أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حاتم استانبولي - اعادة تموضع للنظام الراسمالي العالمي















المزيد.....

اعادة تموضع للنظام الراسمالي العالمي


حاتم استانبولي

الحوار المتمدن-العدد: 5975 - 2018 / 8 / 26 - 15:22
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


اعادة التموضع للنظام الراسمالي العالمي
منذ ان خرج كارل ماركس بنظريته حول فائض القيمة ما زالت هي المغذي الدائم لتطور النظام الراسمالي وتقلباته وتغيير مراكزه.
فائض القيمة هي قيمة حسابية رقمية مجردة ولكي تكتسب ملموسيتها وتفعل في الواقع عليها ان تجد السوق الذي يتحكم بقيمة فائض القيمة وفي هذا الصدد فان عوامل وظروف عديدة تعمل لكي يكون هنالك فائض نقدي ملموس يراكم قيمة نقدية .
السوق هو العامل الحاسم في تحقيق فائض القيمة وتحويلها من قيمة مجردة الى قيمة ملموسة .
في بدايات ظهور الراسمالية حدثت صراعات وحروب على تحديد اطر قانونية وجيوسياسية لتحديد اطر للسوق . وخيضت الحروب بين مراكز راس المال وتمخضت عنها اتفاقيات اقتصادية تحدد انشاء مؤسسات اقتصادية ومالية تتم فيها حل تناقضاتها من جانب والاتفاق على توزيع الاسواق لمنتجاتها ومناطق نفوذها للحصول على الموارد المادية لمتطلبات صناعاتها .
ومع تطور راس المال وزيادة معدلات الانتاج اصبحت السلع تتطلب اسواق اوسع من اطارها القومي وهذا تتطلب تطوير القوانين الداخلية الناظمة للعلاقات بين مراكز راس المال واعطاء افاقا للاندماج بين المؤسسات الصناعية والمالية الراسمالية وتسهيل تنقلها وعملها لتصبح عابرة للحدود وهذا تطلب عقد اتفاقيات لأنشاء مؤسسات تحكم العلاقات فيما بينها وتطلب من جانب آخر عمليات جيوسياسية لتوحيد السوق لحرية تدفق السلع . وانشأت منظمة التجارة العالمية كاطار لحل التعارضات المحتملة بين اقتصادياتها . ومع تطور العلاقات الراسمالية اصبحت الأطر الوطنية عامل معيق لحركة راس المال وفي هذا السياق اصبحت هنالك ضرورة لسقوط الحدود القومية وغياب وطنية الدولة لصالح حرية عمل التجمعات الصناعية وتنقلها بين الاسواق الأقل كلفة لتحقيق فائض قيمة اعلى من ناحية والهروب من استحقاقات الضريبة في الدولة الراسمالية .
هذه الأجراءات كانت لها انعكاسات ايجابية على المدى القريب لكنها كانت لها آثار سلبية على المدى الطويل تمثلت في ارتفاع معدلات البطالة في المجتمعات الراسمالية المتقدمة وايجابية على المدى الطويل في المجتمعات النامية كالصين والهند وجنوب افريقيا والبرازيل حيث استفادت من استثمارات راس المال وطورت من صناعتها حتى وصلت لتنافس ووصلت لتكون جزءا فاعلا في نادي الدول الصناعية الكبرى .
ومع انهيار منظومة الدول الأشتراكية دخات الراسمالية في مرحلة جديدة من التعارض والصراع فيما بينها في حين حاولت الولايات المتحدة استثمار هذا الأنهيار ووضع يدها على اسواق وملكيات الأتحاد السوفييتي ودول حلف وارسو مما حقق لها دخلا ماديا هائلا في مرحلة التسعينييات انعكست في تعزيز بعض النزعات المتطرفة التي كانت ترى ان العالم اصبح مواتيا لأخضاعه لسلطة مركزية واحدة . بدأت برسم السيناريوهات لتحقيق اهدافها الأقتصادية عبر وسائل متعددة حسب شروط كل حيز اقليمي حيث كانت الظروف سهلة ومهيئة في دول نفوذ الاتحاد السوفييتي وكان يتطلب فقط عدة شعارات مضللة مستفيدة من الأرث السلبي للنظم البيرقراطية السابقة معززة بضخ اعلامي بشعار سقوط الأديولوجيات لصالح المصالح وعززت النزعة الفردية لمواجهة الشرور .
اما في الشرق الأوسط فان ظروفه كانت تختلف ومعدلات العداء السياسي للامبريالية كانت اعلى لأسباب تخص الصراع الوطني والقومي الذي كان يطغى على الصراع الأجتماعي . فكان يتطلب ادوات اكثر خبثا حيث بدأ بتحجيم وتفريغ ادوات الصراع والياته معززا بضخ اعلامي يهدف لتحويل بوصلة الصراع من وطني تحرري الى صراعات دينية مذهبية تؤسس الى اعادة تشكيل الخريطة الأجتماعية بناء على قاعدة الدين والمذهب والطائفة مستفدين من ادواتهم الدينية السياسية التي اسسها الأستعمار المباشر ورعاها وغير من اشكالها وتعبيراتها على مدى عقود واستخدمها ضد التوجهات السياسية المعادية للاستعمار المباشر والغير مباشر.
والهاء المنطقة بهذه الصراعات والأستفادة منها لتدمير ذاتها من جهة وابقاء هيمنته من جهة اخرى . وابقائه سوقا للأستهلاك وموردا رخيصا للطاقة وبلا اية تنمية حقيقية لشعوبها.
من الواضح ان التعارضات بين مراكز راس المال القديم وادواته من صندوق النقد والبنك الدولي وبين الدول الراسمالية الناشئة كالصين والهند وروسيا بدات تتصاعد حدتها لكون الاخيرة ترفض الأنصياع الكامل لشروط المؤسسات الدولية التي تتحكم بها الولايات المتحدة وحليفاتها . التي بدات تتعامل مع هذه الدول كدول مارقة تفرض عقوبات اقتصادية ومالية اعتباطية الذي كان اساسا لرد فعل جمعي من هذه الدول الذي نتج عنه تشكيل دول البريكس الاقتصادي الذي اصبح يشكل ملاذا للدول التي تريد ان تخرج من الهيمنة الامركية .
ان اهم تحدي لهذه الدول يتمثل في الخروج من العمليات المالية للقطع النقدي بين عملاتها المعتمدة على السياسسة النقدية التي حددها صندوق النقد والبنك الدولي والمؤسسات المالية القائم عى اساس القيمة السوقية للدولار المستند الى حجم الأقتصاد الأمريكي . ان الخطأ الكبر الذي ارتكب هو تغيير القيمة الذهبية للعملات واستبدالها بالقيمة السوقية للدولار بالطبع تم هذا بعد الحرب العالمية الثانية عندما استفادت الولايات المتحدة من نتائجها ووظفتها اقتصاديا وسياسيا مستندة الى تعبئة اعلامية وسياسة من ان الخطر على الرأسمالية ياتي من الشيوعية وظروف اوروبا التي خرجت منهكة من الحرب العالمية وطلبت المساعدة الامريكية لتحقيق اعادة البناء من خلال مشروع مارشال . فقد انشات في حينها مؤسستين ماليتين هما صندوق النقد الدولي والبنك الدولي واعطتهما مشروعية دولية كادوات للسيطرة الاقتصادية والمالية على دول وشعوب العالم .
ان التململات من العقوبات المالية والتصنيفات الاتمانية من قبل دول هامة وتلعب دورا هاما في حركة راس المال العالمي تضعها امام تحديات اللجوء الى انشاء مؤسسات وتجمعات اقتصادية جديدة اذا ما كتب لها النجاح فانها قد تعيد خارطة تموضع راس المال وحركته وتاثيره في السياسة الدولية وتعيد بناء المؤسسات الدولية المالية والأقتصادية والسياسية الدولية .
ان طرح التعاملات المالية بالعملات الوطنية واعادة الأعتبار للرصيد الذهبي للعملات الوطنية يفتح الباب امام سحب البساط من تحت العملة الأمريكية ويتطلب اعادة تقييمها بناء على اسس جديدة سيحددها مدى نجاح التشكيلات الجديدة في اعتماد معيار آخر لتقييم عملاتها وتبادلها قد يعيد للذهب دوره .
عندما تم تحويل تقييم القيمة التبادلية للعملة الامريكية باعتماد قيمة الدولار على اساس قيمة سعر الاونصة الذهبية 32 دولارا من 1944حتى 1971 .
بعدها اسقطت الولايات المتحدة هذا المبدأ وحولت الدولار اساسا لتقييم كافة العملات العالمية اي ان قيمة سلة العملات في جهة والدولار في جهة اخرى هذا اتاح ان تلعب الولايات المتحدة دورا رئيسيا في السيطرة على النظام المالي العالمي واصبح البنك المركزي الامريكي FID هو اللاعب الريئسي المتحكم بحركة راس المال .
في نظرة سريعة لقيمة الدولار وحجمه ودوره يتطلب التدقيق بالفرق بين سعر اونصة الذهب حتى عام 1971 التي كانت قيمتها 32 دولارا وبين قيمتها اليوم 1200 دولار للأونصة هذا يعطي مؤشر لمدى الغبن الذي وقع على اقتصاديات الدول في حين ان الشركات الراسمالية تسرق الذهب من دول في افريقيا وامريكا اللاتينية بقيمة استخراجه مضافا ربحا ضيقا لبعض الحكومات المعينة من قبلها
فاننا نرى ان عملات هذه الدول التي تملك احتياطيات هائلة من مواد الخام اذا قيمت على اساس حجمها السكاني والجغرافي فانها عمليا تعتبر اغنى من الدول الكبرى ان الخداع الذي يمارس على هذه الشعوب بتحديد قيمة عملتها بناء على قرارات سياسية وليست بناء على انتاجها من المواد الخام وثرواتها المنهوبة يعتبر استمرار لأذلالها واستعمارها.
ان الموقف الشجاع لحكومة فنزويلا اذا ما كتب له النجاح سيشكل مثالا للدول الأخرى لاعادة تقييم عملاتها بناء على ما تملكه من موارد طبيعية حيث حددت فنزويلا سعر البوليفار الفنزويلي الجديد بناء على قيمة ال 36 دولار لبرميل النفط هذه سابقة تاريخية وضربة استباقية للدولار ودوره وهي تعزز النزعة الأنفصالية للدول الأخرى التي سعت لبيع الأصول الحكومية الامريكية (السندات الحكومية) للهروب من احتمالية تجميد عوائدها المالية التي هي على شكل سندات حكومية .
ان المعركة التي بدأئها ترامب ومستشاريه ضد الدول التي تحاول بناء اقتصاديات وطنية بعيدا عن الهيمنة الأمريكية سيكون لها نتائج على كافة المستويات خاصة ان معظم هذه الدول تملك اقتصاديات ناشئة وموارد طبيعية وثروات نفطية ومعدنية ضرورية للسوق العالمية . ان ما تقوم به ادارة ترامب يعاكس قوانين تطور الراسمالية التي تسعى الى تحويل الكرة الأرضية الى سوق واحدة لمنتجاتها وموردا للمواد الخام . ترامب يرى العالم من خلال كازينو يريد ان يطوع النظام المالي والاتفاقيات الدولية بما يعزز لعبهم المستمر في كازينو ترامب المخصصة صالته بما يتوافق مع حجم راس المال الذي يحمله كل لاعب اما عن بقية الشعوب فعليها ان تفتح بلدانها وعمق ارضها لأستخراج كل ما في باطنه لمتطلبات استمرار عمل الكازينو .
بنهاية الأمر فان قوانين السوق وحاجياته وقيمة المنتج وقيمة المواد الخام الأستراتيجية ستلعب دورا هاما في اعادة تموضع تمركز راس المال ومعياره وناظمه.



#حاتم_استانبولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين الوطني والديني
- حول فصل الدين عن السياسة او الدولة.
- فوبيا البوتينية الروسية اسبابها الفعلية!
- خطوة للوراء من اجل اثنتين للأمام
- الأرهاب
- سيناء الخاصرة الرخوة لمصر
- محاولة لفهم اعمق للمتغيرات الدولية !
- لماذا وعد بلفور ؟
- في ذكرى يوم الأسير والمعتقل الفلسطيني !
- محمود عباس والوحدة الوطنية
- الأنتخابات الأمريكية بين هيلاري وترامب - وبرني ساندرز
- الثورة
- الأنذار المبكر
- الجذر المعرفي لداعش واخواتها
- اعدام الشيخ النمر هل هو اعدام للمذهب
- الفكرتين الدينية واليسارية


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حاتم استانبولي - اعادة تموضع للنظام الراسمالي العالمي