أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خالد خالص - حول بعض الأعراف المغربية الأمازيغية في مجال العدالة














المزيد.....

حول بعض الأعراف المغربية الأمازيغية في مجال العدالة


خالد خالص

الحوار المتمدن-العدد: 5964 - 2018 / 8 / 15 - 14:41
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


حول بعض الأعراف المغربية الامازيغية
في مجال العدالة

ذ. خالد خالص

إلى غاية ظهور الإسلام بالمغرب سنة 682 كان القضاء منظما ، حسب أعراف الجهات التي كانت تناسب البنية السوسيو- اقتصادية لكل منطقة. ويطلق على هذه الأعراف في بعض الجهات اسم "أزرف" وهي تنشأ تدريجيا من طرف أفراد الجماعة وبرضاهم لحل مشاكلهم.
ويمكن القول بأن أهل القبائل كانت تطمئن "لأزرف" أو "أزرفان" لأنه نابع من الإرادة الجماعية ، وليس من الإرادة المنفردة لأي سلطة مركزية. والأعراف تختلف بين القبائل بل وحتى داخل القبيلة الواحدة أحيانا. وكان معظمها شفوي تتناقله الأجيال بينما الجزء اليسير كان يتم تدوينه بواسطة فقيه القبيلة التي كانت تملى عليه تلك الأعراف.
وكانت هذه الأخيرة تدون في ما يعرف "بالألواح" أو "تعقيدت" ، التي تقنن الجانب الجنائي كالقتل والضرب والجرح والشتم والسرقة والخيانة الزوجية وغيرها، كما كانت الألواح تنظم باقي العلاقات كالزواج والطلاق والرعي والبيع والشراء والرهن والشفعة والخماس... وكانت "تعقيدت" أو الألواح توضع في ضريح رجل صالح تقسم (بضم التاء وبكسر السين) به عادة القبيلة.
وكان القضاء بسيطا للغاية ويعرف باسم "تيموغرا" ، ويطلق على المحكمة في بعض المناطق اسم "تيعقدين" وتتكون من رئيس منتخب يسمى أمغار يتم اختياره بالأغلبية من رجال القبيلة وغالبا ما يكون الشخص الذي تمت الموافقة عليه كبيرا في السن ومعروفا برزانته وحكمته وفطنته الى جانب تميزه بالصدق والأمانة. كما كانت المحكمة تتكون أيضا من أعضاء يسمون "انفلاسن" يتم اختيارهم وفق نفس المعايير ومن أعضاء مكلفين بالتنفيذ.
وكان نظام "تيموغرا" هو النظام القضائي السائد لدى القبائل الأمازيغية للفصل في المنازعات بين أفراد القبيلة إلى جانب نظام التحكيم المعروف وقتها والمسمى "بانحكامن" أو "امساين" وهي جمع "امساي" بتشديد السين .
ولتفادي تقديم شكايات تعسفية كيدية أو التهديد بها ، رغبة في الانتقام أو في الإثراء على حساب المشتكى بهم ، فإن النظام القضائي العرفي الأمازيغي المغربي أحدث كفالة تعرف ب "لوتيقيت" تتمثل في خنجر أو بندقية المشتكي أو أي شيء له قيمة كوسيلة لإضفاء الجدية على الشكايات والاتهامات. ويسلم الشيء موضوع الكفالة للمشتكى به كتعويض له إذا ما خسر المشتكي دعواه.
وكانت المحاكمة علنية شفوية تنعقد غالبا في موطن المشتكى به برئاسة الرئيس أمغار. وكان أمغار هو الذي يقوم بإدخال المتهمين وإخراجهم من قاعة المحكمة. وتفتتح الجلسة من قبل الرئيس وتجري المناقشات بالأمازيغية حيث يحضر أقاربه الذين يؤازرونه، ويقوم المشتكي بعرض الوقائع ويدلي بالحجج ليتم الاستماع إلى المشتكى به الذي يقر أو ينكر الاتهام.
ولا يجوز للمحكمة أن تتحول إلى سلطة التحقيق لاستنطاقه إذ لا شيء يلزمه الكلام أو المناقشة بل من حقه التزام الصمت.
أما فيما يتعلق بالأحكام العرفية الأمازيغية فإنها كانت تصدر بنسبة الثلثين وبدون مناقشة بين الحكام.
وكانت العقوبات عبارة عن غرامات مالية أو عينية مختلفة أضعفها ذبح خروف وإطعام 12 فردا من ضعفاء القبيلة، يعينهم القضاة، وأقصاها عزل المتهم من القبيلة أو بعبارة أوضح نفيه وإجبار أهل القرية على مقاطعته وعدم تمكينه من أبسط حقوقه الإنسانية حيث يلجأ عادة الى قبيلة أخرى "ليزاوك" في أهلها لكي يستضيفوه ومن تم جاءت عبارة "أنا مزاوك" المتداولة باللغة العامية المغربية أي انني أطلب الصفح ولن أكرر الفعل. كما كانت الدية مقبولة كطريقة لتعويض عائلة الاخر. ومن تم فإن أعراف هذه القبائل لم تكن تعرف عقوبات تمس بحياة الانسان كعقوبة الإعدام ولا حريته كالحبس والسجن ولا جسده كالجلد الرجم وغيره.
وكان القضاء المدني الأمازيغي يختلف بعض الشيء عن القضاء "الزجري" ، اعتبارا أن الأطراف هم من يختارون الحاكم في حالة وقوع نزاع حول تأويل أو تنفيذ الالتزام المحرر من قبل السلطة المختصة. كما أن بإمكانهم اختيار حاكم ثان بعدما يبث الأول ثم حاكم ثالث بعدما يبث الحاكم الثاني.

ذ. خالد خالص
حول بعض الأعراف المغربية الأمازيغية في مجال العدالة
سلسلة أبحاث في الثقافة العامة المغربية



#خالد_خالص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول ثقافة الشكر
- الضحك والعبوس
- استفحال ظاهرة هجرة الكفاءات
- حول تقاعد المنتخبين
- شهادة الأهلية للزواج
- نسمة كلمات
- عبد السلام البقيوي كما عرفته
- المرأة العدل
- تطوع ام تطفل ام استمالة
- هلوسة دستورية
- منتدى المحامية المغربية
- الزعامة
- علاقة المحامي بزملائه
- قراءة أولية في مشروع القانون المتعلق بمهنة التوثيق بالمغرب
- الرشوة
- المحامي الآلي
- تاريخ النظام القضائي المغربي قبل الحماية
- الحجاج في الجاهلية
- المحاماة والمغاربة اليهود إبان الحماية
- مدى مشروعية الاقتطاع من ودائع الموكلين ومن أتعاب المحامين


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خالد خالص - حول بعض الأعراف المغربية الأمازيغية في مجال العدالة