءا منه؟
 أظن لو دققنا في كلام مبارك هو تحدث عن إستغلال مسألة التهميش، وكلامه صاح، ما نحن أقرينا قبل كده إنّو في استغلال للعرق والجهة والثقافة والطبقة والدين حتى.
 يعني طرف مسموح ليه يتحدث عن اهتماماته وتطلعاته، وطرف تاني لأنه تحدد سلفا إنّو مجرم، ومش هو براه المجرم لكنه سلالة مجرمين، ما مسموح ليه يقول كلمة.

 أنا بعتقد إنّو القادة البعرفهم من قادة الجبهة الثورية ونداء السودان يحملون رؤية ناضجة لمسألة التهميش ويمكن، بل يجب التوصل معهم حولها لرؤى مشتركة وحلول .

أما الاستنتاج بأنني احد ركائز الأزمة لأنني كنت عضوا في المؤتمر الوطني حين كانت تجاز فيه تلك السياسات فسأنظر فيه بعناية.

 تمام، دكتور عتباني ما هو تقييمكم لنداء السودان و الجبهة الثورية ؟ 
الرؤية السياسية والفكرية للجبهة الثورية ونداء السودان كانت كفيلة بان توصل الأطراف الى حل للنزاع ولكن الانشقاق اثر على امكانية حدوث ذلك.
 و ِفي رأيي أن ما تبقى من خيارات هو الوصول للسلام النهائي عبر قفزتين القفزة الاولى التوصل الى اتفاق سياسي إطاري ووقف عدائيات، ومن ثم التفاوض لتحقيق القفزة الثانية وهي التي تؤسس لسلام دائم مستقر ونهضة مشتركة مستدامة.

حسناً د. عتباني، في رأيكم ما هو سبب عداء أبناء الهامش تجاه من أسموهم كبار "جهابذة الإسلاموعروبية" ، في إشارة لكم أنتم و السيد الإمام الصادق، و كانت قد صرحت جماعات الحلو أنهم لن يحضروا إجتماعات نداء السودان التي يرأسها "كبار جهابذة الإسلاموعروبية" السيد الإمام الصادق المهدي، كما أن سبق و قدمت لكم دعوة لحضور إجتماعاتهم لكنها قوبلت بهجوم و إنتقاد حاد من قبل بعض أعضاء نداء السودان و قواعدهم و اعتبروكم وجه أخرى من أوجه "الإسلاموعروبية" ؟
الذين يحملون هذه الأفكار أشخاص عدميون بمعنى انهم ليسوا مهتمين بالضرورة بمصالح فئة معينة من السكان، وليسوا حريصين على حل المشكلة، وإنما حرصهم وموهبتهم هي في وضع المتاريس وتدمير الطرق وتسميم الآبار، وشعارهم الموت للجميع لانه اذا سمحنا لأحد ما ان يحوز حق الحياة والعيش الكريم ولكن على حساب حق شخص اخر نكون قد وضعنا الأساس لمعادلة صفرية أو صيغة عدمية. وتبني فلسفة تستلهم الغلو والتطرف لا تنتج صفقة سياسية ناجحة.
اعتقادي انه مع الأخذ في الاعتبار كل تلك العوامل السالبة فان الذين سينتصرون في المعسكر الاخر هم الذين يحملون وعداً للمستقبل وهؤلاء هم الذين يصنعون السلام.

حسناً، في حوارنا معه أشار السيد الإمام إلى أنه قبل ظهور حركة تحرير دارفور و العدل و المساواة في 2002 لم تكن هناك حركة مقاومة ضد الحكومة المركزية، و لم يكن في دارفور صراع بل كانت هناك مشاكل أمنية و نهب مسلح، و لكن بعد 2002 ظهرت الخلافات ضد الحكومة المركزية و بناءا على ذلك جندت الحكومة الجنجويد الذين هم بدورهم قاموا بجرائم الأمر الذي أتى بالمحكمة الجنائية، أنتم باعتباركم كنتم جزءا من المؤتمر الوطني ما هو قولكم في قضية دارفور و الجنجويد... إلخ ؟ 
بالنسبة لي أتشرف بأنني كنت الشخص الذي فاوض بمثابرة وعدالة إلى أن توصلنا الى إتفاق الدوحة الذي شهد له المجتمع الدولي بالإضافة إلى الإتحاد الأفريقي والجامعة العربية.
فضلاً عن ذلك أتشرف بأنني توصلت مع الحكومة التشادية لإتفاقية مشتركة لحفظ الأمن في جانبي الحدود، وهو ما أدى لإستقرار هذه المنطقة منذ العام ٢٠١٠ وحتى الآن.
هذا اضافة الى مجهودات عديدة واتصالات كثيفة في المنطقة قمت بها ومن خلالها التقيت بقيادات مثل الرئيس دبي ومعمر القذافي وسمو الشيخ حمد بن خليفة، و هذه الجهود وفرت دماء أبناء دارفور ووضعت أساسا متينا لاتفاق صلح وسلام.
و بالنسبة لدارفور فان المشكلات فيها قديمة لكن صحيح أنها تفاقمت كما لم يحدث من قبل في عهد الإنقاذ لأخطاء داخلية وخطط خارجية.

 حسناً دكتور عتباني، على خلفية ذكر المحكمة الجنائية التي يرى فيها البعض دليل على عجز و يأس المعارضة عن إسقاط النظام فأصبحت تتاجر بموضوع الجنائية ، علماً بأن قادة المعارضة المسلحة على وجه التحديد ارتكبوا العديد من الجرائم و التصفيات الميدانية في قلب حركاتهم، ناهيك عن الفساد المالي و المتاجرة بالقضايا دولياً كما وصفهم البعض ، أنتم كمعارضة كيف تنظرون إلى موضوع المحكمة الجنائية ؟
 أنا لم أغير موقفي المعارض للمحكمة الجنائية الدولية بإعتبارها استخدمت كأداة سياسية وهو ما أدى الى تعقيد المشكلة.
نحن استطعنا من خلال التفاوض من اجل الوصول الى سلام تحكمه اتفاقية الدوحة التي نصت على أهمية مسألة عدم الافلات من العقاب لكنها في ذات الوقت اقترحت صيغة ليس فيها دور تنفيذي لمحكمة الجنايات وهذا تطور كبير كان يمكن البناء عليه وما يزال متاحاً اعتماده والبناء عليه. 

أخيراً دعنا نختم بموضوع الإنتخابات، فالسيد الإمام الصادق المهدي في حوارنا معه قال :("د. غازي صلاح الدين و غيره إذا خاضوا الانتخابات من دون استحقاقات ستكون مسألة معيبة و ستعطي شرعية لعملية سياسية غير مقبولة")، فما هو موقفكم من 2020؟ على العلم أن في قلب نداء السودان هناك تيارات دعت إلى خوض الانتخابات ؟
نعم، هذه مسالة تختلف فيها التقديرات ونحن نحترم رأي السيد الامام الصادق لكن سياستنا حتى الان هي خوض الانتخابات و ِفي سبيل ذلك توفير اكبر قدر من المكاسب السياسية التي تجعل من الانتخابات اقرب الى الشفافية والنزاهة ونحبط في سبيل ذلك مخططات التزوير والتزييف.
قد لا ننجح بنسبة مئة بالمئة هذه المرة، ولكن إذا استطعنا أن نصنع تيارا وطنيا جامعا وموحدا فيمكننا احداث صعقة سياسية توقظ النائمين.



#عبير_سويكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنيس شوشان في حوار الجرأة و الصراحة يجرم الفتوحات الإسلامية ...
- موافقة جهات مؤثرة و ذات نفوذ دعم مساعي نداء السودان لمحاصرة ...
- توماس شريلو أبرز معارضي إتفاقية الخرطوم للسلام يؤكد إنهيار إ ...
- في أول سابقه من نوعها الإمام الصادق المهدي يشيد بالرئيس الفر ...
- الصادق المهدي يدحض أكاذيب و جهل من إتهموه بالسعي لتقويض المح ...
- الصادق المهدي :يتحدث عن مرشحيه السبعة لرئاسة حزب الأمه و يعي ...
- محاصرة الإمام الصادق المهدي في كرسي ساخن حول المحكمة الجنائي ...
- الإمام الصادق المهدي يستصرخ السياسيين و المفكرين و الإعلاميي ...
- في أسخن حوار زعيم المعارضة السودانية الصادق المهدي يعري و يف ...
- حوار الساعة مع توماس شريلو سواكا أبرز معارضي إتفاقية سلام ال ...
- لجنة معلمي الجزيرة تكشف عن شراسة الإنتهاكات الأمنية و الالعي ...
- دكتور لام أكول في حوار الساعة يتجاوز بشجاعة الخطوط الحمراء و ...
- نفى فوك بوث بالوانق مدير الإعلام في الحركة الشعبية في المعار ...
- باقان اموم يؤكد على أن تقسيم السلطة قضية هامشية و فوقية و يط ...
- أخطر صقور السياسة الجنوبية باقان اموم في حوار السلام يرفع غص ...
- الجنوبيون يدينون بشدة البند خمسه من إتفاقية النفط و يصفونه ب ...
- تحرر جبران خليل جبران من قيود الطائفية بصوفية أرم ذات العماد ...
- الحركة الشعبية جناح الحلو تصف نداء السودان بالكتلة المرؤوسة ...
- الطيب عثمان الموثق لمخالفات مستشفى بحري و مصور الجثة يتحدى م ...
- بيان من الحركة الشعبية في المعارضة


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبير سويكت - حوار الساعة مع دكتور غازي صلاح الدين العتباني مرشح رئاسة الجمهورية الذي يحظى بقبول كبير من شخصيات وطنية و قومية.