أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - لا تحرفوا القضية: مطالب ثورة البصرة.. ماء وكهرباء وفرصة عمل














المزيد.....

لا تحرفوا القضية: مطالب ثورة البصرة.. ماء وكهرباء وفرصة عمل


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5989 - 2018 / 9 / 9 - 22:28
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لقد خرجت جماهير البصرة محتجة من اجل ثلاثة مطالب: ماء وكهرباء وفرصة عمل. الاهمال الذي تعاملت به الحكومة مع هذه المطالب، حوّل الاحتجاجات الى ثورة. كل مسعى من اجل حرف الانظار عن جوهر هذه القضية، هو مسعى مقصود، مخادع، تضليلي، يهدف الى القضاء على مطالب احتجاج جماهير البصرة والتنصل منها والتهرب من مسؤولية الاجابة عليها.
تردد الان وسائل الاعلام، والسلطة، وحتى بعض المواطنين اسئلة من قبيل: من احرق مقرات الاحزاب الاسلامية ومقرات الميلشيات والقنصلية الايرانية، ومحافظة البصرة؟ وشرعت حملة اعتقالات للمتهمين بهذا العمل.
الا ان هذه هي ليست المسالة! ان المسالة ليست مسالة من حرق المقرات، فيما اذا كان "مندسون" من اتباع احزاب وميلشيات بعضها ضد بعض، او من قبل الجماهير الثائرة، هذه ليست هي القضية. على الجماهير المحتجة الثائرة المنتفضة ان لا تبتلع هذا الطعم. انهم يريدون تحويل انتباه وانظار الناس الثائرة الى موقع الدفاع عن النفس، واعلان برائتهم من القيام بالحرق، واشغالهم بقضية هي ليست اصلا ولا يجب ان تكون قضيتهم.
لن يعرف احد لماذا احترق مجلس المحافظة في وقت لم يكن هنالك متظاهرين حوله اساسا. ولكن الجميع يعرف ان الناس في البصرة تنتفض الان لانهم يريدون ماء! ماء صالح للشرب، ماء كافي لحاجاتهم. يريدون كهرباء، يريد الشباب العاطلين عن العمل، فرصة عمل، او دخل يؤمن لهم امكانية العيش. فما هو حل الحكومة؟ المحلية او المركزية؟ اجيبوا على حاجات الناس للماء اولا، ثم افتحوا ملفات التحقيق ان كان لديكم قضاء وليس عشائر تحكم البلد!
لقد سأمت الجماهير من سلطتكم، ونفذ وفقدت قدرتها على المزيد من الاحتمال. الى الحد الذي سقط فيه حاجز الخوف من الموت، رغم الشعور بالخوف. كل غضب الجماهير المتراكم على سلطة ارادت سوقهم جنودا لحروبها، ظهر وعبّر عن نفسه في هذه الايام القليلة والتي بلغ ذروتها في السادس من ايلول. عقد ونصف من الانصياع والايمان بالمرجعية، وبرجال الدين، الا انه انهار وبشكل مدوي. افتضاح دور الاحزاب الاسلامية وشيوخ العشائر ورجال الدين، كثلاثي اسند بعضه البعض، من اجل مصالحهم كطبقة حاكمة، دون ان يقدموا شيئا للطبقة المحكومة.
الكتل تتصارع في الاعلى على من هي الكتلة الاكبر، الا ان التصويت الحقيقي، والواقعي لرأي الناس بهذه الاحزاب، انما هذا الذي يجري في الاسفل. الناس لم تعزف عن التصويت في الانتخابات فحسب، بل انها ارسلت رسالة واضحة و تامة الوضوح هذه الايام، ان الاحزاب المتصارعة مرفوضة جملا وتفصيلا، وما احراق مقرات احزابكم، ان كانت الجماهير هي وراءه، فهو تعبير قاطع عن هذا الرفض.
بغض النظر عن ما ستؤول اليه هذه الاحتجاجات العارمة، والانتفاضة او الثورة، سمها ماشئت، الا انها اظهرت الجوهر الحقيقي لدور الجماهير حين تريد شيئا. انها تهز عرش السلطة. ربما لم تقم الجماهير الان، وليس لديها الاستعداد بعد على ان تطرد كل احزاب السلطة، وان تنتخب هيئاتها ولجانها، وحكومتها من الاسفل الى الاعلى، لم تعبر عن قدرتها بعد على ادارة امورها بنفسها، وهي لازالت تتطلع الى ان تأتي سلطة اخرى، من مكان ما، من فوق، اشخاص اخرين غيرهم، للحكم، لكن هذه الايام ستدخل التاريخ، عن قدرة الجماهير حين تقرر القيام بعمل، ستقوم به. ان لم تقرر الجماهير استلام السلطة اليوم، وتشكل مجالسها من الاسفل الى الاعلى، وتحكم بنفسها ولاجل نفسها، لم يقل احدا انه لن يكون بوسعها ان تقوم بذلك في الغد. وهذه كانت وستظل مهمتنا.



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على مذبح ثلاثية الحصة- الطائفة- الفساد، تنتفض البصرة!
- مالذي تغيّر في احتجاجات صيف 2018 عن تظاهرات صيف 2015؟
- التظاهرات والتنظيم!
- حول التنظيم العمالي- البطالة، العمالة الهشة (المؤقتة، غير ال ...
- حول التنظيم العمالي- اوضاع الطبقة العاملة في العراق واثارها ...
- احتجاجات العاطلين عن العمل
- حول التنظيم العمالي- توزيع الطبقة العاملة في العراق- الجزء ا ...
- حول التنظيم العمالي- المجالس العمالية - الجزء الرابع
- حول التنظيم العمالي -المجالس العمالية- الجزء الثالث
- حول التنظيم العمالي- المجالس العمالية- الجزء الثاني
- حول التنظيم العمالي - المجالس العمالية- الجزء الأول
- لا تغيير بعد الانتخابات؟
- هل كل هذا من اجل -خدمة الوطن والشعب-؟
- انتهاء -العرس الانتخابي- وحكومة الاقلية - وليس- الاغلبية الس ...
- الانتخابات والمرجعيات
- حول الانتخابات القادمة ويوم العمال العالمي
- مالذي سيتغير بعد الانتخابات، ومالذي لن يتغير؟
- -صوتوا لمستقبلكم-؟...... مستقبل من.. تعنون؟
- الشباب يتجه نحو الماركسية والشيوعية في العراق
- هل المجالسية نظام صالح وممكن اقامته في العراق؟


المزيد.....




- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..مقتدى الصدر يشيد بالانفتا ...
- الكشف عن بعض أسرار ألمع انفجار كوني على الإطلاق
- مصر.. الحكومة تبحث قرارا جديدا بعد وفاة فتاة تدخل السيسي لإن ...
- الأردن يستدعي السفير الإيراني بعد تصريح -الهدف التالي-
- شاهد: إعادة تشغيل مخبز في شمال غزة لأول مرة منذ بداية الحرب ...
- شولتس في الصين لبحث -تحقيق سلام عادل- في أوكرانيا
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (1).. القدرات العسكرية لإسرائيل ...
- -امتنعوا عن الرجوع!-.. الطائرات الإسرائيلية تحذر سكان وسط غ ...
- الـFBI يفتح تحقيقا جنائيا في انهيار جسر -فرانسيس سكوت كي- في ...
- هل تؤثر المواجهة الإيرانية الإسرائيلية على الطيران العالمي؟ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - لا تحرفوا القضية: مطالب ثورة البصرة.. ماء وكهرباء وفرصة عمل