أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد عبد العظيم طه - ديوان الحيرة العظيمة - 9/3














المزيد.....

ديوان الحيرة العظيمة - 9/3


أحمد عبد العظيم طه

الحوار المتمدن-العدد: 5977 - 2018 / 8 / 28 - 20:43
المحور: الادب والفن
    


عماءُ الألوان

النومُ خلال اليقظة
واليقظة خلال النوم
وتلك الحالات السيكولوجية الرديئة
تُحول الحياة إلى قطعة واحدة، لا جيران لها

ولا تتصورُ أيها الأخ الكريم
كم يكون فاجعًا أن تحيا كل هذه الأيام
ولديكَ من عموم المشاعر
شعورٌ واحدٌ لا يتغير
وإن قامتْ القيامة لا يتغير

ولن تتخيل سيادتكَ
عماء الألوان النفسي
–وهو أحقرُ كثيرًا من البصري–

إن الأمور في بداية الإصابة
تصلُ إلى الملل التام من كل شيء
حتى الأشياء المُبهجة
والأحداث غير التقليدية
تُصبح مُمِلةٌ كغيرها بالضبطِ

ومن هذا المنطلق
تتطور الأمور إلى الكآبة المُزمِنة
أي أن المَرء يُصبح في إعتامٍ داخليٍّ شامل

مثل منزلٍ قد انقطع عنه التيار
فأوقد صاحب المنزل شمعةً يستضيءُ بها
حتى إذا ماتتْ أوقد غيرها

وهكذا حتى نضُبَ الشمعُ
ونفد الثقاب...






Maggie


يا أيتها المرأةُ المُذهلةُ
(مِثل ما يَجري من أحاديثٍ بين المرءِ ونفسه)
أيتها المرأةُ العميقةُ (مثل عيونِ البقرةِ)
أيتها القوية كالكلمةِ (تَخرجُ من بين شفتين تَعبُرُ الدموع فوقهما)

أيتها الفنانةُ (أنتِ الفنُّ يَمشي على الأرضِ)
أيتها الجميلةُ مِثلَ (لا شيء يُشبِهُكِ)

أيتها الأنثى الشرسة
كاملة النضجِ كتفاحةٍ (أنا أفتحُ فمي بشهوة)

أيتها البريئةُ جدًا، الطيبةُ جدًا
السعيدةُ بما يحدثُ ( الماكرةُ بعض الشيء)

أيتها العصفورة المُهاجرة بداخلها إلى الأبد
(هي تَعشق الهجرة في حد ذاتها!)

أيتها الابنةُ المُبَاركةُ (أنا باركتُكِ)

الآن...
لِندعَ الأسلحة جانبًا
ولتستريحي قليلاً مِن حرارةِ القتالِ
(بعد المعركة العظيمة)

إنكِ مُجْهَدَةٌ (يا حبيبتي)
فتَمددي على العشبِ الأخضرِ
(أو رمال الشاطئ، أيهما أقرب)
انظُري إلى السماءِ ثم ابتسمي
(أنتِ تَستحقينَ هذا الهدوء)
سيَسريِ بأعماقِكِ ذلك الخدرُ الجميل للطبيعةِ الحية
فتتحولينَ إلى أفكارٍ جميلة
(الأفكارُ كالدماءِ، تَجريِ بكاملِ الجسدِ، كما أن لها لذة وشبقا)

كانتْ اللذة تَتَسربُ مثلَ الضوءِ
(وكنتِ تَتَمرغينَ كالقطةِ البيضاء، بإناءٍ مِن الحليبِ)
وتَخلعينَ الأحزان عن جسدكِ (قطعة فقطعة، كالملابسِ)
حتى أصبحتِ عاريةً تمامًا (واشتعلَ العُشبُ من تحتكِ)
كان صدركِ إلى أعلى حين فاجأه المطر
(إن المطرَ يُحبكِ، إنه يَنزلُ عليكِ بقوة)

أنتِ الآنَ غائبةٌ، بعوالم سحرية
أنا أراكِ من وراء الشجرة القديمة
(ها أنا أخرج من وراء الشجرة)
أنا أسيرُ بلا أسلحةٍ (لم أكن أمتلكُ أسلحةً من الأصلِ)
كنتُ أستعملُ ذراعيّ وصدري..

أنا أيضًا مُتَعرٍّ تمامًا
وأقتربُ، أقتربُ (قتربُ، تربُ، ربُ، بُ)
أنتِ تسمعين الخطوات
(لكنكِ لا تُصدقين أن أحدهم قد تبِعكِ إلى هنا)...
.............
تنهضين فجأة (وإذا بكِ بين ذراعيّ)

تحاولين التملص
فأعتصركِ حتى تخمُد ثورتكِ
(أنتِ عصبيةٌ ولديكِ أظافر حادة)

أنتِ الآن تبكين على كتفي
(وأنا أُقَبِّلُ عنقكِ المرمري)
أنتِ تبكين.. تبكين.. تبكين بشدةٍ
سعيدةً بما يحدثُ (على ما يبدو)
..
سأقولُ لكِ سرًا
(إننا في النهايةِ بشر)
..





إنسان الوردة


إنسانُ الوردة إنسان
إنسان الوردة جميل
إنسان الوردة له لونٌ رقيقٌ
ورائحة عطرية كالوردة
كما أن له أوراقٌ وأشواكٌ كالوردة أيضًا

إنسانُ الوردة بهيج المَنظر، والمَخبر
بديع التكوين
رائع البتلات، والأنسجة

إنسانُ الوردة له توافقٌ ساحر مع الجوِ
إذ يرقصُ طوال الوقتِ مع الهواء
حتى وإن بدا لكَ ساكنًا

لكن إنسان الوردة
حزين النفس كالوردة
ضعيف البنية كالوردة
كما أن عمره قصيرٌ كالورد عمومًا

إنسان الوردة لا يدّعي الكآبة
ولا يفتعلُ أجواءً سوداء لاستدرار الأحاسيس
إنسان الوردة منكوبٌ بالفعلِ
ومكتئبٌ بالطبيعةِ

إنسان الوردة يمتلكُ مبرراتِ هذا التناقض المُزعج
بين شدةِ الجمال، وقوة الحزن
بين الحركة، والسكون
بين السر، والعلن
بين الإنسان، والوردة

فإنسان الوردة له ساقٌ واحدة كالوردة
وأخرسٌ كالوردة
وثابت الوضع كالوردة
ومُعَرْضٌ للقصفِ في أيةِ لحظةٍ كالوردة
والفاجعةُ العظيمة.. أنه يُرى كالوردة!!

إنسان الوردة متضررٌ من فرطِ الرقةِ
وسوء الوحدة
واختلاف الفطرة

ذلك أنه إنسان
ذلك أنه ليس وردة ...



#أحمد_عبد_العظيم_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديوان الحيرة العظيمة - 9/2
- ديوان الحيرة العظيمة - 9/1
- المؤسسة الوظيفية - فصل من رواية - 4/4
- المؤسسة الوظيفية - فصل من رواية - 4/3
- المؤسسة الوظيفية - فصل من رواية - 4/2
- المؤسسة الوظيفية - فصل من رواية - 4/1
- منطقة عشوائية
- تُرب الإنجليز
- المصح النفسي -فصل من رواية- 4/4
- المصح النفسي -فصل من رواية- 4/3
- المصح النفسي -فصل من رواية- 4/2
- المصح النفسي -فصل من رواية- 4/1
- المحافظة الجديدة -فصل من رواية- 7/7
- المحافظة الجديدة -فصل من رواية- 7/6
- المحافظة الجديدة -فصل من رواية- 7/5
- المحافظة الجديدة -فصل من رواية- 7/4
- المحافظة الجديدة -فصل من رواية- 7/3
- المحافظة الجديدة -فصل من رواية- 7/2
- المحافظة الجديدة -فصل من رواية- 7/1


المزيد.....




- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد عبد العظيم طه - ديوان الحيرة العظيمة - 9/3