أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - خالد جلال - التكتل والتوحد النضالي في مواجهة السياسات اللاشعبية














المزيد.....

التكتل والتوحد النضالي في مواجهة السياسات اللاشعبية


خالد جلال

الحوار المتمدن-العدد: 1507 - 2006 / 4 / 1 - 12:33
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


- "المبادرة المحلية للاحتجاج على ارتفاع الأسعار "
بمدينة وادي زم بالمغرب نموذجا -

إن من الظواهر الصحية والإيجابية التي أصبح المواطن المغربي يستحسنها ويشجعها هي تلك الحركات الاحتجاجية المنظمة من طرف مجموعة من التنظيمات النقابية والسياسية والجمعوية ومختلف مكونات المجتمع المدني والتي بدأت تستوعب أن القوة تتمثل في التكتل والوحدة ولم الشمل بدل التشتت والتقوقع في مواقع الدفاع والتفرج وزرع بذور الفتنة والبلبلة وشن حروب داخلية سواء فيما بين هذه التنظيمات أو داخل التنظيم الواحد بهدف تجزيئ وتفتيت قوى المناضلين الحقيقيين واستغلالها لضرب العمل النضالي الجاد.
فرغم الاختلافات الإيديولوجية والمرجعيات الفكرية وتنوع الأهداف المنشودة، تتمكن بعض التجارب في العديد من المدن المغربية من تجميع القوى الحية والديمقراطية، من نقابان وأحزاب وجمعيات مدنية ومؤسسات غير حكومية، حول طاولة واحدة للتداول حول العديد من النقط المشتركة التي تهم المواطن المغربي كمواجهة العولمة الاقتصادية وسياسة الخصخصة أو تتبع مسألة تدبير الشأن المحلي والتصدي للاختلالات التي تشوبه أو مناهضة سياسة الدولة في تفكيك بعض القطاعات العمومية أو ظاهرة الإغلاقات والتسريح الجماعي للعمال ومختلف المشاكل المتعلقة بالعمل كالمرونة والهشاشة أو الهجوم الكاسح والشرس على القدرة الشرائية للمواطن أو التضييق على الحريات النقابية ومن ضمنها الحق في الإضراب أو رفض جميع المخططات الرامية إلى فرض ما يسمى بالسلم الاجتماعي وغير ذلك من المواضبع التي تستأثر باهتمام الشارع المغربي وتشكل خطرا محدقا بكرامة ومستقبل عموم المواطنين.
إن النقط المشتركة والأهداف التي من شأنها أن تجمع وتوحد كل هذه الفعاليات وتجعلها تتموقع في صف الهجوم بدل الدفاع و تجعل منها قوة ضاربة وورقة ضغط على كافة الأطراف المعنية بتحسين ظروف العيش الكريم وتوفير الشغل لعموم الجماهير الشعبية أكثر بكثير من تلك الجزئيات التافهة وبعض الاختلافات الجزئية التي تفرقها وتجعل منها مجموعات معزولة ومنكمشة وغير فعالة ومقوقعة في مقراتها التي نادرا ما تفتحها إلا للانتخابات أو بعض التجمعات بين الفينة والأخرى، مما يجعلها غير قادرة على ملامسة فظاعة واستفحال المشاكل والهموم التي أصبحت تهدد بشكل مباشر القوت اليومي للمواطنين.
ومن بين هذه المبادرات الإيجابية ومظاهر التكتل والتوحد للقوى الحية والديمقراطية ما عرفته مدينة وادي زم مؤخرا من إطلاق مولود جديد، وجدير بمدينة مناضلة بالرغم من سياسة التهميش التي تطالها، يتمثل في إطلاق "المبادرة المحلية للاحتجاج على ارتفاع الأسعار" والتي تضم عدة هيئات سياسية ونقابية وجمعوية بالمدينة عقدت اجتماعات متعددة ناقشت خلالها مواضيع مختلفة تهم مستقبل المدينة التي تعاني من مختلف مظاهر التهميش والتخلف رغم تواجدها بالقرب من أكبر مناجم الفوسفاط بالمغرب وغياب المشاريع الاستثمارية والتنموية وعدم الاهتمام بها من طرف البرلمانيين المتعاقبين الذين يظهرون فقط مع الحملات الانتخابية ليتفرغوا بعد ذلك لمشاريعهم الشخصية غير آبهين بمشاكل وهموم من انتخبوهم وكذا ظاهرة ضرب القوة الشرائية للمواطن من خلال الزيادات المتتالية وغير المبررة التي عرفتها العديد من المواد الأساسية وكذا الرفع من نسبة الضريبة على القيمة المضافة (TVA) التي تم تمريرها ضمن قانون المالية لسنة 2006 الذي كان الفريق الكونفدرالي من المصوتين والمصفقين عليه !!؟؟ ومطبقا لإملاءات صندوق النقد الدولي ومتجاهلا لطموحات وانتظارات عموم الشعب المغربي. إن المبادرة المحلية التي تم إطلاقها بمدينة وادي زم والتي نظمت وقفة احتجاجية يوم الأربعاء 29 مارس 2006 بوسط المدينة (ساحة الشهداء) تعبيرا منها عن الرفض الجماعي للزيادات في الأسعار ولضرب القدرة الشرائية ستشكل لا محالة منعطفا إيجابيا ونقطة تحول من شأنها أن تساهم في وتأسيس لعلاقات تضامنية بين مختلف الهيئات المكونة لها وتعطي الضوء الأخضر للمضي قدما نحو فتح نقاش جدي وبناء حول مختلف القضايا التي تهم الساكنة الوادزمية وتوحد الصفوف وتراكم التجارب من أجل خدمة االمدينة وساكنتها بعيدا عن الحسابات الضيقة والمزايدات الرخيصة التي يمكن أن تعصف بالمجهودات الهائلة والجبارة التي بذلت حتى الآن وأن تقبر المؤهلات البشرية والكفاءات الممتازة التي تتوفر عليها المدينة والتي لم تجد الفضاء الرحب والديمقراطي والجو المناسب لاستعراض قوتها ومهارتها.
إن المتتبع لما آلت إليه أوضاع مدينة وادي زم التي جرت شوارعها بالدم إبان فترة المقاومة والتي تجري الآن بدم المهمشين والمعطلين والمقهورين والفقراء لما يعانونه من تدهور شامل في جميع نواحي الحياة اليومية وتقادم واهتراء البيية التحتية للمدينة وبعض المرافق العمومية وانتشار الأزبال وقتل المناطق الخضراء ونهب الأشجار وغياب كبير بل وتام للمشاريع التنموية التي من شأنها أن تخلق مناصب شغل للسكان، خصوصا بعد إغلاق معمل "إيكوز" الذي كان يشغل خوالي 500 عاملا وعدم إعادة فتحه رغم الوعود التي أطلقتها الحكومة، ليبكي دما هو الآخر من هذه الوضعية المزرية واللاإنسانية التي تعرفها المدينة دون أن يحرك المنتخبون والبرلمانيون والمسؤولون الحكوميون ساكنا لعلهم يستغلونها في برنامجهم الانتخابي ويطلقون الوعود كالعادة ليحافظوا على كراسيهم ومناصبهم لولاية أخرى.
إن الاستمرار في الحفاظ وتقوية جبهة محلية مناضلة ووحدوية تعنى بالشؤون والقضايا المباشرة للمواطن وتنزل للشارع وتلتحم مع الطبقة الفقيرة والكادحة ومع جموع المعطلين للتعبير بشكل جماعي وحضاري عن سخطها وتذمرها من السياسات اللاشعبية المتبعة لمن شأنه أن يجدد الدماء في عروق هياكل الهيئات السياسية والنقابية والجمعوية بالمدينة وأن يزرع الأمل في وجوه المواطنين لكي يسترجعوا ثقتهم بها ويضعوا اليد في اليد من أجل مستقبل مشرق وزاهر ومن أجل عدالة اجتماعية وتوزيع عادل للترواث.



#خالد_جلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأجج نار الاحتجاج بقطاع التعليم بالمغرب في مواجهة اللامبالاة ...


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - خالد جلال - التكتل والتوحد النضالي في مواجهة السياسات اللاشعبية