أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله المدني - من الخاسر الأكبر من اتفاقية بحر قزوين؟














المزيد.....

من الخاسر الأكبر من اتفاقية بحر قزوين؟


عبدالله المدني

الحوار المتمدن-العدد: 5989 - 2018 / 9 / 9 - 09:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في زمن ما قبل انفراط عقد الاتحاد السوفيتي كان الخلاف حول بحر قزوين محصورًا بين موسكو وطهران، لكن كان التعاون قائما بينهما حول تنظيم أمور الملاحة والعبور والصيد واستغلال ثروات البحر طبقًا للمعاهدة السوفيتية الإيرانية لعام 1940.

أما بعد تفكك الاتحاد السوفيتي فقد دخل في الخلاف كل الدول حديثة الاستقلال من تلك المتشاطئة لهذا البحر المغلق مثل روسيا الإتحادية وأذربيجان وتركمانستان وكازاخستان، علما بأن أهمية بحر قزوين، الذي يبلغ أقصى طول له 1200 كلم، وأقصى عرض له 300 كلم مع عمق أقصاه 1023 مترًا، لا تكمن فقط في موقعه الاستراتيجي والأمني، وإنما تكمن أيضًا في ثرواته الهائلة من النفط والغاز (200 بليون من النفط واكثر من 200 تريليون متر مكعب من الغاز بحسب وكالة الطاقة الأمريكية)، علاوة على ثرواته من الأسماك والكافيار(يصل سعر الكيلوغرام الواحد من الكافيار إلى 25 ألف دولار أمريكي). ولهذا السبب لم يكن غريبا تنافس أطرافه الخمسة عليه ودخولهم في مفاوضات عسيرة خصصت لها خمسة مؤتمرات على مستوى القمة خلال السنوات الإثنين والعشرين الماضية، كان آخرها المؤتمر الذي استضافته مدينة «أوكتاو» الكازاخية في أغسطس من العام الجاري.

بدأ مؤتمر «أوكتاو» بجدل حول مسمى قزوين أي هل هو بحر أم بحيرة لأن التسمية بحد ذاتها تترتب عليها أوضاع قانونية معينة طبقا لقانون البحار الأممي. إذ إن وصفها بالبحيرة يتيح لجميع الدول المطلة عليها تقاسم ثرواتها فيما بينها، بغض النظر عن موقع تلك الثروات، بينما إذا تم وصفها بالبحر فإن كل دولة مطلة ستستسفيد فقط من الثروات التي تقع داخل نصيبها من المياه الاقتصادية. ولأن رأي الدول الخمس إستقر على أن قزوين بحر وليست بحيرة فإن كازاخستان برزت كمنتصر أكبر لأن «حقل تنجير»، الذي يعد ثاني أكبر حقول النفط في العالم ويضم كميات هائلة من الغاز الطبيعي، يقع ضمن مياهها الاقتصادية.

ثم ثارت بطبيعة الحال نقاشات حادة حول كيفية استغلال ثروات البحر وحقوق كل طرف من الأطراف في الملاحة والصيد، وترسيم قاع البحر، ومسائل أمنية مثل إبعاد كل القوى غير المتشاطئة للبحر عن استخدامه لأغراض عسكرية وغير ذلك.

وفي نهاية المطاف توصل المجتمعون إلى تفاهمات شملت: عدم استخدام أراضي أي دولة مطلة على قزوين للإضرار بأمن الدول الأخرى الشريكة، والاتفاق على الاستخدام المشترك لسطح مياه قزوين مع تقسيم الطبقات السفلية وما تحت القاع إلى أقسام متجاورة متساوية وفقا للقانون الدولي، وإتمام عمليات الشحن والصيد والبحث العلمي ومد خطوط الأنابيب وفقا لقواعد متفق عليها عند إطلاق مشاريع بحرية كبيرة مع مراعاة الجوانب البيئية.

وبالرغم من هذه التفاهمات المبدئية، التي أطلق عليها إسم «دستور قزوين» الضامن للأمن والإستقرار والإزدهار في المنطقة، فإن المراقبين يشكون كثيرًا في نجاحها، وتجاوز الخلافات العميقة بين أطراف الاتفاقية، ولاسيما بين إيران وآذربيجان وتركمانستان، وهي دول جنوب حوض بحر قزوين التي تتنازع ملكية حقول نفطية مهمة، أي على العكس من آذربيجان وروسيا وكازاخستان التي قسمت بالتراضي ثروات الشطر الشمالي من قزوين. ولعل أكبر دليل على أن إتفاقية أوكتاو لم تحقق سوى القليل من الانفراج هو تصريح الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي قال فيه «إن الدول المطلة على بحر قزوين تمكنت من الوصول إلى حلول للقضايا المتعلقة بهذا البحر بنسبة 30 بالمئة بعد إجراء مفاوضات فاقت الـ 20 عامًا ولاتزال القضايا الأخرى عالقة وينبغي التوصل إلى حلول لها عبر الحوار والمفاوضات».

وطالما أتينا على ذكر إيران، فإن زعماءها ومسؤوليها لطالما كانت لهم مواقف متشددة من قضية بحر قزوين. ففي وقت من الأوقات كانوا يطالبون بتقاسم البحر مناصفة بين إيران وبقية الدول المطلة عليه، ثم تراجعوا وطالبوا بخمس البحر، وبموجب التفاهمات الأخيرة يمكن أن تتقلص حصتهم إلى 13 بالمائة، كما يمكن أن تؤدي إلى إحتدام المنافسة بين إيران والدول الأخرى حول مد خطوط نقل الغاز والنفط في قاع قزوين. وبمعنى آخر تخلت طهران في مؤتمر أوكتاو عما كانت تسميه حقوقها التاريخية في قزوين مضطرة، كما تخلت عن إصرارها على أن قزوين بحيرة وليس بحرا. كل هذا، كيلا تعيق سياسات وخطط حليفتها الروسية التي راهنت على نجاح مؤتمر أوكتاو والخروج منه كقوة مهيمنة، وبالتالي تعزيز نفوذ رئيسها فلاديمير بوتين داخليا وخارجيا. لكن في محاولة من الطغمة الحاكمة في طهران للخروج أمام شعبها بمظهر المنتصر من نتائج المؤتمر، لا الخاسر والمتخاذل، خرج حسن روحاني في وسائل الإعلام الإيرانية ليركز على أمر وحيد هو النجاح في تحويل حوض بحر قزوين إلى منطقة آمنة خالية من أي وجود عسكري أجنبي، أو كما قال حرفيا: «أن توقيع اتفاقية الوضع القانوني لبحر قزوين أحبط خطط الولايات المتحدة وحلف الناتو لإرسال قواتهما العسكرية إلى هذه المنطقة». على أن الإيرانيين الواعين لتخبطات نظامهم الفقهي المهتريء عدوا كلام روحاني نوعا من التحايل وأعربوا عن غضبهم من الاتفاقية، بل شبهوها باتفاقية عام 1828 «المجحفة» بين إيران الشاهنشاهية وروسيا القيصرية حول البحر نفسه.

وعلى الرغم من أن الصين ليست دولة مطلة على بحر قزوين، فإنها كانت تراقب مجريات ونتائج مؤتمر أوكتاو عن كثب. إذ قيل أن بكين نظرت إلى الدول المجتمعة كمجموعة رديفة لمنظمة شنغهاي، خصوصًا وأن روسيا وكازاخستان دولتان مؤسستان للمنظمة، وآذربيجان عضو مراقب، وإيران دولة مطالبة بالعضوية. كما قيل أن اهتمامات الصينيين مصدرها مشروعهم المعروف بـ «طريق الحرير» والذي تحتل فيه دولة شاسعة المساحة وزاخرة بالموارد مثل كازاخستان مكانة محورية فيه.



#عبدالله_المدني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجشي.. أول رئيس لأول برلمان بحريني منتخب
- سيئول وسياسة الباب المفتوح مع الشمال
- ابن معمر.. رجل المهمّات الصعبة في المراحل الدقيقة
- رحيل زعيم هندي لا يُعوض
- المرزوق.. أم الخير.. وأم الصحافة النسوية في الخليج
- حرب المياه بين ماليزيا وسنغافورة
- المنديل.. وكيل ابن سعود في البصرة وبغداد
- جديد مؤتمر آسيان الأخير في سنغافورة
- هداية السالم.. أول ناشرة ورئيسة تحرير كويتية
- قراءة في نتائج انتخابات باكستان الأخيرة
- محمد نصيف.. الصرح المنيف
- الهند وأوروبا.. نحو اتفاقية للتجارة الحرة قريبًا
- أمل جعفر.. 3 عقود من الهيام بالمايكروفون
- حديث اليابان.. تعديل الدستور من عدمه
- أبومدين.. رجل الحكاية والكدح والصدق والحداثة
- انتخابات باكستان على الأبواب.. والتوقعات صعبة
- الديكان.. ترسانة الإيقاعات الشعبية
- النفط.. مرتكز العلاقات الخليجية الهندية
- خليفة البنعلي.. زهد في السياسة من بعد حماس
- قمة «سانتوزا».. لا تزال موضوعًا للجدل


المزيد.....




- رئيس وزراء فرنسا: حكومتي قاضت طالبة اتهمت مديرها بإجبارها عل ...
- انتخاب جراح فلسطيني كرئيس لجامعة غلاسكو الا?سكتلندية
- بوتين يحذر حلفاء أوكرانيا الغربيين من توفير قواعد جوية في بل ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 13 ...
- رئيس جنوب إفريقيا يعزي بوتين في ضحايا اعتداء -كروكوس- الإرها ...
- مصر تعلن عن خطة جديدة في سيناء.. وإسرائيل تترقب
- رئيس الحكومة الفلسطينية المكلف محمد مصطفى يقدم تشكيلته الوزا ...
- عمّان.. تظاهرات حاشدة قرب سفارة إسرائيل
- شويغو يقلّد قائد قوات -المركز- أرفع وسام في روسيا (فيديو)
- بيل كلينتون وأوباما يشاركان في جمع التبرعات لحملة بايدن الان ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله المدني - من الخاسر الأكبر من اتفاقية بحر قزوين؟