أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - تونس:حول سؤال لماذا أخفق مسار 17 ديسمبر الثوري؟














المزيد.....

تونس:حول سؤال لماذا أخفق مسار 17 ديسمبر الثوري؟


بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 5974 - 2018 / 8 / 25 - 23:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ـ 1 ـ
في 2011 و إلى ما قبل أكتوبر كان ميزان القوى يكاد يكون لصالح قوى 17 ديسمبر من حيث القدرة على التعبئة والتثوير وعلى قلب الأمور جميعا ولكن للأسف لا أحد كان يعي أن أي تراجع سيكون نقطة اللاعودة بالنسبة لتجذير المسار الثوري.
وتواصل المسار ولكن متعثرا غامضا مرتبكا مفرغا من كل محتوى مؤسس.
وقتها لم يكن أحد يتكلم عن سيادة الأغلبية على القرار والثروة كان الكل يبحث في حركة غبية جدا عن سيادة حزبه أو مجموعته.
وبقدر ما كان مسار 17 ديسمبر مسارا من خارج التنظيمات الحزبية الهرمية البيروقراطية ومن خارج المدارس الأيديولوجية كلها لا إسلام ولا ماركسية ولا قومية بقدر ما ارتكس إلى مسار تهيمن عليه هذه المدارس وتوظفه وتستمد شرعيتها من شرعيته.
توقف مسار 17 لأنه لم يتطور في اتجاه يؤسس لسيادة الأغلبية على القرار وسيادتها على الثروة ...
لقد ارتكس لأن الجميع انقلبوا عليه.
قد نفهم انقلاب الأقلية الطبقة العميلة الوكيلة المرتبطة بالقوى الاستعمارية على المسار الثوري ولكن فهم كيف انقلب عليه حتى أغلب الفاعلين فيه فذلك ما يتطلب كثيرا من الجهد والشجاعة السياسية.
أغلب الفاعلين في 17 ديسمبر إنكفؤوا بعد القصبة 1 والقصبة 2 وتوقفوا عن الفعل من أجل الحركة ككل والتي كانت تحتاج نشاطهم الواعي لرسم استقلاليتها التنظيمية والسياسية عن النظام ومؤسساته إلى الفعل من أجل بناء أحزابهم الصغيرة ومجموعاتهم القزمية وهو أمر ضرب الحركة في مقتل حيث حكم ذلك التوجه بالموت المؤجل على المولود الجديد الذي مازال يصارع من أجل الحياة في الحركة .
ـ 2 ـ
17 ديسمبر فوّت لحظة تاريخية وهي فرض الاستقلالية التنظيمية والسياسية لجماهير الأغلبية عن النظام وبذلك سلم فاعلوه الحركة لأعدائها وللمتآمرين عليها ولكل الذين يدعون تمثيلها أي لقوى الثورة المضادة أي لقوى الانقلاب الديمقراطي.
قوى الانقلاب الديمقراطي ليست فقط القوى التي في السلطة إنها أيضا تلك التي في ما يسمى بالمعارضة .
إنها كل القوى التي استبدلت استقلالية الحركة بالادعاء بتمثيل الحركة في مؤسسات النظام.
إنها كل القوى التي عارضت و أحبطت كل إمكانيات الانتظام المستقل للحركة لصالح بعض الانتظامات الحزبية والجمعياتية بوهم أنه لا يجب القفز عن مرحلة الحريات الديمقراطية.
إنها كل القوى التي خيرت التواجد في مؤسسات النظام على دفع الأغلبية لتأسيس هيئات قرارها المستقل على أنقاض مؤسسات النظام.
إنها أخيرا كل القوى التي تبنت سياسات الانتقال الديمقراطي أي تلك القوى التي تبنت مفهوم الدولة المدنية ومفهوم الاحتكام للدستور ومفهوم الديمقراطية التمثيلية ومفهوم الوصول للسلطة عبرالانتخابات.
ولأن الفاعلين في الحركة وقع احتواء نسبة كبيرة منهم داخل الأحزاب والجمعيات التي لا يتعدى سقف مشروعها السياسي سقف مشروع الانتقال الديمقراطي رأينا ضمورا في التحركات وانخراما في ميزان القوى بين الحركة الجماهيرية قوى الثورة المضادة وغيابا كليا لأي قدرة على المراكمة في اتجاه استقلالية الأغلبية ضاعف منه العجز الذي عليه الخدامة والبطالة والشبيبة وعدم قدرتهم على فرض إنتظامات مستقلة وسياسات راديكالية ومستقلة.
ـ 3 ـ
الاستقلال التنظيمي والسياسي للأغلبية التي لا تملك كان هذا ما يخيف قوى الانقلاب و لأنها تعرف القوة التي يمكن أن تصبح عليها الأغلبية ـ أي أكثر من أربعة أخماس السكان ـ حين تفرض استقلالها التنظيمي وسياساتها المستقلة وتقاوم من موقع طبقي فقد قامت بكل ما في وسعها لكسر هذا المسار و إخفاقه واستعملت كل أساليب المناورة والقمع للنجاح في ذلك وهو ما ولّد وضع انخرام في موازين القوى بين القوى المنقلبة التي بيدها كل السلط والحركة الجماهيرية.
وضع انخرام ميزان القوى هذا لم يأت من فراغ بل إنه كان نتيجة العجز الذي بانت عليه حركة جماهيرية لم تتمكن من التطور في اتجاه تحقيق استقلالها التنظيمي والسياسي عن النظام و أجهزته.
ورغم كل ذلك فلا شيء في الواقع يجعلنا نسلم بأن كل شيء قد حسم بشكل نهائي و أن السيرورة توقفت ولأن قوى الانقلاب تدرك جيدا هذه الحقيقة فهي تعمل على استثمار وضع ضعف الحركة هذا إلى أقصى حد لتمرير ما تريد تمريره من سياسات وقوانين ومساومات وفي هذا الاطار تأتي الانتخابات البلدية لإستكمال بسط نفوذ وحكم هذه القوى وإضفاء شرعية زائفة على هيمنتها على كل مقاليد الشأن المحلي و احتكار تدبيره.



#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس: حرب الأقلية الفاسدة على الأغلبية
- هل من أفق لكسر الاستقطاب السياسي الثنائي النهضة /النداء
- معارك الانتقال الديمقراطي: معارك التمويه على حقيقة الصراع
- هل بإمكان بيروقراطية إ ع ت ش قلب الأوضاع وخلط جميع الأوراق ...
- تونس ويستمر التقدم في طريق مسدود
- نداء تونس والرضوخ لمعالجات النهضة
- صراع المافيات اقتضى عملية 8 جويلية 2018
- النهضة نداء تونس: صراع أم ترتيبات من داخل منظومة حكم القطبي ...
- تونس أي دور تبقّى للبيروقراطية النقابية بعد تجريدها من دور ...
- الانتخابات البلدية في تونس: الفوز للخردة السياسية و-بارك الل ...
- لصوص الانتقال الديمقراطي
- تونس الدور السياسي المباشر: الرهان المؤجل لبيروقراطية الاتحا ...
- هل تتطور احتجاجات جانفي 2018 إلى حركة عصيان شامل لإسقاط سياس ...
- فلسطين مشروع مقاومة لا أحد يريده
- نتائج السياسات الفاسدة للحكومة وللنقابات في قطاع التعليم
- الأزمة تعم كل مناحي حياة الأغلبية التي لا تملك ولكنها بالمقا ...
- حكومة يوسف الشاهد الجسر نحو الكارثة
- اليسار البورقيبي
- وحده التغيير الجذري يخلصنا من كل هذه المزبلة
- حول المليشيات النقابية والإسلاميين المنتمين للاتحاد العام ال ...


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - تونس:حول سؤال لماذا أخفق مسار 17 ديسمبر الثوري؟