أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي العامري - من يقاضي المحكمة الإتحادية العليا ؟؟














المزيد.....

من يقاضي المحكمة الإتحادية العليا ؟؟


محمد علي العامري

الحوار المتمدن-العدد: 5969 - 2018 / 8 / 20 - 17:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من يقاضي المحكمة الإتحادية العليا ؟
محمـد علي العامـري
من المتعارف عليه أخلاقياً ودستورياً أن يكون القضاء مستقلاً لا سلطان عليه ، وأن يكون بعيداً كل البعد عن الخراب السياسي والفساد الإداري .
إلاّ أننا وجدنا المنظومة القضائية في العراق قد تحوّلت الى خيمة يحتمي بها الفاسدون ، ونسجوا منها غطاءاً آمناً لهم ، وأصبحت المحكمة الإتحادية التي يترأسها القاضي مدحت المحمود أداة والعوبة تتحكم بها الأحزاب والكتل المتنفذة كيفما تشاء ، فنراها تفسر وتصدر " قرارات مسيّسة حسب الطلب ، وحسب المزاج السياسي لهذا الطرف أو ذاك ".
وبسبب تبعيته المحكمة الإتحادية للأحزاب المهيمنة على مقاليد الحكم وعدم إستقلاليتها ، خلقت أجواء سياسية متشنجة ومتوترة إنعكست سلباً على الأوضاع الأمنية والإقتصادية والإجتماعية في عموم العراق.
وهنا أريد أن أتطرق الى قضيتين تدلان على مدى نجاح مدحت المحمود بإبعاد المحكمة الإتحادية والمنظومة القضائية عن الإستقلالية والحيادية والنزاهة .
القضية الأولى : تفسير المحكمة لـ ( الكتلة الأكبر ) عندما فازت ( القائمة العراقية ) بزعامة أياد علاوي عام 2010 بـ 91 مقعد مقابل 89 مقعداً لدولة القانون بزعامة نوري المالكي . فبدلاً من تكليف أياد علاوي بتشكيل الحكومة ليكون رئيساً للوزراء ، بإعتبار كتلته هي الكتلة الفائزة ، ذهب نوري المالكي بطلب الى القاضي مدحت المحمود ليفسر له معنى ( الكتلة الأكبر ) وكان الغرض من ذلك سحب البساط من تحت أياد علاوي قضائياً ، وجاء التفسير حسب الإتفاق كالتالي : الكتلة الأكبر هي ( الكتلة النيابية الأكثر عدداً في البرلمان والتي تُشَكّل في أول جلسة نيابية ) وهذا التفسير الغريب الأعوج فُـصّل وصُـمّم على مقاسات دولة القانون ليفوز المالكي بولاية ثانية ، التي كلفت العراق الكثير من الصراعات السياسية والتدخلات الإقليمية العبثية ، وفساد لا مثيل له ، وفشل سياسي وإداري وخراب مجتمعي وإقتصادي وإنهيار أمني مازال العراقيون يعانون منه ويدفعون ثمنه الباهض .
مع العلم ، كان تفسير لجنة صياغة الدستور كالتالي : الكتلة الأكبر هي ( الكتلة الفائزة في الإنتخابات والحاصلة على أكبر عدد من المقاعد ) وهذا معمول به في كل الدول الديمقراطية بالعالم ، وأيضاً أخذ به في الإنتخابات العراقية عام 2006 .
ولكن سكوت أياد علاوي وعدم إعتراضه على هذه اللعبة التي خسر بها رئاسة الوزراء جاء مقابل بيع وشراء الوزارات والمناصب الكبيرة ، والكل يتذكر فضيحة تسعيرة الوزارات التي كشف عنها كل من باقر صولاغ الزبيدي ومشعان الجبوري وغيرهم في وسائل الإعلام العراقية والدولية .
فلوا إبتعدت المحكمة الإتحادية العليا عن تدخلها لنصرة هذا الطرف على حساب الطرف الآخر ، لما حدثت هذه الفوضى والإرباك في تشكيل الحكومة ، ولو إكتفت الكتل السياسية بتفسير لجة صياغة الدستور ، لسارت العملية السياسية بإنسيابية وشفافية وأخذت شكلها الطبيعي في مستقبل العراق السياسي ، ولولا تفسير مدحت المحمود لـ ( الكتلة الأكبر ) لريأينا اليوم رئيس الجمهورية يقوم بتكليف تحالف سائرون الفائز بالإنتخابات والحاصل على العدد الأكبر من المقاعد لتشكيل الحكومة دون معوقات أو تعقيدات أو تأويلات .
أما القضية الثانية : والتي لا تقل خطورة عن الأولى هي إعتراف المحكمة الإتحادية العليا على النظام المحاصصاتي الطائفي والقومي وحتى العشائري الذي أصبح عرفاً دستورياً غير مكتوب أتفقت عليه الكتل والأحزاب المتنفذة بمباركة القضاء بالرغم من عدم دستوريته وشرعيته .
فالدستور العراقي يخلو من أي مادة تحدد ( أن يكون رئيس الجمهورية من حصة الكورد ، ورئاسة الوزراء من حصة الشيعة ، ورئاسة مجلس النواب من نصيب السنة ).
لكن تعودنا من قضاء مدحت المحمود " أن لا تكون قراراته مستندة الى القانون والدستور ، بل الى حسابات الربح والخسارة ومحاباة الطرف الأقوى في القضية "
فالمنظومة القضائية وخاصة المحكمة الإتحادية العليا تتحمل مسؤولية بقاء مقومات الفساد والخراب في العراق ، ومسؤولية تدوير نفايات الإحزاب الفاسدة .
محمد علي العامري
19 آب 2018



#محمد_علي_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبناء الآلهة
- لماذا تخلّف المسلمون -- الحلقة السادسة
- زيارة مفاجئة لشيطان حزين
- لماذا تخلف المسلمون -- الحلقة الخامسة
- لماذا تخلف المسلمون -- الحلقة الرابعة
- لماذا تخلف المسلمون -- الحلقة الثالثة
- لماذا تخلّف المسلمون -- الحلقة الثانية
- لماذا تخلف المسلمون -- الحلقة الأولى
- إستهتار أبناء المسؤولين ، هل هو سلوك شخصي أم مكتسب من آبائهم ...
- لماذا ينتخب العراقيون من يسرقهم
- هل الحجر الأسود مازال في مسجد الكوفة - الحلقة الثانية
- هل الحجر الأسود مازال في مسجد الكوفة
- كلهم يدّعون الوصل بالله
- نظام الحكم الحالي ، غير شرعي وغير دستوري
- تهمة الإلحاد بالشيوعيين والعلمانيين
- إعادة إنتاج التخلف
- التآمر ، و ( نظرية المؤامرة )
- إلى أين ، أزمة اليسار العرابي ؟
- الإسلام ليس هو الحل
- - الشريعة الإسلامية - سلاح ذو حدين ( الحلقة الرابعة )


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي العامري - من يقاضي المحكمة الإتحادية العليا ؟؟