أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - - المحاصصة المحسنة - بعد - المحاصصة المتوحشة - لن تمرْ!














المزيد.....

- المحاصصة المحسنة - بعد - المحاصصة المتوحشة - لن تمرْ!


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 5970 - 2018 / 8 / 21 - 20:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتسارع خطى القوى السياسية الفائزة في الانتخابات البرلمانية الاخيرة نحو تجميع الكتلة البرلمانية الاكبر ليتسنى لها تشكيل الحكومة القادمة, وهي الخطوة الاولى للسير نحو تنفيذ برامجها الانتخابية بشكل شرعي.
ان ما افرزه نهج المحاصصة الطائفية - العرقية الفاشل بالتطبيق العملي, من تعميق للفوارق الطبقية في المجتمع العراقي, وانتاجه طبقة من الطفيليين, ممثلوها السياسيين جرّوا البلاد الى متاهات خطيرة.... ثم على نقيضها, كان لابد من ظهور شرائح اجتماعية متضررة, تعاني من شظف العيش وعسف الاحزاب الدينية وميليشياتها واستبداد الاحزاب القومية ومافيات الفساد التابعة لها المعشعشة في مؤسسات الدولة, تأمل بتقويم وضعها, بعد ان اصبحت هذه المنظومة الحاكمة, عقبة كأداء امام اية محاولة لدفع البلاد نحو الامام.
ازمة الحكم هذه ومعاناة الجماهير, حتمت ظهور حركة شعبية مناوئة لتوجهات المتحاصصين النهبوية, تدعو لدولة مدنية بعيدة عن المكوناتية وتقاسم الكعكة, منحازة لشعبها, وتسعى الى محاسبة المسؤولين عن كل مآسي البلاد ومواطنيها, تمثلت بالتظاهرات الشعبية في ساحات التحرير التي ابتداءات منذ 2010 وتواصلت رغم القمع السلطوي لسنوات عديدة, لتشهد نهوضاً في 2015 بعد انخراط التيار الصدري تحت يافطاتها المدنية حتى اندلاع الهبة التموزية الشعبية العفوية العام الجاري, والمستمرة حتى هذا اليوم.
الصراع محتدم بين قوى سياسية جديدة تطمح للتغيير لصالح المواطن متمثلة بالأساس من " تحالف سائرون " المؤلف من الحزب الشيوعي العراقي وحزب الاستقامة الذي يدعمه السيد مقتدى الصدر قائد التيار الصدري وقوى واحزاب مدنية ديمقراطية اخرى وبين قوى النهج القديم من احزاب الاسلام السياسي والتشكيلات الميليشياوية والحزبين القوميين الكرديين الحاكمين في الاقليم.
خصوصية الانتخابات البرلمانية الأخيرة أنها افرزت توازناً سياسياً صعباً, يتمثل بتقارب نتائج الفوز الانتخابي اولاً, اضافة الى بزوغ تغيير نوعي في الخارطة السياسية تمثل بظهور تحالف جديد عابر للطوائف " تحالف سائرون ", منبثق عن ساحات الاحتجاج الشعبي, يناهض طريقة الحكم القديمة كلياً ببدائل مدنية.
وانتهى بذلك الى الابد ترف توزيع كعكة الحكم على البيوتات الطائفية والعرقية وشخصياتها, بالشكل الفض الذي كان يجري به والمتجاهل كلياً لمصالح الجماهير, وظهر مبدأ جديد لأجراء التحالفات على اساس برامج خدمة المواطن.
المخاض مستمر لتشكيل الكتلة البرلمانية الاكبر, والتنافس يتركز بالاساس بين " تحالف سائرون ", الفائز الاول في الانتخابات ومعه " تحالف النصر" التابع لرئيس الوزراء السيد حيدر العبادي و" تيار الحكمة " وقوى سياسية اخرى, وبين " تحالف الفتح " التابع للسيد هادي العامري ودولة القانون التابعة لرئيس الوزراء السابق السيد نوري المالكي ومجموعة اسامة النجيفي نائب رئيس الجمهورية وتشكيلات من بقايا البعثيين كخميس الخنجر اضافة الى شيوخ عشائر, وهي قوى ذات مرجعيات طائفية مناطقية, تُضمر سعيها الى انتهاج " محاصصة محسنة " مطعمة صفوفها بوجوه جديدة غير مثقلة بشبهات فساد وقتل وتزوير... لتكرس من خلالها هيمنتها وتضمن بقائها في السلطة.
اما الحزبان الكرديان, حزب السيد مسعود البارازاني الديمقراطي الكردستاني وحزب عائلة الطالباني الاتحاد الوطني, فأنهما لم ينخرطا لحد الآن في اي من الكتلتين المتنافستين, فهما يتخلفان عن دعوات المشاركة ليلعبا بالوقت الضائع لأبتزاز الآخرين لاحقاً بفرض شروطهما التي تتمسك بنهج المحاصصة المتوحشة السابق.
في مقدمة شروطهما للدخول مع اي كان, هو مطالبتهما بأعتماد الشراكة والتوافقية والتوازن في ادارة الدولة, بالطريقة التي يريدونها, وليس كما في كل شرائع الدول الاتحادية... اي التمتع بكل امتيازات الفدرلة لكن بدون الالتزام بشروط الفيدرالية, في حق الادارة الاتحادية الاشراف الاداري والاقتصادي والعسكري وغيرها على الاقليم.
الايام القريبة القادمة حبلى بالأحداث والتي ستحسم امر الكتلة الاكبر المؤهلة لتشكيل الحكومة القادمة وعلى اي اساس... هل على اساس اقامة دولة مواطنة ديمقراطية بعدالة اجتماعية, وهي مايُعقد عليها الامل, ام بحكومة محاصصة محسنّة لخداع الجماهيرمع مواصلة سرقة المال العام وتخريب البلاد ؟
او ربما بالانكفاء كلياً نحو نهج المحاصصة المتوحشة الذي خبرناه طوال سنين, كما يعمل عليه الحزبان الكرديان الحاكمان في الاقليم بدأب .
وكلا الخيارين الاخيرين مرفوضان شعبياً.
الاكيد بأن الهبّة الشعبية سيشتد أوارها اذا لم تستجب الحكومة الجديدة لمطالبها بالتخلي عن نهج المحاصصة التدميري وتفكيك منظومته واعادة بناء الدولة على اساس المواطنة.



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرارات العبادي - اجراءات عقيمة لسلطة عنينة !
- حكومة الصدر الأبوية و - تحالفات الباطن - * !
- الأنقلاب المقتدائي والحرب الأهلية
- العراقي انتخب... العراق انتحب !
- الصوم عن الكهرباء... فضيلة !
- تغييب كهرمانة لدواعي انتخابية !
- تصفير غفلتنا السابقة لأستغفال قادم !
- الدعاية الانتخابية المسبقة... فساد ما قبل الفوز !
- هل من لمسات مافيوزية في الانتخابات البرلمانية ؟
- في العراق - التكفير والتخوين يمضيان معاً كتفاً بكتف !
- غوبلز معمم !
- النائب عباس البياتي ليس استثناءاً !
- الصحوة الاسلامية من صدام حسين الى علي اكبر ولايتي !
- كُرد وعرب معاً ضد سُرّاقهم !
- الأستنجاد بمومياوات البعث !
- ملامح انتفاضة في الأفق !
- تنزيلات نهاية موسم برلمانية - الكرسي بفلس !
- لقاءات بغداد لبدائل البارازاني والتحالفات المرتقبة
- كربلاء الفداء الغارقة في نفاياتهم !
- فوائد السفر خمسة... مضار زيارات السياسيين للخارج جمة !


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - - المحاصصة المحسنة - بعد - المحاصصة المتوحشة - لن تمرْ!