أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جورج حداد - غالبية الاميركيين تعارض سياسة ترامب














المزيد.....

غالبية الاميركيين تعارض سياسة ترامب


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 5985 - 2018 / 9 / 5 - 10:29
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


إعداد: جورج حداد*

يقول الكثير من التحليلات الاميركية ذاتها ان دونالد ترامب لم يكن هو الفائز في الانتخابات الرئاسية الاميركية سنة 2016، بل هيلاري كلينتون.
ولكن بعد الفشل الذريع لاميركا في الاضطلاع والاحتفاظ بدورها بوصفها القطب العالمي الاوحد بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وظهور البوتينية، وخصوصا بعد فشل الطبقة السياسية الحاكمة في الولايات المتحدة في التغلب التام على آثار الازمة المالية ـ الاقتصادية في اميركا، التي لا تزال تجرجر ذيولها حتى الان، ولا يدري حتى المنجمون متى تنفجر من جديد...
بعد هذا وذاك قررت "الحكومة العميقة"، التي تحكم اميركا من وراء الستائر الدستورية والقانونية والسياسية، ان تأتي بدونالد ترامب الى البيت الابيض بوصفه رأس جبل الجليد للانقلاب الذي تريد "الحكومة العميقة" تحقيقه في اميركا. ويتمثل هذا الانقلاب فيما يلي:
اولا ـ ازاحة الشريحة السياسية المحترفة عن الامساك بالسلطة، بوصفها "ممثلا سياسيا" للطبقة الرأسمالية الاحتكارية الاميركية. والمأخذ الاساسي على هذه الشريحة السياسية المحترفة انها، في الوقت الذي تمثل فيه مصالح الطبقة الرأسمالية الاحتكارية، فإنها من اجل النجاح بالانتخابات والاحتفاظ بمواقعها، "تعطي اذنا" اكثر من اللازم "للناخب" او "للشارع" او "للشعب". مما يكون احيانا، ولو جزئيا جدا، على حساب المصلحة الشاملة او بعض المصالح المحددة للطبقة الرأسمالية الاحتكارية.
ثانيا ـ لقد ذهبت اميركا بعيدا في الانفاق الخارجي على "الاصدقاء" و"الحلفاء"، وعلى الجيوش والاساطيل والمخابرات الاميركية التي تحمي هؤلاء "الاصدقاء" و"الحلفاء" في جميع انحاء العالم. وآن الاوان ان تقلب اميركا الحد الاخر للسيف وان تجبر هؤلاء "الاصدقاء" و"الحلفاء" ان يدفعوا لاميركا ثمن حمايتها ورعايتها لهم.
ثالثا ـ ان الشريحة السياسية المحترفة اصبحت كالقطط المدللة جدا تخشى اي مواجهة، ولا تخوض حربا الا وتخسرها، وتميل الى "السلام!" اكثر مما تقتضيه مصلحة الرأسمال الاحتكاري الاميركي التي تتطلب وضع العالم على شفير الحرب بشكل دائم ضد شتى الاعداء الحقيقيين او الوهميين والمفترضين، من اجل تطوير صناعة الاسلحة ـ العمود الفقري للاقتصاد الاميركي.
رابعا ـ ان الشريحة السياسية المحترفة اصبحت كالقطط السمان التي تعيش وتسمن ليس على اصطياد الفئران والجرذان، بل على ما يقدم لها من اطعمة جاهزة من قبل "اصحابها" ـ اي الطبقة الرأسمالية الاحتكارية بالذات ـ وصار العمل السياسي "مهنة" بحد ذاتها، تحاذي وتزاحم وتضارب على "مهنة" الرأسمال الاحتكاري المرتبط بالاقتصاد. وقد ادى ذلك الى انتفاخ البيروقراطية السياسية الاميركية، على حساب الضمور النسبي للاقتصاد الاميركي وبالاخص ضمور الانتاج.
ولهذه الاسباب قررت "الحكومة العميقة" الاميركية تجاوز الشريحة السياسية الاميركية والاتيان برئيس من قلب عالم البيزنس، من اجل تجليس البوصلة المنحرفة للامبريالية الاميركية واخراجها من مأزقها الراهن في وجه روسيا الصاعدة والصين وحلفائهما.
وهكذا اتوا بالبهلوان دونالد ترامب بمعزل عن مسرحية الانتخابات الرئاسية ونتائجها.
ولكن "انتخاب!" ترامب لم يمر بسهولة، اذ نظمت المظاهرات ضده في كافة ارجاء الولايات المتحدة. وهذا يحدث لاول مرة لدى انتخاب اي رئيس اميركي.
الا ان ترامب لم يأبه لذلك وشكل فريق عمله المصغر وشمر عن زنوده وبدأ في افتعال الازمات مع العالم اجمع تحت الشعار الترامبوي ـ الهتلري: اميركا فوق الجميع!
وفي غضون ما يقرب السنتين الماضيتين فرض ترامب اسلوبه، وكون جمهوره، ووضع الشريحة السياسية الاميركية المحترفة خلف ظهره. والان يعول ترامب على ان يكسب الانتخابات النصفية القادمة لمجلس النواب ومجلس الشيوخ في الخريف القادم، وان تصبح له الاكثرية في المجلسين.
ولكن معارضي السياسة التهريجية الغوغائية والمغامرة لترامب، الذين يخشون من ان تؤدي هذه السياسة الى عزلة اميركا وربما تلقيها ضربات موجعة، هؤلاء المعارضين يزدادون عددا ووضوح رؤيا.
ومؤخرا اجرت Washington Post بالاشتراك مع ABC News، استطلاعا للرأي في الولايات المتحدة. واظهر هذا الاستطلاع ان 60% من المستطلعين لا يؤيدون اعمال الرئيس الاميركي دونالد ترامب. وحوالى 50% منهم يؤيدون توجيه الاتهام له ومساءلته. وفقط 36% اعلنوا ان عمل ترامب كزعيم للبيت الابيض هو مفيد. و49% من المستطلعين اعلنوا ان على الكونغرس ان يبدأ باجراءات عزل ترامب عن مركز الرئاسة. و 46% اعلنوا انهم ضد تحويله للتحقيق.
اما 53% من المستطلعين فيعتبرون ان ترامب مسؤول عن عرقلة القضاء فيما يتعلق بقضية التدخل الروسي في الحملة الانتحابية الرئاسية الاميركية.
وأيد الاجراءات الاقتصادية لترامب 45% من المستطلعين، وعارضها 45% ايضا.
وتنوعت شعبية الرئيس لدى مختلف الاتجاهات السياسية: اذ ايده 78% من انصار الحزب الجمهوري. بينما عارضه 93% من انصار الحزب الدمقراطي و59% من المستقلين.
وقد نقلت نتائج هذا الاستطلاع وكالة الصحافة الفرنسية.
ان نتائج هذا الاستطلاع تبين انه قد ولى عهد الاستقرار الذي كان يتجلى في نظام الحزبين في اميركا. وسواء فاز انصار ترامب بالاكثرية في الانتخابات القادمة للكونغرس ام لم يفوزوا فإن عصر الاستقرار الداخلي لاميركا ذهب الى غير رجعة وان اميركا قادمة على هزات سياسية داخلية يصعب التكهن بها ومعرفة مسارها ونتائجها.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واشنطن تنتهج سياسة السير على حافة الهاوية
- الدولار ينزل عن عرشه
- بعد قمة هلسنكي: ترامب يوقع اضخم ميزانية حربية اميركية
- يوغوسلافيا: من -اتفاقية يالطا- اللصوصية الى -جمهورية كوسوفو- ...
- اميركا تفشل في كسر شوكة الثورة الايرانية
- الازمة المصيرية الاميركية والخطة السرية لكيسنجر
- ايران ليست دولة يمكن الضغط عليها
- اميركا تغضب اصدقاءها ولا ترضي اعداءها
- المواجهة العالمية الشاملة بين روسيا واميركا
- اوكرانيا تبتعد اكثر عن الانضمام الى الناتو والاتحاد الاوروبي
- السعودية تمتشق السلاح النووي بمساعدة اسرائيل وباكستان
- سباق التسلح الروسي - الاميركي
- روسيا تساعد ايران لكسر الحصار الاميركي
- كيف يتحفز حلف الناتو لحرب مفاجئة مع روسيا
- الضرائب الجمركية لترامب تعطي نتائج عكسية لاميركا
- فشل الستراتيجية الاميركية ونذر الحرب التجارية الدولية
- بوتين يرسم الخطوط العريضة للجيوستراتيجية الدولية لروسيا
- السعودية تدمر اليمن بالنيابة عن اميركا
- اميركا تتدحرج نحو الاختناق في العزلة الدولية
- هل تعترف واشنطن بسيادة اسرائيل على الجولان المحتل؟


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جورج حداد - غالبية الاميركيين تعارض سياسة ترامب