أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل الدلفي - الاحساس الذاتي بقوانين العصر شرط الانسجام مع خط الحضارة العالمي














المزيد.....

الاحساس الذاتي بقوانين العصر شرط الانسجام مع خط الحضارة العالمي


كامل الدلفي

الحوار المتمدن-العدد: 5999 - 2018 / 9 / 20 - 15:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عاش الانسان العربي في النصف الثاني من القرن العشرين ارهاصات التحول نحو الاشتراكية، بصورة اكثر فاعلية مما يعيشه الآن من حماسة باردة للتحول نحو الديمقراطية..
الاشتراكية كانت خياراً حاسماً للجماهير العربية، إلا أنها خيبت امال تلك الجماهير بها ..
والاسباب كثيرة و متشعبة.
عشق العربي حلمه في الاشتراكية ودفع بقوى الشباب الثوري يتمترس في احزاب الاشتراكية القومية، و حين تمكن من ان يستلم "أزمّة " السلطة وأدار "موتورها" بدماء وتضحيات الجماهير ، فعمّق من طوباوية الاشتراكية وبتّ باستحالة تحقيقيها، فظلت كما هي حلما مجرداً، جسداً بارداً، و أحال حلم العدالة الاجتماعية، و الوفرة، والتوزيع المتساوي للثروة ، وكرامة العربي ولقاحيته الشماء الى مكوث قسري في سجون متلاصقة و اعواد مشانق، الى خوف مجاني وهواجس و اشعار ودخان و حسرات و خيبات ،وامراض عضال تئن تحت اخبار متواترة عن صالات القمار والجنس والبذاءة و العقود الفاسدة والتطبيع والبروتوكولات السرية مع الامبرياليين والاستيطانيين.. وانكسر الناي والعود والبهجات البريئة العاشقة تحت زعيق نشيد البطل القومي"بالروح بالدم نفديك يا زعيم " ..
الحلم صار رديئا استهلاكيا بمقاسات أحذية رجال الاعمال الغربيين الذين جاءوا بحقائب الاقتصاد الحر ، احذية وطأت الحلم البري. فهل أسوء من حلم موطوء ؟
وحين انقض الامبرياليون على هشاشة ما تبقى من اشتراكية روسيا واوروبا.. في ثورة سيوفها ورماحها من حرير كالجينز ، والهمبرغر، وحريات متنوعة مدفونة في عالم الاشتراكية، سقط جدار العزلة الثورية..
فانقطع الحديث عن الاشتراكية في البلاد العربية ، لاح في يقينها انها لم تكن تسير بإرادتها بل كانت سادرة في غمار التأثر والايحاء بموجة الاشتراكية الغربية،
و خاضت صراعات الحرب الباردة بالنيابة، وخضع نضالها الموهوم الى اشتراطات القوانين الفاعلة في ثنائية الكر والفر بين القطبين الكونيين ،وحين تهاوت قوى الاشتراكي العظيم ، وقتذاك تعزز يقين العرب والشرق ان اشتراكيتهم كانت صرعة عالمية وموجة تبث في الافاق لها منبع تتبعه ..تينع بروائه وتجف بجفافه..وكانت الحتمية هراء برنامجي محض.
واندفع المسوقون العظام يصنعون ما يملأ الفراغ في المساحات الشرقية ..الذهن ..المجتمع..الدولة .. وهناك الوصايا والاستشارات المقدسة كانها نص رسولي ( برنارد لويس، فوكوياما، هنتنغتون، كيسنجر، ومراكز الدراسات) فاندفعت الديمقراطية مثل سيل عرم الى هضاب العرب الجدباء ..والمهانة بالحلم المكسور..وتعاظم دور الثورة الساندة للديمقراطية ، ثورة المعلومات ، على يد الستلايت والانترنيت والفيس بوك ..وعلى الرغم من الحراك الجماهيري الميكانيكي في الربيع العربي
فان الجماهير العربية لم تتفاعل مع موجة الديمقراطية كمفاهيم وسلوك ..فهي اسقطت الحكام بطريقة الثأر الصحراوية ..واسلمت السلطة للنخب المتسلقة القابضة للنتائج الكلية، لتحصد ديموقراطية انتخابية مؤبدة ، وذلك لعدم التفاعل الجمعي مع الرؤية والحضارةالديمقراطية بحب وبرغبة ، فقد ارتابت منها ، لانها ترى ان العدو الإمبريالي الذي قاتلته بالامس على الحلم الاشتراكي هو من يسوق الحلم الديمقراطي في الشرق.. والحال هذا فليس صعباً ان تدرك قيمة الخداع المندس في اللعبة..
فما هي الوجهة الاصح الغائبة من خيارات امم الشرق..؟
الاشتراكية لو كانت بصيرورات شرقية لنبتت في ارضنا ولم يجرِ ما جرى لها..
والان لو ان الجماهير تدافع عن خيارها الواقعي المرتبط بقضاياها وارهاصاتها و جدلياتها بعيدا عن الوصفات السمان المترجمة ..حتما ستجد ادواتها المناسبة في التعامل مع المفاهيم الحضارية العالمية ..وفي المقدمة منها المدنية والديمقراطية وسواهما.
ان حاجتنا اليوم هي ابلغ لاتباع مناهج علمية حقيقية في ايجاد حياة حرة كريمة ، وذلك بعد قرن ونيف من التجارب يعد مستحيلا بدون ربط الشرق بآخر انماط الحضارة الانسانية وهي حضارة الحداثة الغربية ، التي تخطت عوائق الذهنية القروسطية في اوروبا ، لتجعل منها هفوة تاريخية عابرة، ان انتاج اساليب وادوات لنقل العلوم والمعارف والانجازات الكبرى والبديهيات والقوانين والمناهج النقدية و طرائق السلوك الحر يجعلنا قادرين على فك الحبال المكبلة للذهن والحرية
والتخلص من العبوديتين العظيمتين في حياتنا المعاصرة ، وهما التبعية الفجة للتراث ، والتمسك المتعصب بايقاعاته
دون. العضة من تجاربه فقط و وقف السماح له في ادارة الحاضر والاختلاف بيننا حول اختلافاته ، سيما وأنه وصل الى اعماقنا نقلا لا عقلا.
و العبودية الثانية المتجسدة بسيطرة الامريكان والغرب على مقدراتنا وغلق ابواب النهضة علينا ومنعنا من التواصل الحر مع اسباب الحضارة ، فان رفضها ومنعها يغدو ممكنا فقط برفض النظام الرسمي الذي صنعه الغرب وأمّره سيدا علينا لينشر الخراب والخرافة والفساد.و بالتحول الجذري الى ذهنية تؤمن بقيم المعاصرة وتبحث عن مشاكلها الوجودية في الواقع لا في السماء.




#كامل_الدلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل الولي /قصة قصيرة جدا
- عميل من الدرجة الأولى/ قصة قصيرة جداً
- التبغدد هو الحل..
- ازمة البصرة ..دجاجة الذهب وحبات السبوس
- من يقدر ..ان يأتي بحياة تليق بأسم البصرة.؟
- مقاسات التطور الموضوعي في الساحة العراقية
- مات طائر القصب.. ووا أسفي عليه.
- ان لله بيوتاً من تنك
- الآن بدأ تاريخ مفارق في العملية السياسة بعودة المؤتمر الوطني ...
- سوق عريّبة- قصة قصيرة جدا
- لا اصلاح من دون ادوات ديمقراطية
- فنتازيا الشرق الملبّد بالكره والبغض الميتافيزيقي
- عمة زكية.. ثلاثة واربعون عاماً و اللقاء بكِ لم يزل حاراً
- لماذا فقدت الاحزاب السياسية الكلاسيكية العراقية حيويتها؟
- كفانا تدوير للنفايات قراءة نحو الجديد في العمل السياسي
- تفجير مدينة الصدر الهدف والتوقيت
- اراس فوق ما تتصورون يابنك يامركزي !
- 8شباط والتفكيك السايكولوجي
- غصن الزيتون من دلالة للسلام الى دلالة للبربرية
- المدنية اشتراط موضوعي أم حيلة انتخابية؟


المزيد.....




- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل الدلفي - الاحساس الذاتي بقوانين العصر شرط الانسجام مع خط الحضارة العالمي