أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-هذا الانفلات المجتمعي














المزيد.....

بدون مؤاخذة-هذا الانفلات المجتمعي


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 5976 - 2018 / 8 / 27 - 20:56
المحور: المجتمع المدني
    


تطالعنا نشرات الأخبار في وسائل الاعلام الفلسطينية المختلفة بشكل شبه يوميّ عن جرائم مختلفة، تتفاوت ما بين مشاجرات وبين عمليّات قتل تزهق فيه أرواح بشريّة، وهناك جرائم أخرى خطيرة مثل زراعة "الماروانا" المخدّرة، ومخالفات القانون مثل مخالفات قواعد السّير والمواصلات وغيرها ممّا يتسبّب بإزهاق أرواح بريئة، ورغم بعض الأصوات التي تنطلق من هذا وذاك محذّرة من خطورة هكذا جرائم، إلا أنّ الجرائم في ازدياد ملحوظ! وهذا يدعو إلى التّوقّف والمحاسبة، والتّساؤل عن مدى وجود قوانين رادعة مع التّشهير بمرتكبي الجرائم، فمثلا زراعة "الماروانا أصبحت ظاهرة امتدت من الخليل جنوبا إلى جنين شمالا كما كشفت عن ذلك الأجهزة الأمنية الفلسطينيّة، لكن السّؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا التّستّر على أسماء مزارعي المخدّرات وتجّارها؟ ولماذا لا يشهّر بهم في وسائل الاعلام، ولماذا لا تصدر بحقّهم أحكام رادعة؟ وهل ندرك دور متعاطي المخدّرات في تهديد السّلم المجتمعي؟
وعمليّات القتل الشّنيعة والتي لن يكون أخرها عمليّة قتل زوجين في يعبد شمال الضّفة الغربيّة أمام طفليهما صباح ٢٧ ٨٢٠١٨، تماما مثلما هي ليست الأولى.
ومع عدم تبرئة الاحتلال من حالة التّيئيس التي وصل إليها البعض منّا، إلا أنّه تبدو لنا صحّة مقولة "الضّحيّة تحبّ جلد ذاتها"، ونحن هنا أمام مقولة أكثر بشاعة وهي " أنّ الضّحيّة تحب قتل ذاتها"، فالقاتل والقتيل عندنا ضحايا للاحتلال، مع أنّ القاتل مجرم لا يمكن تبرير جريمته، وحتما فإنّ ثقافتنا الشّعبيّة، خصوصا ما يتعلّق منها "بالثّأر" تلعب دورا في استمرار وتغذية الجريمة، وهذه الثّقافة المجتمعيّة هي التي تتنازل عن حق الرّدع للمجرم من خلال التّنازل عن حقوق ضحاياه، من خلال أعراف لا علاقة لها بالكرم والعفو والتّسامح، بل هي استمرار في التّوغل في عالم الهزائم التي نحياها، وثقافتنا الاجتماعيّة الجاهلة والمتخلّفة التي تقول" أنا وأخوي على ابن عمّي، وأنا وابن عمّي على الغريب"، لا يمكن تبرئتها والقفز عن دورها في نشر الجريمة! فبأيّ حق يجري تعبئة الشّباب للحشد عونا لقريب منحرف يعـتدي على الآخرين وأملاكهم؟ وبأيّ حق تجري مساعدته من قبل العائلة والحامولة في أيّ خسائر تلحق به، بحيث يخرج مفاخرا ويقول لضحاياه "سأقتلكم ولن أخسر في ديّتكم سوى بضعة قروش"؟
ومع هذا فإنّ غياب حقّ شعبنا في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشريف، ودور الفتن والقلاقل التي يشعلها المحتل، هي الأخرى لها دور كبير في نشر الفساد المجتمعي، وبالتّأكيد فإن هذا لا يعفي سلطتنا الفلسطينيّة من دورها في الحفاظ على الأمن المجتمعيّ، وضرورة ردع الجناة من خلال أحكام قضائيّة تليق بحجم الجريمة ويتساوى فيها المواطنون جميعهم، مع التّشهير اعلاميّا بالجناة المجرمين ليكونوا عبرة لغيرهم. ولا يمكن تغييب دور أولي الأمر، والمؤسسات التعليميّة والثّقافيّة والدينيّة والاعلاميّة في توجيه الشّعب إلى ما يخدم مصالحه، والأولى بأولياء الأمور أن يربّوا أبناءهم على الخلق الحسن، وأن يردعوا المنحرفين منهم قبل أن يورّطوهم بجرائم لن ينجُ أحد منهم من لهيب نارها.



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة- أردوغان يتمنع وهو راغب
- بدون مؤاخذة- الخير بعيد عنا
- بدون مؤاخذة-حماس والعودة إلى الوراء
- بدون مؤاخذة-المخدرات مرة أخرى
- بدون مؤاخذة- المخدرات والإيغال في الهزيمة
- رواية وميض تحت الرماد والغربة
- بدون مؤاخذة- تعالوا إلى كلمة سواء
- الابداع والبساطة في قصة شادن والحواس الخمسة
- رواية هذا الرجل لا أعرفه والربيع العربي
- وداعا د. ابراهيم أبو هلال
- بدون مؤاخذة-اسرائيل تقونن حقيقتها
- ترحيل بدو الخان الأحمر تمهيد لجريمة أكبر
- يوميات الفرح مع الأحفاد-عيد الأب
- بدون مؤاخذة-ما وراء مخصصات الأسرى الفلسطينيين
- لو أنني.........
- الأجداد المعمّرون
- حدره بدره خلينا نعد للعشره
- تصبح على خير
- Be queit please
- صوت ميرا الموسيقي


المزيد.....




- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-
- السعودية ترحب بالتقرير الأممي حول الاتهامات الإسرائيلية بحق ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-هذا الانفلات المجتمعي