أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - أهل البصرة ينزفون دماً.. من المسؤول؟














المزيد.....

أهل البصرة ينزفون دماً.. من المسؤول؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 5987 - 2018 / 9 / 7 - 10:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتحدث حكام العراق والانتهازيون ووعاظ السلاطين والفاسدون بلغة واحدة، يتحدثون عن العنف في المظاهرات، وكلهم يعرفون بأن العنف حكومي المصدر، وتشارك معه كل المليشيات الطائفية المسلحة والقوى العدوانية القادمة من إيران وأتباعها في البصرة، كلهم يعرفون بأن العنف ليس مصدره الشعب والمتظاهرين الذين يرفعون راية السلام بيد، ومطالب الشعب العادلة والمشروعة والملحة باليد الأخرى. إنهم يتحدثون عن حق الشعب في التظاهر السلمي ومثبت دستورياً بصوت مسموع ومن على منابر الخطابة وفي المؤتمرات الصحفية، كما فعل رئيس الحكومة الحالية باستمرار، ولكنهم في الوقت ذاته يصدرون الأوامر لقوات الأمن والجيش بتوجيه نيران رشاشاتهم إلى صدور وظهور المتظاهرين، والغاز المسيل للدموع، وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين السلميين. وقد أدت تلك الأوامر إلى استشهاد المزيد من المتظاهرين الشجعان وإلى سقوط المزيد من الجرحى والمعوقين. لا يمكن لأي شرطي أو رجل أمن أو جندي إن يطلق رصاصة واحدة إلى جموع المتظاهرين ما لم يكن يمتلك القرار الصادر عن الجهات المسؤولة عنه وعن إصدار مثل هذه القرارات. ويبقى المصدر الأول والرئيسي في إصدار تلك القرارات هو القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الحكومة، حيدر العبادي. والمسؤولة تتوجه إليه أياً كان المسؤول الأقل منه في المسؤولية الذي أصدر مثل تلك القرارات. إن تشكيل لجان تحقيقية لا تعني هنا سوى إماتة القضية وكسب الوقت لنسيان الحدث الجلل، حدث سقوط قتلى وجرحى ومعوقين بين المتظاهرين السلميين الذيم لم يرفعوا السلاح بوجه الحكومة الاتحادية الفاسدة والحكومة المحلة الأكثر فساداً وسوءاّ، بل رفعوا رايات كتب عليها مطالب الشعب: الماء النقي للشرب، كهرباء يقيهم حر الصيف وبرد الشتاء، عمل للشبيبة العاطلة عن العمل، مستشفيات ومستوصفات نظيفة ومعالجات طبية للمرضى والمصابين بإمراض سرطانية وأوبئة كثيرة، مدارس آدمية للتلاميذ والطلبة، أدوية غير فاسدة، حل الميليشيات الطائفية المسلحة وجعل السلاح حكراً بيد الدولة، محاربة الفساد والفاسدين وتقديمهم للمحاكمة أياً كان موقعهم في الدولة، حكومة وطنية غير طائفية وبعيداً عن المحاصصات الطائفية المذلة، منع دول الجوار من التدخل في الشؤون العراقية، ومن أجل أصار قرارات عراقية سيادية مستقلة...الخ.
إن إدانة استخدام العنف والسلاح والرصاص الحي في مواجهة التظاهرات السلمية وقمعها لم يعد كافياً بأي حال، بل لا بد من المطالبة الملحة والفورية بتقديم كل المسؤولين عن الدولة العراقية الذين قصروا في واجباتهم ومنها توفير مستلزمات استتباب الأمن والاستقرار، ومنها توفير الماء والكهرباء ...الخ، وحماية حياة المتظاهرين وتظاهراتهم السلمية من أيدي العابثين بحياة الناس الأبرياء، إلى القضاء العراقي لينالوا الجزاء العادل.
لا يكفي أن نطالب بإيقاف استخدام العنف والسلاح في مواجهة مطالب المتظاهرين، بل يجب أن نطالب بالتحقيق الفوري والسريع والخروج بنتائج تقود إلى تقديم جميع الذين شاركوا في عمليات القمع والقتل مباشرة، إلى القضاء العراقي.
لن يركن الشعب إلى الهدوء ولن يكف عن التظاهر السلمي والديمقراطي ما لم تلبى مطالبه العادلة والمشروعة والملحة. إنه لم ينتفض لكي تسفك دماء الأبرياء من قبل القتلة الأوباش ولا لتحرق ممتلكات الدولة التي هي ممتلكاته، بل لكي يطالب باسم الشعب كله عن الزامية تحقيق مصالح الشعب الحيوية والأساسية التي أهملتها الحكومة الاتحادية والحكومة المحلية في البصرة وبقية الحكومات الملحية في جميع أنحاء العراق، ومنها محافظة ذي قار التي يمكن أن تنشأ فيها ذات الأوضاع الجارية في البصرة ما لم تبادر الحكومة إلى اتخاذ الإجراءات الضرورية لمعالجة هناك وفي كل المحافظات.
أدعو جميع مواطنات ومواطني العراق، وأينما وجدوا، إلى حمل راية التضامن الصادق والمستمر والتفاعل الإيجابي المؤثر مع أهل البصرة والمتظاهرين السلميين، مع أهل ذي قار وكل المحافظات العراقية الأخرى والمطالبة بتحقيق مصالح الشعب العراقي التي أهملت بإصرار متعمد وكريه من جانب المسؤولين في الدولة العراقية والأحزاب الحاكمة على مدى 15 سنة المنصرمة. إنه الطريق المضمون لانتزاع المطالب المشروعة والعادلة من أيدي أولئك الحكام الذين فقدوا الذمة والضمير، ولم يعد يؤنبهم لما فعلوه من بؤس وفاقة وحرمان ومصادرة لحقوق الشعب وتخلي عن الواجبات لصالح الشعب. وها هم الذين حكموا العراق بالفساد والغش والخديعة، وبالحديد والنار، يتكالبون على الحكم من أجل إعادة إنتاج ما حصل من اجتياح وغزو وقتل وتشريد وتدمير وتهجير لنسبة عالية من سكان العراق خلال الفترة الواقعة بين 2006 -2014، فهل سيتمكن الشعب من كبحهم وصدهم عن الحكم وإرسالهم إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم، أو إلى اسيادهم في إيران أو غيرها من دول الجوار.
إن انتصار الشعب في معركته ضد الطائفية والمحاصصة الطائفية المذلة ومن اجل تحقيق التنمية والخدمات السريع للشعب تتحقق عبر أصرار الشعب على التظاهر السلمي والديمقراطي ورفض العنف الحكومة ومن أي جهة أخرى، ولاسيما هناك من يرغب في إشاعة الحرائق وبث الرعب والفوضى في البلاد. إن شبيبة العراق الغاضبة والمنتفضة لن تلجأ إلى حرق الدوائر الحكومية ومؤسسات الدولة والمال العام، ولا بد للمسؤولين من التحري عن تلك الأيدي الخبيثة التي تحاول ممارسة إشعال الحرائق لإجهاض الانتفاضة الشعبية والمطالبة العادلة والمروعة بالحقوق المغتصبة والمصادرة، ومنها الخدمات العامة كالماء والكهرباء وفرص العمل. لقد ربط المتظاهرون في البصرة وحيثما تظاهر الشعب بوعي ومسؤولية بين المطالب الآنية والملحة للشعب وبين المطالب الوطنية العامة، وفي مقدمتها الخلاص من الحكم الطائفي والمحاصصي ومن الهويات الفرعية القاتلة والعمل على أساس المواطنة وإقامة دولة ديمقراطية علمانية ومجتمع مدني ديمقراطي.. إلخ..



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقاش معرفي مع الكاتب حسن العاصي حول التنوير العربي
- البصرة الشجاعة والغاضبة ... البصرة المنتفضة...!
- هل رجلُ امريكا الأول معتوهاً أم أنه رأسماليٌ ليبرالي جديد مت ...
- هل العراق على حافة حرب إيرانية-ميليشياوية ضد الشعب العراقي؟
- تركيا تعيش بدء تفاقم أزمتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ...
- مرة أخيرة مع السيد علي الشرع بشأن واقع العراق الراهن الحلقة ...
- نقاش هادئ مع السيد علي الشرع بشأن واقع العراق الراهن (3-4) ا ...
- نقاش هادئ مع السيد علي الشرع بشأن واقع العراق الراهن (2-4)هل ...
- نقاش هادئ مع السيد علي الشرع بشأن واقع العراق الراهن 1-4
- الذكر الطيب للفقيد المناضل الاشتراكي والمفكر الشجاع سمير أمي ...
- نتائج العدّْ اليدوي وتشكيل الحكومة العراقية الجديدة
- جامعة الدول العربية وموقفها المناهض لحقوق الإنسان!!
- رأي في مقال للسيد علي الشرع -العبادي ومستشاره الاقتصادي-
- جور الاعتقال وقسوة التعذيب في العراق
- هل قادة حزب الدعوة متماثلون في كل شيء سيء؟
- طوق نجاة المرجعية الشيعية يناقض طبيعة النخب الإسلامية الحاكم ...
- لو تسنى لحزب الدعوة ان يحكم العراق بمفرده، فماذا سيحصل؟
- جرائم بشعة ترتكب في العراق تحت حكم أحزاب الإسلام السياسي!
- ملحق للرسالة المفتوحة إلى رئيس وزراء العراق
- رسالة مفتوحة إلى رئيس وزراء العراق


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - أهل البصرة ينزفون دماً.. من المسؤول؟