أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رابح لونيسي - الجزائر على خطى مصر2011















المزيد.....

الجزائر على خطى مصر2011


رابح لونيسي
أكاديمي

(Rabah Lounici)


الحوار المتمدن-العدد: 5980 - 2018 / 8 / 31 - 23:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



البروفسور رابح لونيسي
- جامعة وهران-



قلت في حوار مطول مع يومية الخبر حول المشهد السياسي الجزائري ومستقبله (عدد 14أوت 2018) ردا على سؤال حول نهاية بوتفليقة: "أنه بسبب الوضع الحالي المتردي وهبوط أسعار النفط، يمكن أن يقع أمر شبيه بمصر عام 2011، ويتم إستغلال ذلك من أطراف للتخلص من بوتفليقة والمقربين منه، وما يدفعنا إلى ذلك هو التشابه الكبير بين النظامين المصري والجزائري بسبب أن لهما بنية واحدة عند تأسيسهما بإختلاف زمني يقدر ببضعة سنوات فقط، ولهذا تشابه بنية النظامين ستؤدي إلى نتائج متقاربة، فلو نتتبع مسار الدولتين نلاحظ أنه كلما برزت ظاهرة في مصر ستعرفها الجزائر بعد سنوات".
لايمكن لنا التفصيل في التشابه بين الدولتين ونتركها لمقالة أخرى، لكن نشير أن الجزائر في 1962 تبنت النظام الناصري بكل حذافيره، بل حتى بومدين أختفى وراء بن بلة كما أختفى عبدالناصر وراء محمد نجيب، فمن المؤكد أن بومدين قد قام بذلك بسبب معرفته الدقيقة لما وقع في مصر مابين 1952و1954 حيث كان يعيش فيها آنذاك قبل إلتحاقه بالثورة التحريرية، ويمكن لنا ذكر أن مصر عاشت أحداث جانفي 1977 التي كادت أن تعصف بنظام أنور السادات، مما دفع هذا الأخير إلى فتح التعددية السياسية الشكلية، وهو نفس ماعرفته الجزائر بعد عشر سنوات تقريبا وبالضبط في أكتوبر1988، لكن لحق بهذه الأحداث عشرية دموية في التسعينيات، وهو ما يجعل البعض يرون أن مصر لم تعرف ذلك، لكن على العكس تماما، فقد كان تلاعب السادات بالدين كما تلاعب النظام الجزائري قد أدى إلى عنف ديني أخذ حياة السادات ذاته الذي شجع التيارات الدينية للتخلص من الناصريين، كما أستغلها بن جديد للتخلص من البومدينيين، لكن لعل الفرق الوحيد أن العنف في مصر لم يأخذ أبعادا كبيرة مثل الجزائر في التسعينيات، ويفسر ذلك بإختلاف طبيعة المجتمعين الجزائري والمصري، فالمجتمع الجزائري يغلب عليه طابع العنف والثورة والتمرد على عكس المصري المعروف بطبيعته الهادئة المغطاة بالنكتة، فحتى عند مقاومة الإستعمارات لدى الشعبين نلاحظ غلبة العنف الثوري لدى لجزائريين سواء ضد الإستعمار الروماني في القديم أو الفرنسي في القرن 20م على عكس المصريين مع الرومان أو الأنجليز.
فكما عرفت مصر ظاهرة الفساد وظهور المليارديرات الذين أصبحوا يتحكمون في مسار الدولة، خاصة في عهد مبارك، فإن الجزائر تعرف نفس الظاهرة تقريبا، خاصة منذ تولي الرئيس بوتفليقة السلطة، فلا داعي لذكر المعروفين من الأوليغارشية المالية الذين وضعوا في الواجهة كعلي حداد، لكن لما لايتكلم الشعب عن الأشد تأثيرا مثل كونيناف وكوجيتي القريبين جدا من بوتفليقة قبليا وعائليا دون ذكر أسماء عديدة أخرى.
سنعود في مقالة أخرى لإثبات نظريتنا حول تشابه مسار الدولتين والنظامين بسبب البنية التأسيسية لهما سواء في 1952 لمصر أو 1962 بالنسبة للجزائر، لكن ما يدفعنا إلى القول بأن من المحتمل جدا أن تعرف الجزائر في غضون شهور نفس ماعرفته مصر في جانفي2011، فيتم بذلك التخلص من بوتفليقة هي عدة مظاهر عرفها هذا الصيف، لكن قبل التطرق إليها نشير أنه عشية وقوع ما يسمى بالربيع العربي أشارت عدة دراسات غربية بوقوع إضطرابات في عدة ول كما تشير اليوم إلى إحتمال ذلك في الجزائر حيث وضعتها الكثير من المؤسسات في الدرجة الأخطر، كما برز بجلاء ووضوح وجود صراع تكتلات حول خلافة بوتفليقة، وهو ما يشبه الصراع بين المحافظين والإصلاحيين عشية أحداث أكتوبر1988، إلا أن الخلاف بين الصراعين هو أن صراع الثمانينيات أخذ طابع أيديولوجي وحول مشروع مجتمع على عكس صراع اليوم الخال من كل ذلك، فهي معركة حول خلافة بوتفليقة والدفاع عن مصالح خاصة، فهناك تكتل داخل النظام مدعوم من أحزاب خارجه يعمل من أجل التخلص منه بدفع الجزائريين إلى إضطرابات متحكم فيها، مما يمكن أن يدفع الجيش للتدخل كي يعيد الإستقرار، ويضحي ببوتفليقة وحاشيته ككبش فداء كما وقع في مصر2011، ويبدو ذلك جليا من إستفززات غير مفهومة للشعب آخرها تضخيم قضية الكوليرا في الجزائر، فليعلم الجميع أن الجزائر تعرف ضحايا الكوليرا كل صيف دون الإعلان عن ذلك، وهو يعود إلى عدة عوامل، ومنها عجز الدولة على توفير المياه الصالحة للشرب وظاهرة القاذورات والمياه القذرة المنتشرة حتى في وسط المدن بسبب ضعف الكفاءات التي تسير الشأن العام، فعادة الذين يصلون إلى المسؤوليات سواء المحلية أو الوطنية هم رديئون جدا وعديمو الكفاءة والأخلاق بسبب نظام مبني منذ 1962 على إقصاء الكفاءات والقوى الوطنية والإعتماد على الولاءات والجهوية والعشائرية في تعيين المسؤولين دون أن ننسى التزوير الفاضح للإنتخابات سواء المحلية أو الوطنية، كما يمكن لنا أن نضيف عملية بدونة وترييف المدن نتيجة الهروب الكثيف إليها من الإرهاب في تسعينيات القرن الماضي، مما أدى إلى تحكم وتأثير هؤلاء على الحضر على عكس ما كان يحدث في الماضي، حيث كان المهاجرين من الأرياف والبوادي يتمدنون بعد فترة، ويتأثرون بالحضر، طبعا نحتاج إلى بن خلدون لتفسير هذه الظاهرة، وقد كتبت يوما مفسرا بأن ظاهرة الفيس المنحل والجماعات الإرهابية قوي في المدن، لأن البدو والريفيون هم الذين هاجروا إلى المدن من قبل، وعاشوا بؤساء على حوافيها، ولم يتمكنوا من التأقلم مع طبيعة الحضر والمدينة، بل حتى الذين أخذوا السلطة في 1962 هم الريفيون وليس المدينيين، فهذا أيضا موضوع آخر قد سبق لنا أن تناولناه من قبل في عدة مقالات.
لكن ما يهمنا هو عدم تحدث وسائل الإعلام عن وفيات الكوليرا في السنوات الماضية على عكس هذا العام أين أخذت طابعا تضخيميا كبيرا كمحاولة لدفع الشعب إلى الغضب، خاصة إرتباط ذلك بصور عن الشكوى من ضعف الخدمات الطبية في المستشفيات وترك المصابين لمصيرهم، وغرابة الأمر أنه في نفس الفترة، يعلن بشكل مضخم عن ذهاب بوتفليقة إلى سويسرا لإجراء فحصوات روتينية، مما سيزيد الشعب غضبا وتذمرا أكثر، إضافة إلى إرتباط هذا التذمر بالتأثير الكبير للكوليرا على الفلاحين بسبب رفض الشعب شراء منتجاتهم خوفا من الإصابة بالمرض، وهو ما سينذر بأزمة فلاحية كبيرة في مستقبل الإيام، ونضيف إلى ذلك قضية الكوكايين وفقدان الثقة في النظام الذي أصبح الشعب يراه أنه وقع في قبضة مافيا مالية لاتتوانى حتى على المتاجرة بالمخدرات، ولعل هذا ما دفع نائب وزير الدفاع الوطني وقائد الأركان العامة للجيش قايد صالح إلى عملية تطهير داخل مؤسسات أمنية، كي يبعد الشبهة عن الجيش الذي ينتظره دور كبير في حالة وقوع إضطرابات، ويحتاج إلى ثقة شعبية فيه، كما أستغلت قضية الكوكايين للتخلص من الكثير من المقربين من كتلة الرئيس بوتفليقة، وعلى رأسهم عبدالغني الهامل مدير الأمن الوطني المقال.
تعددت القراءات حول التغييرات الكثيرة التي وقعت في المؤسسة العسكرية مؤخرا، فربطها البعض بإستغلال قضية الكوكايين للتخلص من بعض الشخصيات المؤثرة فيها، لكن بقي التساؤل هل هي في صالح جماعة بوتفليقة أم على عكس ذلك؟، لايمكن الإجابة على هذا السؤال إلا من يعرف جيدا كيف يسير النظام في الجزائر، فالمجتمع الجزائري مبني على صراع تكتلات، بما فيه النظام، لكن كلما أنتصر تكتل على تكتل آخر، يبرز إنشقاق داخل التكتل المنتصر، ليبدأ صراع آخر وهلم جرا، وهذا ما كان يقع في الجزائر منذ الثورة، بل يمكن لنا القول منذ الحركة الوطنية الإستقلالية، وقد أبرزت هذه الظاهرة، وتتبعتها بدقة وبتفاصيل في كتابنا "الجزائر في دوامة الصراع بين العسكريين والسياسيين"، لكن في بعض الأحيان تخرج قوة ثالثة ضد التكتلين المتصارعين، فتقلب الموازين وتقدم الأمور إلى المام كما وقع عشية ثورة نوفمبر1954 بظهور اللجنة الثورية للوحدة والعمل التي تجاوزت المركزيين والمصاليين على حد سواء، أو كما فعلت مجموعة وجدة بقيادة بومدين على حساب صراع كريم بلقاسم من جهة وبوصوف-بن طوبال من جهة أخرى عشية إسترجاع الإستقلال.
لم يستمر بوتفليقة في السلطة بعد مرضه إلا بالدعم الذي لقيه من قائد الأركان العامة وكذلك من أوليغارشية مالية تغولت في دوليب الدولة، ولها تأثير كبير في صناعة القرار دون أن ننسى العامل الخارجي، كما تمكن هذا التكتل من دحر تكتل محمد مدين أو الجنرال توفيق الذي أراد إقالة بوتفليقة بعد مرضه وخوفا من إندلاع ربيع عربي في الجزائر، لكن هل لازال تكتل مجموعة الرئيس متماسك أم ظهر عليه إنشقاق كما هي طبيعة كل تكتل بعد تخلصه النهائي من التكتل الذي يتصارع معه؟ الإيام القادمة ستجيب على ذلك
ونلاحظ أنه بمقابل الذين يدفعون إلى الإضطراب المتحكم فيه للتخلص من بوتفليقة وجماعته، نجد جماعة الرئيس تعمل على منع حدوث أي إضطرابات تستغل لإقالته والتخلص من جماعته نهائيا، وهو ما يظهر من خلال الحفلات الغنائية التي أعتاد الجزائريون عليها كل صيف، لكن هذه السنة عرفت ظاهرة عودة تيارات دينية لإيقافها بإقامة الصلوات أمام قاعات الحفلات، فما ذلك في الحقيقة إلا محاولة من جماعة الرئيس لتخويف الشعب من عودة الإرهاب الذي تقول عنه أن بوتفليقة وراء القضاء عليه وإعادة السلم والإستقرار، وبتعبير آخر إستغلال التسعينيات لتخويف الشعب ومواجهة أي محاولة لإضطرابات إجتماعية، فلا يمكن لأي كان أن ينفي أن الهاجس والخوف من إرهاب تسعينيات القرن الماضي كان ومازال عاملا رئيسيا في رفض الجزائريين الإنسياق وراء أي دعوة للخروج إلى الشارع أو إضطرابات، فجماعة بوتفليقة تستغل ذلك وتستند عليه للإبقاء على سلطتها وجلب أكبر مكاسب لها، هذا إن لم تكن وراء تشجيع إنتشار التيارات السلفية المتشددة كي يبقي عليها لتخويف الشعب بها، خاصة القوى الوطنية الديمقراطية الحداثية منه، كما أن هذه التيارات تشكل القاعدة الإجتماعية للنظام البوتفليقي، ولعل يتساءل البعض كيف ذلك؟.
أعتمد هذا النظام على تشجيع الكمبرادور، أي كبار المستورين المرتبطة مصالحهم بالقوى الرأسمالية الكبرى، خاصة فرنسا، فهؤلاء يسوقون منتجات مصانع هذه الدول الرأسمالية فيقوون إقتصادها على حساب الإقتصاد الوطني، فهؤلاء المستوردون الكبار هم على رأس نظام هرمي يمتد منهم عبر وسطاء من الموزعين الكبار والمتوسطين للسلع التي يستوردها الكبار حتى تصل في قاعدة الهرم إلى صغار الباعة لهذه السلع في السوق الموازية خاصة، فليلاحظ الجميع أن أغلبية هؤلاء الباعة من السلفييين، فكل هؤلاء وعائلاتهم مؤيدين للنظام البوتفليقي لأن مصالحهم المعيشية البسيطة مرتبطة بهؤلاء الكمبرادور أي المستوردون المدعومون من النظام البوتفليقي الذي يسكت عن هؤلاء الباعة الذين لايدفعون ولا ضريبة.
ويفسر لنا هذا التحالف الدعم الغير مفهوم من الجزائر للسعودية ضد دولة كندا التي نددت بقمع حقوق الإنسان في السعودية، فكان من المنطقي أن تقف الجزائر موقفا محايدا، أو لتسكت على الأقل كي تحافظ على علاقاتها ومصالحها مع الجميع، لكنها أصرت على إصدار بيان غريب مؤيد للسعودية، وهو أمر لايتقلبه أي مبدأ دبلومسي، فلما ستعادي الجزائر كندا لتي يعيش فيها جالية جزائرية معتبرة، والتي للجزائر مصالح كبيرة معها؟، ويمكن أن يفسر البعض الموقف الجزائري بحماية النظام لنفسه من أي تدخل حول حقوق الإنسان مستقبلا، وهو ما ينبيء بوجود نوايا للمساس بها بشكل مفرط، لكن لا نستبعد بأن هذا الموقف الجزائري وغيرها من المواقف ستكسب نظام بوتفليقة دعما سعوديا لدى الدوائر الأمريكية، إضافة إلى دعم ما أسميها ب"الجالية السعودية في الجزائر" الذين هم جزائريون، لكن ولاءهم للسعودية أقوى، وهم بإمكانهم التأثير في المجتمع عند أي محاولة للتخلص من بوتفليقة والقريبين منه بحكم تأثيرهم الديني المتزايد.
وما يدفعنا إلى دعم أكثر لقرءتنا هو التهويل والتخبط الملاحظ على أحزاب المولاة وإلحاحهم على ترشيح بوتفليقة لعهدة خامسة بشكل مفرط، لأنهم يعلمون في الحقيقة أن هناك محاولات للتخلص منه وإنهاء نظامه، وهو ما سيهدد مصالح الواقفون وراء هذه الأحزاب المتمثلون في رجال المال الفاسد الذين أستفادوا بشكل مريع من فترة حكم الرئيس بوتفليقة، وهم شديدو الخشية على مصالحهم.
ولاننسى الإشارة إلى عامل هام سيدفع بالجزائر إلى إضطرابات، بل يمكن القول "ربيعها" الذي سيتحول حتما إلى خريف، والتي لم تعرفه في2011 كباقي دول المنطقة، فهو إصرار بوتفليقة على التوريث، فكل محاولة توريث للسلطة في أنظمة جمهورية يثير حزازات لدى أطراف وعناصر في السلطة، ترى نفسها بأنها الأحق بالخلافة بحكم وجودها في دواليب الدولة منذ فترة طويلة جدا، فهي تتساءل كيف يخلف الرئيس أناس مرتبطبن به فقط بالدم والقرابة العائلية؟، فهؤلاء يدفعون بشكل غير مباشر إلى الإضطرابات للتخلص من مشروع التوريث، فكل الدول التي عرفت الربيع العربي في 2011 هي الدول التي كان فيها الحديث عن فكرة توريث السلطة، فهذه الفكرة عامل رئيسي لما سمي ب"الربيع العربي" الذي تحول إلى خريف دموي، فخرجت دول من التاريخ نهائيا بحكم تدخل أطراف داخلية ودولية فيها.
ولهذا فلنعمل من أجل تجنيب الجزائر ذلك، فكل إضطراب سيصحبه عودة ما نسميها بالعصبيات الدينية واللغوية والقبلية والجهوية، فمجتمعاتنا لم تدخل بعد مرحلة السياسة، بل هي مجتمعات ما قبل سياسية، لكن هذا ليس معناه إستمرار هذه النظام البوتفليقي الذي سيدفع بالجزائر إلى الهاوية عاجلا أم آجلا، فالحل ليس في تغيير تكتل بتكتل آخر، بل الذهاب إلى جمهورية ثانية والأخذ بفكرة "إعادة بناء الإجماع الوطني" التي يطرحها جبهة القوى الإشتراكية (الأفافاس) الذي ستؤدي حتما إلى جمهورية ثانية بتغيير سلمي لميكانيزمات وآليات عمل النظام، فهذه الفكرة الأفافاسية قد طرحها المناضل الوطني الكبير حسين آيت أحمد رحمه اله في خضم ما سمي ب"الربيع العربي"، لأنه كان على علم بالمخططات المحاكة بدول منطقتنا، فأراد إنقاذ الجزائر بدفع الجميع بما فيها السلطة للتوصل إلى إجماع وطني حقيقي وفعلي لنقل الجزائر إلى نظام ديمقراطي وإجتماعي بالإتفاق بين الجميع بما فيها السلطة على ذلك وبآليات عملية تحقق نظاما ديمقراطيا دون إهمال البعد الإجتماعي لذلك، فهو مشروع يذهب إلى الحل الجذري للمشكلة، ولا يدخل في إطار لعبة التكتلات داخل النظام، كما تفعل بعض الأحزاب التي تطرح مبادرات، لكنها لا تغير شيئا في طبيعة النظام السياسي الجزائري.
فلتجنيب الجزائر مأزقا كبيرا وللوصول إلى فكرة إعادة إجماع كل الجزائريين بكل أطيافهم حول مشروع لإنقاذ الجزائر من مأزقها التي يمكن أن تؤدي إلى إضطرابات لايحمد عقباها وتخرج جزائر الشهداء من التاريخ، فإنه يتطلب وجود أحزاب قوية ومؤثرة ومجتمع مدني بإمكانها هيكلة الشارع، فأي إضطرابات، فإن الجزائر ستذهب إلى الفوضى مباشرة لأن لاوجود لأحزاب ومجتمع قادر على ضبط هذا الشارع.، فلن يبق إلا الجيش لضبط الأمور، لكن ما هو الثمن الذي سيدفعه لتحقيق ذلك؟ أليس من الأفضل تقوية الأحزاب السياسية نفسها بنخب كفؤة وترك الجيش يقوم بمهامه الدستورية والدخول في الإحترافية وعدم تكرار ما وقع في اكتوبر1988 وما بعده.



#رابح_لونيسي (هاشتاغ)       Rabah_Lounici#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحيل سمير أمين-صاحب نظرية التطور اللامتكافيء-
- مبادرة حمس كمنطلق للترويج لعدة خامسة
- رهانات أعداء الثقافة والفنون
- علاقة الجيش بالسياسة في الجزائر(2) -تطور هذه العلاقة منذ1962 ...
- علاقة الجيش بالسياسة في الجزائر(1) - ماحقيقة تأثير الجيش في ...
- ماعلاقة التوسع الرأسمالي بتخلفنا؟ -عودة إلى نظريات التبعية -
- أي تفسير علمي لظاهرة إنتشار الفساد تحت غطاء ديني في منطقتنا؟
- متى يدخل المسلمون عصر التنوير؟
- إنتحار سياسي لزعيم حركة إنفصالية في الجزائر
- شروط الثورة الديمقراطية بين ماركس وبن خلدون
- علاقة الرئيس هواري بومدين بالضباط الفارين من الجيش الفرنسي
- دولة مستوحاة من تنظيم الكون وتوازنه
- رهانات قرارات ترامب الأخيرة
- مارتن لوثر كينغ وأليجا محمد-إختلاف في الأسلوب والمنهج-
- الجزائر في حاجة للتخلص من تنظيم إداري إستعماري الجذور
- موقع الإنفصاليين في إستراتيجية الإرهاب الجديدة
- دعوة بافلوفية باريسية لحذف آيات قرآنية
- مستقبل حركة الماك الإنفصالية في الجزائر
- توظيف إستراتيجي أمريكي لكتاب -نار وغضب- حول ترامب
- مقاربة لمنع صدام حضاري بين ضفتي البحر المتوسط


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رابح لونيسي - الجزائر على خطى مصر2011