أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - تجربتى مع صحيفة الدستور- الإصدارالأول















المزيد.....

تجربتى مع صحيفة الدستور- الإصدارالأول


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5971 - 2018 / 8 / 22 - 00:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فى عام1997 صدرتْ صحيفة الدستور- الإصدارالأول- برئاسة الصديق الأستاذ إبراهيم عيسى..وكان صديقى د.عماد أبوغازى يشرف على المُـلحق الثقافى بعنوان (التراث) وفى هذا الملحق كتبتُ أنا وصديقى الراحل الجليل بيومى قنديل سلسلة مقالات عن الحضارة المصرية.
وبعد تكرارجرائم النظام السعودى ضد أبناء شعبنا المصرى العاملين فى السعودية..وجدتُ فى أرشيفى مادة ثرية، مصدرها رسائل القراء فى الصحف المصرية، وبصفة خاصة صفحة بريد القراء التى كان يـُـشرف عليها الراحل الجليل (عبدالوهاب مطاوع) الذى تمـّـيزبدرحة عالية من احترام الميثاق الصحفى، ولذلك كان ينشرالرسائل كما وصلته دون حذف كلمة واحدة، بالرغم من أنّ الكثيرمنها كانت تتضمن (من خلال مضمون الرسالة) تفنيد بل وتكذيب مقولة (القومية العربية وتوأمتها (الوحدة العربية) ومع ذلك كان الأستاذ مطاوع ينشرالرسالة كاملة، ودون أى تدخل من جانبه، خاصة الرسائل التى تناولتْ ما فعله جنود الجيش العراقى أثناء عزودولة الكويت (العربية) فى شهرأغسطس عام1990، وحالات محاولات اغتصاب الفتيات والسيدات المصريات العاملات فى الكويت..وفى إحدى الرسائل ذكركاتبها أنّ محاولات الاغتصاب كانت تتم أمام الأزواج المصريين..وذكر- كاتب الرسالة- أنه بينما كان زملاؤه المصريون يكتفون بالمناشدة الإنسانية..والتذكير((بروح الإسلام وبآيات من القرآن)) والتذكيربالوحدة العربية ((وأننا أبناء أمة واحدة)) إلى آخرالكلام العروبى/ الناصرى..فإنّ الشباب الفلبينى لم يفعلوا مثلنا..وإنما كانوا يهجمون على الجنود العراقيين (بعد أنْ يناموا) ويسرقون بنادقهم (وقتلوا بعض العراقيين) ولكن أهم مشهد هوأنهم كانوا يجمعون الفتيات الفلبينيات فى دائرة ويقفون لحمايتهنّ.
وكانت أكثرالرسائل عن (كارثة نظام الكفيل العربى) لأى مواطن مصرى أولبنانى أوتونسى إلخ، بينما السعودية وقطرودولة الإمارات لاتفرض (ولاتستطيع) إجبارالمواطن الأمريكى أو الفرنسى أوالبريطانى على أنّ يكون له كفيل عربى..وهذه الحقيقة كانت من أكثرالزوايا المؤكدة على التناقض بين (شعارات العروبة) والواقع، فكتبتُ مقالاوأرسلته للأستاذ إبراهيم عيسى (وللأسف لا أتذكــّـرالعنوان الذى اخترته لمقالى) وكانت المُـفاجأة أنّ إبراهيم عيسى (بخبرته الصحفية) أخذ آخرجملة من مقالى وجعلها عنوان المقال الذى أخذ ثــُـلثىْ مساحة الصفحة الخامسة..وكان العنوان (كفيل مصرى لكل مواطن خليجى على أرض مصر) وتاريخ النشر20/8/1997- ص5) وهذا هونص مقالى:
نشرتْ صحيفة الأهرام (2/ 7/ 97) أنّ مواطنًا عربيًا (لم تحدد الصحيفة جنسيته) اعتدى بالسب والضرب على ضابط شرطة مصرى أثناء تأدية وظيفته. وفى ذات العدد أشارالصحفى أ.سيد على الذى شهد الواقعة، إلى أنّ الأمروصل بالمواطن (العربى) إلى رفع الحذاء فى وجه الضابط (المصرى) و كتب ((وهل يسمح هذا الشاب (العربى) لضابط فى بلده أنْ يُضرب أوأنْ يرفع أحد فى وجهه الحذاء. وما هوالوضع لو حدث العكس. وقام مصرى بضرب ضابط فى بلده ؟)) ورغم هذه الإهانة التى لحقتْ بالضابط المصرى على أرض (مصر) نقرأ فى نهاية الخبرأنّ النيابة (المصرية) قرّرت إخلاء سبيل المواطن (العربى) بكفالة 500 جنيه. وذكرأ. سيد على ((أكتب هذا والشارع يغلى مما رآه. لأنّ كرامة أصغرطفل فى هذا البلد هى من كرامة الوطن كله. وبالتالى لابد من إنزال العقوبة بهذا البلطجى))
وكان أمل شعبنا هوإنزال العقوبة. أى تطبيق القانون المصرى كى يلتئم الجرح. ولكن ما حدث فتح الجراح أكثروضاعف الشعوربالألم لإمتهان الكرامة. حيث ذكرتْ صحيفة الأهـــــرام (29/ 7/ 97) أى اليوم الثالث للحادث، أنه تقرّرترحيل المواطن العربى إلى خارج البلاد على أول طائرة عائدة إلى بلاده. وبعد أقل من أسبوع من الحادث الأول، حدث أنّ مواطنًا (عربيًا) اعتدى بالضرب على ضابط مرور( مصرى) بالمهندسين. وأنّ مواطنيْن (عربييْن) اعتديا بالضرب على أمين شرطة (مصرى) بالدقى (أهرام 31/ 7/ 97)
إنّ هذه الأحداث فى أقل من أسبوع تثيرالملاحظات التالية:
• أنها تكرارلما سبق. وعلى سبيل المثال فإنّ كل مصرى مايزال يذكر: لاعب كرة جزائرى رشق إصبعه فى عين طبيب مصرى..ومواطن كويتى اعتدى على المطرب (المصرى) أحمد عدويه وأصابه بالشلل الكامل..ومواطن يمنى وقف فى بنك فى المهندسين وسبّ الموظف المصرى قائلا ((إنت غبى زى كل المصريين أغبيا))
• فى كل تلك الأحداث، كان يتم إتخاذ نفس الإجراء: كفالة هزيلة ثم الترحيل من مصر.
• فى كل تلك الأحداث، تتنازل السلطة المصرية عن تطبيق القانون المصرى. وهوأمر شديد الشذوذ ويدعوللتساؤل: لماذا هذا التنازل؟ خاصة أنّ تطبيق القانون الوطنى على الجرائم التى تقع على أرض الوطن، قاعدة قانونية مستقرة، تحرص كل الدول على تطبيقها بكل دقة وحزم. فما هوتفسيرشذوذ الحكومة المصرية؟ ولماذا التفريط فى حق أصيل مقررلكل حكومات العالم؟
• عقب كل حادث من هذا النوع، تثارمسألة العلاقات الدبلوماسية بين مصروالدول العربية. فهل تلك العلاقات تكون على حساب المساس بالكرامة الوطنية؟ ولماذا تكون مصروحدها هى المصابة بتلك العقدة؟ بمراعاة أنه لم يظههذا المرض (حساسية العلاقات) على أية دولة عربية. لأنّ الواقع يشيرإلى أنّ تلك الدول تطبق قانونها على المصريين، بغض النظرعن حقيقة أنهم جناة بالفعل، وهل أثبتتْ التحقيقات إدانتهم، أوأنّ الإتهام كان باطلا وملفقــًا..وأنّ المجنى عليه يتحول إلى متهم..ويقضى تسعة أشهرفى السجن ثم يُجلد 80 جلدة، كما حدث مع الطبيب المصرى محمد كامل خليفة، لمجرد أنه اشتكى مديرالمدرسة السعودى الذى اعتدى على ابنه جنسيًا..فكان أنْ انهالت عليه التشريعات السعودية بالسجن والجلد.
• وتثارأيضًا تلك الحجة الواهية المؤسسة على مرجعية اقتصادية، مفادها أنّ مصرفى حاجة إلى تلك البلاد (العربية) بسبب العمالة المصرية هناك..وهى حجة واهية لسببين: الأول أنّ مصرغنية بمواردها الطبيعية (ناهيك عن القدرات البشرية) دولة مصدرة للبترول والغازالطبيعى (تبيّن فيما بعد أنها تبيعه لإسرائيل بأقل من السعرالعالمى) بخلاف الدخل القومى من الزراعة والصناعة (فى ظل خطة تنمية وطنية حقيقية) ودخل السياحة (وهودخل يمكن أنْ يتضاعف عشرات المرات لوفعل المسئولون ما تفعله بلاد أخرى لاتمتلك مثل تراثنا المصرى) ودخل العاملين بالخارج..وغنية بالمواد الخام من حديد وفوسفات ومنجنيزوذهب، بل ومن رمال تعتبرمن أجود الرمال عالميًا، وتأتى الشركات الأجنبية وتشتريه بأسعارزهيدة..إلخ أى أنّ مصرلاتعتمد على الاقتصاد الريعى لواحتكمنا إلى المرجعية الاقتصادية. ثانيًا: أنّ المصرى الذى يعمل فى تلك الدول العربية إنما يحصل على عائد عمله كمزارع أوحرفى أوطبيب أومهندس إلخ. أى أنه لايتسوّل..وأنّ تلك الدول هى المستفيدة بأكثرمن استفادة المصرى بمراعاة تدنى أجورالمصريين ومقارنتها بأجورالأوروبيين فى نفس تلك الدول الخليجية.
• رغم الدعاية المكثفة التى روّجتها الثقافة المصرية السائدة البائسة ليل نهارعن (القومية العربية) و(الوحدة العربية) ورغم المشروع الأنجلو/ أميركى الذى روّج لمقولة (عروبة مصر) أو(مصرالعربية) ورغم التضحيات التى قدّمتها مصر(أرواح وأموال ومعدات) من أجل بعض البلاد (العربية) رغم كل ذلك ينظرالعرب إلى شعبنا نظرة احتقار واستعلاء، باعتبارأننا عبيد وموالى وعجم (أعجمى= بهيمة– مختارالصحاح طبعة عام 1911 ص 440) وفق نظرة العرب إلى غيرهم من الشعوب، حسب التقسيم الوارد فى التراث العربى.
• إنّ قسوة من أطلقت عليهم الثقافة السائدة (الأشقاء العرب) تتبدى فى عقل ووجدان كل مصرى شاء سوء حظه أنْ يعمل فى دول الخليج..ولعلّ نظرة سريعة على رسائل القرّاء فى الصحف المصرية، أنْ تؤكد عمق هذه المأساة..وفيما يلى بعض النماذج:
• رسالة من فتاة مصرية عملتْ مضيفة جوية مؤقتة على الخطوط الجوية السعودية. والرسالة نشرها أ.سلامة أحمد سلامة فى عموده اليومى على مدارثلاثة أيام، تقديرًا منه لحجم المعاناة التى تعرّضتْ لها الفتاة مع باقى الفتيات المصريات من (الأشقاء) السعوديين..ونظرًا لطول الرسالة، فإننى أكتفى باقتباس فقرة واحدة تلخص عمق المأساة. تقول الفتاة فى بداية رسالتها ((والقضية يا سيدى لاتمس العمالة المصرية غير المدربة والتى يسافرأصحابها بالجلابيب وبدون أية خبرة فقط للبحث عن أى نوع من العمل، ولكنها تتعرّض وبكل أسف لما كنت أقرأ عنه من قبل بما يسمى (سوق النخاسة العربية) وصدّقنى لا أجد أفضل من هذا الاسم البليغ لوصف ما حدث )) (أهــــــــــرام 29 فبراير و 1 ، 2 مارس92)
• رسالة مطولة نشرها أ.عبدالوهاب مطاوع فى صفحة بريد الجمعة، من فتاة مصرية تزوّجت من مواطن كويتى. فى الكويت اكتشفتْ أنها الزوجة الثالثة (الأولى كويتية والثانية عربية من دولة أخرى) تحكى الفتاة المصرية أنّ زوجها الكويتى لم يكن يحلوله ضربها إلاّبالخيزرانة..وأنْ يكون الضرب أمام زوجتيْه، اللتين يـُعيارانها بقبولها الزواج من الكويتى، لأنها لوكانت تجد قوت يومها فى بلدها مصر، ما قبلت هذا الزواج..وتبعًا لذلك لابد أنْ ترضى بوضع الخادمة..إلخ تفاصيل الرسالة (أهرام 20/7/90)
• وأختتم برسالة القارىء د.جمال أحمد برهومة– أستاذ طب وجراحة العيون بجامعة القاهرة– جاء فيها ((يتساءل المرء أحيانًا عما إذا كان هناك نوع من اللذة الحسيـــة والنفسية لانعرفه اسمه سوء معاملة المصريين..وذلك فى دول نسميها بالشقيقة)) إلى آخرالرسالة (أهرام 5/ 10/91)
• يجب أنْ نعترف– بناءً على ما تقدم– أنّ السعوديين مثلا أكثرواقعية، لأنهم لم يصدّقوا أكذوبة (الوحدة العربية) وتمسكوا بنظام (الكفيل) يذلون به شعبنا المصرى الذى صدّق أكذوبة (أمة عربية واحدة) وكل الأغانى عن (وطن عربى واحد) هى أكاذيب سياسية. فلا تضحيات جنودنا فى اليمن (أربعون ألفًا وفق تقديــرعبدالناصر، فى كتاب أ.هيكل الانفجارص 168) ولا استشهاد الآلاف (خمسة عشرألفــًـا وفق تقديرأ. ياسين سراج الدين– صحيفة الدستورالمصرية 23/ 7/ 97) أى بنسبة 5ر37 % من إجمالى العدد السنوى لقواتنا فى اليمن..ولاتبديد مواردنا، حيث نقرأ (( إنّ حرب اليمن كلّـــّـفتْ الخزينة المصرية ما بين أربعين إلى خمسين مليون جنيه سنويًا، أى ما يوازى مائة مليون دولارسنويًا وقتها )) (نقلا عن أ.هيكل– الانفجار– ص 185) وقد تـمّ ذلك بحجة إنهاء عصرالإمامة الذى حبس اليمنيين فى ظلام العصورالوسطى. إنّ كل تلك التضحيات لم تنجح فى إقامة الرادع الأدبى ولابزوغ وازع الضمير، فيمتنع العرب عن سب المصريين على أرض مصر.
• إذا كان هؤلاء (العرب) الذين انتهكوا حرمة السيادة المصرية، واتتهم جرأة رفـع الحذاء فى وجه ضابط مصرى، فما هومصيرالمواطن (المصرى) الذى يمثل الغالبية العظمى من الشعب، من فلاحين وعمال وموظفين؟
• وإذا كان هؤلاء (العرب) الذين يمارسون ذلك الانتهاك لمصر(وطن وشعب) وعلى أرض مصر، وهم مجرد ضيوف، فما هى الانتهاكات المنتظرة عندما يمتلكون أراضٍ (مصرية) بالتطبيق لأحكام القانون رقم 230 لسنة 96 الذى يجيزتملك الأرض لغير المصريين؟ إننى أناشد المسئولين فى السلطتيْن التشريعية والتنفيذية، العمل على إلغاء ذلك القانون. ويكون النص صريحًا على أنّ تملك الأرض لايكون إلاّ للمصريين فقط. وهوأمـرمعمول به فى دول كثيرة..ولسنا أقل من السعودية التى لاتسمح بتملك الأرض إلاّ للسعوديين فقط.
• إذا كان هؤلاء (العرب) يعاملون المصريين (على أرض مصر) بتلك القسوة..وإذا كانت دولة مثل السعودية لاتسمح لأى مصرى (من العامل حتى الوزيرالسابق ورئيس الجامعة السابق) بالعمل إلاّوله كفيل سعودى..حيث أنّ نظام الكفيل تمتد جذوره إلى بنية مجتمع رعاة الغنم..وهونظام يتّسق– تاريخيًا– مع هذه الذهنية التى تأصّلتْ فى أحفادهم المعاصرين..وإذا كنا لانملك التدخل فى تشريعات المملكة التى تفرق فى المعاملة بين المواطن المصرى والمواطن الأمريكى، فإننا نملك سلطة إتخاذ القرارعلى أرض مصر..ولذلك فإننى أناشد السلطتيْن التشريعية والتنفيذية للعمل على إصدارتشريع ينهى مأساة نظام الكفيل الذى يعد على المصرى حركاته، ولايسمح له بإجازة لأداء واجب العزاء فى الأم أوالأب أوالابن إلاّبموافقته. ليس هذا فقط ، وإنما للكفيل حق إيداع المصرى فى أحد سجون المملكة بلا أى سبب..فهذه مشيئة الكفيل..ومشيئته لاترد. فلماذا لانُطبق قاعدة المعاملة بالمثل، وهى قاعدة معترف بها فى القانون الدولى؟ فإما أنْ يتم إلغاء نظام الكفيل أووجوب كفيل مصرى لكل مواطن خليجى على أرض مصرمن الدول التى تُطّبق نظام الكفيل.
• منذ سنوات بثّتْ وكالات الأنباء العالمية الخبرالتالى ((ألقتْ السلطات الهندية القبض على مواطن سعودى يبلغ 60 عامًا من العمرلدى وصوله إلى مطارنيودلهى بعد أنْ اكتشفتْ أنه تزوّج من فتاة هندية عمرها عشرسنوات..ويرغب فى اصطحابها إلــى بلاده..وقالت وكالة الأنباء الهندية أنّ المواطن السعودى تزوّج الفتاة دون موافقتها بعد أنْ دفع لأسرتها ما يعادل 240 دولارًا)) (الأهرام 11/ 8/ 91)
• مفاد الخبرأنّ السلطات الهندية ألقتْ القبض على المواطن السعودى لمجرد أنه تزوج من فتاة تصغره فى السن بفارق 50 سنة، وليس لأنّ المواطن السعودى رفع الحذاء فى وجه ضابط هندى (كما حدث فى مصر) والمغزى العميق من هذا الدرس، أنّ الكرامة الوطنية جوهرأصيـل لمعنى الوجود..وما نُطالب به هوأبسط الحقوق للحفاظ على كرامة المواطن التى هى جزء أصيل من كرامة الوطن..وهوحق تتمسك به كافة الشعوب.
000
لقد تعمّـدتُ أنْ أذكرفضل الأستاذ إبراهيم عيسى فى نشرمقالى (الذى وصفه أصدقائى المُـقرّبين أنه النقيض لمُـجمل الثقافة المصرية السائدة) وشكرنى الأديب الكبيرسليمان فياض وأثنى على مقالى وأهميته..وقال لى ضاحكــًـا أنه تقابل مع شاعرسعودى..وقال له: الحق وشوف لك كفيل مصرى..وأطلعه على مقالى..فقال له الشاعرالسعودى: إيش يا سليمان انتو ح ترجعوفراعنه..فردّ فياض عليه..طبعــًـا إحنا فراعنه..ولذلك ظللتُ أعترف بفضل عيسى على نشرمقالى ولكنه عندما أرسلتُ له مقالاعن ضباط يوليو1952خالف مبادىء ميثاق (شرف الصحافة) المُـعترف به دوليـًـا..وتفاصيل ما حدث كالتالى:
• الأستاذ إبراهيم عيسى نشرمقالى كما هو..ولم يحذف منه حرفــًـا واحدًا.
• فى الأسبوع التالى وجدتُ مقالابقلم (سيد خميس) كله سخرية وهجوم عنيف على شخصى..ووصل الأمرلدرجة السب المُـعاقب عليه قانونــًـا..ومن ذلك استخدامه ل (موتيفة شعبية) يستخدمها الأميون من شعبنا للسخرية والحط من الشخص الذى يـدّعى ما ليس فيه..وذلك من خلال القول الشائع ((عريان ال طيــ .. وغاوى تأميز)) وتتمثل عبقرية مُـبدع هذا المثل فى أنه وصف الشخص الفقيرالذى لايملك- حتى- ما يسترمؤخرته..ومع ذلك يتعالى على من هم أفضل منه..ومن طبقة اجتماعية أرقى من طبقته..كان مضمون مقال سيد خميس- بشكل عام: من أنت يا طلعت رضوان فتتجرأ وتسخرمن أسيادك ضباط يوليوالذين أنصفوا العمال والفلاحين وقرّروا (مجانية التعليم) إلى آخرمغالطات الناصريين..وبالرغم من أننى لا أملك ما يسترمؤخرتى (كما وصفنى الأستاذ الفاضل) فإنه وقع فى التناقض عندما اعتبرنى من الحاقدين على (ثورة) يوليوالتى أنصفت الفلاحين بقانون الإصلاح الزراعى..فكان المعنى أننى من أسرة إقطاعيين أومن سلالة الباشوات..إلخ.
• كتبتُ مقالا للرد على السيد الفاضل أوضحتُ فيه 1- منهج الكتابة: حيث أنّ خميس لم يلتزم بأساليب النقد الموضوعى (وهذا حق لأى كاتب) فأنا أنتقد ضباط يوليومن خلال وقائع ومستندات..إلخ فكان (المُـفترض) أنْ يكون الرد بذات المنهج الموضوعى..وليس من خلال الجمل الإنشائية/ الخطابية..وفوق ذلك التجريح الذى يتعفف عنه كل صاحب قلم (يحترم ذانه عندما يحترم قارئه) وحرصتُ على توضيح أنّ أبى ليس من الاقطاعيين وليس من باشوات ما قبل يوليو52 بل كان يبيع العيش على عربية ويجرها وأنا معه منذ طفولتى.
• كانت المفاجأة أنّ الأستاذ إبراهيم عيسى لم ينشرمقالى..وكلــّـما سألتُ نفسى: لماذا رفض رئيس الحريرنشرمقالى؟ خاصة أنّ النشركفله ميثاق الشرف الصحفى بما هو معروف (بحق الرد) خاصة عندما يكون التجريح وصل لدرجة القذف المُـعاقب قانونــًـا..وقد اقترح أصدقائى المُـقرّبون باستخدام حقى القانونى، برفع دعوى قضائية ضد كاتب المقال (سيد خميس) وضد رئيس التحرير..ولكننى رفضتُ اللجوء للقضاء.
حدث ذلك عام1997وأكتب عنه ونحن فى عام2018 فأشعربراحة نفسية لأننى لم أستسلم لرغبة الإنتقام والثأر..ولم أهتم بأنّ رئيس التحريرأرسل مقالى لكاتب المقال ليرد علىّ..فقد شاء الحظ أننى ذهبتُ لمقرالصحيفة بعد نشرمقالى بيوم..فإذا برئيس التحريريـُـقابلنى بابتسامة ويقول لى: تلقى وعدك من سيد خميس فى العدد القادم.
تلك كانت تجربتى مع السيد الفاضل سيد خميس الذى كان يقضى النهارعلى المقاهى والليل فى البارات..فكنتُ أتساءل متى يقرأ ومتى يكتب؟ وكنتُ أواسى نفسى بجملة عميد الثقافة المصرية (طه حسين) الذى عاب وانتقد ((من يكتبون ولايقرأون))



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام والثقافة السائدة ومساندة الإرهابيين
- رابعة والنهضة وغياب التحليل الموضوعى
- ما مصدرقوة الحزب المقاوم والمعادى للشيطان
- من تجاربى مع الثقافة المصرية السائدة
- نماذج من تجاربى مع الثقافة المصرية السائدة (1)
- نفى الآخر بالمعتقد الدينى
- لماذا لايستثمرالنظام عقول العلماء المصريين؟
- العرب وإسرائيل وموضوع (الدولة الدينية)
- الحزب المُعادى للشيطان وصفقة القرن
- علاقة الضباط بالمجتمع المدنى
- الشعب اليمنى المنكوب ومفارقة القومية العربية
- العلاقة العضوية بين الرأسمالية والأصولية الدينية
- رحلات الحمساويين المكوكية
- سكينة فؤاد : نموذج رائع لعشق الوطن
- مليارات الجنيهات لصالح الفاسدين
- أكذوبة إجماع الأمة والهوس بها وترويجها
- الحضارة المصرية فى رسالة من توفيق الحكيم إلى طه حسين
- الإخوان المسلمون وعقوبة الإعدام
- لماذا لم يكن لليسارالمصرى جماهيرية شعبية؟
- تجديد الخطاب الدينى والتعليم الجامعى


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - تجربتى مع صحيفة الدستور- الإصدارالأول