الحلقه التاسعه من مذكرات جنين تكون في فترة احتلال الطاغيه للجاره الشقيقه الكويت

ناديه كاظم شبيل

الحوار المتمدن-العدد: 1508 - 2006 / 4 / 2 - 05:55
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

سمعت صوت امي الحبيبه وهي تحقق مع اخي الاكبر الذي بدات اعراض المراهقة تظهر عليه بوضوح والتي تصحبها اتعابها ايضا فلقد اطلق اسم المقاول على كلبه المدلل فما ان يردد ذلك الاسم حتى يهرول اليه الكلب هازا اليه ذيله من شدة الفرح. لقد غضبت والدتي جدا لتصرفه هذا وطلبت منه بانها ستخبر ابي ان لم يختر اسما اخر للكلب ولكن اخي بدا يضحك بخبث ويقسم بان الكلب قد تعود على هذا الاسم وانه سوف لن يستجيب له ان ناداه باسم اخر ثم قال لها ساجرب امامك ثم ابتدا يناديه بعدة اسماء ولكن الكلب كان في واد اخر. بان الغضب والقلق على والدتي وبدات اشعر بذلك فغضبت انا ايضا ولكنني ضحكت في داخلي من شقاوة اخي وخفة دمه .لقد قامت باخبار والدي عن تصرف اخي المشين هذا فامره والدي ان يكون حذرا جدا ولا يصل هذا الاسم الى اسماع الجيران فوعده اخي بذلك..بدات العديد من الشكاوى تصل من مدير مدرسة اخي الى امي وابي عن تغيب اخي المستمر من المدرسه فاخذا يترددان الى المدرسة كثيرا بسبب هذا الموضوع المهم.كان والداي يعلمان جيدا بان قلة الطعام وراء ذلك فليس باستاعة الطلاب التركيز وفهم الموضوع ان كانوا جياعا.كان اخي ورفاقه يتجولون بحثا عن اعقاب السجاير وفي احد الايام اكتشفوا بانه يوجد في منطقتنا العديد من بيوت العنكبوت. لم تكن هذه البيوت في حقيقة الامر الا مخابئ طائرات حربيه ..واكتشفوا وجود الكثير من المعسكرات ايضا فبدات اللعبة تحلو لهم واخذوا يتغيبون لقضاء امتع الاوقات هناك..في يوم رمضاني مشمس جميل تزينت والدتي وارتدت اجمل فساتينها فلقد كانت تتمتع باجازه اعتياديه فاخذت تحضر الطعام وحاولت ان يكون شهيا قدر المستطاع وفجاة سمعت اصوات طلقات نارية متكرره اجفلتنا معا فظنت ان الشرطة بدات تتعقب اللصوص بعدما ازدادت شكاوى الناس عليهم وبعد فترة ليست بالطويلة جدا سمعت والدتي طرقا عنيفا على الباب فنادت من المطبخ عمن يكون الطارق فسمعت صوت احد اصدقاء اخي يسالها عنه ردت والدتي عليه بعنف بان ينصرف لان اخي في المدرسه وطلبت منه ان لا يريها وجهه ثانية ولكنه كرر الطرق فكانت تتجاهله واخيرا استبد بها الغضب فاسرعت اليه لتوبخه وتمنعه عن رفقة اخي واذا بها تفاجا بعدد من الجنود يصحبهم ضابطا برتبة ملازم صرخت والدتي بهم ان كان هنالك مكروه قد اصاب اخي لانها شاهدت احد الجنود ماسكا صديق اخي من رقبته بشده كي لا يهرب فتصورت والدتي بانه ربما يكون قد اعتدى على اخي فامسكه الجنود واتوا به اليها فاخذت تصرخ به وتسالهم عن الجرم الذي فعله فقال لها الضابط مهدئا بان اخي بخير ولكنه ومجموعة من الطلاب اقتحموا المعسكر واخذوا يفتشون بمخازن الاعتده ونحن نشك بانكم وراء ذلك ابتسمت له والدتي محاولة تهدئته وقالت له وهل ترى في وجهي معالم الاجرام فما كان من الجندي الذي يقف بجواره الا ان يصوب رشاشته على وحهها ويقول بوقاحه: وهل يخطر ببالك بانكم ستعيشون يوما اخر ان كنا نشك بذلك عندها سوف لا نرميكم بالرشاشت وانما سنقصف بيتكم بالطائرا ت وسنهدمه فوق رؤوسكم . شعرت والدتي بالخوف الشديد ولكنها وبشجاعة عجيبة صرخت به ان يوجه الرشاشه الى الارض عندما يتكلم معها فانها واثقة بانها ليست مجرمه بل انها مواطنه شريفه ومعلمه يشهد لها الجميع بالاخلاص والنزاهه في هذه المدرسه واشارت بيدها صوب مدرستها فما ان سمع ذلك حتى اعتدل في وقفته منكسا رشاشته الى الارض سائلا اياها ان كانت تعرف طالبة تدعى هيله ردت عليه والدتي بهزه من راسها فالتفت الى الضابط وقال مؤكدا نعم لقد حدثتنا اختي بان هذه المعلمه مازحتها لكون اسمها هيله وقالت لها بانها ستضعها في قدح الشاي وتشربها لشحة الهال فاشترت لها اختي كمية من الهال وقدمتها لها ولكن هذه المعلمه رفضتها بشده وقالت بانها قالت ما قالت للمزاح فقط ثم قال لها الضاط بانه امر الجنود ان يصوبوا بنادقهم الى الاعلى عندما كانوا يحاولون اللحاق بالطلاب كي لايؤذوهم فهو صائم واخوته في هذه السن ايضاولكنه طلب منها ان تخبر والدي بالامرليصطحب اخي الى المعسكر للتحقيق معه وغلق الموضوع .في المساء عاد ابي الى البيت فاخبرته والدتي بكل شئ فاحس بخطورة الامر اما اخي فلم يعد الى البيت فاخذ والداي يفتشان عنه في البيوت القريبه الغير مسكونة بعد واخذوا يرددون اسمه في ذلك الليل الرهيب حيث تسمع فيه فقط اصوات الذئاب وبنات اوى ولكنه لم يستجب لندائهم. لقد ظلت كلمات الجندي الوقح بقصف البيت بالطائرات تتردد في اذن والدتي فان اعتذاره لم يمح خوفها ابدا ولذا قررت ترك البيت والمبيت في اي مكان اخر فاستضافهم الحارس الشهم بعد ان ابى خالي ذلك لانه قدر خطورة الموقف وخاف ان يصل الامر الى المخابرات التي ستفني العائله والاقارب وبدون تحقيق ان سمعت بذلك .اخيرا استطاع والدي ان يهتدي الى اخي الذي جاءنا خائفا جائعا فبكى الجميع عندما شاهدوه بتلك الصوره ولم يغمض جفن لاحد من افراد اسرتي تلك الليله.اصطحبه ابي الى المعسكر وحقق الضابط معه واقسم لابي بانه سيطلق سراح اخي ولكنه ربما سيدفع هو الثمن ان اوشى به احد الجنود الذين كانوا معه عند وقوع الحادث.عندما التقى اخي بالطلاب الاخرين في اليوم التالي اكتشف بانهم لا يستطيعون الكلام لان السنتهم كانت متدليه بسبب الصعقات الكهربائيه الي تعرضوا لها فان ضابطا اخر قد حقق معهم

#ناديه_كاظم_شبيل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات