أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - - أهرف بما لا أعرف-














المزيد.....

- أهرف بما لا أعرف-


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5968 - 2018 / 8 / 19 - 21:15
المحور: الادب والفن
    


لا يغرّنكم ما أكتب فهو ليس أكثر من لعب على الكلمات
لاتتوهموا حول قراءاتي. لا أجيد القراءة، لا أقرأ إلا المنامات
لا تتوقعوا منّي شيئاً. كنت ولا زلت دون التّوقعات
لكنّني أعترف بجهلي أمامكم أنتم العظماء
لم أستمع إلى شاعر يتلو قصائده على أنغام الموسيقى
ليس الأمر عندي. الأمر عنده
الأمر ببساطة أنّني لا أملك ثمن دعوة له ولجوقته
حتى يعتزّ بدعوتي
وببساطة أكثر فإنّ مثلي غير مرغوب به
فلا الثقافة كتبت على جبيني، ولا وُشمت جبهتي بسجادة الصّلاة
. . .
لا تعلموا أبناءكم " الرماية ، والسباحة، وركوب الخيل" هذه ثلاث مستحيلات
فالبحر بعيد. بعيد، والسيف بيد السّياف، والخيل تصهل ألماً
وأنا والرّب والجلاّد نتحاور حول الحبّ
يهمس الرّب في أذني: تعلمي آداب الطّاعة والحديث ، ودعي الرّجل يكمل حديثه قبل أن يضيع. هو ولي أمرك رغماً عنك.
كدّت أنسحب من الجلسة ، وقبل أن أفتح الباب. رأيت الرّماح تتكسر على رأسي فمتّ.
بينما كنت أغوص في أعماق الأرض كانوا يكتبون وصيتي: " عندما صعدت المرحومة إلى السّماء. كانت عينها على الوطن فقتلت بسيوف غريبة" صحوت من موتي لأبرهن عن وجهة نظري، وأنني لست في السماء اليوم، لكنّني في حفرة. لو كنتم تعرفون كم كنت أخاف الدّيدان لما رميتموني هنا! أبشع أنواع الدّيدان تلك الدّودة الحمراء التي كانت تأتي من بيت التبن.
. . .
خرجت بتجارب كبيرة من الحياة الدنيا، وقبل أن أغادر إلى الحفرة جمعت تجاربي، كادت تصل إلى الصّفر لولا بعض الأخطاء.
في السّياسة: كلما أردت أن أعرف أمراً يقول لي المسؤول أبو العرّيف: هم يعرفون أكثر منّا، وهناك أمور من الخطأ أن نسأل عنها.
يومها كان في داخلي فتاة تبحث عن الحلم. تتألّق، ولا ترغب أن تضيع ضمن مجموعة. فتاة تبحث عن الحرّية، والمغامرة ، لكنّ تلك الفتاة أطلّت برأسها مرّة واحدة ثم اختفت إلى الأبد، تحولت الفتاة إلى عجوز تحاول أن تصنع خبزاً مختمراً، وزاداً من الرّيح. كنت أقوم بتصنيع اللحم، بتصنيع الخبز، وبعمل الولائم العامرة من بقايا طعام.
في المجتمع: اختبأت داخل أربعة جدران، وبين الفينة والأخرى أنظر من ثقب الباب، فإن كان الشارع فارغاً هرولت لممارسة طقوس الحياة في غفلة عن البشر
في الحبّ: أوه!
أحاول أن أعرف عنّي فلا أعرفني
وكيف أحبّ، وأنا لا أعرف أعضاء المرأة من أعضاء الرّجل؟
كيف أحبّ، والحبّ عيب؟
فتّشت عنّي لأعرف هويتي الجنسية ، ولم أعثر على شيء مختلف
عندما قتلت صديقتي على يد أخيها الذي استدرجها إلى القبّة المهجورة وطعنها عرفت أنّها فتاة. لم تكن كلمة أنثى دارجة يلصقها في وجهنا من هبّ ودبّ. الأنثى اختراع لم يكن موجوداً. ربما كان اسمها " ولي" فقد كانوا يخجلون من نون النسوة رغم أن من وضع قواعد تلك النون هم من الرّجال.
على النطاق الشخصي: يا للعار!
. . .
أعود كي أقول لكم: آسفة لأنّني لم أقرأ صحيفة الحزب ولا مرّة
آسفة لأنّني أبتعد عن وصف الشعراء والكتاب، والعلّماء ، والمبدعين " منّا" نحن شعب الحضارة. أتدرون لماذا أحياناً أبعدهم عن ذهني كي لا أمدحهم ولا أذمهم؟
لآن شعرنا هراء، علمنا هراء، ابداعنا هراء
إلا إذا كان لك نصيرمن هراء كبير. كبير يسند ظهرك
كلّ من ساندني كانوا هراء
وتسألون لماذا أهرف بما لا أعرف
هو من وحي الذّكريات، فتحت دفتر ذاكرتي فإذ بأحدهم قد وقّع على بياض. ذاكرتي ليس فيها مخزون. أردت أن أبدأ بالتخزين الآن. لكنّني أخاف الدّيدان، والجورة التي هي سكني لا تتسّع لذاكرة، أو ذكريات. . .





#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واقع أم خيال
- Pyrrhusseger
- لا أمل
- -كل شيء مؤامرة-
- أزمة الليرة التّركيّة
- هوية أنثى
- حورية الفرات
- حول النّشأة العائليّة
- عنّي ، وعنك
- الطلاق في إنكلترا
- عن تغيّر المناخ
- الخيار بين الموت والحياة
- حنين إلى المقبرة
- ترنيمة عزاء
- في وداع أخي
- ضوء على منطقة إدلب السّورية
- كراهية النّساء
- ماذا لو كان الرئيس كرّاً-أي ابن جحشة-
- مستقبل غامض للعائلات السّورية في لبنان
- كيف يفكر ليبراليو السويد


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - - أهرف بما لا أعرف-