أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ليندا كبرييل - الحوثيّون يستنفرون لِسلْخ البهائيين والمسيحيين















المزيد.....

الحوثيّون يستنفرون لِسلْخ البهائيين والمسيحيين


ليندا كبرييل

الحوار المتمدن-العدد: 5991 - 2018 / 9 / 11 - 12:09
المحور: حقوق الانسان
    


شدّ اهتمامي مقال للأستاذة " باسمة موسى " المحترمة نُشِر قبل بضعة شهور، تفضلتْ فيه بتوجيه مناشدة إنسانية لاستنكار اضطهاد البهائيين والأقليات الدينية الأخرى، على أيدي إخوانهم الحوثيين في اليمن.
ولما كانت عمليات القتل والترويع تجري على قدم وساق، وتعاني منها المجتمعات المصابة بفيروس التعصب، وآخرها الأحداث الطائفية في قرية ( دمشاو هاشم ) بمحافظة المنيا في مصر، وحرْق المتطرفين بيوت الأقباط ونهبها، فقد وجدتُ أن أسجّل بعض الملاحظات حول نقاط لفتت انتباهي في مقال الكاتبة الكريمة.
فأرجو قبول الحوار المتأخِّر وشكراً.

إلى حضراتكم رابط مقال الأستاذة :

سنسلخ كل بهائي- عنوان لخطة طائفية بغيضة تستهدف إبادة عدد من الأقليات الدينية وطمس هويتهم فى اليمن.

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=595626


يفيض الأسى في قلب القارئ وهو يطالع مقال الأستاذة الفاضلة، معبِّرةً عن قلقها من تصريحات السيد عبد الملك الحوثي، زعيم جماعة " أنصار الله " في اليمن، الداعية إلى { الاستنفار الجاد للقضاء على أعداء الله والوطن من البهائيين والمسيحيين والعلمانيين وحتى المذاهب الإسلامية الأخرى }.

مَنْ ليس معنا فهو ضدنا : صيغة حياتيّة اكتشفَها الإنسان الأول منذ أن عرف الطريق إلى مصالحه، استخدمتْها كل الأيديولوجيات في التاريخ للوصول إلى غاياتها . وإذا كانت المجتمعات الغربية قد تجاوزتْها بعد صراعات دامية هيّأتْها لدخول عصر الحداثة، فإننا ما زلنا في الطور الأول الابتدائي، حيث الإنسان ما زال يحدِّد هويته بالدين أو بالعرق، وقاعدته الفكرية تحثّه على رفض المختلِف أو حتى القضاء عليه، ويَعتبِر دَحْره واجباً مقبولاً من مجتمع لا يشينه.
أنتَ أيها العربي تعيش في واقع ( دراكولي ) مُرعِب ؛ استئصال الجذور دأبه .. سلْخ الإنسانية هدفه .. اختراع الحجج لتغييب المختلِف غايته.

لسنا في وارد حرية الاعتقاد.
ينام الإنسان العربي ويصحو على خطاب التهميش والاسْتعداء، وتحيط به ثقافة إقصائية تنشد الكمال لنفسها وتبخس من حضور الآخر، تمدّه برصيد ثريّ من العنف حتى تشبّعتْ سلوكياتنا اليومية بالقسوة، واتّسمتْ الشخصية العربية بالخشونة المُفارِقة للتمدّن، تدفع عقلَ الإنسان مشوَّه الوعي للتلذذ بتعذيب الضِعاف، حتى أصبح جموحه في الثأر أمراً بديهياً يحقِّق التشَفّي .. يَخْتلِق تبريرات واهية لِمنْحِ فعله الانتقامي صفة نبيلة يُداري بها عيباً، ليس عيباً بنظره.

المتحفّز لخدمة المشروع الإلهي، يرى مقاتلة المختلف إخلاصاً لعقيدة، تحتّم عليه أن ينسجم مع تعاليمها ضد كل متمرِّد على هيمنة دينه، فلا يجد الحوثي نفسه مرتكِباً لجريمة أو شرّ أو خطأ وهو يشارك في تهييج الرأي العام بقوله :
{ سنسلخ كل بهائي } !!

لا ندري بعْدُ ماذا سيفعلون بجلود البهائيين لو سُلِخوا .. لكننا ذات يوم سمعْنا أنهم سيُفَصِّلون من جلود المسيحيين أحذية لأسْيادهم المسلمين، ومن جلود اليهود سيصنعون سروجاً وألْجِمة للحمير، ثم يرمون بعظامنا إلى الكلاب . وما زلنا نسمع في حياتنا اليومية ؛ من بيوتنا إلى أماكن الدراسة والعمل، عبارات مُهينة تنحدر من تاريخ يعجّ بألفاظ التحقير والتصغير والبذاءة.

هذا مما تتّسم به شخصية العربي متعلِّماً كان أم أمِّياً، ولا غرابة .. فالبيئة تَنْحت طبيعة الإنسان، والثقافة تنحت ماهية عقله.

في مثل هذا المجتمع، لا تُتعِبْ نفسك أيها الإنسان في البحث عن طريق الكرامة الذي أقنعوك بأنك أضعْتَه، لأنه بالأساس لم يوجد هذا الطريق حتى يضيع منك ؛ فقد أمدَّتْنا الحياة في بعض مراحل تاريخنا بِعَصَب المعرفة، فقطعْناه عن سابق تصميم، ومع المثبّطات الثقافية لبكتريا التحضُّر، فإنه لا أمل في ولادة إنسان جديد.


في مقالها ناشدتْ الأستاذة " باسمة موسى " ( العقلاء وأصحاب الفكر المستنير وكل المنصفين أن لا يتهاونوا في الدفاع بكل ما لديهم من وسائل لوقف هذه الجريمة البشعة في اليمن، فالتاريخ سيكون خير شاهد على مجهودات أبطال العدالة وناشري المحبة ورافعي راية الوحدة في التنوع ) انتهى.

العقلاء ؟!
كلنا عقلاء ومنصِفون يا أستاذة، ونحن شعب تنضَح منه الاستنارة ما شاء الله، لا يتهاون في الدفاع عن دين المحبة والحقّ، وقد جمعَ العدل والحكمة من كل الأطراف.
ومع وجود كل هؤلاء الأبطال ، بطلتْ عدالة مسعود الطالع ، وسُحِقتْ كرامة منحوس الطالع ، ورُفِعتْ رايات الحرب المُترصِّدة ، وتفجّرتْ الأحقاد المُتربِّصة.

تبدأ المشاحنات بين أفراد الأسرة على موقف، ثم تتّسع لتصبح مصادمات في رحاب العلم المدرسي ثم الجامعي، وتقترب من الذروة في المهاترات الإعلامية، حيث كل فريق يُفصِّل من ثوب العدالة والأخلاق والحقيقة ما يتناسب مع مسطرته العقائدية، حتى إذا بلغتْ الثارات أوْجَها فلا بدّ أن ينْشَط عمل ( الملاك ) عزرائيل .. و ~ .. العوض بسلامتكم والله يرحمه ويرحم أمواتكم ، وكلنا على هذا الطريق.
...
نعم .. ولكن ليس طريق موتٍ غبي سخيف !

ولشدّ ما أدهشَتْني إشارة الكاتبة الفاضلة إلى ( ثقافة التعايش والتسامح ) التي ميّزت أهل اليمن الطيبين، وخشْيتها أن تشهد شعوبنا العربية المتسامحة جريمة كارثية تهدف لإبادة الأقليات !!
عفواً أستاذة .. ماذا قلتِ ؟
شعوبنا العربية المتسامحة !؟ نفوِّتها .. ليست مشكلة، يجب ألّا نَغْمط حقّ فئة من المُسالمين ذوي القلوب الذكية الشعور.

اعْذريني إذا قلتُ إني ابتسمتُ لا مؤاخذة وأنا أقرأ الفقرة.
عبارتكِ اللطيفة توحي بأن العرب الكرام عاشوا كل عمرهم في ثقافة ( التبات والنبات) !
والحق أنهم يشهدون المذابح الدموية الدينية والسلْخ منذ قرون، ومواد العهدة العمرية ــ وثيقة العبودية ــ ، ما زالت حيّة إلى اليوم، تعشّش في ثنايا العقول البسيطة والمعتدلة والمتطرفة بنسبةٍ أو بأخرى، ولم يجِدّ في الأمر شيء بالنسبة للبهائيين الطارئين على مآسي الإرهاب الديني.
لم تهدأ الحروب الكارثية منذ فجر الرسالات السماوية.
وَضِّحي من فضلك يا أستاذة : منذ متى كانت ثقافتنا العربية تتسامح وتتعايش وتتحاور مع المختلف دينياً أو فكرياً ؟
أليستْ عاملاً قوياً مُنشِّطاً لرُعونتنا، وسبباً مانعاً من الاقتداء بالأمم المتحضرة، ولم نبدع خلال عشرات القرون إلا في ( ثقافة ) الصراع حتى الموت ؟

المعذرة أنا لا أتَعالم على حضرتك . أريد أن أبْسُط الأمل بثقافة عمادها التعايش والتسامح، لكن أحداث التاريخ تأبى إلا أن تخذلني ؛ فأكثر ما أثار استغرابي هو خشيتك من أن نشهد جرائم إبادة الأقليات !
شهدنا من زمان وخلاااص .. وتعاقبت مذابح نشّفتْ الدمع في عيوننا . أليست المظالم من مفاخر التاريخ ومن صلب ذاكرته الحديدية ؟ ماذا عن محنة اليهود ؟ والأمازيغ ؟ والأرمن ؟ والأقباط ؟ آملُ بقراءة محايدة لا عاطفية لتاريخنا.

إلى حضراتكم هذا المقال مع الرابط للمتفضّل القدير الأستاذ " كاظم حبيب " :

الكوارث وحرب الإبادة ضد الآشوريين والكلدان والسريان بتركيا والعراق.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=596995

وقد ورد هذا المقال في كتابه القيّم :

محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادية الحاكمة بالعراق !
http://www.ahewar.org/debat/files/601779.pdf

أرجو التكرّم بالاطلاع عليه، فقد تضمن أبحاثاً تفصيلية للمذابح التي جرت للأقليات الدينية على أيادي الشعوب العربية المتسامحة، ولا أعتقد أن الأستاذة باسمة غافِلةٌ عنها.

كذلك للأساتذة المتخصصين في الموقع، مساهمات جليلة في إلقاء الضوء الساطع على عمليات التطهير، التي يتعرّض لها الأيزيدية والشيعة والعلوية والمسيحية والأفارقة والبهائية على يد داعش . وما زال القلق يقضّ المضاجع مما يحصل في أوروبا، التي فتحت أبوابها للمَكْلومين ( ذوي ثقافة التسامح والتعايش )، فراحوا يُكْلِمون الكفار ويعيثون في أرضهم فساداً.

لا نستطيع أن نهرب من المواجهة، أننا أبناء مجتمع يتبنّى علَناً ثقافة التكفير والسحْق، وهي واجب شرعيّ عليه، لظروفٍ سياسية واقتصادية تتوارَى حيناً .. لكنها دائمة التجَلّي في رقائق شخصيتنا العربية وفي دقائق سلوكياتنا، عابرة للحدود، تتنقّل معنا حيثما حللنا.
أرجو قراءة الجملة الأخيرة مرتين.

ليت طرْفنا يرتدّ إلى دواخلنا المريضة، لِقِياس ارتفاع منسوب الغطرسة والعجرفة والجبروت في دمائنا، ورثناها من أجدادنا، وسنورثها للأجيال المرّيخيّة من أحفادنا.
أرجو قراءة هذه الجملة ثلاث مرات.

لا يكفي أن نتعاطف مع محن الأقليات.
ينبغي أن نسأل ونحن أقْرب ما نكون إلى أقْصى درجات الجدّ ، وأبْعد ما نكون عن أقصى درجات العبث واللامبالاة : عمَّ جعلَ النبت الجهنميّ يضرب جذوره العميقة في أرض الحضارات والثروات المعرفية ؟ وكيف وصل البشر إلى هذه الدرجة من الشرّ والقسوة التي أدّتْ بنا إلى مَنْحى خطير في علاقاتنا مع الآخر ؟ ومن أي منبع تسْتَقي التشكيلات المتطرفة فلسفتها العدوانية ؟

يتبع في المقال القادم :
جاوز الكفارُ الأمْرَ، فحقّ علينا الأمرَّان الأحْمران !



#ليندا_كبرييل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعترفوا يرحمكم الله أن أخلاقنا بلا أخلاق! 3
- هل اليابان حقاً يابانُ بِفضْل أخلاقها ؟ 2
- هل اليابان حقاً يابانُ بِفضْل أخلاقها ؟
- كأني موسى الناجي من ظلم فرعون !
- ورحلتْ مينامي في التسونامي
- زوروني .. حرام تنسوني بالمرة..
- طار صواب المتديّنين، وظلّتْ ( هاراجوكو ) متألقة !
- النفس البشرية ؛ في انتصارها وفي انكسارها.
- الضمير الذي لا ينام : الأحلام.
- لِيحْتفِظْ بوذا بجنّته لنفسه !
- الإقصاء، أشدّ الأحاسيس قسوة
- رُماة النِبال إذا تنكّروا في صورة النبلاء !
- الرتابة إعدام للحياة عن سابق إصرار !
- الفتى الذهبي - جان نصار -
- تعالَ أعلّمكَ فنّ العَوْم في الحياة يا ابني !
- تحت شجرة - ساكورا Sakura - *
- المُتأتِئ مذيع، والمشلول لاعِب كرة !
- - هيكارو - إذا سلقَ البيضة تحت إبطه !
- كُدْتُ أغرق في فنجان !
- ومع ذلك فهو أدونيس وذاك جبران وذاك المتنبي !


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...
- مسؤول أممي لبي بي سي: -المجاعة في غزة قد ترقى إلى جريمة حرب- ...
- الأونروا تدعو لرفع القيود عن وصول المساعدات إلى شمال غزة
- الأمم المتحدة: هناك مؤشرات وأدلة واضحة تثبت استخدام إسرائيل ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ليندا كبرييل - الحوثيّون يستنفرون لِسلْخ البهائيين والمسيحيين