أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطية - المحاصصة هويتنا














المزيد.....

المحاصصة هويتنا


عبدالله عطية

الحوار المتمدن-العدد: 5998 - 2018 / 9 / 19 - 17:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فكرة المحاصصة في ادارة الدولة اصبحت واضحة ولا تخفى علينا، رغم ان الدستور العراقي الذي صوت عليه الشعب في تشرين الاول من عام 2005 لا يحتوي على اي كلمة محاصصة، الا ان الاحتلال كان سيد الموقف ويملي على اشباها السياسين من الخونة والعملاء والطائفيين ما يريد، ويكفي ان اقول ان هذا الدستور كُتب في اشد ايام الاحتلال، وسوقته الاحزاب الطائفية على شعب جاهل ومتعطش للحرية، وكم التناقض في الجملة السابقة يعكس الواقع الذي نعيشه وما ورد في الدستور.

قبل اجراء الانتخابات النيابية للدورة الرابعة بدأت الاحزاب والكتل السياسية بالتحالفات، وحتى اذكركم كانت اغلب هذه التحالفات بأسم المدنية واللبرالية والحرية وهذه المصطلحات، بعدما كشف المواطن العراقي زيف الشعارات الدينية والطائفية المقيته، وهذه محاولة لكسب الاصوات لا لتغيير الافكار والولاءات التي جاءوا بها اول مرة، وبالرغم من المشاركة المتدنية في الانتخابات التي وصلت الى الـ20‎%‎ وتزويرها لتعلن عنها مفوضية الانتخابات في نتائجها وتقول ان نسبة المشاركة كانت 45‎%‎ ، ناهيك عن التزوير والخروقات والحرائق واتلاف الصناديق وشراء مراكز انتخابية من قبل شخصيات واحزاب، لتعلن النتائج بتغييرات طفيفة، بعد قرابة الخمسة اشهر من اجراء الانتخابات تم تشكيل الكتلة الاكبر، واختيار رئيس مجلس النواب الدائم وليس رئيس السن وهنا يجب ان اتوقف عند فكرة خرق الدستور لكون عمر الرئيس الحالي اصغر من اربعين سنة، الا انهم اتفقوا جميعاً على خرق الدستور ولا احد يعترض والسبب المصالح السياسية.
خلال المفاوضات التي اعقبت الانتخابات سمعنا كثير من المحللين والسياسين بالتهديد المبطن بالعودة الى المربع الاول، وهذا المربع المرعب الذي اخذه الالف من ابناء شعبنا في الفترة بين عام 2004 الى 2007 بالحرب الطائفية، الا انهم بالاتفاقات الحالية يثبتون انهم لا يزالون يقبعون في المربع الاول والدليل هو ترشيح شخص من المكون السني وتنصيبة بعد ذلك كرئيس للسلطة التشريعية، وظهرت قائمة يقال انها مزورة تحوي اسماء المرشحين لرئاسة الجمهورية والوزراء، الا اني اعتقد انها حقيقية واكثر واقعية من حيث المعطيات التي نراها في الساحة السياسية، وبما انه حصة المكون السني السلطة التشريعية، فحسب الاعراف في المحاصصة الطائفية سيكون للمكون الشيعي رئاسة الوزراء، ويحصل الكرُد على المناصب الشرفية اي رئاسة الجمهورية، فأما من كان يتصدر السلطة في الحكومة السابقة سيحول الى نائب لرئيس الجمهورية وهذا منصب للترضية والاستمرار في السياسة، فأنا شخصياً لم اجد في اي دولة من دول العالم ثلاثة نواب لرئيس الجمهورية وهذه كارثة اذا ما نظرنا الى التكاليف التي تحمل على ميزانية البلد وهذا على حساب المواطن.
الواضح من هذا الوضع هو ان فكرة المحاصصة لم تغادر اذهان سياسي هذا البلد، فقد زرعوا بذرتها ولا يزالون يحصدونها لكونهم وجدوا ارضاً خصبة مليئة بالجهل والتعصب والعنصرية، فقد انشأوا جيل يتحدث بهذه اللغة ودائما ما يتم الايضاح انها انتهت الا انها موجودة بطريقة او بأخرى داخل المجتمع ولا يزال اغلب الناس مقتنع بها ويتداولها بفخر وهذا قد تم لا شعورياً في انفسهم مما يصب في مصلحة السياسي الفاسد.
يجب ان نقف عند الحلول لهذه المشكلة طويلاً، اولاً التغيير يبدأ من الدستور، حيث ان هذا الدستور رغم عدم ذكر المحاصصة الا انه ملغم بفقرات تساعد الفاسدين والطائفيين في البقاء في السلطة، بالاضافة الى تشريع قوانين تجريم الطائفية والغاء فقرة الاسلام هو دين الدولة ولا يجب تشريع قوانين تناقض هذه الفقرة، كذلك تسهيل عملية الانتقال الديموغرافي للسكان من محافظة الى اخرى لتعزيز الثقة في الاخر داخل المجتمع بعدما فقدت بسبب العنصرية والطائفية المقيته، واعادة صياغة وكتابة المناهج التعليمية بدأً من رياض الاطفال مرحلة الدكتوراء في الجامعات، والعمل على ايجاد شخصيات ورموز ذات عقيدة وطنية فذة ولائها للعراق اولاً واخيراً من اجل تقليص حجم انتشار الرايات الفرعية في المجتمع من قبل الناس. هذه الحلول تسهم في تغيير الفكر الاجتماعي لا لهذا الجيل وانما للاجيال القادمة لانه من المعروف في علم الاجتماع الحديث وكما قال الدكتور علي الوردي ان التغيير الاجتماعي يحتاج الى ثلاثة اجيال من اجل الوضوح والبروز في المجتمع، وحكومتنا الى الان لم تفكر بهذه الحلول فمتى يتم التغيير؟.



#عبدالله_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاصدقاء تجربة
- انا متناقض..نعم
- نموت ويحيا الوطن...لمن!؟
- العراق يحتاج الى تغيير أكبر
- البصرة ترفض الحلول المؤقتة
- اما السلطة او الفوضى الاسلام السياسي نموذجاً
- ساندوا البصرة بالحق
- عطش البصرة وحياة العراق
- رسالة مفتوحة.. الى أستاذ
- للتوضيح ..برائة ذمة
- إنتهى موسم الدين


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطية - المحاصصة هويتنا