أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - نبيل عودة - يوميات نصراوي: ما تبقى من الشيوعية في اسرائيل















المزيد.....

يوميات نصراوي: ما تبقى من الشيوعية في اسرائيل


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 5969 - 2018 / 8 / 20 - 19:40
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    



حان الوقت لكشف اوراق التاريخ المأساوي للتنظيم الشيوعي اليهودي في فلسطين واتحاده مع الشيوعيين العرب من عصبة التحرر الوطني الفلسطيني، بإطار حزب شيوعي اسرائيلي صهيوني واحتلالي بغباء نادر او بمخطط مفروض من السوفييت.

*********
التنظيم الشيوعي العربي في فلسطين ايام الانتداب البريطاني، المعروف باسم "عصبة التحرر الوطني"، ارتكب خطأ تاريخيا رهيبا بحله نفسه بإطار "الحزب الشيوعي الإسرائيلي" وليس حزب شيوعي في فلسطين واسرائيل، او أن يبقى تنظيما شيوعيا عربيا مستقلا في إسرائيل. اعرف ان الكومنترن الستاليني السوفييتي، رغم انه الغي عام 1943 الا ان دوره تواصل عبر الدولة السوفييتية، كان سيرفض آنذاك هذا الاستقلال، ولا يعترف بشيوعيته، ولا يدعمه ماديا ولا يستضيف قياداته في رحلات نقاهة تحت ستار اجتماعات وابحاث ولقاءات .. الخ. الحل الأشرف إقامة حزب وطني يساري بفكر ماركسي وليس بفكر ستاليني وخسارة الدعم السوفييتي. اذن المبادئ لم تكن هي المقرر. ولا اعرف اذا جرى بحث جاد حول الوحدة بين التنظيمين واسقاطاته التاريخية والقومية على مصير الدولة الفلسطينية حسب قرارات التقسيم للأمم المتحدة من عام 1947 .. خاصة على الشعب الفلسطيني الذي أصبح أقلية في وطنه، وها هو اليوم يواجه قانون القوميات العنصري، بإسقاط حقوقه بالمساواة كمواطنين في إسرائيل قانونيا، رغم ان المساواة لم تطبق رسميا قبل القانون أيضا.
قال لي قائد شيوعي يهودي سابق قبل أشهر قليلة في لقاء سياسي جمعنا بتل ابيب، انه: لولا ستالين لما قامت دولة إسرائيل. سألته: هل بسبب ذلك كنت شيوعيا؟ أجاب: هذا صحيح أيضا!
إسرائيل احتلت جزءا من الأرض الفلسطينية المخصصة للدولة الفلسطينية حسب قرار التقسيم للأمم المتحدة من عام 1947، أي ليست اسرائيلية حسب القانون الدولي. تجاهل العصبة لهذا الواقع القانوني والسياسي والوطني في بنود الاتفاق على الوحدة في حزب شيوعي واحد في اسرائيل، كان خطأ تاريخيا وسياسيا وقوميا رهيبا، ارتكبته عصبة التحرر الوطني، هل كان ذلك بغباء ام اوامر وضغوطات من موسكو؟
أغرقونا بشعارات كنا نرددها مثل مقاقاة الدجاج بالخممة، وتبين فيما بعد ان الحزب الشيوعي اليهودي الصهيوني نظم كوادره للقتال ضد الشعب الفلسطيني وشاركوا بكل عمليات التشريد والمجازر، التي ارتكبت ضد أبناء الشعب الفلسطيني بما فيها هدم مئات البلدات العربية، وموشيه سنيه المبجل (عضو المكتب السياسي ومحرر الصحيفة الناطقة باسم الحزب الشيوعي "كول هعام" (קול העם) وقائد الانفصال في الحزب الشيوعي) كان قائدا لفرقة عسكرية. بل واصدر الحزب مجلة للجنود الشيوعيين المشاركين بالحرب، باسم "صوت المجند" بالعبرية (קול המגויס) وفي لقاء جمع فؤاد نصار (قائد سابق ومؤسس لعصبة التحرر الوطني ومؤسس الحزب الشيوعي الأردني (فلسطيني أيضا) مع سكرتير عام الحزب الشيوعي الاسرائيلي (الذي صار يشمل أيضا عصبة التحرر الوطني الفلسطينية) عام 1957 في موسكو، بوساطة سوفييتية لحل المشكلة الفلسطينية، رفض ميكونس التخلي عن مناطق الشعب الفلسطيني التي احتلتها اسرائيل في حرب 1948 من اجل حل الدولتين واقرار السلام، بموقف معناه انه حيث وطأت أقدام اليهود لم تعد ارضا فلسطينية ولا يمكن لإسرائيل التخلي عنها، فما الفرق بين الرفيق الشيوعي ميكونس والمستوطنين الحاليين وزعيم حزبهم نتنياهو؟ لماذا صمت الشيوعيون القياديون العرب بالحزب الشيوعي الاسرائيلي عن تلك المواقف؟ لماذا لم ينشر عن لقاء فؤاد نصار وميكونس ومواقف ميكونس الاحتلالية؟ وإذا نشر أين نشر بصحافة الحزب؟ لماذا كنا نهتف مثل القرود الأفريقية باسم ميكونس في مظاهرات اول ايار وهو معاد لحق الشعب الفلسطيني وربما معاد لمجرد بقائنا في وطننا؟ من مسؤول عن هذا التضليل الاجرامي لشعبنا الفلسطيني الباقي في وطنه؟
اجل أعلن أني ارتكبت أكبر حماقة في حياتي، سدت عن عقلي البحث عن الحقائق. اليوم تحررت من التنظيم (وليس من جوهر الفكر الماركسي) وشعور ثقيل جدا يمسكني بأني اضعت الفرص لمستقبل شخصي أفضل، وها انا اكتشف اولا بأول بعض الحقائق المؤلمة والمذهلة والمخبأة بأرشيفات "يبدو انها سرية" وممنوعة عن جماهير شعبنا، وربما تجهلها قياداتهم التي تتنافس على المكاسب، وهو شغلها الشاغل!!
تركت لكم حزبكم الصهيوني بغلافه الكبير، اليوم خليط عربي قومي يساري ماركسي مشوه، لكن تاريخه غير مشرف ما لم يكشف ارشيفاته السرية، واعتقد ان قسمها الكبير بقي بأيدي مجموعة ميكونس وسنيه الذين سيطروا على مقرات الحزب في الوسط اليهودي ورفاقنا العواجيز ماتوا مع الحقائق .. أصلا لا يشرفهم كشفها .. لكني أشك بقدرتهم على استيعاب ما ارتكبوه من بحق شعبهم بالوحدة مع حزب صهيوني تحت غطاء شيوعي.
رغم ثرثرات الحزب الماركسية باللغة العربية، التي اسقطت من مكانتها في مسيرة تصفية أي اشارة لحقوق الشعب الفلسطيني القومية واللغوية والإنسانية، الا انه ابعد ما يكون عن الفكر الماركسي إذا واصل نهج تجاهل الجريمة التضليلية للوحدة بين التنظيمين العربي واليهودي الصهيوني، طبعا احترم كل مناضل بغض النظر عن استيعابه لأحداث التاريخ، التضليل كان عظيما واعتقد ان عدم الخوض بتفاصيله له دوافع انتهازية من قيادات ستخسر مكانتها اذا جرى كشف الحقائق .. لكن اخفاء الحقائق جريمة لا يمكن ان تمر .. وكل الخطابات الثورية التي نسمعها اليوم من الحزب الشيوعي وجبهته الديموقراطية هي دجل لمنتفعين امتلأت جيوبهم على حساب شعبهم.
لذا انا لست منهم وهم ليسوا مني .. لا اثق باي موقف من مواقفهم، ويجب بدء التفكير بإقامة "منظمة مجتمع مدني" تجمع المواطنين على قاعدة غير حزبية وغير انتهازية، بل حسب القدرات الشخصية للأعضاء، بغض النظر عن ميولهم الفكرية ، لمواصلة نضالنا النظيف والشريف من اجل المساواة الكاملة وانهاء الاحتلال وإقامة دولة الشعب الفلسطيني الذي لم يبق له الا المناطق التي احتلت عام 1967..
==============
*-الكومنترن منظمة شيوعية دولية تأسست في موسكو عام 1919 كانت توجه وتقود عمليا كل الأحزاب الشيوعية في العالم، وتفرض عليها نهجا تميز انه ستاليني وغير شيوعي في فترة زعامة ستالين للاتحاد السوفييتي. جرى حل منظمة الكومنترن عام 1943. لكن دورها تواصل عبر الحزب الشيوعي السوفييتي.



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجربة علي سلام غيرت واقع مدينة الناصرة
- ظاهرة علي سلام ستسود البلدات العربية
- جبهة الناصرة في انتظار غودو ..!!
- د. جميل الدويهي في رائعته: -من اجل عينيك الحياة ابيعها-
- فشلتم بلديا، هل تعيدون التفكير لتصحيح نهجكم؟
- أين اختفت أول جامعة عربية في إسرائيل؟
- حكاية نصراوية
- الناصرة مدينة لن نمل من حبها وستبقى منارة لأهلها
- امتحان الرجولة
- خواطر وملاحظات حول واقعنا الثقافي
- هل خسرت الناصرة 30 مليون شيكل لأن مصعب دخان لا يثق بعلي سلام ...
- جسر بيج فيشن لحل مشكلة المواصلات للناصرة ولكل البلدات في الم ...
- فلسفة مبسطة: الماركسية بين الجدلية والمركزية
- هل انهت جبهة الناصرة دورها التاريخي؟
- فلسفة مبسطة: من فلسفة كارل بوبر السياسية
- مرشح رئاسة
- انتصاركم بإسقاط ميزانية بلدية الناصرة هو شر من هزيمة!!
- يوميات نصراوي: الرقابة على الثقافة .. هي تدمير لكل القيم الأ ...
- اسقاط ميزانية بلدية الناصرة يسقط كل أوراق التين عن عورات الم ...
- دعوة لوجبة فاخرة


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - نبيل عودة - يوميات نصراوي: ما تبقى من الشيوعية في اسرائيل