أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فلسطين اسماعيل رحيم - عرس - من حكايات الحي القديم














المزيد.....

عرس - من حكايات الحي القديم


فلسطين اسماعيل رحيم
كاتبة وصحفية مستقلة

(Falasteen Rahem)


الحوار المتمدن-العدد: 5974 - 2018 / 8 / 25 - 16:51
المحور: سيرة ذاتية
    


عرس توفيق ابن جيراننا هو العرس الاجمل قطعا في ذاكرتي ، رغم كل الاعراس التي حضرتها فيما بعد، ظل ذاك الفرح مستوطنا روحي كلما مرت مناسبة ، فعرس توفيق كان كرنفالا عراقيا حقيقيا ، وكان عيدا لاهالي الحي متعددي الجنسيات والديانات والمشارب ، اشترك فيه جميع سكان الحي الذين جمعتهم تلك الدور الجميلة والأنيقة ، في الحقيقة لم أكن مدعوة للعرس ، ورغم ذلك ، يكفي انهم جيراننا لنحشر أنفسنا في بيتهم منذ فجر الْيَوْمَ وحتى اخره، ولا تجدي معنا كل محاولات اخوات توفيق في اقتلاعنا من منزلهم
ولا تهديداتهم لنا بأخبار اهلنا، فرؤية عروس بكامل زينتها وبعطرها الأخاذ كان يستحق ما نلاقيه من عقاب، ومن تلاطفه العروس أو تسأله تلك الأسئلة التي توجه للأطفال عادة وغالبا ما تكون عن العمر والصف واشياء من مثل هذا القبيل سيكون ذَا حطوة عند رفاقه لبقية النهار ، خاصة وان عروس توفيق كان تشبه جميلات سينما الأطفال ،فشعرها المجعد الطويل وعيناها الواسعتان وضحكتها التي تشبه نهارا مشمسا تجعلنا متسمرين أمامها طوال ايّام فرحها ودلالها السبعة ، حيث اذكر بعد تلك الأيام تحولت تلك العروس الآخذة بالحسن الى أمهر خياطة في الحي، ويقصدها الناس من خارجه أيضا ، ولكي أكون وفية للذاكرة فسأعترف أيضا ان من أسباب مواظبتي على حضور كامل ايّام العرس هو اني اكتشفت مكان ( جفافي وكاسات المهر). فمناديل وكؤوس العرس التي تلف بها الحلوى والتي اذكر ان لونها كان احمرا وهذي للنساء ،فيما كانت المناديل رمادية فاتحة وبها خط ازرق وهي عادة تعطى للرجال من المهنئين عرفانا على مشاركتهم ، كانت تلك الأشياء الحلوة تخبئها ام توفيق فوق ( نضيدة الغراض) بغرفتها والتي لم تكن مواجهة للشارع ، والتسلل اليها يعني ان ألج البيت من بابه وهذا يعرضك للسؤال الى أين انت ذاهبة؟ أو ماذا تفعلي في هذا الجزء من البيت ؟ خاصة وان غرف الأبوين من المناطق التي تتمتع بحماية دولية والداخل اليها يجب ان يملك تصريحا يخوله لذلك ، كل ذلك لم يمنع ان انزل الى فسحة التهوية التي كانت خلف البيت ، والتي نزلت اليها عبر سطح الدار بمساعدة الانبوب المعدني الذي كان مخصصا لإخراج الدخان من سخانات المياه التي يقع مكانها في تلك الفسحة لجميع البيوت ، ولما كنت قد خبرت كيف ادخل بيتنا من شباكه بعد معارك مع شقيقتي الكبرى التي كنّا في عهدتها في ذلك العمر المبكر ، فقد تكونت لي خبرة حول الفرار الى الشارع من وعبر الشبابيك ، بنفس الطريقة فتحت شباك غرفة ام توفيق وتسللت الى اعلى نضيدة الغراض واستوليت على جزء لا بأس منه من تلك الحلوى بما يكفي لان يجعلني راضية كل الرضى ومباركة لذاك الزواج الذي استقر فرحه في قلبي الى يومنا هذا ……

من حكايات الحي القديم
فلسطين الجنابي .



#فلسطين_اسماعيل_رحيم (هاشتاغ)       Falasteen_Rahem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معسكر التدريب - من حكايات الحي القديم
- الشامية ووردة الدار -من حكايات الحي القديم
- كابينة الهاتف - من حكايات الحي القديم
- الجيران - من حكايات الحي القديم
- من حكايات الحي القديم


المزيد.....




- مدير CIA يعلق على رفض -حماس- لمقترح اتفاق وقف إطلاق النار
- تراجع إيرادات قناة السويس بنسبة 60 %
- بايدن يتابع مسلسل زلات لسانه.. -لأن هذه هي أمريكا-!
- السفير الروسي ورئيس مجلس النواب الليبي يبحثان آخر المستجدات ...
- سي إن إن: تشاد تهدد واشنطن بفسخ الاتفاقية العسكرية معها
- سوريا تتحسب لرد إسرائيلي على أراضيها
- صحيفة: ضغط أمريكي على نتنياهو لقبول إقامة دولة فلسطينية مقاب ...
- استخباراتي أمريكي سابق: ستولتنبرغ ينافق بزعمه أن روسيا تشكل ...
- تصوير جوي يظهر اجتياح الفيضانات مقاطعة كورغان الروسية
- بعد الاتحاد الأوروبي.. عقوبات أمريكية بريطانية على إيران بسب ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فلسطين اسماعيل رحيم - عرس - من حكايات الحي القديم