أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سعيد رمضان على - مدخل الى سيناء - جزء عاشر















المزيد.....

مدخل الى سيناء - جزء عاشر


سعيد رمضان على

الحوار المتمدن-العدد: 5972 - 2018 / 8 / 23 - 22:14
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


سيناء القرن التاسع عشر
في بلدة قوله التابعة للسلطنة العثمانية ولد محمد على وحلم بالمجد والقوة ، وعندما أغار نابليون بونابرت على مصر و شرعت تركيا في تعبئة جيوشها ، وجد محمد على الفرصة سانحة لتحقيق أحلامه فأنضم إلى الجيش التركي ورست السفينة التي ركبها على ساحل أبو قير بالإسكندرية في مارس سنة 1801م ، وقد اشترك محمد على في عده معارك ، ولمع اسمه عندما هاجم الجيش التركي الرحمانية وانسحب الفرنسيين من قلعتها .
وقد ظل محمد على بمصر حيث حصل على رتبة بكباشي قبل جلاء الفرنسيين ثم حصل من خسرو باشا على رتبة " سر جشمه " وهى بدرجة لواء ( وأصبح قائدا على جميع الفرق الألبانية ) (14) وقد استغل الصراع الدائر على السلطة حينها فبدأ في التودد إلى الشعب المصري واستمالة زعماؤه والاختلاط بالعامة والانضمام إلى المشايخ والعلماء ، للوصول إلى قمة السلطة وخاصة بعد ثورة الشعب ضد المماليك في مارس سنة 1804 م من كثرة وقوع المظالم وزيادة الضرائب على الشعب المصري وكثرة اعتداء المماليك والجنود الألبانيين على الأهالي ، ثم بدأت ثورة القاهرة في سنة 1805م بعد اعتداء جنود الدلاة - يتبعون تركيا- بالسلب والنهب على أهالي مصر القديمة فاجتمع العلماء وذهبوا إلى الوالي خورشيد باشا وطالبوه بوضع حد لفظائع الجنود الدلاة ، لكن الوالي عجز عن فعل شيء ، فبدأت الثورة تأخذ طريقها ضد الوالي التركي وجنوده فاغتنم محمد على الفرصة فأيد الثورة وناصر الشعب ، بينما حاول خورشيد باشا إبعاد محمد على عن مصر عن طريق الباب العالي بتركيا مما نتج عنه إصدار فرمان بتقليد محمد على ولاية جدة .
لكن الانقلاب الفعلي جاء من الشعب المصري الذي أصدر حكمه فعزل الوالي العثماني خورشيد باشا وعين محمد على واليا على مصر في 13 مايو سنة 1805م فتولي محمد على باشا حكم مصر نزولا على رغبة شعبها ، لتبدأ مصر مرحلة جديدة من النهضة شملت كافة النواحي السياسية والحربية والاقتصادية والاجتماعية ، وقد امتدت التغيرات لتشمل سيناء ، فأنشأت محافظة العريش عام 1810 ضمن التشكيلات الإدارية التي وضعت في هذا العام، والتي كانت تمثل أول شكل إداري منظم في سيناء في العصر الحديث ، ولها اختصاصات وحدود إدارية ، ووضع محمد على تحت تصرف محافظ العريش قوة عسكرية لحماية حدود مصر الشرقية ، وقوة نظامية لحماية الأمن داخل المدينة. كما أنشأت نقطة جمركية ونقطة للحجر الصحي ( كورنتينة ) بالعريش . أما الطور فقد كانت تابعة إداريا لمحافظة السويس بينما أدخلت نخل ضمن إدارة القلاع الحجازية التي كانت تتبع قلم الروزنامة بالمالية المصرية .
وفى عام قاد إبراهيم باشا جيشا مكون من 24 ألف جندي إلي الشام ونظرا لمسار الجيش عن طريق العريش ولخدمته ، فقد قام إبراهيم باشا بالعديد من الإصلاحات في سيناء ، فرمم بئر قطية وبئر العبد وبئر الشيخ زويد ، كما سير حركة البريد إلي غزة ، وجعل له محطات في بلبيس وقطية وبئرالعبد وبئر المزار والعريش والشيخ زويد وخان يونس وغزة ، واهتم بوضع حراسة علي آبار المياه علي طول طريق العريش
وعند رجوع إبراهيم باشا من حملته علي الشام عام 1831 ثار عليه بدو قبائل السواركة والترابين فدمروا محطات البريد في الشيخ زويد وبير المزار ، فاضطر إبراهيم إلي مواجهتهم في وادي غزة ، فانهزمت قوات البدو وهربوا إلي بئر السبع .
وفى عام 1834 جهز محمد علي قوة من عرب أولاد علي لوضع حد لعصيان لعرب غزة ،لكن القوة لم تكتف بالنصر بل نهبت البيوت والماشية ، بالإضافة إلى المكافأة التي حصلوا عليها من محمد علي .
أدى نهوض مصر على يد محمد علي خاصة بعد الانتصارات التي حققها إبراهيم باشا علي الجيوش العثمانية في شمال الشام وآسيا الصغرى ، سببا في إثارة "المسألة الشرقية" ، وعقدت الدول الأربع وهي بريطانيا وروسيا وبروسيا والنمسا بمشاركة الدولة العثمانية مؤتمرا في لندن في 15 يوليو 1840 تعهدت فيه بمساعدة السلطان علي إخضاع محمد علي أو بوجه أخر تحجيم دور مصر ، وقد تضمنت المعاهدة منح محمد علي ولاية مصر وعكا طيلة حياته ، وحق الاستقلال الداخلي لمصر لكن بقيود جعلت الاستقلال مشروطا وهو ما ينفى صفة الاستقلال أصلا ، وهذه القيود تمثلت في الجزية وعدم تمثيل مصر بممثلين دبلوماسيين في الخارج ، وتحديد عدد الجيش ، ومنح محمد علي مهلة للموافقة علي المعاهدة ، وقد وافق عليها وخاصة بعد تراجع فرنسا عن مساندته ، ثم أرسل السلطان إلي محمد علي فرماناً في 13 فبراير 1841 تقرر فيه إعطاؤه وأسرته ( حكومة مصر وراثية علي أن يختار الباب العالي نفسه من يتقلد منصب الولاية من أبناء محمد علي الذكور ) (15) والحكم بهذا الشكل بدا كمنحة من السلطان العثماني ، لكنه في الحقيقة استهدف السيطرة عن طريق اختيار شخص يمكنهم التحكم فيه ، وأعيدت مصر بذلك لسلطه الباب العالي كولاية عثمانية .
وبموجب معاهدة لندن 1840 وفرمان 1841 باتت دولة محمد علي محصورة داخل حدود غير أصلية رسمت لمصر التي حددها الفرمان بخط من العريش إلى السويس ، لأن سيناء اختفت منها ، وهو ما أدى فيما بعد بأزمة طابا عام 1906
وخلال فترة حكم عباس الأول (1848 – 1854) لاقت سيناء اهتماما من الناحية السياحية ، فبني بالقرب من الطور حماما كبريتياً ، كما مهد الطريق من دير سانت كاترين إلي قمة جبل موسى لتسهيل حركة السياح ، وشرع في بناء قصر علي جبل " طلعة " غربي جبل موسى ، ومد طريق العربات من مدينة الطور إلي القصر ، لكن لم يقدر لهذه الأعمال أن تنفذ بأكملها ، حيث مات قبل أن يتمها .
لكن اهتمام عباس الأول يرد على كثر من الدعاوى التي تقال أن السياحة في سيناء مصدرها الاهتمام اليهودي أثناء الاحتلال وجهودهم فيها ، وان المصريين لم يعرفوا القدرات السياحية لسيناء إلا بعد الاحتلال ، لكن الوقائع التاريخية ترد بالعكس .
أما خلفه محمد سعيد (1854 - 1863) أقام في سيناء نقطة للحجر الصحي في الطور، بهدف التأكد من سلامة الحجاج ، و أثناء حكم إسماعيل ( 1863 – 1879) تعددت زيارات الرحالة إلي سيناء وكان أهمهم البروفيسور بالمر حيث أرسلته بريطانيا عام 1868 علي رأس لجنة علمية للتنقيب في منطقة الطور ورسم خريطة لسيناء. لكن كان أهم تلك الأحداث التي أثرت علي سيناء خلال تلك الفترة هو افتتاح قناة السويس للملاحة عام 1869، التي كان لإنشائها آثارا هامة علي شبة الجزيرة . وكان من نتائج إقامة هذا الممر الملاحي المهم أن أنشأت عددا من المدن علي ضفتي القناة مثل الإسماعيلية الحالية رغم أن منطقة الإسماعيلية كانت معروفة تاريخيا قبل القناة باسم – " نفر أياتب " في العصر الفرعوني و"بيتوم" في العصر الروماني والمدينة الأخرى هي القنطرة شرق ويقع فيها " حصن ثارو " الفرعوني " .
ظلت سيناء مسرحاً للمعارك، ورغم قوه عصر محمد على وعمله بجهد على تحديث مصر ، مما جعل القوى الكبرى تخشى تلك النهضة التي شملت كافة النواحي إلا أن ( موقف سكان سيناء من محمد علي كان موقفا معاديا نظرا لاستخدامه أسلوب الشدة والقوة العسكرية ضد أي تمرد أو عصيان لأوامره )( 16 ) كما أن عمليات الإصلاح أو التجديد في منشآت ومباني شبه جزيرة سيناء طوال تلك الفترة لم تكن إلا لأغراض استراتيجية وعسكرية بحتة .
--------------------------------

هوامش :
1- معجم الحضارة المصرية القديمة/ الهيئة المصرية العامة للكتاب 1996 ترجمة امين سلامة
2- غزة وقطاعها سليم عرفات المبيض / هيئة الكتاب 1987
3- نفس المصدر
4- قصة الجنس البشرى/ هندريك فان لون / كتاب الشعب 1958
5- نفس المصدر
6- نشرات وكتيبات غير دورية / محافظة شمال سيناء / الإدارة العامة لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار 2005 / 2006
7- نفس المصدر
8- تاريخ سيناء / نعوم بك شقير / مطبعة المعارف / مصر 1916
9- المع ساعات الحرج في تاريخ الإنسانية / محمد مفيد الشوباشى - الهيئة العامة لقصور الثقافة - يوليو 2004
10 - نابليون بونابرت في مصر ، هيرالد - كريستوفر ، ترجمة / فؤاد أندراوس ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة ، 1986
11- نفس المصدر
12- مصدر سابق
13- مصدر سابق
14- محمد على بك الكبر /لويزا مولباخ / ترجمة دار الهلال 1952
15- تاريخ الحركة القومية ، عبد الرحمن الرافعى، الهيئة المصرية العامة للكتاب 2000
16- تاريخ سيناء / نعوم بك شقير / مطبعة المعارف / مصر 1916



#سعيد_رمضان_على (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدخل الى سيناء - جزء حادى عشر
- مدخل الى سيناء - جزء اخير
- مدخل الى سيناء - جزء تاسع
- مدخل الى سيناء - جزء سادس
- مدخل الى سيناء - جزء سابع
- مدخل الى سيناء - جزء ثامن
- مدخل الى سيناء - جزء خامس
- مدخل الى سيناء - جزء رابع
- مدخل الى سيناء - جزء اول
- مدخل الى سيناء - جزء ثان
- مدخل الى سيناء - جزء ثالث
- إنسانية - العرض- وإشكاليات الحاضر
- ديابولوس
- قراءة في قصة - العرض-
- مذكرات ضابط أمن
- نظرة على الفن
- كلهم أبنائي - نقد
- زبد الليل - نقد
- السفينة - نقد
- الشقراء أم الثلاث


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سعيد رمضان على - مدخل الى سيناء - جزء عاشر