أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شفيق التلولي - حماس تعود إلى نقطة الصفر














المزيد.....

حماس تعود إلى نقطة الصفر


شفيق التلولي

الحوار المتمدن-العدد: 5982 - 2018 / 9 / 2 - 23:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حماس تعود إلى نقطة الصفر
بقلم شفيق التلولي

المتأمل في تصريحات السيد يحيى السنوار الأخيرة وارتفاع حدة وتيرة خطابه يدرك أنه لا انفراجة قريبة على أي صعيد، فلا هدنة ولا مصالحة، وسيبقى الحال على ما هو عليه، وستستمر حماس في سياسة شد الحبال وعض الأصابع مع إسرائيل من خلال تسخين جبهة الحدود وتسمين مسيرات العودة، وربما يصل الأمر إلى إطلاق رشقات صاروخية محدودة؛ ومن ثم تقوم إسرائيل بالرد الموازي وهكذا دواليك، فيما ستتدخل مصر كالعادة وتعيد الكرة مرة أخرى لتثبيت التهدئة والعودة إلى تفاهمات عام 2012 وما أكدت عليها تفاهمات عام 2014، فأغلب الظن أن الطرفين باتا يعرفان حدود قبضة اليد على طرف حبل كل واحد منهما وإلى أي مدى تتحمل أصابع كل واحد عضة الآخر.

الثابت في الأمر أن إسرائيل تعرف ما تريد جيدا وأنها لن تعطي حماس ما تريد وتراهن على كسب المزيد من الوقت؛ ليتسنى لها تقويض المشروع الوطني الفلسطيني الرامي إلى تكريس الدولة الفلسطينية العتيدة وفرض مشروعها التهويدي، لكنها لن تستطع تحقيق ذلك؛ لأنها تدرك جليا أنه وإن كان يخدمها الانقسام الفلسطيني آنيا؛ فإنها لن تتمكن من الوصول إلى صفقة القرن التي يحاول البيت الأبيض الأمريكي فرضها، فهي تعي تماما أن المحيط الإقليمي وبخاصة المناخ العربي غير مهيأ لذلك حتى في ظل ما تعانيه المنطقة العربية من حالة التشظي التي تعيش.

فلا متغير في الموقف الفلسطيني الرسمي إزاء الصفقة المزعومة والحلول التقزيمية المجتزأة وواهم من يعتقد أن إسرائيل من الممكن أن تعطي لغزة مساحة من الحرية مقابل أن تكون منطقة صالحة للعيش وقابلة للحياة الآدمية، فلن تعطي دويلة غزية لقاء الغذاء ولا الحركة ورفع الحصار؛ لأنه وبالعودة إلى خطة شارون الانسحابية الانطوائية والاحتوائية نجد أن إسرائيل تريد أن تعزل غزة وتحتوي ما تبقى من أراضي الضفة الغربية والقدس وتلتهمها من خلال الاستيطان في حين تبقي على غزة تحت حد السكين على قاعدة: "ارفع ذقنك سال الدم" وهذا ما حصل وما يحصل بالفعل منذ عام 2005 عام الانسحاب الإسرائيلي من غزة وتسليمها كأرض معزولة لا سماء لها ولا حتى فسحة من الفضاء.

يبقى القول إنه لا يمكن الالتفاف على شرعية السلطة الفلسطينية المكتسبة شعبيا ورسميا عربيا وإقليميا ودوليا وإسرائيل تعي ذلك جيدا، فما زالت الشريك الفاعل ولم تنحرف عن برنامجها السياسي المتوافق عليه في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية والملتزم بالاتفاقيات الموقعة فيما بينها وبين إسرائيل مع تمسكها بحقوقها وثوابتها الوطنية التي تسعى إلى انتزاعها بالطرق السلمية التي تروق للمجتمع الدولي، وحتى أن إسرائيل تدرك جيدا أنها لا يمكن أن تضمن أمنها واستقرارها على المستوى الاستراتيجي وأن السلطة تمثل الخطر الحقيقي على وجودها واستمرار تمددها.

وفي هذا السياق نذكر أنه في مرحلة ما وعندما شعرت إسرائيل بخطر استراتيجي من قبل السلطة الفلسطينية ولا نبالغ إذا قلنا خطر وجودي جراء اتفاقية السلام وبناء السلطة وكيف لها أن شكلت نواة دولة المؤسسات، وهذا ما دفع إسرائيل لاستهداف مؤسساتها حتى المدنية منها مع بداية الانتفاضة الثانية، وما زالت تسعى لثنيها عن مشروعها الوطني عبر محاولات حثيثة لتقويض السلطة وتقليم أظافرها ويخدمها الانقسام الفلسطيني في تحقيق ذلك؛ فطالما تذرعت وما انفكت تتذرع بتهديد أمنها من جهة غزة التي لا تسيطر عليها السلطة الفلسطينية، وما فتئت حماس أن تفوت الفرصة؛ لتحول دون تحقيق ذلك.

على حماس أن تعي خطورة الأمر، فليس كل مرة تسلم الجرة، لا يجب أن تعود إلى نقطة الصفر فقد انطلقت سابقا من المربع الأول ومضت وحركة فتح وكل الأطراف صوب إحقاق المصالحة التي تخرجها وتخرج جميع الأطراف من عنق الزجاجة، فلا مجال لأي مناورة أو تكتيك غير محسوب أو مجدٍ، فلم تعد غزة تحتمل المزيد من الضربات وربما ينفجر برميل البارود ويقع ما لا يحمد عقباه.

لا هدنة بدون مصالحة "ولا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة" لا حل يلوح في الأفق سوى الحل الأمثل والأنجع "المصالحة الفلسطينية" فغزة ورام الله الأقرب إلى بعضهما البعض من كل عواصم ومدن العالم سوى القاهرة التي يجب أن تشهد عما قريب تدشين المصالحة الفلسطينية وتكريسها في غزة من خلال تمكين حكومة التوافق الوطني الفلسطيني التي أقرها اتفاق الشاطئ عام 2014 وأكدت عليه مرارا كل جولات حوارات المصالحة.

لا تضيعوا الوقت ولا تأخذوا الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية العادلة إلى المجهول والتقطوا ما يمكن التقاطه من الفرص، وعودوا عن استمراء حكم لا قيمة له في ظل هذا الظلام الرهيب والقاتم، وإلا فحق فيكم قول الشاعر العربي السوري نزار قباني:
"يتقاتلون على بقايا تمرة فخناجر مرفوعة وحراب".



#شفيق_التلولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليد الدافئة رواية الحب الفلسطينية
- كتاب -مسائل أساسية في الصين- وثيقة تاريخية يقدمها السفير ديا ...
- -راكب الريح- رواية الفنتازيا الفاسطينية
- -الكاوتشوك- القديم الجديد
- الكاوتشوك القديم الجديد
- -نادتنا الأرض فلبينا النداء-
- الحركة الطلابية والجامعات الغزية
- عند الرئيس الخبر اليقين
- وداعاً صاحب الإبتسامة الجميلة
- كيف نعزز المشاركة السياسية للطالبات؟
- سليم النفار شاعر يحلق في عالم الرواية
- تل أبيب بين المجس والمقص
- شمس العروبة في فلسطين
- كيف نصون وحدتنا الوطنية؟
- ما لا نخشاه على حماس
- إصحو يا شباب
- مات فادي يا مجدي
- لا تقطعوا شعرة معاوية
- غزة 2014 تأملات ويوميات شاعر في المدينة الرهينة
- بين اسبرطة وأثينا


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شفيق التلولي - حماس تعود إلى نقطة الصفر