أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - يا........ حمد .......!














المزيد.....

يا........ حمد .......!


عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم

(Abdulsattar Noorali)


الحوار المتمدن-العدد: 5976 - 2018 / 8 / 27 - 23:32
المحور: الادب والفن
    


يا........ حمد .......!
عبد الستار نورعلي


الطائرات المغيرة تنشرغسيلها فوق أجساد البيوت.
المروحيات العاصفات القاصفات تتعرى قطعة ... قطعة.....
والألسنة الممتدة في آذان الناس تغير بقذائف الكلام على رؤوس الأشهاد.
القناصة فوق المنائر تتشح بثقوب الرؤوس،
وفوق سطوح المدارس تدرِّس كتاب جمهوريات الموز والكونترا
ومآثر الكوكلوس كلان
ودقة تصويب العولمة في مجلدات صراع الحضارات.

اسمعوا ، وعوا ،
وإذا وعيتم فانتفعوا،
فإنَ مافاتَ فاتْ
وكل ما هو آتٍ آتْ
على أزيز السمتياتْ
والطائرات المغيراتْ
والبيوت المهدوماتْ
على رؤوس سكانها
لأنهم يحاولون اقتحام المحظوراتْ
وفتح أغوار الملفاتْ
فانتفعوا با أصحابَ البلاد من القصف والعصف!
ولا تخافوا لأنه من البركاتْ
لبناء الديمقراطياتْ
واعمار الممتلكاتْ
فكل شيء تمام وحسب الخطة المرسومة في دوائر المخابراتْ
وأصحاب القراراتْ!
الوجوه المدمنة على الصرامة والجمود تتشح بوجه فرانكشتاين.
الشفاه لم تألف طعم أقداح الابتسامات الدبلوماسية
واستعاضت عنها بخمرة التقطيب
والقذائف اللغوية المنمقة المصاغة بحلي الرصانة.

العصافير ................
العصافير ................
تفرُّ من بين الأشجار المنفجرة والأغصان المحترقة ،
تتطاير من فزع وسط سيل القذائف والصواريخ المعبأة بمسامير الأمن المستباح
تبحث عن أشجار جديدة في الساحات التي امتلآت بالمقابر الجماعية
وعربات نقل الجثث الجماعية.

حضرة الجنرال حامل أوسمة الدمار الشامل
والناطق الرسمي برباط العنق والبدلة المكوية
حليقان في ثياب الشياكة وأتيكيت الصالونات الحربية،
يغيران على مسامع القوم بسيل عرم من رصاص التحذير والحذر
وتزويق هطول القذائف على رؤوس البيوت
لتحيلها ركاماً من الأطلال
ويافؤادي لا تسلْ أين الدوا
هو طيفٌ من خيالٍ فهوى!

ويلك يا حمد!
رحل الريل فوق سكة حديد عيون النسر الأصلع
المحلق فوق قطار الليل الموقوف عن العمل ،
القطار الذي لم يعد يسمع دق القهوة
ولا يشمُّ ريحة الهيل،
بل دك الجسور والمزارع والدواوين والعُقُل فوق الرؤوس،
ورائحة البارود ودخان القذائف المنبعثة من تراب الصريفة .

ويلك يا حمد !
ديرْ بالكْ ..!
أن تحفظَ قصائدَ الحبوبي الغزليةَ
وأنْ تتغزلَ بعيون وفيقة أو شباكها المتشظي بلا زجاج أو كتائب!
فقد تكسرتْ بأشلاء العشق المطعون بالليزر
وأسلحة الدمار الشامل الغازية بالريح الغربية،
أما الريح الشرقية فقد هبطت في فضائيات القرن الحادي والعشرين
وسط الهزِّ والرزِّ والعيون السود الكواحل التي خذتني
إلى شاطئ محيط الضحك على الذقون.

يا حمد ،
هذا الحزن تالي العمر ياذينا
ياذينا
والهوى لذاك الوطن
ياخذنا
ويودينا
يودينا
يا حمدْ هذا الحصلْ تالينا
تالينا؟!!

ياحمد ،
ويلك ...
وسواد ليلك ....!!
إياك أن تنظر من خلال باب الصريفة المنهك المتداعي
بمدافع الحروب التي لا تهجع ولا تنتهي ولا تراعي
فلربما أتتك قذيفة عمياء
أو رصاصة طائشة من رشاشة صديقة
أو عبوة ناسفة
أو سيارة مفخخة على آخر صيحات تفخيخ المعوقين والأطفال والكلاب والحمير.

إياك أن تنتظر الريل !
فالعشاق قد رحلوا فوق اجنحة العصافير المغتالة
والسحب الداكنة
وصرير الدبابات .

القطار ذاك البعيد قد تفجر على ألسنة المراسلين
وأصحاب المدارس الاستراتيجية والبحوث الصالونية والصحف الواسعة الأشداق
وشاشات الفضائيات الرافعة عقائرها بالصراخ والعويل
والبحث عن الخبر المثير
في أزقة التدمير
الشامل وسط الأرصفة المغسولة بالمياه الآسنة
وبين التراب والجدران المتهالكة
والأجساد التي ما عادت أجساداً،
ووجوه ودعتها الملامح من زمن ذلك
........البلد الأمين !!!!

يا حمد،
خمرة الحزن في ملامحك الحنطاوية
المشعشعة في كأسي
فوق مائدة الليل
والغابات المترامية الأذرع
والريل وسط رماد الضباب
تحتسي أناملي ............

عبد الستار نورعلي
2008



#عبد_الستار_نورعلي (هاشتاغ)       Abdulsattar_Noorali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حبٌّ Kärlek
- روحي Min själ
- حبٌّ Kärlek
- كيف لي!
- يوم الشهيد الفيلي
- نصوص قصيرة
- مَنْ....؟
- قالها يوماً...
- العراق الى زوال؟
- العراقُ إلى زوال
- أم جوان
- عيد المرأة
- الإنهيار
- لينوس غوردْفَلت (2)
- لينوس غوردْفَلت 1
- الضفدع
- إناراتٌ فيليةٌ
- أنا أحبُّ!؟
- ق. ق. ج.
- الباب


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - يا........ حمد .......!