أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد صحن - الكرة في ملعب الشعب














المزيد.....

الكرة في ملعب الشعب


احمد صحن
كاتب وباحث

(Ahmed Sahan)


الحوار المتمدن-العدد: 1509 - 2006 / 4 / 3 - 07:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بكل تأكيد إننا لا نقصد بحصول مباريات في ملعب الشعب الدولي ،ولا نقصد ايضا المباريات بحد ذاتها . الا ان مجريات اللعبة السياسية وإحداثها التي أعقبت سقوط النظام الفاشي في العراق وإرهاصاتها الكبيرة والكثيرة نقلت بالفعل الكرة إلى ملعب الشعب ، بعد ان كان هذا الأخير يعتقد إن مجريات اللعبة سوف تكون لصالحه . هذا الشعب الذي سرقت وتبددت فرحته بزوال الكابوس الذي جثم على صدره أكثر من ثلاثة عقود ونيف . وبين غباء جي غارنر وذكاء بريمر فقد الشعب امانيه التي كان يرجوها بعد زوال ذلك النظام ، بنيت مؤسساته السياسية على اساس هش ومرتبك وعلى اشلاء فرحته التي وئدت بنصل الفوضى والنهب والسلب التي اعقبت السقوط حتى تحولت تلك الفرحة الى قلق مخيف بسبب الاخفاقات الكبيرة التي واجهت العملية السياسية منذ ولادتها ومراحل نموها بدا ، من اخفاقات مجلس الحكم ومرورا بحكومة الأخضر الإبراهيمي التي عملت بحدود المساحة التي حددتها سياسة المحاصصة الطائفية وتوزيع المناصبية ، وانتهاء بحكومة الجعفري التي لا تختلف كثيرا عن سابقاتها ، ان كرة الثلج الطائفية والمناصبية قد تدحرجت والجميع يشاهدوها دون ان يعملوا على استمالتها من اجل ان ترتطم بصخرة الوحدة الوطنية وصولا الى تحطيمها . ثلاث سنوات من عمر العراق الجديد ، ولا شيء جديد سوى طرق التفجير والتهجير ـ الطائفي ـ والعمليات الانتحارية والمحاولات الجادة والكبيرة لصنع اقتتال طائفي .. كل تلك المخاطر التي تحوم حول مستقبل العراق وجميع المعنيين لم يعملوا على تقديم اجابة على اسئلة الشعب الكثيرة فيما يخص الاوضاع المتردية من كل الجوانب ، بدا من الوضع الامني ومرورا بالخدمات المهمة كمعضلة الكهرباء والصحة وكارثة البطالة وانتهاءً بالسكن . ثلاث سنوات مرت من عمر العراق الجديد ولم تُحدد الجهات الدولية المساهمة في تاخير العملية السياسية والمسؤولة بتردي الاوضاع الامنية الى هذا المنحدر الاخير الذي بدا بمنزلق ضرب المراقد المقدسة في سامراء وما تبعها من احداث احبست الانفس في الصدور . ذهب الشعب للمرة الثالثة الى صناديق الاقتراع وخاطر بنفسه الا ان إرادته لم تحترم .. لقد مضى على موعد الانتخابات الأخيرة التي أجريت في الخامس عشر من كانون الثاني من العام المنصرم عدة أسابيع ولا يبدو على الفائزين بتلك الانتخابات الأهمية القصوى التي يرجوها الشعب من اجل انجاح عملية الانتقال بالعراق من المرحلة المؤقتة الى الدائمة ، كما لا يبدو ان الأمور سوف تسير بالاتجاه الصحيح الذي يضمن وحدة العراق ارضا وشعبا .. اننا لسنا متشائمين لكن الامور تبدو هكذا ، كُتل سياسية تتصارع بالخفاء بعضها تطلب ماليس لها ، قضية كركوك ، الضغوطات الخارجية ، الاستحقاق الانتخابي ، وأحقية الائتلاف بترشيح الجعفري ، وغيرها من القضايا الكثيرة التي ساهمت بتأخير تشكيل الحكومة الدائمة .. أوصال العراق تتقطع بنصل المصالح الفئوية، والتقاعس والتساهل يعدان جريمة تجاه الشعب والدماء التي أريقت من اجل بناءه.. إننا لم نر في الأفق لحد هذه اللحظة التي كتبت فيها السطور حلولا جذرية لمعاناته ، المعانات التي طال أمدها ، وما لم يفعل الشعب إرادته بنفسه ، فلم يجد حلولا حقيقية أو على الأقل حلولا تصل الى الحد المعقول من تحقيق طموحاته وتنسجم بالحد الأدنى مع الشعارات والعناوين التي حملتها وتحملها الأحزاب السياسية القائمة اليوم .. يجب على الشعب ان يركل الكرة بكل قوته ويرميها في ملعب السياسيين من الأمريكان والعراقيين لان يعملوا على تقليص عدد المعضلات وان لا يزيدوا منها ويحمّلوها بطموحاتهم الشخصية وأهدافهم الآنية .ربما الجميع يعرف أهمية تلك المرحلة من عمر العراق ، أنها المرحلة التي تؤسس لمستقبله ولأجياله القادمة . بلا شك سوف ينقل الشعب في يوم ما الكرة من ملعبه الى ملعب من انتخبهم ..

آذار ـ نوفمبر ـ 2006



#احمد_صحن (هاشتاغ)       Ahmed_Sahan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرايا 11 سبتمبر


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد صحن - الكرة في ملعب الشعب