أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مظهر محمد صالح - الركود الطويل:متلازمة الاقتصاد الرباعية/الجزء الثالث















المزيد.....

الركود الطويل:متلازمة الاقتصاد الرباعية/الجزء الثالث


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 5978 - 2018 / 8 / 29 - 20:32
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


الركود الطويل:متلازمة الاقتصاد الرباعية/الجزء الثالث
مظهر محمد صالح
٣الركود الطويل والسياسة النقدية:
- (من التيسير الكمي الى نقود الهليكوبتر)
حتى العام 2009 لايوجد من كان يعتقد ان معدلات الفائدة ستبقى قريبة من الصفر على مدار 6 سنوات لاحقة ،في وقت بلغت معدلات الفائدة الاوروبية مستويات سالبة في وقت عظمت فيه البنوك المركزية للبلدان الصناعية السبعة الكبار في توسيع ميزانياتها العمومية باطلاق نحو 5 تريليونات دولار كاصدار نقدي اضافي.وبالرغم من ذلك استمر التضخم السنوي منخفضا دون 2 بالمئة في الولايات المتحدة واوروبا واليابان .وفي عشية الازمة المالية العالمية في 2008 ارتفعت نسبة الدين العام الى الناتج المحلي الاجمالي بصورة حادة من 47 بالمئة الى 70 بالمئة في الوقت الحاضر في اوروبا ومن 95بالمئة الى 126بالمئة في اليابان ،ومع ذلك استمرت معدلات الفائدة الطويلة الاجل(لعشر سنوات) منخفضة بشكل ملحوظ.ولم تزد الفائدة على السندات الامريكية الطويلة الاجل على 2بالمئة حتى وقت قريب.وحافظت تلك الفائدة الطويلة الاجل على نصف الواحد بالمئة في المانيا،واقل من 2بالالف في اليابان حتى مطلع العام 2016 .وهو الامر الذي يؤكد ان التضخم السنوي ومعدلات الفائدة الحقيقية سيستمران منخفضين ولسنوات اُخرى.وعلى الرغم من مرور 7 سنوات على بدء الازمة المالية فأن التعافي في الاقتصاد الامريكي مازال هو
الاخر في طريق العودة الى المناخ الطبيعي. ولكن ثمة تفسيرات كثيرة من مختلف الاقتصاديين عما يجري في الاقتصاد الراسمالي اليوم من مشكلات ركود مستمر ،حيث يعزوا الاقتصادي (كنيث روغوف) ظاهرة الركود الطويل بالحديث عن نظرية ارهاق الديون.ويتصدى( روبرت غوردون) لظاهرة الركود من زاوية :نظرية مشكلات جانب العرض .اما رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي الاسبق للولايات المتحدة (بن بيرنانكي)فيعزوا الركود الى نظرية التخمة الادخارية .في حين يجد العالم (بول كروكمن) في نظرية فخ السيولة بكونها المفسر الوحيد للركود الطويل.وبغض النظر عن هذا وذاك ،وصحة جميع النظريات آنفاً،الا ان نظرية الركود الطويل مازالت تفسر الوضع الاقتصادي بشكل شامل وتستدعي الوصفة المناسبة للسياسة الاقتصادية المطلوبة للخروج من مازق الركود نفسه. فمعدلات الفائدة تمثل سعر النقود الذي يتكيف لموازنة عرض الادخارات بالطلب على الاستثمارات.وان الفائض في الادخار يميل نحو سحب معدلات الفائدة نحو الاسفل .والفائض في الطلب على الاستثمار يميل الى سحب معدلات الفائدة نحو الاعلى.و باتباع ما توصل اليه عالم الاقتصاد السويدي (ويكسل) فان معدل الفائدة الحقيقي الذي يوازن بين الادخار المرغوب والاستثمار المرغوب في مرحلة الاستخدام الشامل هو سعر الفائدة الطبيعي او سعر الفائدة المحايد.
فالركود الطويل يحدث عندما يكون سعر الفائدة الحقيقي منخفضاً الى الدرجة التي لاتستطيع بموجبها من تادية دورها على الرغم من ممارسة السياسة النقدية مايسمى :بالتيسير الكمي.اذ تعد سياسة التيسير الكمي التي تعتمدها البنوك المركزية هي الملجأ المهم لفك الاقتصاد من أسر الركود عندما تتعطل اداة سعر الفائدة عن العمل كليةً .وهذا ماحصل في اليابان في تسعينيات القرن الماضي وغالبية البلدان الغربية في مطلع الالفية الثالثة .لذا فالتيسير الكمي هو محاولة التاثير (بكميات النقود/ اي التوسع بالاصدار النقدي)بدلا من استخدام (سعر النقود) في الاقتصاد (اي الفائدة).وبالعودة الى التاريخ النقودي القريب ،فقد عدُ ملتن فريدمان من مدرسة شيكاغو في الاقتصاد،بكونه اول من اطلق على السياسة النقدية التوسعية الجديدة بنقود الطائرة السمتية ذلك في كتابه الموسوم :الكمية المثلى للنقود 1969 لمواجهة Helicopter Money
انخفاض معدلات الفائدة الى الصفر.اذ تقوم سياسة نقود الطائرة السمتية على مبدأ الاقراض المباشر الى الجمهور من جانب السلطات النقدية .وان ما قام به البنك المركزي الياباني من مبادرة تمويل للموازنة العامة عن طريق الاصدار النقدي او مايسمى( بتنقيد الموازنة) قد جاء من منطلق ان الجميع سيشعر ان هذه السيولة الجديدة المتاحة هي نهائية ولن تتكرر، مما يشجع على الانفاق وتجاوز فخ السيولة من خلال مايسمى( باثر الثروة الموجب).وتعد سياسة الطائرة السمتية بديل لسياسة التيسير الكمي المشار اليها آنفاُ،وهي الوسيلة الفضلى لتعظيم الطلب الفعال ولاسيما في فترة فخ السيولة واستمرار الركود و بلوغ البنوك المركزية مرحلة مايسمى بالحدود الدنيا الصفرية للفائدة والتي اخذ البنك المركزي الياباني يعتمدها على سبيل المثال بهدف جعل عرض النقد باعلى مستوى ممكن في المستقبل .وهم يعتقدون بذلك ان النقد الاساس المُصدر من البنك المركزي هو بمثابة اصول اوخصوم . Liabilities وليس مطلوبات Assetsاو موجودات


.
4- الخلاصة والاستنتاجات

على الرغم من ان نسبة العاملين الى المتقاعدين آخذة بالانحدار في معظم البلدان المتقدمة و كذلك في البلدان ذات الاسواق الناشئة ،فان ثمة تساؤل مهم:هل هناك حد للمدى الذي تبلغه الادخارات في ارتفاعها حتى يجري مقايضتها بالسلع والخدمات والانفاق من اجل الرفاهية؟ تشير الدراسات ان دورة الركود الطويل قد بدأت بالانحسار حقاً. وان معدلات الفائدة الحقيقية القصيرة الاجل قد اخذت تقترب من معدلاتها الموجبة .وبدأت اليابان في تصفية موجوداتها الاجنبية التي حاز الافراد عليها خلال سنوات الادخار العالية وكذلك اخذت المانيا وكوريا الجنوبية والصين يحذون حذو اليابان في تصفية المدخرات الموظفة باصول مالية شبه سائلة اجنبية.وان معدلات الفائدة قد بدأت بالتحرك نحو مستوياتها التوازنية في جعل الادخارات المرغوبة تساوي الاستثمارات المرغوب فيها.اذ يعتقد ان معدلات الفائدة هي كالزيت في ماكنة النظام المالي و التي تساعد على تدفق راس المال من مكان الى آخر، وهو السبب الذي فسر كيف ظلت معدلات الفائدة موجبة طوال القرون الثلاثة الماضية على الرغم من الحروب العالمية والكساد الاقتصادي. فالنظام المالي الدولي لم يتم تصميمه ليتوافق مع معدلات فائدة سالبة كما تقول مجلة ذي ايكونومست اللندنية في عددها الصادر في16 تموز 2016.
لذا يتوقع في العام 2025 ان يتحقق التوازن التاريخي في الفائدة السنوية قصيرة الاجل حيث ستبلغ لامحالة قرابة موجب 3 بالمئة. و سينتهى عندها الركود المستمر الذي يمثله تدني معدلات النمو الاقتصادي. وستتفكك آنذاك متلازمة الاقتصاد الرباعية المسببة للركود الطويل والمتمثلة بالاثار المتبادلة بين تركيب السكان و قوة الكتنولوجيا وارتفاع الادخارات وسيادة الفائدة السالبة الحقيقية اللاتوازنية.
ختاماً، ربما ستتحقق نبؤة الاقتصادي جون مينارد كينزالتي قالها في مطلع ثلاثينيات القرن الماضي يوم كان العالَم يتخبط في تشاؤمه من وقع الازمة الاقتصادية الدولية و اثارها المسماة بازمة الكساد العظيم.اذ اظهر كنز تفاؤله وهو في منتصف الطريق بين الكساد والثورة الاقتصادية مؤكدا في مقاله الواسع في العام 1930 الموسوم:(الامكانات الاقتصادية لأحفادنا ): قائلاً باننا سنترك الاحفاد اكثر غنى من اجدادهم ....ولكن المسار ليس خالِ من المخاطر!!!.

انتهى...



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الركود الطويل:متلازمة الاقتصاد الرباعية/الجزء الثاني
- الركود الطويل : متلازمة الاقتصاد الرباعية/الجزء الاول
- زوجتي بلا عمل
- الشباب وتطور حواضن العمل الرقمية
- المزرعة الرأسمالية
- حول النار:مقياس بوشمن
- خوان بيرون : حوار الخادم والسيد
- لاكاديمية الاقتصادية: (من الاحادية النظرية الى التعددية الفك ...
- الاكاديمية الاقتصادية: (من الاحادية النظرية الى التعددية الف ...
- موزمبيق: الكسارة الاقتصادية وجوزة البلاذر/الجزء الثاني
- موزمبيق: الكسارة الاقتصادية وجوزة البلاذر/الجزء الاول
- السياسة النقدية للعراق بناء الاستقرار الاقتصادي الكلي والحفا ...
- الفقر والطبيعة:وفاق أم صراع؟
- احتياطيات العراق وحمايتها...!
- أويلر والامبراطورية الروسية
- نهران يلتقيان
- النفط والعولمة :رؤية ثلاثية الابعاد/الجزء٣
- النفط والعولمة :رؤية ثلاثية الابعاد/الجزء٢
- النفط والعولمة : رؤية ثلاثية الابعاد/الجزء١
- حوار الفقراء في علم الاقتصاد العصبي


المزيد.....




- خبراء يفسرون لـCNN أسباب خسارة البورصة المصرية 5 مليارات دول ...
- اقتصادي جدا.. طريقة عمل الجلاش المورق بدون لحمة وبيض
- تحد مصري لإسرائيل بغزة.. وحراك اقتصادي ببريكس
- بقيمة ضخمة.. مساعدات أميركية كبيرة لهذه الدول
- بركان ينفت الذهب في أقصى جنوب الأرض.. ما القصة؟
- أبوظبي تجمع 5 مليارات دولار من طرح أول سندات دولية منذ 2021 ...
- -القابضة- ADQ تستثمر 500 مليون دولار بقطاعات الاقتصاد الكيني ...
- الإمارات بالمركز 15 عالميا بالاستثمار الأجنبي المباشر الخارج ...
- -ستوكس 600- يهبط ويتراجع عن أعلى مستوى في أسبوع
- النفط ينخفض مع تراجع المخاوف المتعلقة بالصراع بالشرق الأوسط ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مظهر محمد صالح - الركود الطويل:متلازمة الاقتصاد الرباعية/الجزء الثالث