أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سالم الورغمي - عن (الجاهلين) و (الإعراض والعفو والصفح) عنهم















المزيد.....

عن (الجاهلين) و (الإعراض والعفو والصفح) عنهم


سالم الورغمي

الحوار المتمدن-العدد: 5989 - 2018 / 9 / 9 - 16:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقول المنطق الديني إذا جاز لي تسميته "منطقا" أن هذا الدين من عند الإله، والإله هو الحقيقة المطلقة .. كل ما سيصدر عنه سيكون الحق والكمال المطلق الذي لا يجوز معه أي شك أو نقد .. من سيشكك اليوم في بديهيات العلوم التجريبية مثلا؟ وحده الجاهل و"الغبي" سيفعل ذلك ، المتدينون أديانهم عندهم أكثر من بديهيات العلوم التجريبية ..

"منطقهم" صحيح لو كان عندهم أدلة على وجود هذا الإله المزعوم والأهم من وجوده وجود أدلة صلة بين أديانهم وهذا الإله أي أنه مصدر تلك الكتب التي ينسبونها إليه .. لذلك كل من تساءل أو انتقد لن يكون إلا "جاهلا غبيا" حتى وإن حاز أعلى الشهادات التي لا قيمة لها أمام عدم إيمانه والذي سيكون مصيره النار خالدا فيها أبدا مهما قدّم ومهما أفاد البشرية وهي من المعضلات الكبيرة عند أتباع الأديان فكيف يعقل كمثال أن عجوزا أمية مسنة ستخلد في النار لأنها لم تؤمن بالمسيح أو بمحمد وكيف يمكن أن يكون العلماء والفلاسفة في النار بينما ينعم اللصوص والغوغاء بالنعيم الأبدي فقط لأنهم آمنوا بهذا الدين أو ذاك !

* إسلام ويب رقم الفتوى: 35405

"فأبو جهل كنية لعدو الله عمرو بن هشام كناه بها النبي ص، بعد أن كان يكنى بأبي الحكم. قال ابن القيم - رحمه الله - وهو يتحدث عن الكنية التي كناه بها النبي ص: وكذلك تكنيته لأبي الحكم بأبي جهل، كنية مطابقة لوصفه ومعناه، وهو أحق الخلق بهذه الكنية." :

الحكيم الذي دخل دار الندوة قبل الأربعين يصبح جاهلا فقط لأنه رفض محمدا بعد أن عرف حقيقة دعوته، لذلك إلى اليوم كل منتقد للإسلام هو جاهل وغبي : علينا أن نفهم جيدا أنهم لا يشتمون بل يطبّقون سنة نبيهم وبذلك نكتشف سلفية الدارسين منهم وكذلك مدى تأصل هذه الثقافة عند عوامهم حيث لا يجد العامي أي حرج من وصف أي كان مهما كانت مؤهلاته بالجهل والغباء لأنه انتقد الإسلام أو رفضه , وإذا كان عاميا "مؤدبا" فسيكتفي بالشعور بالشفقة على المنتقد علما وأن هذا العامي لا يفقه شيئا في دينه غير القليل الذي سمعه هنا وهناك وسيختم شفقته بنصيحة المنتقد أن يدرس الإسلام جيدا !

وعن مصير أبي الحكم يقول ابن كثير في البداية والنهاية "وقال ابن ماجه: .. عن عبد الله بن أبي أوفى: أن رسول الله ص صلى يوم بشِّر برأس أبي جهل ركعتين." (يقصد في بدر لمّا جاءه ابن مسعود برأس أبي الحكم)

وفي الرحيق المختوم : "وبعد أن دار بينهما هذا الكلام (يقصد أبا الحكم وابن مسعود) احتز ابن مسعود رأسه، وجاء به إلى رسول الله ص، فقال‏:‏ يا رسول الله، هذا رأس عدو الله أبي جهل، فقال‏:‏ ‏‏(‏الله الذي لا إله إلا هو‏؟‏‏)‏ فرددها ثلاثًا، ثم قال‏:‏ ‏‏(‏الله أكبر، الحمد لله الذي صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، انطلق أرنيه‏)‏، فانطلقنا فأريته إياه، فقال‏:‏ ‏‏(‏هذا فرعون هذه الأمة‏)‏‏.‏"

* خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ : (الأعراف 199)

من تفسير المنار: "الإعراض عن الجاهلين ، وهم السفهاء ، بترك معاشرتهم وعدم مماراتهم ، ولا علاج أوقى لأذاهم من الإعراض عنهم ، وشرهم في هذا العصر مرتزقة صحف الأخبار المنتشرة ، فإن سفهاءها هم شر من سفهاء الشعراء في العصور السابقة" :

كل من ينتقد هو جاهل سفيه وشرير، فهل محاورونا يلتزمون "أدب حوار فكري علماني" أم تقيّة تفرضها نصوصهم وواقع عدم تمكنهم من رقابنا ؟

ابن كثير يقول عن خذ العفو: "يعني : خذ ما عفا لك من أموالهم ، وما أتوك به من شيء فخذه . وكان هذا قبل أن تنزل - براءة - بفرائض الصدقات وتفصيلها ، وما انتهت إليه الصدقات ." : (إذن ليس العفو التي نظنه إذا فسّرنا وحدنا!) ويضيف "أمره الله بالعفو والصفح عن المشركين عشر سنين ، ثم أمره بالغلظة عليهم . واختار هذا القول ابن جرير"

وعن العرف يقول: "وذلك وإن كان أمرا لنبيه ص فإنه تأديب لخلقه باحتمال من ظلمهم واعتدى عليهم ، لا بالإعراض عمن جهل الحق الواجب من حق الله ، ولا بالصفح عمن كفر بالله وجهل وحدانيته ، وهو للمسلمين حرب ."

* فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ : (البقرة 109)

. ابن كثير:

"ويأمر عباده المؤمنين بالصفح والعفو والاحتمال ، حتى يأتي أمر الله من النصر والفتح"
"عن ابن عباس في قوله : ( فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره ) نسخ ذلك قوله : ( فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ) وقوله : ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ) إلى قوله : ( وهم صاغرون ) [ التوبة : 29 ] فنسخ هذا عفوه عن المشركين . وكذا قال أبو العالية ، والربيع بن أنس ، وقتادة ، والسدي : إنها منسوخة بآية السيف ، ويرشد إلى ذلك أيضا قوله : ( حتى يأتي الله بأمره )"

. الطبري:

"وَاصْفَحُوا عَمَّا كَانَ مِنْهُمْ مَنْ جَهِلَ فِي ذَلِكَ حَتَّى يَأْتِي اللَّه بِأَمْرِهِ , فَيَحْدُث لَكُمْ مِنْ أَمْره فِيكُمْ مَا يَشَاء , وَيَقْضِي فِيهِمْ مَا يُرِيد . فَقَضَى فِيهِمْ تَعَالَى ذِكْره , وَأَتَى بِأَمْرِهِ , فَقَالَ لِنَبِيِّهِ صَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ بِهِ : { قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاَللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِر وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّه وَرَسُوله وَلَا يَدِينُونَ دِين الْحَقّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَاب حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَة عَنْ يَد وَهُمْ صَاغِرُونَ } . فَنَسَخَ اللَّه جَلّ ثَنَاؤُهُ الْعَفْو عَنْهُمْ وَالصَّفْح بِفَرْضِ قِتَالهمْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى تَصِير كَلِمَتهمْ وَكَلِمَة الْمُؤْمِنِينَ وَاحِدَة , أَوْ يُؤَدُّوا الْجِزْيَة عَنْ يَد صِغَارًا"

. القرطبي:

"هذه الآية منسوخة بقوله : قاتلوا الذين لا يؤمنون إلى قوله : صاغرون عن ابن عباس . وقيل : الناسخ لها فاقتلوا المشركين . قال أبو عبيدة : كل آية فيها ترك للقتال فهي مكية منسوخة بالقتال"

. الرازي:

"ولا يجوز أن يأمرهم تعالى بالعفو والصفح على وجه الرضا بما فعلوا ؛ لأن ذلك كفر .. ولذلك لم يأمر بذلك على الدوام ، بل علقه بغاية فقال : ( حتى يأتي الله بأمره ) .. الأمر بالقتال ؛ لأن عنده يتعين أحد أمرين : إما الإسلام ، وإما الخضوع لدفع الجزية وتحمل الذل والصغار ، فلهذا قال العلماء : إن هذه الآية منسوخة بقوله تعالى : ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ) [ التوبة : 29 ] وعن الباقر - رضي الله عنه - : أنه لم يؤمر رسول الله - ص - بقتال حتى نزل جبريل عليه السلام بقوله ( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا ) [ الحج : 39 ] وقلده سيفا ، فكان أول قتال قاتل أصحاب عبد الله بن جحش ببطن نخل ، وبعده غزوة بدر"

. ابن عاشور: "إمام الإسلام المالكي الوسطي"!! (1879-1973)

"وقوله : { حتى يأتي الله بأمره } أي حتى يجيء ما فيه شفاء غليلكم قيل هو إجلاء بني النضير وقتل قريظة ، وقيل الأمر بقتال الكتابيين أو ضرب الجزية . والظاهر أنه غاية مبهمة للعفو والصفح تطميناً لخواطر المأمورين حتى لا ييأسوا من ذهاب أذى المجرمين لهم بطلاً وهذا أسلوب مسلوك في حمل الشخص على شيء لا يلائمه كقول الناس حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً فإذا جاء أمر الله بترك العفو انتهت الغاية ، ومن ذلك إجلاء بني النضير ."

. موقع الإسلام سؤال وجواب:

"أمر الله تعالى المؤمنين بالعفو والصفح عنهم ، وذلك لحكم كثيرة منها : الرغبة في هدايتهم وإيضاح الحق لهم ، ومنها انشغال المسلمين بالحرب مع كفار قريش ، فاقتضت الحكمة أن يقتصروا على مواجهة عدو واحد . وبين الله تعالى أن هذا العفو والصفح ممتد إلى غاية وأمد ، وهي أن يأتي أمر من الله للمسلمين يبيح لهم القتال .. ثم روى (يقصد الطبري) عن الربيع في قوله : ( فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره ) ، قال : اعفوا عن أهل الكتاب حتى يحدث الله أمرًا . فأحدث الله بعد فقال : ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر إلى وهم صاغرون )"

"وقال ابن الجوزي رحمه الله في -زاد المسير- (1/132) : - قوله تعالى : ( حتى يأتي الله بأمره ) قال ابن عباس : فجاء الله بأمره في النضير بالجلاء والنفي ، وفي قريظة بالقتل والسبي -"

هذه الجملة (فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ) قالها محمد قبل أن يحوز القوة ويقضي على "أهل الكتاب" ، محمد وبما أنه طابخ الطبخة كان يعلم أن لا إله سيأتي بأمره بل كان فقط يهندس وحده لامتلاك القوة والقضاء على اليهود ليسيطر على يثرب بالكلية ..

إذا علمنا هذا سيتضح لنا :

- كم حقده وبغضه لليهود
- هدفه المضمر للقضاء عليهم مع أول فرصة سانحة
- الجملة تضمِر أو تُوَرّي عن التهديد

في كل مسلم يسكن محمد , الأمر جلي بالنسبة للسلفيين والإخوان لكن التساؤل يبقى حول العوام وحول من يظهر بزي المجدد المصلح .. هل يمكن الوثوق بأقوالهم ؟ هل يمكن القول بأنهم "محترمون" و "مؤدبون" في حواراتهم مع الآخر المختلف عنهم ؟

لا! الإسلام لا يزال صحراويا يتنفس سموم القرن السابع ويصعب الثقة بأتباع دين يحكم إلى اليوم دون أن تحدث فيه أي نهضة أو "إصلاح" .



#سالم_الورغمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن (إلا اللمم)
- عن (لا إكراه في الدين)


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سالم الورغمي - عن (الجاهلين) و (الإعراض والعفو والصفح) عنهم