أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جمال محمد تقي - الاعلام العراقي بين التخلف والتزلف















المزيد.....

الاعلام العراقي بين التخلف والتزلف


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 1508 - 2006 / 4 / 2 - 05:33
المحور: الصحافة والاعلام
    


الاعلام السياسي في المجتمعات التي تجاوزت مرحلة القبيلة ، وشقيقتها مرحلة الحكم الشمولي العسكري والمدني والايديولوجي ، هوسلطة رابعة ، بعد السلطة التشريعية والقضائية والحكومية ، وهو عين ناقدة ونافذة للحق العام ، ورقيب مستقل مهاب ، تنظم حدوده قواعد ونظم تطلق حريته المسؤولة في خدمة وتطوير ومعالجة مشاكل ومستجدات الامور ، وعندما نقول مستقل ، اي مستقل فعلا بالتمويل والتفكير والتدبير ، اي انه احتراف حر ومهني مبدع وانتماءه الاول والاخير الى وطن الحقيقة ومحاولة الاقتراب منها بالبحث والتقصي والخيال ، ومستقل عن الحكومة والاحزاب وبرامجها ودعاياتها واهواءها ، لان للاخيرة اعلامها الخاص بها ، وبمقدار قربها وبعدها من تجسيد حريتها واستقلاليتها وصدقيتها ونديدتها ونزاهتها ، تتحدد مقادير شعبيتها وتاثيرها وقوة تشكيلها للراي العام ، وهذا امر هو غاية في التعقيد لانه يصعب ايجاد قوالب جاهزة ومقاييس مسطرية تقاس عليها الحيادية والمعرفة البناءة والتجرد والعلنية والشفافية المسؤولة ، دون اغراض اخرى معلنة او مستورة ، لكن المكانة والتجربة والاثر وتفاعلاته ، كلها مع الوقت تفرز المواقف وتحدد المواقع، ولا ثبوت كامل في مواقع حققت ، لان الحفاظ عليها يصعب في زمن صارت فيه الرساميل الاحتكارية مالكة كبرى ، لقدر كبير من ارواح كبريات المؤسسات الاعلامية الهامة في اغلب بلدان العالم الحر كما يسمونه !


ايام الجاهلية كان لكل قبيلة شاعرها ، وهو ماكنتها الاعلامية ، في الذود عنها ، والافتخار بمناقبها ، وتحميس مقاتليها عند الحاجة ، وفي العراق اليوم ، اعلام سياسي يلخص لنا تجربة جاهلية جديدة ، لاتختلف في جوهرها عن اعلام الجاهلية الاولى الا بالوسائل التقنية المتعددة الحديثة التي تستخدمها ، فكل حزب او حركة او ائتلاف او جبهة او اتحاد ، يشكل روح جديدة للمشيخة والعصبية والمفاخرة والتنابز المبطن والانعزال والغزو ايضا ، ففي عراق محتل ومسلوب الارادة ، ومفكك ، وتتصارعه الاهواء والانواء ، التي حطت عليه بعد خراب دولته ومحاولة تدمير هويته كوطن متماسك وله عمق حضاري وثقافي اصيل ومتكامل ، رغم تنوعه وتعدد مشاربه ، استطاع اعوان المحتلين والمستفيدين من وجوده ان يشقوا طريقهم نحو الانفراد في مخاطبة كل فئة او طائفة او عرق او منطقة على حدة بما يثير فيها النعرات الميتة ويدغدغ غرائز الدم والعرق ومذاهب الاجداد بما فيها من شيع واحقاد ، هادفين من وراء ذلك تعبئتها كقبائل تنقاد لمشايخ وسادة واغوات وباشوات وايات ، تعتبر الاحتلال امر قدري يجب استثماره لتحقيق مصلحة القبيلة الجديدة بقيادتها المزروعة عليها ، قبل فوات الاوان ، اي قبل زوال هذا الاحتلال لاي سبب كان .
وبما انه ليس في عراق اليوم سلطات حقيقية ثلاثة ، تشريعية ، وقضائية ، وحكومية ، لان السلطة الحقيقية الوحيدة هي سلطة الاحتلال ، فانه لا وجود لسلطة رابعة اسمها الاعلام والصحافة ، مكتوبة كانت ام مرئية ام مسموعة ، بل صحف وقنوات فضائية ومحطات اذاعية تطبل وتزمر لمن يدفع لها ، واخرى مملوكة بالكامل لهذا الشيخ او ذاك او لهذه الميليشيا او تلك ، ورغم هذا الاجتياح فان هناك بعض الاصوات النزيهة والمخلصة ، لوطن اسمه العراق تجاهد وتقاوم لتفعل ما تستطيع ، ضد طاعون التحاصص ، والاستقواء بالاجنبي وضد الثأر الوهمي الخائب لاصحاب مضلوميات الجنوب والشمال والوسط ، ويجري محاصرتها بشتى الاساليب والطرق ، واخرها قانون محاربة الارهاب الذي يعتبرون فيه اي نقد وكشف حقيقي مؤثر وفاعل لافعالهم الطائفية والعنصرية ومداهنتهم المذلة للاحتلال ، وفسادهم الذي لا يطاق هو تحريض على الارهاب ، ان الارهاب الحقيقي هو ما يفعله الاحتلال وميليشيات الطوائف الاجرامية ، البيشمركة ، وبدر، وفرق الموت ، ومن لف لفها .

عينات :
البلاد والعباد بواد وما يسمى بشبكة الاعلام العراقي بواد اخر ، جريدة الصباح ، ومحطة تلفزيون العراقية ، والاذاعة العراقية ، جهاز واحد يعمل بمواصفات حددها بريمر ، كما شكل وحدد غيرها من الاجهزة ، مثل القضاء ، والمفوضية العليا للانتخابات ، وما زالت هذه الشبكة مؤسسة تخضع لاشراف المستشارين الامريكان ، بحجة الاستقلالية ، والخبرات الاممية كغيرها من المؤسسات المركزية .
عندما تتابع برامج تلفزيون واذاعة العراقية ، تدرك سريعا مقدار التخلف والاستعباط الغبي الذي تتمتع به هذه المحطات ، واما صحيفة الصباح الرسمية التي يحاولون جعلها بمستوى مهني مقنع ، من خلال استخدام بعض الكتاب من اصحاب الكفاءة ، وهؤلاء ايضا يدورون في دورة السياق ذاته ، فهم يكتبون فيما يعالج مظاهر العلل وليست العلل ذاتها ، وجمعة الحلفي وهو شاعر شعبي يساري واحدا من هؤلاء الذين يشغلون انفسهم في الاجتزاء بعيدا عن الطرح الذي تستوجبه مرحلة نضال مصيري من اجل التحرر والاستقلال الناجز ، ان الوظيفة وليس الابداع الحر هو المحرك لامثال هؤلاء !
صحيفة الزمان ، مهنية وبحرفية جيدة وتريد قول ما لا يقال لكن المحضورات بالمرصاد ، ويساعدها في التنفيس عن حالتها هذه وجود الزمان الدولي ، وهي على كل حال صحيفة بنفس وطني ، وامكانيات جيدة يصعب حاليا اغلاقها ، لاسيما وانها ملتزمة بعدم "اثارة الشغب ضد الاحتلال واعوانه " واغلاقها لا يعني الشيء الكثير لانها يمكن ان تدخل العراق من خلال محطة الشرقية والمواقع لالكترونية ، واغلاقها يفضح الحرية الزائفة التي يتشدق بها الاحتلال واعوانه .
المدى جريدة عامة تدعي الاستقلال وتنشد الانتشار بارضاء اولي الامر ، صاحبها ، تندرا شيء يسمى "حمص في كل قدر ينبص " هو الشيوعي السابق والمتطفل بلصوصية على كل كتف يمكن ان تؤكل ، ولا يهم اين وكيف ، في لبنان مع الفلسطينيين او مع السوريين تحت عباءة النضال العربي واليسار العربي ، والقوماني الكردي امام مثله الاعلى جلال طالباني ، فهو بتاريخ سياسي لصوصي حتى في مجال الكتابة الصحفية ، ملوث في الداخل والخارج ، لقد تاجرت المدى وصاحبها تجارة رخيصة بنشر اسماء بعض الشخصيات التي وردت اسماءها في ملفات تصريف كوبونات النفط ، متغاضية عن اكبر سرقة مستمرة عرفها التاريخ البشري حيث يسرق العراق كل لحظة من قبل الاحتلال واعوانه ، صاحب هذا التمادي ومداه ، وبلا فخر هو فخري كريم زنكنة .
وهذه عينات فقط لان هناك اكثر من مئة جريدة ومجلة منها اليومي والاسبوعي والشهري والفصلي ، واغلبها اما حزبي تساير من يجدر بها مسايرتهم ، او صحف مدفوعة الثمن سلفا ،
لكنها لو خليت قلبت ، وعليه فهناك عدد كبير بنوعه وكيفه من الاصدارات والصحف المعاكسة لهذا الاتجاه وهي متفاوتة ايضا في جذرية مواقفها وقوتها لكنها على العموم صحف بانفاس وطنية لا تبيع نفسها لاغراءات الاحتواء الاحتلالي ، ومنها ، الاصدارات المتخصصة وهي الاكثر حيادا ، وصحف سياسية معارضة للاوضاع الشاذة في العراق مثل ، الوفاق الديمقراطي ، وراية العرب ، والجريدة ، وغيرها .
ان عينة تلفزيونية واحدة مثل محطة تلفزيون الفرات الفضائية تعطيك نموذج لما هو عليه حال الاعلام العراقي ومستوى ردته المنسجمة مع الارتداد العام الذي يعيشه العراق ، علما ان هناك العشرات من محطات التلفزيون والاذاعات المحلية التي هي اردء من الفرات بمرات ، ناهيك عن المحطات الحزبية الكردية التي تبث بكل ما اوتيت من سموم الانعزال والانفصال وعلى مدار الساعة.
اما الاصوات الاعلامية في الخارج والتي تبث لعراقيي الداخل والخارج معا ، فهي ايضا اخذت وبحدة اقل نمط الاصطفافات الجارية في داخل العراق ، فمثالا ان عينة قناة الفيحاء الممولة كويتيا ، هي واحدة من تلك المحطات التي تعادي النفس الوطني المقاوم وتتملق المتنفذين في في عراق اليوم ، وهي قناة فقيرة بطروحاتها ومفتعلة في اغلب برامجها .
الغريب في الامر ان ابرز المتطرفين في عداءهم للنظام السابق هم من اذنابه او مخابراته او من طباليه السابقين ! وهذه الحالة تنطبق بقوة على هذا الدعي الشعار هاشم العقابي ، الذي يتحرج دوما عندما يسأ ل عن كيفية حصوله على منحة دراسات عليا حكومية عام 80 في هذه الفترة التي لا يمنح فيها هكذا منح الا للبعثيون ، لانها فترة البعث بامتياز ؟
وما اجده غريبا ايضا هو هذه الفورة من الكتابات التي يسطرها يوميا في مواقع مختلفة على الانترنيت هذا المخلوق المدعو عزيز الحاج ، اتذكر مقالاته المتغزلة بصدام حسين ، وفحولته ولمع عيونه ! اتذكر اطلالته التي تجلب الشفقة على شاشة التلفزيون مع الصحاف في مطلع السبعينات وكيف انه اعطى الموجود دون ادنى مقاومة ، ان الشعور بالذنب ، والتطرف في محاولة التكفير عن مايعتقده البعض من ذنوب ، باقتراف ذنوب الشماتة السياسية الجبانة لهو امر مستهجن ، الذي صار قد صار ، فلا داعي لذلك ، عبر عن كونك ضحية وتقيأ ما يجول بخاطرك ولكن لا تكون متجنيا على الواقع ، فعندما تعمم وعندما تهلل ليوم البلوى يوم 9 نيسان يوم الاحتلال ، فانك بهذا تشمت بشعبك الذي يتجرع المر ، لكن ماذا اقول ، "البيه ما ايخليه"؟
ايها المرضى بعقد الذنب القديمة ، كفروا عن ذنوبكم بالموضوعية والحيادية ، وتجسيد روح المواطن والوطن ، الذي يقتل الف مرة في اليوم الواحد ، ان تطرفكم اللا موضوعي هذا ، للثائر من كبواتكم يجعلكم اصغر من الفأران في عيون الناس .



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الاستهتار الامريكي والخبث الايراني
- الجحيم لم يأتي بعد العقدة والحل
- الطينة الفكرية لرجالات العهد الجديد في العراق
- نقطة نظام - حالة الدجيل مسببة حسب القانون العراقي وقتها
- احتلال المرأة
- التحشيش الطائفي والتجييش الامريكي
- العراق في مزاد سياسي مزدحم
- يا أعداء الاحتلال وفتنه اتحدوا
- خبر التفجير والتفسر عند السفير
- دولة فساد أم فساد دولة
- امبراطورية سوق العبيد
- اعادة انتاج العوق جنحة العولمة الجديدة
- وطني ليس للأيجار
- الدولة التي فقدت ظلها
- تعلموا الديمقراطية من هنود امريكا اللاتينية
- خارطة طريق الدولة الكردية
- نهض نوبل منتصرا للمقهورين
- ذكاء خليل وغباء الحكيم
- بغداد اغنية تتقطر بها كل انغام البلاد
- الاعور


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - جمال محمد تقي - الاعلام العراقي بين التخلف والتزلف