أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نجاح سميسم - خلفاء جعيو














المزيد.....

خلفاء جعيو


نجاح سميسم

الحوار المتمدن-العدد: 5963 - 2018 / 8 / 14 - 21:01
المحور: كتابات ساخرة
    


هذه الحكاية سردها لي الشيخ المشخابي (الحسجة )، عندما ألتقيته صباح هذا اليوم في أحد شوارع النجف وقد أخذت منه أشعة الشمس الحارقة في صيفنا اللاهب مأخذاً، والعرق يتصبب من كلِ مسامة في جسده، وجبينه ، وهو يمسح وجهه الذي خطٌتْ عليه السنون تجاعيدها، بقطعة قماش بالية تحالفت معه وتحالفَ معها منذ زمن بعيد قُلتُ له (ذِبها) ! ٠٠٠ ( شلون أذب رفيجتي، هاي صار لي وياها عمر مو سنة وسنتين ، هاي مثل الجكاره مأعوفها للموت ) وأردف قائلاً ( شلون واحد يعوف صاحبه هذا ماعنده أصل، قابل آني مثل جعيو الأثول اللي عاف أهله وناسه وتنكّر إ لهم مو بس هاي ، باكهم وشردهم وذبحهم وجوعهم وذلهم وسوه الهوايل بيهم الهوايل ٠٠٠٠٠ شنو قصة هذا الجعيو؟ سألته؟ كال يمعود الشمس سلكتني إمشي خلي نروح نكعد بكهوة( مقهى) وأسولفلك قصة جعيو الأثول اللي حكم جزيرة الواق واق وفوكها يشتم أرسطو، بس قبلها تبختني تجاوبني من أسألك على حكومتنا الحالية وأحنا وين رايحين ، هاي التظاهرات مشتعله والناس دايخه وتزوير الأنتخابات ريحتها فاحت لكن مفوضية القضاة أظهرت النتائج مطابقة بس واحد من بغداد راح يصعدوه! واللي تتوافق عليه الكتل هم راح تصعده، شنو هالمهزلة وهم تجي حكومة مهزلة تنتجها أنتخابات مزورة ومهزلة، يعمي أحنه وين رايحين ، وِلْكُمْ ماكو شريف يخلصنه تره وصلت حدها ، الشعب يكلكم مانريدكم وطلعوا عليكم تظاهرات بس أنتو مجلبين بالديمقراطية المشوهه تصيحون الشعب أنتخبنه والشعب رفضكم ، اللي أنتخبكم التزوير وجماعتكم القلة اللي ميشكلون ١٥ بالميه من عدد المصوتين ولكن الكم يوم تضيعون مشرادكم واليوم مو بعيد ٠٠٠ لاصناعة،لازراعة، لاصحة، لاتعليم، لاكهرباء لاماي صالح ، لاخدمات لالالالا ٠٠٠٠٠٠ يعني ماكو دولة مجموعة لصوص وقتله وقطاع طرق) ٠
قُلتُ له هذا في جزيرة الواق واق، نحن في العراق لدينا دولة قويمة وحكومة رشيدة ، حققت لنا كلَ شيئ، الخير وفير والزاد كثير، ولا يوجد عندنا فقير، مستشفايتنا تعالج حتى مرضى المريخ ففيها الدواء الشافي لكل مريضٍ غافي، التعليم في أحسن حالته بفضل الوزير الهمام
والزراعة والصناعة والكهرباء والنقل بوزيرها الضرغام الذي جعل الخطوط الجوية العراقية بأحسن حالتها ولدينا فوق الكل رئيس الوزراء الذي قضى على كل الفاسدين وليس البعض في اليقظة وليس في الحلم بفضل خطبه الرنانة التي قضت على الفساد والى الأبد٠
لدينا رؤساء كتل من السادة المعممين ذو العمائم السوداء والبيضاء يهتمون بأمر الشعب، فهم رغم التظاهرات التي عبَّرتْ عن رفضها وسخطها على كل العملية السياسية ، تراهم يتسابقون لتشكيل الكتلة الأكبر، وكأن الخمس عشرة سنة الماضية لم تكن كافية للتدليل على عجزهم وخطلهم لكي يعتبروا ويتركوا الأغلبية الشعبية التي رفضتهم في الأنتخابات كي تقرر مصيرها، ولكن أصرارهم سيجرهم إلى نفس المصير الذي قاد العتاة الذين لم يرعوا٠
بعد جلوسنا في المقهى قصَ الشيخ المشخابي( الحسجة؟) قصة جعيو حاكم جزيرة الواق واق، سأنقلها بتصرف٠
( كان جعيو تلميذاً بمدرسة أبتدائية في جزيرة الواق واق، وكانت المعلمة ، تلقبه جعيو الأثول ، وهذا جعل تلاميذ المدرسة يتندرون عليه وين راح جعيو الأثول وين أجه جعيو الأثول، مما حدا به أن يخبر والده ، جاء الوالد إلى المديرة مشتكياً، أرسلت المديرة على المعلمة إلى غرفة الأدارة، وسألتها عن سبب نعتها جعيو بالأثول، قالت المعلمة سأريك السبب، أستدعت جعيو إلى الأدارة وقالت له، ماما جعيو ، روح شوفني اني بشعبتكم ، قال نعم ست ، فذهب راكضا ورجع فاحطا، وقال لها ست انتي ماموجودة بشعبتنا، قالت له المعلمة زين ماما شوفني بشعبة ب ذهب راكضا ثم رجع وقال لها لا ست ماموجودة بشعبة ب، قالت له زين روح شوفني بالحانوت، ذهب ورجع وقال لها لا ست ماموجودة بالحانوت، عندها ألتفت المعلمة للمديرة ونظرت لها بأبتسامة ذات معنى، فقالت المديرة لوالد جعيو، المعلمة معذورة، عندها قال والد جعيو للمديرة أعتقد الست المعلمة ماخذه اجازة اليوم هل مالكاها جعيو٠٠٠٠ وتمر الأيام ويدور الزمن دورته ويصبح جعيو معارضاً لنظام الحكم في جزيرة الواق واق التي يحكمها حاكماً متجبراً، ولهذه المعارضة حكاية طويلة سأنقلها في حلقة أخرى، ولكن المهم أن جعيو أصبح حاكماً للجزيرة بمساعدة قوات دولة قوية كان جعيو الأثول ملتجأ إليها٠
أِستعان جعيو على حكم الجزيرة بجوقة زملائه الثولان السابقين ، فدمروا الجزيرة ، وأستباحوا كل شيئ، وأفلست الجزيرة الغنية ذات الموارد المتنوعة ، حتى أصبحت على حافة الأنهيار بفضل حاكمها جعيو الأثول وزبانيته الثولان ٠
ومن سخريات القدر أن جعيو الأثول، يرسل على أحد المعلمين الأفاضل ليعلمه أصول الحكم ، ومن سوء الحظ أن يبتدئ معه ببعض أراء الفيلسوف الكبير أرسطو الذي صنف النظم السياسية على أساس طبيعة النخبة الحاكمة، إلى ثلاثة أصناف، الأوتوقراطية ، أي حكم الفرد الواحد، والأوليغاركية، حكم القلة الثرية ، والديمقراطية، أي حكم الكثرة الفقراء برأي أرسطو٠٠٠٠٠
ولكن أرسطو وجد أن هذه النظم لاتلبي حاجة كل المجتمع ، لذلك ذهب إلى الحل الأمثل من وجهة نظره وهو حكم الطبقة الوسطى الذي طبقته أوربا بعد أكثر من ألفي سنة من عهد أرسطو ٠
المعلم الفاضل درس جعيو بهذا ، فما كان من جعيو الأثول إلا أن ينتفض قائلاً٠٠٠ مَنْ هذا أرسطو الأثول كي تعلمني آرائه في الحكم٠٠٠ إنها أراء خاوية ٠٠٠٠ أنا سأتختم بالمحابس وأكوي الجبهة وأتستر بستار التدين وشوف ياهو أحسن آني لو أرسطو٠
ولكن جعيو الأثول ذهب إلى مزبلة التاريخ، وبقى الشعب شامخاً، وأرسطو خالداً٠
وان غدا لناظره قريب
نجاح سميسم / الجمعة/10/8/2018
النجف



#نجاح_سميسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومة العراقية ترقد في صالة الانعاش الايرانية والاوكسجين ا ...
- العراق الى اين؟
- الانتخابات العراقية ونتائجها الى اين ؟
- الانتخابات العراقية وتداعياتها
- ازمة نتائج الانتخابات الجدل المثار حولها
- كشكوليات


المزيد.....




- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نجاح سميسم - خلفاء جعيو