أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - عامل الخوري - الورقة العاشرة ،،، من ذكرياتي ،عندما أصبحت مصريا !!!














المزيد.....

الورقة العاشرة ،،، من ذكرياتي ،عندما أصبحت مصريا !!!


عامل الخوري

الحوار المتمدن-العدد: 5963 - 2018 / 8 / 14 - 23:06
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


الورقة العاشرة ،،، من ذكرياتي ،عندما أصبحت مصريا !!!
عام ١٩٨١ وبالتحديد في شهر شباط ، وبعد الضربة القاسية للعديد من الخطوط الحزبية في بغداد واعتقال عايدة ياسين وصفاء الحافظ ، خرجت من بغداد بمساعدة الرفيق العزيز كريم الزكي ،ولوحدي ، قبل ان تلتحق بي ام علي بعد حوالي تسعة أشهر لنؤسس البيت الحزبي ، أقول غادرت بغداد الى الموصل ، وهناك استقبلني الرفيق الشهيد مثنى محمد عبد اللطيف ، الذي اصبح لاحقاً سكرتير محلية الموصل للحزب لحين أستشهاده المفجع.
أخذني الرفيق الشهيد في اليوم التالي الى احد معارفه ، حيث هم ثلاثة اخوة يمتلكون معملا لإنتاج الاكياس البلاستيكية ، وقدمني لهم كصديق مصلاوي اسكن في بغداد ، ولكن بعد زواجي ، ثارت المشاكل مع اهلي واضطررت لترك البيت والانتقال الى الموصل !!! هنا ابحث عن عمل يمكنّني من استأجار منزل وجلب زوجتي وطفلي ،وكانت الفكرة أصلا ان اعمل في هذا المعمل كونه يشتغل ٢٤ ساعة دون توقف والعمل على شكل شفتات ، لذلك يوجد غرف لنوم العمال وهذا بالضبط بيت القصيد ، ان اعمل ولي سقف انام فيه ، وعلموا ايضا انني معفو من الخدمة العسكرية دون الاطلاع على هويتي ( ولم أكن قد زوّرتها آنذاك ) ولكن باسم آخر .
كان يشتغل في المعمل ١٨ عاملا مصريا ، فأصبحت العراقي الوحيد ، حيث كان معظم الشباب العراقيون قد سيقوا الى الخدمة العسكرية بسبب حرب صدام المجنونة ضد ايران .
منذ اللحظة الاولى ، كان هدفي تعزيز العلاقات مع العمال المصريين على اعلى مستوى ، بل مع الأيام كانت الوجهة كسبهم للفكر قبل التنظيم .ونجحت نجاحا كبيرا بذلك ، وخاصة مع قلة منهم ، حيث كانت هذه القلّة من طلبة الجامعات ويحملون افكارا رائعة وساخطون على النظام الذي جعلهم يشتغلون كالعبيد في العراق وبقية بلدان الخليج . كنّا نخرج بأوقات الفراغ سوية ونجلس في المقاهي او بارات منطقة الغابات ، ثم نعود للمعمل للعمل والإقامة ، حيث الطبخ المشترك وتعودت على الاكل المصري ولا يسمحون لي بالطبخ لأنني ( باش مهندس !!) لماذا ، لا اعرف وانا عامل مثلهم تماما .
ازداد ضغط السلطة في البحث عن الهاربين من الخدمة ، وبدأت ( كبسات ) أمنية و عسكرية على مواقع العمل ، وكانت في تلك اللحظات احتاج من يساعدني على مراقبة المداخل التي هي ثلاثة في المعمل كي أستطيع التملص من مدخل آخر ، وقررت ارتكاب المجازفة ، فأنا معتقل بكل الأحوال ومصيري معروف لدي . فاتحت الأقرب لي من العمال بشكل بسيط عن وضعي ، من انني لا اريد ان أشارك في حرب غير عادلة ، احتضنني بقوة ووعدني بأن يفعل كل شئ للحفاظ علي وكان هذا فعلا ما حصل ولمرات عديدة داهمت القوات الأمنية المعمل .
بقيت مشكلتي الكبرى آنذاك بالهوية الشخصية ، حيث لم تكن لدي في حينها هوية استطيع الافلات اذا سؤلت عنها . وهنا فاتحت نفس الشخص ، كيف تحصلون على هوية إقامة في العراق ،فشرحلي ، بأن بعد دخول المصري اول مرة للعراق او بعد كل اجازة يعود بها للعراق ، يراجع مكتب شؤون المواطنين العرب المسؤول عَن إقامتهم ، وعادة ما يكون مسطر طويل يؤدي الى شباك يستلم المواطن المصري استمارات لملاءها بالمعلومات الشخصية ومكان العمل ...الخ ، ثم هوية الاقامة فارغة يقوم بملأها بنفسه ولصق صورته ثم يسلمها الى الشباك ثانية فيقوم المكتب بختم الصورة وكبسها بغلاف نايلون ويسلمها للشخص المعني ، و ابدا هذا الصديق المصري استعداه ليقف مرتين في الصف ، مرة له ومرة لي وبأسمه ايضا ولكن بصورتي الشخصية ، وهي مجازفة حقا ارتضاها دون تردد ، سافر الى مصر وعاد بعد عشرة ايام وبعد يومين كنت احمل هوية مكتب شؤون المواطنين العرب بأعتباري مصري الجنسية . وفعلا حملت هويتي الجديدة وخرجت مع ثلاثة آخرين الى الشارع وانا البس جلابية صعيدية أهداني إياها احد زملائي في المعمل .
دَنْتَ صعيدي بگد ، يباش مهندس ، يا ارض احفزي ما عليكي ، هكذا قال لي صديقي المصري الذي سأبقى احتفظ له بأجمل ذكرى ، كيف لا وهو يجازف بحياته من اجلي وهو الذي لا يعرف عني الاّ القليل .


عامل الخوري



#عامل_الخوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الورقة التاسعة .... ربما الانتقال الاخطر
- الورقة الثامنة .... مما تبقى من الذاكرة
- لسباحة ضد التيار ، هل ستتعض القيادة ……
- الورقة السابعة ....
- الورقة السادسة .... ذكرى تبقى محفورة في الذاكرة !!!!!
- المدعو faik jaber , و الحوار المتمدن
- من أوراق العمل السري ... الورقة الخامسة ..... مراسلة و مراسل ...
- قاطعت الانتخابات … لست ضمن قاطعوا الانتخابات !!!
- من أوراق العمل السري في الداخل…… الورقة الرابعة
- من أوراق العمل السري في الداخل …الورقة الثالثة ......
- من أوراق العمل السري في الداخل ………… الثانية
- أوراق من ايام العمل السري في الداخل
- من بقايا الذكريات …………الجزء الثالث
- الجزء الثاني من ذكريات
- الجزء الاول من ذكريات


المزيد.....




- إصلاحُ الوزير ميراوي البيداغوجيّ تعميقٌ لأزمة الجامعة المغرب ...
- الإصلاح البيداغوجي الجامعي: نظرة تعريفية وتشخيصية للهندسة ال ...
- موسكو تطالب برلين بالاعتراف رسميا بحصار لينينغراد باعتباره ف ...
- تكية -خاصكي سلطان-.. ملاذ الفقراء والوافدين للاقصى منذ قرون ...
- المشهد الثقافي الفلسطيني في أراضي الـ 48.. (1948ـــ 1966)
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ عملية بمجمع الشفاء الطبي في غزة ...
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى تخليد ...
- النهج الديمقراطي العمالي بوجدة يعبر عن رفضه المطلق للأحكام ا ...


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - عامل الخوري - الورقة العاشرة ،،، من ذكرياتي ،عندما أصبحت مصريا !!!