أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هازان كاريسي - نقدي محبوب ونقدك معيوب















المزيد.....

نقدي محبوب ونقدك معيوب


هازان كاريسي

الحوار المتمدن-العدد: 6001 - 2018 / 9 / 22 - 16:19
المحور: كتابات ساخرة
    


يعني النقد اصطلاحًا الطريقة التي يمكن من خلالها إبراز جوانب الاستحسان والنقص على السواء لشخص أو فكرة أو شيء ما والنظر في قيمته،والنقد مأخوذة من الكلمة اليونانية: (krinein) وتعني حكم أو تفكير (هلال42،ص19) أو قاضي. ظهر مصطلح (ناقد) بمعنى (قاضي الأدب) في نهاية القرن الرابع قبل الميلاد، ثم ظهر في اللاتينية في عصر (شيشرون) واستخدم في ايطاليا خلال عصر النهضة وشاع في القرن السادس عشر،وبعد ذلك بدأ يحل في أوربا محل مصطلحات أخرى كالنحو والبلاغة وفن الشعر. تقتضي كلمة نقد، إرادة الحكم على واقع معين كيفما كان ، فالمرء يدرك ، ويدرس ، ويختار، ويتخذ موقفا إزاء الأشياء ويعرب عن رأي، وفيه يؤكد أو ينكر شيئا يتصل بموضوع ما. والتفكير نقديا،هو ذلك الذي بعد تأمل دقيق ومنهجي ، ينظم الأحكام ويلاءم بينها وبين طبيعة الواقع الخاصة موضع الدرس، وهناك نوعان من النقد , نقد بناء واخر هدام , وأما النقد الهدّام أو المدمر، فيأتي عادة في صيغة عدوانية أو على شكل هجوم مباشر على شخص ما بالقول مثلاً “أنت شخص أناني مثير للاشمئزاز”، أو “أنت غبي وغير كفء”! فإذا تمثل لك مثل هذا النوع من النقد وتعرضت لهجوم مشابه من قبل شخص يسمح لنفسه بأن يتفوه بمثل هذه الكلمات الجارحة، فتأكد أن هناك خطأ ما قد حدث وهذا الخطأ كما يراه لازاراس، يتعلق بالشخص الذي انتقدك ولا يتعلق بك بالتأكيد. فالشخص العقلاني والمتزن لا يلجأ إلى إتباع مثل هذه الأساليب في علاقته بالآخرين، حتى لو تسببوا في الإساءة إليه، أما طريقته العدوانية في النقد فإنما تكشف عن مشكلة نفسية كما تكشف عن شخصية الناقد لا الشخص الذي يتعرض للانتقاد ولهذا، يبدو أمراً سخيفاً أن نأخذ كلامه على محمل الجد أو أن نمنحه أي اهتمام، وبدلاً من ذلك نحاول منع هذا الشخص من التفوه بالمزيد من الكلمات الجارحة، بطريقة تتناسب مع شخصيته فإذا اتهمك شخص بالغباء مثلاً فيتوجب عليك مواجهته ليبيّن السبب الذي جعله يتفوه بهذه الكلمات، وسيكون حينها بين خيارين؛ أن يورد سبب تقصيرك الذي جعلك تستحق هذا الوصف أو أن يكتفي بالصمت لعدم وجود سبب يستحق هذا، وفي كلا الحالتين، فإنه لأمر محرج لهذا الشخص أن يقف أمامك في موقف لا يحسد عليه، وربما يتمكن منه شعور بالخجل بدلاً عنك لأنه تفوّه بكلمات غير لائقة. أما الجانب الإيجابي من النقد فهو النقد البنّاء، حيث يمكنه أن يكون مفيدا ومثمرا عندما يتعلق الأمر بتجربة أو عمل ما يستوجب إسداء نصيحة أو ملاحظة، خاصة حين يستخدم الناقد نظرية “الشطيرة” أو “لفة”؛ حيث يضع كلمات النقد بين تعليقين إيجابيين فتكون كالشطيرة التي تحمل بين قطعتي الخبز قطعة من اللحم، وتكون قطعة اللحم هذه هي كلمات النقد التي خفت حدتها حين وضعها الناقد بين تعليقين إيجابيين.فكلنا يستخدم النقد ولكن يختلف الناس في نقدهم بين النقد البناء والنقد الهدام، النقد الإيجابي والنقد السلبي ولا يكون النقد هداما وسلبيا إلا إذا كان صاحبه يريد الهدم فعلا، أو يفتقر إلى مهارات النقد وأساسياته ولا يعرف أهدافه. إن النقد يعرف بأنه عملية تقييم وتوجيه للتصحيح، يراد بها تصحيح خطأ قام به أحد ما ليتفاده في المستقبل ويعمل على تصحيحه . ولكن المشكلة ليست في ان كان النقد بناء او هدام قد يكون النقد هو نفسة ولكن يصفة الاخرين بالهدام او البناء حسب خلفيات الناقد فعلى سبيل المثال لا الحصر , لو انتقد شخصا شخصا من المذهب الشيعي التطبير فانه سوف يوصف بانة انسان غيور يريد ازاله الشك عن مذهبة ولكن في نفس الوقت لو انتقد شخص من المذهب السني التطبير بنفس الوسائل واليات فانة سوف يوصف بانة شخص طائفي والعكس صحيح تماما . لنخذ مثلا اخر لو انتقد شخص كردي سياسيات القادة الاكراد فانة نقد سوف يوصف بالبناء والوطنية اما لو انتقد شخصا عربيا نفس السياسات ولنفس الاشخاص فانة سوف يوصف بالشوفيني والعنصري . اذن النقد خرجت عن مفهومها الاصلي بانه الدعم الأساسي لبناء الأفكار، وحتى ان الايجابية والسلبية اسقطت عن النقد بل اصبح هناك نقدا محبوب واخر معيوب , فلو كنت من ديني او من مذهبي او قومتي او من حزبي او تحمل نفس الافكار السياسية والايدلوجية فنقدك محبوب واشكرك علية او لو كنت من غير جنسي او ماذكرته سابقا فنقدك هدام وتريد تسقطي بل انك تفتقر الى اساليب النقد او بشكل اخر فان نقدك معيوب . ولكن هل تحتاج النقد الى شروط واساليب , نعم , فالنقد تعتبر واحد من اهم وسائل التشجيع ومن الأمور المهمة في النقد، فيجب على الناقد أن يبين للشخص الثاني أنه يريد منه أن يتطور وليس فقط أن يبدي له عيوبه للتقليل منه ويتمنى له الخير. لهذا أسلوب النقد مهم لأن الشخص الموجه إليه الكلام قد لا يتقبل ما تقول، وبذلك قد يتحول نقدك من بناء إلى هدام. ويجب أن يكون النقد بعيدا عن التعصب والنظرات الشخصية للناقد. فلو كان الناقد يحبذ فكرته، فلا بد أن يحترم فكرة الشخص الآخر، لأنه قد تكون الفكرتان صحيحتين. و لاشك أن تعصب كل شخص لفكرته ينتج عنه حوار هدام لم ولن يخرج منه بفائدة واحدة، لأنه مبني على آراء شخصية والأسلوب المستخدم فيه أسلوب فرض رأي وليس أسلوب نصيحة. ومع هذا، فإن النقد البنّاء يبدو أمرا صحيا بل ضروريا في بعض الحالات؛ فإذا لم نعرف نقاط ضعفنا ومواطن الخطأ في أفعالنا فكيف لنا أن نتغير ونتقدم؟ هناك فرق بين النقد البناء الذي يصدر عادة عن أشخاص محبين والنقد الهدام الذي يؤذي ويقوّض، والتمييز بينهما أمر مهم وهو مفتاح السرّ.هناك أيضاً نوع من النفاق في عملية النقد؛ فبعض الأشخاص يبتسمون في وجوهنا ثم ينتظرون الفرصة المناسبة لتوجيه النقد الجارح إلينا في غيابنا، فيما يلجأ آخرون إلى توجيه النقد الهدّام إلينا في صيغة ودية مرفقة بابتسامة بحجة خوفهم على مصالحنا ورغبتهم في تقديم النصيحة، وهذه الطريقة أكثر تسبباً في الأذى وتبدو أكثر قسوة من سواها، إذ أننا نستطيع أن نتحسس ثقل كلماتهم الجا الى أن تنقد نقداً بناءً هو حقّ كلّ شخص، لكن أن تعطي نفسك الحق في التهجّم على الآخرين وتجريحهم، فهذه إهانة لإنسانيّته وكرامته ولا يحقّ لأحد مهما كان موقعه التعليمي، الثقافي، الإجتماعي، أن يجرّح الآخرين لأنّه لا يختلف عنهم البتّة. فالتجريح هو مرض إجتماعي، ونقطة نقص لدى الشخص الذي يقوم به، وعليه أن يُعاقَب، وتكون هناك قوانين رادعة لهؤلاء الأشخاص.رحة وكأنها نتف من ثلج تسقط على ملامحنا. كما أريد أن أوضح أنه قد يكون نقدك بناء وبأسلوب ممتاز ويحتوي كل شروط النقد البناء، ولكن لا يتقبله الطرف الآخر، فيجب أن تعرف أنك لا تستطيع أن تغير من الناس ويجب عليك فقط فعل ما عليك واترك الباقي. وفي النهاية




#هازان_كاريسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرصة للكلام في يوم السلام
- السياسية المائية للعراق يصنع من شط العرب بؤرة للتلوث


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هازان كاريسي - نقدي محبوب ونقدك معيوب