أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يوحنا بيداويد - هل عادت البشرية في هذه الايام الى بيئة العصور الحجرية؟!














المزيد.....

هل عادت البشرية في هذه الايام الى بيئة العصور الحجرية؟!


يوحنا بيداويد

الحوار المتمدن-العدد: 5984 - 2018 / 9 / 4 - 22:45
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



بعدما أصبح العالم عبارة عن قرية صغيرة بفعل التطبيقات التكنولوجية الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي، أصبح لكل لشخص مهما كانت ثقافته او عمره، او موقعه الجغرافي الامكانية بالتواصل مع أي شخص اخر في ابعد نقطة في العالم في الثانية الواحدة، حتى الأطفال الذين لا يتجاوز عمرهم سنة اليوم لهم الامكانية لتشغيل (آبد) للتفرج افلام كارتون بلغة الام لهم.

استبشر العلماء والفلاسفة في بداية القرن الماضي بانهم توصلوا الى المعرفة الكاملة لتحديد كل الثوابت للكون وتفسير كل ظواهره، التي كانت تبدو لهم مستقرة غير قابلة للتغير بحسب قوانين الثرموداينمك وقوانين نيوتن الثلاثة. لكن في عام 1905م فاجئهم العالم الألماني آينشتاين بنظرية جديدة غريبة (النظرية النسبية) التي إعادت كل شيء الى المربع الأول، حيث حطمت كل المعادلات الرياضية والفيزيائية في تفسير طبيعة الكون، ثم لاحقتها نظرية الكوانتم للعالم ماكس بلانك الألماني ايضا، بتفسير مختلف عن طبيعة الضوء، فجعلت من العلماء يتيهون بين النظريتين مذاك اليوم ولحد اليوم(1)

لكن من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية، تداخلت الشعوب مع بعضها واندمجت الاقوام لا سيما بعد الحرب العالمية الأولى والثانية التي راح ضحيتها أكثر من 70 مليون، فتغيرت خرائط العديد من الدول مثل تركيا وفرنسا والمملكة المتحدة (بريطانيا العظمى) وتم وضع خارطة الدول الشرق الأوسط حسب معاهدة سايكس –بيكو.

وفي نهاية القرن العشرين أعلن الرئيس الأمريكي كلنتون ان علماء امريكا توصلوا الى أعظم اكتشاف في القرن العشرين، توصلوا الى وضع اول خارطة للجينات الوراثية للإنسان، الامر الذي يفتح افاق جديدة وعظيمة امام الانسان بالقضاء على الامراض والتشوه الخلقي(منغولي) وتقوية الصفات الضعيفة، وراح البعض يشببها ب (نبة الحياة) التي بحث عنها البطل في تاريخ العراق القديم كلكامش في رحلته الى عالم الخلود.

لكن هيهات ثم هيهات، فمن يلاحظ تصرف الدول الكبيرة وأحزابها، يرى انها تتصرف وكأنها تعيش في عالم الغابة في فترة العصور الحجرية. على الرغم من عشرات المؤسسات العالمية التابعة للأمم المتحدة مثل اليونسكو والصحة العالمية والمحكمة الجنائية الدولية ومجلس الأمم المتحدة وغيرها الا ان الدول بصورة عامة تتصرف مثل حيوانات مفترسة، تتصرف بحسب قانون الغابة، فالقوي يفترس بالضعيف، هكذا تبتز الدول الكبيرة الدول الصغيرة وتقتل وتعتدي وتقيم المذابح والمجازر بدون رادع قانوني ولا أخلاقي ولا ضمير انساني،، نفس الامر حصل ويحصل من قبل الاقوام الكبيرة على الاقوام الصغيرة حيث تمارس نفس التصرف البربري على الاقوام والأديان الصغيرة فيما بينها، وابسط مثال على ذلك ما حصل للأقوام المسيحية والأقليات الأخرى مثل اليزيديين والصائبة المندائين وغيرهم في العراق.

حيث نلاحظ لم يكن هناك الشجب والادانة القوية من قبل الاخوة العرب المسلمين سوى التركيز على ابعاد هذا التصرف من مبادئ الإسلام؟!، الامر رفضه وترفضه المنظمات الإسلامية الإرهابية والمتعصبة حول العالم وتعلنه على الملء انها تطبق الإسلامي بحرفيته. اما الدول الغربية والأمم المتحدة لم تفعل ايضا ما يجب عمله حتى المساعدات التي أرسلت لم يحصل اللاجئين منها الا على 25% .

فإذن مقولة تقدم الحضارة والإنسانية بزيادة المعرفة والتكنولويجا حقيقة ليست صحيحة تماما، على الاقل مستوى الدول ككتلة بشرية قرارها نابع من رأس واحد اي حكوماتها، ربما لدى المجتمعات المتقدمة الغربية الاوربية (التي تلوثت أيضا في السنوات الأخيرة مع الأسف بالمواقف المهاجرين ناكري الجميل)، او على مستوى المجتمعات المستقرة لفترة طويلة ذات القومية الواحدة مثل اليابان او الصين، لكن في الدول الشرقية الأوسطية ابدا لم يتم تحقيق الحرية والعدالة والمساوات ولم تستطيع تحقق اي من بنود لائحة حقوق الانسان.

امام هذا المشهد الرهيب وهذا الصراعات الدولية الحامية في الشرق الأوسط بين روسيا وحلفائها مثل إيران والصين واخيرا تركيا والدول التي تدور فلكها من جهة ومن الجهة الأخرى الطرف الغربي المتمثل بأمريكا وبعض دول الخليج وبعض الدول الاوربية، نحس أحيانا ان العالم على شفير الهاوية بسبب فقدان طريقة التفكير المنطقية والصراعات والشجع وفقدان القيم الأخلاقية على مستوى دول. نعم نحس وكأننا نعيش في عالم الغابة او في العصور الحجرية الذي كان قانون الغابة سائدا بين الحيوانات.
حقا لا نرى أي دور مؤثر او ا يجابي للأديان في هذه الأيام لتخفيف من هذه الصراعات او تلغير عقلية الحكومات ولا مجتمعاتها في طريقة تعاملها مع القوميات الضعيفة او الدول الضعيفة.
.............
1-- للمزيد عن هذا الموضوع يمكن على الاطلاع على مقالنا القديم تحت عنوان:" على الرابط التالي الصراع بين أصحاب النظرية الموجية والنظرية الجسيمية حول طبيعة الضوء:
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=273073.0



#يوحنا_بيداويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة من اللوح الاخير لاسطورة الخلق البابلية
- ايها العراقيون انتم لستم اقل من الامة الفرنسية!
- فلسفة الحداثة وما بعد الحداثة Modernity & Post Modernity
- الحداثة وما بعد الحداثة
- هل ستحصل انتخابات ديمقراطية في العراق؟
- الفلسفة الظاهراتية Phenomenology
- رسالة معكوسة الى د. شاكر جواد بخصوص رسالته عن سيرة الشهيدة ا ...
- هل الله منتوج عقلي؟
- الفلسفة البنيوية
- القانون الجديد لأحوال الشخصية في العراق من منظور علماني!
- لماذا اصر السيد مسعود البارزاني على الاستفتاء؟ / دراسة تحليل ...
- ارسطو وفلسفته الواقيعة
- العراق يقترب من تابوته؟!
- ما بين الثورة الفرنسية 1789م والثورة العراقية 2015 م
- بمناسبة ثورة 14 تموز ..... لو قدر لي ان أكون...
- العراق بحاجة الى صدام جديد؟!!!
- سقوط الحضارة!!
- دراسة تحليلة لسبب لظهور الدواعش في المنطقة.
- الحق هو ما تنطق به فوهة البندقية اليوم ؟!!
- هل اصبحت الفردانية مرض العصر؟؟


المزيد.....




- بآلاف الدولارات.. شاهد لصوصًا يقتحمون متجرًا ويسرقون دراجات ...
- الكشف عن صورة معدلة للملكة البريطانية الراحلة مع أحفادها.. م ...
- -أكسيوس-: أطراف مفاوضات هدنة غزة عرضوا بعض التنازلات
- عاصفة رعدية قوية تضرب محافظة المثنى في العراق (فيديو)
- هل للعلكة الخالية من السكر فوائد؟
- لحظات مرعبة.. تمساح يقبض بفكيه على خبير زواحف في جنوب إفريقي ...
- اشتيه: لا نقبل أي وجود أجنبي على أرض غزة
- ماسك يكشف عن مخدّر يتعاطاه لـ-تعزيز الصحة العقلية والتخلص من ...
- Lenovo تطلق حاسبا مميزا للمصممين ومحبي الألعاب الإلكترونية
- -غلوبال تايمز-: تهنئة شي لبوتين تؤكد ثقة الصين بروسيا ونهجها ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يوحنا بيداويد - هل عادت البشرية في هذه الايام الى بيئة العصور الحجرية؟!