أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - - عديقي اليهودي- فانتازيا واقعية ترجمتها للعالمية ضرورة وطنية وقومية !














المزيد.....

- عديقي اليهودي- فانتازيا واقعية ترجمتها للعالمية ضرورة وطنية وقومية !


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 5980 - 2018 / 8 / 31 - 18:57
المحور: الادب والفن
    


" عديقي اليهودي" .. فانتازيا واقعية
ترجمتها للعالمية ضرورة وطنية وقومية ..!
محمد زحايكة
استهوتني رواية " عديقي اليهودي " للكاتب والروائي الفلسطيني محمود شاهين الصادرة عن دار الناشر مكتبة كل شيء- حيفا من حيث طبيعتها الفريدة وموضوعها المتميز الفكري والتاريخي والسياسي وابحارها في عمق التاريخ ومناوشتها للعقل وفكرة الوجود والخلق وطرقها على كوابح السياسة برؤى قد تبدو " فانتازوية " اذا جاز التعبير وقدرتها على توظيف المخيال الانساني وتعقيدات واقع الارض الفلسطينية في ظل الاحتلال والى ما قبل فجر التاريخ وقدمت لنا طبقا شهيا من الفكر وفهم صيرورة هذا التاريخ على ارض البرتقال الحزين وفق تسلسل تاريخي درامي مثير ومحّير في نفس الوقت ..!
ويمكن القول ان الرواية بأبطالها عارف نذير الحق الفلسطيني الكنعاني اليبوسي ويعقوب وسارة التوراتيين او الاسرائيليين الحاليين صورة صادقة لتفسير علمي قائم على الحقائق للنصوص الدينية التلمودية والتوارتية وكشف مبهر عن طبيعة كم هائل من الاكاذيب والتزييف المهول الذي ينخر متون هذه النصوص التي جرى استغلالها لفرض حقائق جديدة رغم انف التاريخ والجغرافيا السياسية الحديثة ..؟! ويصحبنا الكاتب باسلوبه المشوق في رحلة ممتعة مع النصوص الدينية التوراتية ليضعنا امام قراءة واعية وجديدة لمعنى التاريخ الحقيقي وانه في النهاية لن يصح الا الصحيح ..!
وتنحى الرواية حسب فهمي المتواضع منحى واقعيا من خلال تمهيدها الارضية ، لوقائع هذه الرواية في ارض البرية وفصولها على تخوم القدس وفي القلب منها الخان الاحمر الذي يشهد صراع بقاء مصيريا هذه الايام ..! وتنسج هذه الفصول ببراعة بحيث تمزج كل عناصر الرواية بابعادها التاريخية والفكرية والسياسية ، عندما تتبدى ملامحها المثيرة في عكس البعد التاريخي القديم لطبيعة الحياة البشرية الى اليوم الحاضر حيث ما تزال ملامح الحياة القديمة ماثلة للعيان . . الارض القفراء ورعي الاغنام والابل ومضارب البدو وتفاصيل الحياة البسيطة مما يخلق هذا الانشداد اللاواعي لروح الرواية ومضامينها ورموزها وألغازها البادية للعيان والاخرى المستترة ..!
وازعم ان مطالعة الرواية تغني الكثيرين عن العودة مجددا الى قراءة نصوص التوراة او العهد القديم من الكتاب المقدس التي غالبا ما يشعر القارئ بالملل والضجر اثناء تصفحها للتكرار في العديد من فصولها او اصحاحاتها او للصياغة اللغوية المتعبة للفهم السريع او لتناولها مواضيع حياتية ولاهوتية جافة ومملة ..! ولكن استعراض الرواية ، لأبرز هذه النصوص التوراتية وشرحها والتعقيب عليها وتفنيدها ، قد اعطاها روحا جديدة بحيث دبت الحياة في مفاصلها واستمتع القارئ ايما استمتاع بأسلوب هذا التناول الجميل الذي لا يخلو من سخرية لاذعة ظاهرة احيانا ومبطنة احيانا اخرى ..!
ويفوح من الرواية عبق الارض الفلسطينية البكر .. تلك الارض الخلاء الصافية التي تساعد على التخيل والتفكر في بديع صنع الخلق ..! ودور المادة والطاقة الأزلية في التحولات الكونية عبر مليارات السنين ..! وانعكاس هذا الفضاء اللامحدود على نمو افكار انسانية قائمة على المساواة والعدل والحق والخير والجمال ..! ولذا ، ازعم مجددا ان الرواية كانت موفقة في مشهد تصور او تخّيل انقاذ الاطفال اليهود من الغرق في واد ابو هندي من برية القدس القريب من بعض المستوطنات ، وهي صورة انطباعية في غاية الجمال والتوفيق ولا تتيح مجالا للانتقاص منها ، انها ربما مستحيلة الحدوث على ارض الواقع ، وان كنت افضل عدم المبالغة في انقاذ هذا العدد الكبير من الاطفال من قبل بطل الرواية عارف نذير الحق الذي هو في منتصف الستينات من العمر ، وهو ما برّره الكاتب بشيء مقنع على كل حال .. ولكن هذا هو حال الادب ونمطه المتخيل الذي يشطح بعيدا في العادة ..!
ولعبت الرواية بذكاء حسب ما أرى ، على تناقضات المجتمع الاسرائيلي وابرزت الصوت الاسرائيلي الحر المعارض للسياسات المتطرفة التي ستقود حتما الى الخراب والدمار..! وان كان هذا الصوت خافتا ومبحوحا خصوصا هذه الايام ..! كما تبنت الموقف السياسي الفلسطيني الرسمي المتوازن والعاقل والمعتدل ولكنه المتمسك بالحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني كما اقرتها الشرعية الدولية عبر عقود من الصراع والنضال والتضحيات ..! ويا ليت الجهات المسؤولة عن الثقافة الفلسطينية، تعمل على ترجتمها للغات الاجنبية وخاصة الانجليزية والعبرية لعلها تساهم ولو قليلا في الكشف عن معدن الشعب الفلسطيني الاصيل وتطلعه الحق الى السلام العادل والدائم رغم ما تعرض له وما عاناه من كوارث منذ الغزوة الصهيونية الاولى وبدء المشروع الصهيوني المدعوم من الغرب الامبريالي بقضه وقضيضه..!
والحقيقة ان كل فصل من الرواية بحاجة الى الوقوف عنده وتأمله لما يحويه من عناصر ثراء وقيم رفيعة ومفاهيم انسانية راقية ، ولا تغني هذه الانطباعات البدائية المبتسرة والمجتزأة شيئا عن ضرورة الولوج الى اعماق وكنه الرواية التي هي من طينة او عجينة تكاد تكون فريدة من نوعها وغير مسبوقة والبحث والغوص عميقا في مجاهلها ، لاكتشاف المزيد من كنوزها المخبوءة ودلالاتها ومراميها البعيدة ..! الرواية في كلمتها او سطرها الاخير صيحة حرّى عاتية من قلب الانسان الفلسطيني الموجوع والمكلوم والمقهور ، الباحث عن العدل والحياة الحرة الكريمة.. والمتطلع الى عالم انساني خالي من أسلحة العنف والكراهية والقتل والاحقاد التي لا توّرث الا المصائب والكوارث..! فهل ينتصر داود وجوليات العصر الحديث ، لقيم الخير والجمال ويقبران رياح الموت والخراب مرة واحدة والى الابد ..؟! هل ينتصران لهذه المعاني ..؟؟! لنعش ونرى



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عديقي اليهودي 34 * مئات الآلاف في وداع عارف وسارة .
- عديقي اليهودي 33 * ما قبل الوداع .
- عديقي اليهودي 32 * قبلات بلا حدود!
- عديقي اليهودي 31 * نوم عذري!
- عديقي اليهودي 30 * يوم الحب والألم!
- عديقي اليهودي 29 * مبروك يا عارف !
- عديقي اليهودي 28 * أبطال تراجيديون ، من جليّات إلى ياسر عرفا ...
- كم أحسد الشعراء ؟ -هلوسات- على هامش السياسة والرواية والشعر.
- عديقي اليهودي 27 * عارف يرفض وسام دولة اسرائيل ويتقبل وسام د ...
- عديقي اليهودي 26 *عارف نذيرالحق يرفض استقبال ممثلي السلطة ال ...
- عديقي اليهودي 25 * فيضان سيل وادي أبوهندي!
- عديقي اليهودي 24 * حب وقلق وشواء وحجل وشاباك !!
- عديقي اليهودي23 * الخالق العظيم !!
- عديقي اليهودي 22 * صباح بطعم القبل!
- عديقي اليهودي الفصل 21 *موسى يبدأ حياته بقتل مصري تشاجر مع ع ...
- عديقي اليهودي الفصل العشرون * القتل لمجرد الرغبة في القتل !
- شاهينيات صعبة وصادمة جدا، في الخلق والخالق!
- عديقي اليهودي . الفصل التاسع عشر . حالة حب !
- عديقي اليهودي . الفصل الثامن عشر
- عديقي اليهودي . الفصل السابع عشر


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - - عديقي اليهودي- فانتازيا واقعية ترجمتها للعالمية ضرورة وطنية وقومية !