أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فالح الحمراني - سمات الحضارة الجديدة برؤية مدرسة موسكو الاجتماعية.















المزيد.....

سمات الحضارة الجديدة برؤية مدرسة موسكو الاجتماعية.


فالح الحمراني

الحوار المتمدن-العدد: 5994 - 2018 / 9 / 14 - 01:52
المحور: المجتمع المدني
    


سمات الحضارة الجديدة برؤية مدرسة موسكو الاجتماعية.

فالح الحمـراني

منذ فجر التأريخ وانعدام التنسيق وتخلل الوحدة في الجسد الاجتماعي واشتداد الصراع بين الأمم وتفاقم الأحوال والتناقضات وضعت البشرية المشاريع وبنت الأحلام للانتقال الى حضارة جديدة تقوم على الإخاء بين البشر والتعاضد الإنساني وسيادة العدالة والتكافؤ في العلاقات وتوفير الحياة الكريمة للإنسان والأمم ومدّ القوي للضعيف، وتعبئة الجهود المشتركة للمضي قدماً في سلم التطور والرقي والتخلي عن العنف والحروب في تسوية القضايا الخلافية والقضاء على نزعة السيطرة والسطوة. وظهرت النظريات التي اكتسبت مسمّيات مختلفة تبيّن كيفية الوصول الى تلك الحضارة. اندرج البعض منها في لائحة النظريات الطوباوية والأخرى العلمية وأكد أصحاب الأخرى بإنها واقعية، بيد أن المدرسة الروسية الاجتماعية المعاصرة وضعت نظرية متكاملة وعلى أساس دراسات متواصلة منذ قرن، عن اقتراب البشرية من الدخول في حضارة جديدة في إطار تحول جذري في المسيرة الحضارية القائمة الآن.

إن أزمة الحضارة الغربية السائدة وديمومة الأمراض في المجتمعات البشرية بمختلف أشكالها، والفشل في حل النزاعات واستفحال الجوع والجهل وقهر الأمم والشعوب وتحكّم الأكثر قوةً في مسيرة التاريخ وتهميش القانون الدولي، وتفاقم الانقسام البشري، تدفع للبحث والتنظير لواقعية بناء البشر حضارة جديدة تختلف جوهرياً ونوعياً عن ما هو قائم الآن. وضمن هذا السياق ترى المدرسة الاجتماعية الروسية* أن قانون “تبدل الأجيال الحضارية” الذي اكتشفته من خلال دراسة الحضارة البشرية منذ بزوغها في مختلف انحاء الكوكب الأرضي، سيحدد حتمية “تشكّل حضارة متكاملة ونظام مستقر متعدد الأقطاب”. وتحدد عام 2020 بمثابة فارق زمني “حيث سيشغل قادة الجيل الجديد المواقع الرئيسة في العالم”. وكما يقول العالم الاجتماعي الروسي البارز وأحد أقطاب هذه المدرسة يوري ياكوفيتس “إنهم القادة الذين سيتبنون القرارات الستراتيجية وينفذوها في غضون 3 عقود”. ومن المهم – والكلام له – “أنهم يتقنون فهم قوانين دينامية الحضارة والحاجة إلى الحوار والشراكة بين الحضارات رداً على تحديات القرن الجديد”.

ووضعت المدرسة الاجتماعية الروسية، كما يوضح ياكوفيتس نهجاً “ثلاثي الأبعاد” لمفهوم الحضارة: الوحدة والترابط بين مختلف الحضارات المحلية، التبدل الدوري للحضارات العالمية، ووحدة الحضارات المحلية والعالمية في الدورات التأريخية الكبرى لدينامية الحضارة العالمية. الكشف عن الدورة ـ الوراثية لنمط التطور الحضاري لمدة 10 آلاف سنة، منذ نشوء الحضارة التي نجمت عن الثورة الزراعية. والكشف عن مضمون الأزمات التي تنشب عند تبدل الحضارات العالمية وأجيال الحضارات المحلية.

وكشف العلماء الروس عن “جوهر الأزمة العالمية الحالية” باعتبارها “أزمة الحضارة التي نجمت عن تغيير دينامية الدورات طويلة الأمد، لدينامية الحضارات المحلية والعالمية”. وتحل محل حضارة السوق ـ الرأسمالية الصناعية التي استمرت لمئتي عام، والتي تمر الآن في مرحلة الأفول والانقراض، حضارة مجال الوعي البشري” النيوسفيري ” التكاملية. “وتقف الصين الآن في طليعة هذه العملية”. وتقول: إن الأجيال الأربعة للحضارات المحلية التي امتدت على مدى 500 عام مع هيمنة الغرب، سوف تُستَبدل بـ 5 أجيال لـ 12 من الحضارات المحلية بقيادة الشرق. “وتوضع الأسس لنظام عالمي مستدام متعدد الأقطاب قائم على أساس الحوار البناء والشراكة ذات المنفعة المتبادلة بين الحضارات وبين الدول، ويلعب دوراً مهماً في هذا، التفاعل البناء بين روسيا والصين والعالم الإسلامي”.

وحددت المدرسة الروسية للحضارة، وبالاستناد إلى تنبؤات عالم الاجتماع الأميركي / الروسي البارز بيتيريم سوروكين وغيره من العلماء الروس والأجانب، التوجهات الأساسية لحضارة المستقبل للفترة حتى منتصف القرن الحادي والعشرين. وجرى من خلال الدراسات العلمية لأقطاب المدرسة البرهنة على حتمية إن تتشكّل بالبلدان الرائدة في منتصف القرن الحادي والعشرين، حضارة تقوم على التكامل ومجال الوعي البشري “النيوسفيري”. سماتها الرئيسة:ـ إنسانية جديدة، متوجه نحو رفع مستوى ونوعية حياة السكان، في جميع أنحاء الكوكب الأرضي واجتثاث الجوع والفقر. ـ طريقة الطاقة البيئية للإنتاج والاستهلاك تضمن تطوراً متناغماً للمجتمع والطبيعة والتغلب على أزمات البيئة وصيانة الموارد الطبيعية لصالح الأجيال القادمة والرد المناسب على تغيرات المناخ السلبية. ـ تشكيل نظام اقتصادي تكاملي ذو توجه اجتماعي/ إيكولوجي وابتكاري يضمن وتائر ثابتة نسبياً للنمو الاقتصادي وسد الفجوة بين الثراء والفقر ـ إشاعة النظام الثقافي الاجتماعي التكاملي وإعلاء قيمة العلم ورفع مستوى التعليم الأساسي والتفكير الابتكاري واستمرارية التعليم وإحياء الثقافة الرفيعة ومجال الوعي الإنساني الأخلاقي لتعزيز الأسس الأخلاقية للعائلة والمجتمع. ـ اجتثاث الإرهاب والحروب، وتشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب على أساس الحوار وشراكة الدول وأجيال الحضارات الخمس، يكون للأمم المتحدة فيه دور قيادي.

ويقول ياكوفيتس: من الواضح إن هذه السمات المميزة قد لا تنشأ وتنتشر فوراً في جميع أنحاء العالم، فلا تزال هناك مواجهات طويلة ومتعددة بين الحضارات الصاعدة والغاربة والدول الكبرى والقوى الاجتماعية/ السياسية التقدمية والرجعية لتحقيق هذه المبادئ المذكورة أعلاه في البلدان الطليعية، ومن ثم اللاحقة بالركب، وفي النهاية في الدول المتأخرة. ومن الممكن ظهور على هذا الطريق، خطر صِدام حضاري انتحاري يستخدم فيه وسائل الدمار الشامل الحديثة. بيد أن البشرية واجهت مراراً وتكراراً التهديدات والأخطار ووجدت الوسائل لمواجهة التحديات، “دعونا نأمل أن يتحقق هذا في هذه المرة أيضاً”. وسيساعد على ذلك تجسيد القانون، الذي برهنتُ عليه، الاستقطاب والشراكة الاجتماعية / مجال الوعي البشري والدول والشرائح الاجتماعية والأجيال في ظل أزمة عميقة. أن الرد المناسب على التحديات الرهيبة التي يواجها القرن الجديد، تكمن في وحدة العلماء التقدميين للجيل الجديد.

* اعتمدت هذه المادة على ردود العالم الاجتماعي يوري ياكوفيتس على اسئلة البروفيسور سهيل فرح رئيس تحرير موقع” مجموعة الرؤية الاستراتيجية ” روسيا ـ العالم الإسلامي” – النسخة العربية.



#فالح_الحمراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زخاروفا تتحدث عن النزعات الإيجابية والسلبية في تطور الوضع ال ...
- العراق بين -محور الشر!- و-الشيطان الأكبر!-
- من يخاف التحالف الروسي الصيني؟
- موسكو: هروب -الخوذ البيضاء- من سوريا بدعم اجنبي يكشف عن هويت ...
- حكومة بغداد تستجدي المانحين لتطبيع الوضع الإنساني!
- هل للاحزاب الشيوعية العربية من مستقبل؟
- الخارجية الروسية تحذر من عواقب الهجوم على ميناء الحُديدية في ...
- المشكلة الكردية في الأجندة الروسية
- في مرآة الصحافة الروسية : نتائج وتداعيات الانتخابات البرلمان ...
- قراءة روسية للانتخابات البرلمانية في العراق
- تأملات رائد فضاء روسي
- ناؤومكين عن سوريا والعراق
- روسيا ترد على القصف الغربي لسوريا
- عقبات كأداء امام نجاح جولة جنيف الثامنة للتسوية السورية
- دخول القوات التركية لمحافظة ادلب : الاسباب والافاق
- بوتين والشيوعي : روسيا تقييم نتائج ثورة اكتوبر
- هل الخليج مقبل على حرب ثالثة؟
- البعد الاقليمي للمواجهة الشيعية / السنية
- قطع العلاقات الدبلوماسية بين بعض الدول العربية وقطر : الاسبا ...
- قصف امريكا لمطار الشعيرات بسوريا: ردود فعل روسية


المزيد.....




- ميدل إيست آي: يجب توثيق تعذيب الفلسطينيين من أجل محاسبة الاح ...
- بعد اتهامه بالتخلي عنهم.. أهالي الجنود الأسرى في قطاع غزة يل ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمركز الوطني لحقوق الإنسان حول اس ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة لمركز عدالة لدراسات حقوق الإنسان ح ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمنظمة العربية لحقوق الإنسان حول ...
- هايتي: الأمم المتحدة تدعو إلى تطبيق حظر الأسلحة بشكل أكثر فا ...
- قبيل لقائهم نتنياهو.. أهالي الجنود الإسرائيليين الأسرى: تعرض ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم تركيا بالترحيل غير القانوني إلى شمال س ...
- بسبب المجاعة.. وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان يرفع حصيلة ضحايا ...
- الأمم المتحدة تحذر: الوقت ينفد ولا بديل عن إغاثة غزة برا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فالح الحمراني - سمات الحضارة الجديدة برؤية مدرسة موسكو الاجتماعية.