أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - مؤتمر اللمّة العربية














المزيد.....

مؤتمر اللمّة العربية


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1504 - 2006 / 3 / 29 - 09:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يجد المرء بعض الصعوبة في استرجاع وجوه وأسماء زعماء أوروبيين ساهموا في إنجاز الوحدة السياسية والاقتصادية لأوروبا، وتقديم هذا الوليد العملاق للعالم، لكنه لن يجد أية عناء يذكر في تلمس إنجازاتهم الهائلة على الأرض. لكن، وعلى الصعيد العربي، قد لا يجد نفس الشخص، أية صعوبة في استذكار أسماء ووجوه قادة عرب سابقين، ولاحقين، لكنه سيكون من المستحيل عليه، في آن، أن يستعرض أي إنجاز هام لهم على الصعيد القومي العام. بل على العكس لقد خسر العرب الكثير من رصيدهم السياسي، كما هو الحال بالنسبة لأراضيهم، ولم يفلح النظام الرسمي العربي في معالجة أية قضية قومية، واتسمت المعالجات عموما بالتشنج، والتعصب، والاصطفاف والانفعال. و غالبا ما كان يتم اللجوء إلى الاستعانة بالدول الكبرى، والمنظمات الدولية، والهيئات الأممية، للمساعدة في حل الكثير من القضايا العربية البينية. وبعد أربعين سنة من الرفض والعربدة، والعناد، ذابت لاءات الخرطوم الشهيرة، في خضم التقهقر، والضعف العربي المعهود، وأنظمة الاستبداد، وانهار الرابط القومي فيما بينها، وأصبح سقف تلك الأنظمة التي تصدت للمهام القومية الكبرى، وهمها الوحيد هو المحافظة على البقاء في الكانتونات القطرية.

وتحولت لاءات الرفض الثورية، والعنتريات القومية الجوفاء إلى توسلات سلمية، واستجداءات أممية، ومعاهدات بينية مع الدولة العبرية، وعلاقات تبعية للقوى الإقليمية. ولا يدري المرء ما ستكون الحال عليه بعد أربعين سنة قادمة فيما لو استمر هذا النمط من التعاطي مع الشعوب والأوطان. فلقد فعل الاستبداد، والطغيان، والاستئثار بالسلطات، ومصادرة الثروات، وغياب الديمقراطية، وحكم المؤسسات، والتداول السلمي للسلطات، فعله في الجسد العربي المتآكل، الذي لم يعد يمتلك أية عوامل للقوة، أو مناعة ذاتية للدفاع عن مختلف الأمراض التي بدأت تهاجمه وتنهش به. وأصبحت هذه القمم نشاطات فولكلورية وتقليدية لا أثر لها على الواقع الذي يعج بشتى المنغصات، لا بل إن ما يفرق دول النظام العربي، والتنافس المحموم مختلف الأسباب، بين أنظمته، هو أكثر بكثير مما يوحدها. وازدادت مساحة الهموم والمشكلات التي يواجهها مذ ذلك الحين. فبدل قضية العرب المركزية الكبرى فلسطين، تناسلت بعض من الأزمات الأخرى التي لا تقل أهمية وإستراتيجية قومية عن القضية الأولى. وهناك الآن دول تعيش خوفا حقيقيا من التقسيم والتفتيت والزوال، وتجلس على براكين من الغليان، وتعيش أخرى بوادر حرب أهلية، فيما تتأهب بعضها الأخرى لاستحقاقات إقليمية ودولية كبرى قد تعصف ببنيانها السياسي قاطبة. والواقع العربي قد يحتاج إلى أكثر من هذه القمم البروتوكولية والتجمعات الرسمية التي لم تعد قادرة على الوفاء بالتطورات الراهنة.

ولا يخفى على أي مراقب بسيط أن يرى حجم التراجع الحاصل، والتقهقر الواضح ما بين كل قمة وقمة، ومدى ما تنحدر إليه الأمور سياسيا واقتصاديا واجتماعيا فيما بين قمتين. بحيث يصبح مجرد العودة إلى نفس الظروف الموضوعية التي كانت سائدة في أية قمة سابقة هو بحد ذاته إنجاز كبير. وأن الأمور تتدهور بشكل مريع، بحيث سيصبح الانزلاق إلى أنواع متعددة من الفوضى المقنعة، والتحلل أمورا غير مستبعدة في المستقبل، إذا لم يتم التصدي بحسم، وفعالية، وجدية، لرزمة المشكلات، والأزمات المستعصية التي تواجه الواقع العربي. وقد يصبح أحيانا الجمع بين الدول القومية الشقيقة فيما بينها، ضربا من المستحيل، وحرثا في الماء نتيجة غلبة الأطماع والرؤى الأحادية، وغير القومية لبعض الأنظمة التي فتكت وابتلعت جاراتها الصغيرات. وما هذا الغياب اللافت، وربما المتعمد، لزعماء عرب بارزين، سوى تأكيد على انعدام فاعلية هذه المؤسسة القومية، الذي بات الفناء يكتنف مصيرها. ويظهر عجزا واضحا، وتملصا بآن، في التصدي، لحل أية قضية مطروحة على بساط البحث. ودخلت القمم، نتيجة التسويات وترجيح التوافقات، وغلبة التفاهمات، والتهرب من الواجهات والمسؤوليات، في جمود واضمحلال، ونمطية بلاغية عامة أصبحت تميزها، وتميز خطاباتها الافتتاحية والختامية، مع فارق بسيط هو إضافة مشكلة جديدة، وعنوان نازف جديد، في كل قمة جديدة لجدول الأعمال المثقل بشتى أنواع الجراح والآلام، والحمولات.

ولعل غياب الشارع، وهموم الإنسان البسيط، عن كافة مقررات هذه القمم والتنكر لأبسط تطلعات وآمال المواطنين المساكين، هو ما يجعل من هذه القمم قمما نخبوية لأنظمة حاكمة، وعائلات قدرية، ومصالح فئوية، وهو ما يبعدها بالتالي عن دائرة المتابعة، والاهتمام من الجمهور العريض. وهي ما فتئت تتضامن وتتكاتف فيما بينها، لضمان استمراريتها، ووجودها، وتسلطها، وتسخير خيرات شعوبها، وثروات دولها لخدمة مصالحها، وأهدافها الخاصة، وليس للنهوض ببلدانها. وقد كان التئام بعض القمم منوط في أحيان كثيرة بتعرض بعض من هذه الأنظمة لخطر البقاء لتصبح العملية عندها، فزعة عرب، و"لمّة" أصحاب، أكثر من كونها نظاما مؤسساتيا معني بتجسيد برامج سياسية، وخطط تنموية، وإنجازات اقتصادية، وحامل لمشرع نهضوي عام. فيما لم تحفز كل تلك الكوارث والمآسي التي تعصف بالشعوب وتتفاقم يوميا، بعقد أية "لمة"، ولو صورية، من أجلهم.

وما بين لمّة الخرطوم 1967 ، ولمّة الخرطوم 2006 ، هناك الكثير من الهموم والقصص المؤلمة، والشجون، والأحزان، إلا أن ما يميزها جميعا هو كلاسيكية اللقاءاتة، والنمطية، وخسارة المواقع باضطراد، مع استمرار نفس الأنظمة، والأساليب، والحكّام.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسرار المعارضة السورية
- الجهاد في سبيل الله
- سوريا: عودة الحرس القديم
- وفاء سلطان:لبوة الشرق، وأسطورة التحدي والإقدام
- فيلسوف من هذا الزمان
- عيد الأمومة: عيد الحب والعطاء
- الصحوة الإسلامية
- المعارضة الذكورية
- أدب السجون
- اختطاف أحمد سعدات
- المشرحة
- سمر يزبك:تكريم المرأة على الطريقة السورية
- أحزاب العرب الكوميدية
- إلى ظبية فراتية
- تحررالمرأة بين الواقع والأحلام
- الاعتقال هو الحل
- أنا سوري آه يا... شحاري
- الحراك المذهبي والسنيّة والشيعيّة السياسية
- ما هكذا الإجحاف يا سيريا نيوز
- العراق: العبور الشاق، والمخاض العسير


المزيد.....




- مسجد باريس الكبير يدعو مسلمي فرنسا لـ-إحاطة أسرة التعليم بدع ...
- جيف ياس مانح أمريكي يضع ثروته في خدمة ترامب ونتانياهو
- وثيقة لحزب الليكود حول إنجازات حماس
- رئيس الموساد: هناك فرصة لصفقة تبادل وعلينا إبداء مرونة أكبر ...
- لقطات جوية توثق ازدحام ميناء بالتيمور الأمريكي بالسفن بعد إغ ...
- فلسطينيو لبنان.. مخاوف من قصف المخيمات
- أردوغان: الضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة
- محلات الشوكولاتة في بلجيكا تعرض تشكيلات احتفالية فاخرة لعيد ...
- زاخاروفا تسخر من تعليق كيربي المسيء بشأن الهجوم الإرهابي على ...
- عبد الملك الحوثي يحذر الولايات المتحدة وبريطانيا من التورط ف ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - مؤتمر اللمّة العربية