أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جواد كاظم غلوم - اهزوجات رخيصة بائسة جعلت الفقراء أثرياء














المزيد.....

اهزوجات رخيصة بائسة جعلت الفقراء أثرياء


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 5972 - 2018 / 8 / 23 - 17:58
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


اهزوجات رخيصة بائسة جعلت الفقراء أثرياء

" شيءٌ صغيرٌ من خزعبلات ما نعيشه اليوم "

لا يخلو العالم من فسحة من الجنون والغرائبية وانقلاب المعايير حتى في المجتمعات المتمدنة الراقية ، فلسنا وحدنا من تتسع في محيطنا ومجتمعنا نزعات غريبة الأطوار تتخلل مساحات الأدب والفن والحكايات غير المألوفة العجيبة في تقليعات الفولكلور الشعبي والقفشات الجديدة التي سرعان ما تسود في اوساط المجتمع وتنتشر انتشار الهشيم في النار ، وقد نسمع مفردات وأغانيَ وترديدات اكثر من هابطة تفوق في غرائبيتها بذاءة الاغنية العراقية الشائعة الذائعة الصيت في مجتمعنا الضيق الافق والفاقد الذوق ( طابخين النومي واحترق زردومي ) ونسمع مصطلحا لم يطرق أذاننا من قبل فينتشر انتشار الهشيم في النار ؛ والاّ ماذا نفسر صياح وهرج شابٍ بائعٍ للسمك وهو ينادي السابلة والمتبضعين من اجل الترويج لبضاعته حتى يحصل على اكثر من سبعة ملايين مشاهدة في اليوتيوب لمجرد انه ينادي العابرين والقاصدين ويخلب ألبابهم بتقليعة مناداته الجاذبة على ترويج بضاعته .
هذا ما فعله قبل ايام البائع الباكستاني المهاجر الفقير المدقع " محمد نذير " المقيم في أحد أحياء شرق لندن والبالغ من العمر 31 عاما وهو يكرر ترديده امام المتسوقين قائلا وهو يطيل نغمته ويُوسعها تنغيماً ( one pound fish ) واحيانا يغير تلحين لهجته الترويجية الى ( very very cheap ) او ( very very nice ) بشكل جذاب وملفت وغير مألوف متمسّكاً بلازمة لسانية تفرّد بها كنوعٍ من الإغراء للزبائن لحثهم على الشراء .
واتسعت مشاهدة ترديداته في المملكة المتحدة وبقية أقطار العالم الى تسعة ملايين مشاهد في عالم النت وانهالت العروض عليه من قبل صائدي التقليعات من تجّار السوشيال ميديا وكان أكثرها إغراء العرض البالغة قيمته مليونا جنيه استرليني بالتمام والكمال لمجرد ان يحوّل نداءات ترويجه لسلعته الى فيديوهات وهذا ما حصل فعلا وأصبح هذا المهاجر الباكستاني بغمضة عين وانتباهتها في صفوف الموسرين والأثرياء .
الطريف ان هذا البائع الأسمر النحيف بائع السمك قد افتضح أمره بعد ان تبين لدائرة الهجرة البريطانية انه مهاجر غير شرعي ولا يمتلك إقامة قانونية في بلاد السيد شكسبير فتم ترحيله الى منبته ومحتده الأول في إحدى قرى باكستان وبصحبته ثروته التي جناها من مناداته الملفتة للأنظار والأسماع .
تُرى كم من الثروات الهائلة قد انهالت على رؤوس أناس لم يدر في خلَدهم انهم سيكونون في عداد الأغنياء على حين غرّة حينما تنقلب المعايير وتنكسر الموازين ويعلو الزبد والفضلات والقيء بينما تختفي الدرر والجواهر الثمينة واللآلئ في القعر والأعماق البعيدة .
حقا نحن في عالم عجيب مهووس بما هو غير مألوف حتى وان كان مفتقدا للسمات الفنية الراقية والإبداع ، فالإسفاف والابتذال وضحالة ما يطرح علينا من ألسن العامة المليئة بالرثاثة أضحت لها قيمتها الكبيرة وتساوي حروفها ولحنها ذهبا وثراءً مفرطا في هذا العالم المجنون الغريب الأطوار والطبائع .

جواد غلوم
[email protected]



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة - زبانية الحروب -
- صيد الأفيال ثم تطييرها في الأعالي
- المعوقون في أرض السواد والحداد
- بعض الجرعات مستساغة لإرواء النفس بالسعادة
- عندما يأخذ الموت منّا أحبابَنا
- يا فرحة ما تمّت
- اسمٌ آخرُ جديد للعراق
- قاع المدينة والداون تاون
- القراءة المنتقاة ؛ تلك الداء الجميل اللذيذ المذاق
- يا فالانتاين ، لتغادرْ من غير مطرود
- العراق من الدكتاتورية الى الاسلمة
- سلطة الفساد الخطيرة في بلاد الرافدين
- روشتا علاجية لاستشفاء مجتمعاتنا المريضة
- صناعة العبوديّة واستساغة الدكتاتوريّة
- حبٌّ مَنْهِيٌّ عنهُ
- بعضُ ما خَفِيَ من سيرة الغزالي سفير الأغنية العراقية
- العقائد الدينية وخوضها في مناقع الخرافة والاسطورة
- لِمَن أرعشتْ كلّ تفاصيلي
- مصاريعُ مقفلة
- حديث عيسى بن هشام المعاصر


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جواد كاظم غلوم - اهزوجات رخيصة بائسة جعلت الفقراء أثرياء