أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - احمد زهير - اليوسفية: حتى الحمقى يتابعون بتهمة المس بالمقدسات















المزيد.....

اليوسفية: حتى الحمقى يتابعون بتهمة المس بالمقدسات


احمد زهير

الحوار المتمدن-العدد: 1508 - 2006 / 4 / 2 - 09:09
المحور: حقوق الانسان
    


قضت الغرفة الجنحية بمحكمة الاستئناف في الملف الجنحي التلبسي عدد 970 / 15 و المتابع فيه السيد عبد الله بوناس بتهمة السب و الشتم في حق المقدسات بإعفاء هذا الأخير من المسؤولية الجنائية وإحالته على مستشفى الأمراض العقلية، استنادا على تقرير الخبرة الذي أكد فيه الطبيب الرئيسي بقسم الأمراض النفسية بمستشفى محمد الخامس باسفي يوم 08 - 12 - 2005 أن المتهم عبد الله بوناس « عديم الإدراك و التمييز، مسؤوليته الجنائية منعدمة»، و بذلك أسدل الستار عن واحد من ألهب الملفات و أشدها اهتماما من طرف الرأي العام و التي حركت المجتمع المدني بمختلف فئاته و مكوناته بمدينة اليوسفية و نفدت بشأنه وقفتان احتجاجيتان..
و كانت المحكمة الابتدائية بمدينة اليوسفية قد أدانت عبد الله بوناس في وقت سابق بالتهمة الموجهة إليه و حكمت عليه في جلسة سرية انعقدت يوم 14 أكتوبر 2005 بسنتين و نصف سجنا نافذا، في جلسة عرفت انسحاب هيئة الدفاع احتجاجا على سريتها من جهة، و على رفض ملتمس إجراء الخبرة الطبية الذي تقدمت به هيأة الدفاع، وأدانها فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان باليوسفية في بيان له صدر عشية انعقادها.
التفاصيل
تعود تفاصيل هذا الملف إلى ليلة الخامس من أكتوبر 2005، حين تلقت مفوضية الشرطة باليوسفية اتصالا هاتفيا من طرف السيد احمد فردوس الذي يخبر فيه أن احد الأشخاص يعرض المقدسات للسب و الشتم بجوار احد المقاهي.. تحرك الضابط المكلف بالحراسة تلك الليلة الرمضانية برفقة مساعده مقدم الشرطة إلى عين المكان، كان المكان شديد الزحمة، إذ أن المواطنين يتهيئون لاستقبال العيد، و المقاهي وجهة مفضلة للعديد منهم بعد يوم طويل من الصوم، خصوصا في العشرية الأخيرة من رمضان، فور وصول الضابط و مساعده، تقدم اليهما كلا من المصرحين: احمد فردوس و عبد العزيز افندي اللذين أشارا إلى احد الأشخاص و اتهماه بكونه كان و منذ برهة فقط يتلفظ بالسب و الشتم في حق المقدسات، لم يستغرب الضابط لذلك، فالشخص الذي حدداه معروف جيدا لدى رجال الأمن ، إذ سبق وان اعتقلته الشرطة بمدينة اليوسفية مرارا و تكرارا و كانت ترسله إلى قسم الأمراض النفسية بمستشفى محمد الخامس نظرا لإصابته بالحمق البين، لكن سرعان ما كان يغادر المستشفى و يعود إلى عادته..
وجد الضابط نفسه في موقف حرج، هل يعاود هاته المرة اعتقال الأحمق عبد الله بوناس أم يتركه لشانه، انحنى جانبا و تلفن عبر هاتفه النقال إلى رئيسه المباشر يخبره بهوية المشتكى به، و يستفسره عن نوعية الإجراء الذي يمكن أن يقوم به، طلب منه رئيسه المباشر لحظة ليستشير النيابة العامة، بعد برهة عاود هذا الأخير الاتصال به وأكد له انه مادام أن هناك مصرحين مستعدين لتقديم شكايتهما في الأمر فانه وجب اعتقال المشتكى به، ووضعه تحت الحراسة النظرية..
المشتكى به يتشبت بحمقه، و المصرحان ينفيان عنه ذلك
في نفس الليلة، و على الساعة العاشرة، و بعد اعتقال المشتكى به و بدون مقاومة منه، فقد ألف الأمر و اعتاده، استمع ضابط الشرطة رئيس الدائرة الأولى بمفوضية الشرطة باليوسفية لتصريحات المشتكيين، حيث التقت تصريحاتهما على أن المشتكى به تلفظ بالسب و الشتم في حق المقدسات و إن كانت العبارات التي حدداها متباينة، إلا أن الملاحظ أن تصريحاتهما اتفقت على كون المشتكى به يدعي الحمق و يتظاهر به، حيث صرح الشاكي الأول، احمد فردوس، انه سمع « مساء هذا اليوم خطابا تمرديا من هذا الشخص الذي يدعي الحمق»، و أن عبد الله بوناس « يدعي بكونه مصاب بخلل عقلي» و انه يعتبر « هذا السلوك نوعا من التاطير الخفي و غير مباشر ظاهره الحمق و باطنه سلوك معلن و عدواني اتجاه المقدسات»، و أن إهانته للمقدسات كانت تتم بشكل مستمر حيث أكد « وقد تتبعت مساره مدة طويلة كان يصدر فيها خطابات عدوانية ضد المقدسات » بينما صرح الشاكي الثاني أن المشتكى به « اعتاد أن يأخذ الحمق كوسيلة دفاعية، يكن في باطنها ترسيخ أفكاره و ما يدعو إليه و ما يقوم به..» و إن كان المصرحان لم يقدما ما يفيد عدم حمق المشتكى به و تظاهره بشكل مقصود بذلك..
عبد الله بوناس ( المزداد سنة 1968 ) تشبت في تصريحه بحمقه مشيرا إلى انه اضطر ليوقف مساره الدراسي عند السنة الرابعة إعدادي حين أصيب بمرض عقلي، و أن مدة استشفاءه استغرقت سنتين، زاوج فيها ما بين الاستشفاء بالطب النفسي، كما تؤكد ذلك الشواهد الطبية التي يتوفر عليها، و بين الاستشفاء التقليدي، بعدها تحسنت حالته، و تمكن من الحصول على دبلوم من مركز التأهيل المهني في مادة كهرباء الصيانة، ليصاب من جديد بنفس المرض، ( الفصام SCHIOPHRNIE) و يقضي سنتين بضريح بويا عمر طلبا للاستشفاء، و قد حال مرضه دون حصوله على وظيفة، على الرغم من انه اجتاز بنجاح الامتحان الكتابي في مبارتين مختلفتين، تتعلق الأولى بالولوج إلى المكتب الوطني للكهرباء و الثانية من اجل التوظيف بالمكتب الشريف للفوسفاط، إلا انه كان يخفق إما عند اجتياز الامتحان الشفوي أو عند الكشف عن حالته الصحية.. كما أكد انه أصيب مجددا بالمرض و انه يتابع العلاج لدى احد الأطباء المتخصصين في الأمراض العقلية و انه لا يزال يتناول الأدوية الخاصة بذلك، كما انه أصيب مؤخرا بمرض السكري..
و بخصوص الواقعة المتابع فيها أكد انه ليلتها لم يتناول الأدوية، و انه لا يتذكر ما إذا كان قد تلفظ بالعبارات التي يتابع من اجلها أم لا، وختم قوله بعبارات يقينية حيث صرح « أؤكد لكم أنني و لما لا أكون متناولا الأدوية تصيبني حالة من الهستيريا و آخذ في التلفظ بعبارات لا احسب لها أي حساب » و « و أؤكد لكم أني لا أتذكر العبارات التي كنت اردد بالقرب من المقهى »
المحكمة الابتدائية تدين...
عند تقديمه لدى السيد و كيل الملك بالمحكمة الابتدائية، أمر باعتقاله، على الرغم من انه أمر و حسب بيان صادر عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان باليوسفية بتاريخ 17 أكتوبر 2005 « بإعطائه أدوية لا يستعملها إلا المرضى عقليا، » و رفضت هيئة المحكمة طلب الدفاع إحالته على الخبرة الطبية لتحديد مسؤوليته الجنائية، على الرغم من أن الطلب كان معززا بملف المتهم الطبي و الذي يتضمن مجموعة من الشواهد و الوصفات الطبية التي تؤكد حمقه، و أدانته بسنتين و نصف سجنا نافذا، و لم تعرف حينها مجريات الجلسة و لا ما صرح به المتهم و كذا المصرحان أثناءها على اعتبار أنها جرت بشكل سري بعدما قضت هيئة المحكمة بذلك بعد طلب من النيابة العامة، و انسحبت هيئة الدفاع من الجلسة احتجاجا على ذلك..
و بينما كانت المحكمة تتداول في الملف كان أعضاء و منخرطو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان و كذا حشد من المواطنين ينددون في وقفة احتجاجية بساحة المحكمة بسرية الجلسة و برفض إجراء الخبرة الطبية على المتهم، بعدما اعتبرت الجمعية الحقوقية أن « اعتقال المواطن عبد الله بوناس اعتقالا تعسفيا، كون هذا الأخير فاقدا للأهلية القانونية، و ضحية انعدام الخدمات الضحية و الاجتماعية لهذه الفئة من المواطنين، فهل هي بداية محاكمة الحمقى بحمقهم بدل الاعتناء بهم..». كما تم التنديد بالحكم كذلك من طرف نفس الجمعية في الوقفة الاحتجاجية التي نظمت بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان، و رفع خلالها المحتجون صورا شخصية مكبرة لعبد الله بوناس كتب عليها عبارة، « حتى الحمقى تطالهم الانتهاكات »..
تقرير الخبرة يغير مجرى القضية..
إلا أن محكمة الاستئناف باسفي ، و بعد مناقشة الملف، أمرت في الجلسة المنعقدة يوم 8 - 11 - 2005 إجراء الخبرة الطبية على المتهم ، خصوصا وان إدارة السجن أحالته فور توصلها به على المصحة، و أخضعته لعلاج مكثف ضد مرض الفصام.
الخبير أكد في تقريره انه قام بفحص ومعاينة المدعو عبد الله بوناس معتمدا على « الفحص السرير و السيكولوجي، و على ملفه الصحي بمستشفى محمد الخامس » و أشار في ديباجته إلى أن المتهم « بدأت تبدو عليه أعراض المرض مند سنة 1987 و له عدة و صفات طبية لدى الدكتور الجمالي، و لقد ولج المستشفى لأربع مرات أولها سنة 2004 لأجل نوبات من الهذيان و تصرفات عدوانية و تصرفات دينية مشينة مما اضطر السلطات إلى إحضاره إلى المستشفى لعدة مرات و لكن أهله في كل مرة يخرجونه بعجالة و لا يتتبعون الوصفات الطبية مما يعجل بمعاودة المرض من جديد و ذلك لاعتقادهم في الطرق التقليدية بحيث كان نزيل ضريح بويا عمر لمدة سنتان..» و اختتم التقرير بالتأكيد على انه « يشكو عبد الله بوناس مند عدة سنوات من مرض الفصام SCHIZOPHRENIE استشفي من اجله عدة مرات و هو يشكو من اضطراب في القدرات العقلية نتيجة تطور هذا المرض مما أدى به إلى الفعل موضوع المتابعة و بهذا فهو عديم الإدراك و التمييز مسؤوليته الجنائية منعدمة.»
... و الاستئنافية تنفي المسؤولية الجنائية
و استنادا إلى تقرير الخبرة، الواضح و الصريح، طالبت النيابة العامة من هيئة المحكمة و على عكس مطالبها في المحكمة الابتدائية، بتطبيق القانون في هاته النازلة، و بعد الاستماع إلى مرافعات هيئة الدفاع و التي ارتكزت على غياب المسؤولية الجنائية لدى المتهم، قضت هيئة المحكمة في جلستها العلنية يوم 10 يناير 2006 ب بإعفاء المتهم من المسؤولية الجنائية وإحالته على مستشفى الأمراض العقلية، لاغية بذلك الحكم الابتدائي..




#احمد_زهير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في غياب استراتيجية بيئية واضح.. غبار الفوسفاط يقتل مدينة الي ...
- مشاريع ملكية بالمغرب تنشر الرعب
- رجل العنيكري ( رئيس الأمن بالمغرب )الأول باليوسفية يجلد احد ...
- المقومات النظرية لمفهوم المجتمع المدني
- – مؤتمرات الأمم المتحدة حول البيئة- 2
- -مؤتمرات الأمم المتحدة حول البيئة – 1
- -نبضات من السجل الدموي لسنوات الجمر بالمغرب - 3
- نبضات من السجل الدموي لسنوات الجمر بالمغرب - 2 -
- مقاربة لمسودة مشروع قانون الاحزاب
- نبضات من السجل الدموي لسنوات الجمر بالمغرب - 1 -
- غواتنامو اليوسفية، من اصطبل للبغال الي معتقل اداري
- حين يعيق المكتب الوطني للسكة الحديدية تنمية مدينة اليوسفية..
- الحقيقة الغائبة في ملف ميلود منظور المحكوم بالمؤبد ضمن مجموع ...
- تسوية ملف شركة ايكوز بمدينتي وادي زم و قصبة تادلة ( المغرب)
- مدينة اليوسفية تقتات من فضلاتها


المزيد.....




- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...
- خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا: انتقادات حقوقية ولندن تصر
- حملة -تطهير اجتماعي-.. الشرطة الفرنسية تزيل مخيما لمهاجرين و ...
- الأمم المتحدة تطلب فتح تحقيق دولي في المقابر الجماعية في مست ...
- أرقام صادمة.. اليونيسيف تحذر من مخاطر -الأسلحة المتفجرة- على ...
- أهالي الأسرى الإسرائيليين يحتجون في تل أبيب لإطلاق أبنائهم
- بدء أعمال لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان بمقر الجامعة الع ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - احمد زهير - اليوسفية: حتى الحمقى يتابعون بتهمة المس بالمقدسات