أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - علاقة الضباط بالمجتمع المدنى














المزيد.....

علاقة الضباط بالمجتمع المدنى


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5963 - 2018 / 8 / 14 - 14:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


علاقة الضباط بالمجتمع المدنى
طلعت رضوان
أعتقد أنّ من بين كوارث أبيب/ يوليو1952تقلد الضباط للوظائف المدنية، فانتشرتْ ظاهرة أنْ يكون المحافظون ورساء المدن والأحياء ورؤساء الشركات إلخ من اللواءات..وهى الظاهرة التى بدأها عبدالناصروتمسك بها خليفته (السادات) والخليفة الثانى (مبارك) ومازلتْ مستمرة فى عهد الرئيس السيسى.
وعن سلسلة كتاب الهلال (العدد 616) صدركتاب (أول الحكاية- حكايتى مع الدبلوماسية) للأستاذ جميل مطر..فى هذا الكتاب كشف مؤلفه عن جانب مهم من أسرارالدبلوماسية المصرية بعد يولو52 (فترة الخمسينات والستينات) حيث عمل أ.جميل مطربوزارة الخارجية المصرية بالسلك الدبلوماسى، متنقلا بين سفارات مصرفى الأرجنتين وشيلى والهند والصين وإيطاليا.
تعود أهمية هذا الكتاب فى إزاحة الستارعن حقيقة يرفض كثيرون الاعتراف بها وهى أنّ ضباط يوليوحوّلوا المجتمع المصرى إلى معسكركبير، أومايمكن تسميته (عسكرة المجتمع) إذْ لم يكتف الضباط بالسيطرة على المؤسسات الاقتصادية والمالية والتعليمية والإعلامية من خلال تعيين الضباط كرؤساء مجالس لهذه المؤسسات..وإنما إمتد المخطط ليشمل وزارة الخارجية، فيتم نقل عدد كبيرمن الضباط إلى تلك الوزارة المسئولة عن وضع الاستراتيجية العامة لسياسة مصرمع العالم الخارجى..وذلك بغض النظرعن خبرة الضباط أوكفاءتهم للعمل الدبلوماسى، ناهيك عن نزاهتهم..فى ضوء الأمثلة التى ذكرها المؤلف.
كما تعود أهمية هذا الكتاب إلى أنّ مؤلفه (ناصرى وعروبى) فذكرأنه عندما تم نقله من سفارة مصرفى سنتياجو(عاصمة شيلى) إلى سفارة مصرفى بيونس أيرس (عاصمة الأرجنتين) قبل أنْ يُـكمل مدته فى الأولى، فالسبب أنّ بعض الضباط فى مكتب المشيرعبدالحكيم عامركانوا غيرمرحبين فى استمراره بسفارة مصرفى سنتياجو..ويصل الأمرلدرجة أنّ ضباط المشيركانوا يمتلكون ويحتكرون إدارة القراروالسياسة فى مصر..وأنّ كبارالعاملين فى مكتب وزيرالخارجية (وكان محمود رياض قد تسلم منصب الوزيرقبل أسابيع قليلة) من العسكريين وأنّ عددًا منهم أقارب لضباط فى مكتب المشير(من ص16- 21)
ونقل أ.جميل مطرماذكره السفيرأحمد حسين الفقى فى مذكراته، أنّ عبدالناصربرّرأمامه عدم قدرته للتعليق على تقريركتبه أحد السفراء المصريين عن أحوال مصر((لأنى وأنا رئيس الجمهورية كنتُ مغلوبًا على أمرى من المشيروعصابته)) (ص19) فى هذا المناخ كان من الطبيعى أنْ يكون الرعب هوالمسيطرعلى العاملين بوزارة الخارجية من المدنيين لمجرد سماع اسم شخص معين (الصفحات 48، 64، 68، 248) والسؤال المسكوت عنه فى الثقافة (المصرية) السائدة، إذا كان عبدالناصريعترف بأنه كان ((مغلوبًا على أمره من المشير وعصابته)) فلماذا سكتَ على هذا الوضع؟ ولماذا فعل العكس مع كل شرفاء مصر، من ليبراليين وماركسيين، حيث امتلأتْ معتقلاته بهم لعدة سنوات..واغتيال البعض داخل المعتقلات، ناهيك عن تحويل مصركلها إلى معتقل كبير، لدرجة اعتقال ومطاردة والبحث عن مؤلفى النكت ضده وضد نظامه؟
وذكرالفريق أول محمد فوزى (وزيرالحربية) بعد هزيمة يونيو1967 أنه تم الربط بين وزارة الحربية..وكل من إدارة المخابرات العامة ومباحث أمن الدولة ووزارة الحكم المحلى ((بهدف إتمام السيطرة العسكرية على المحافظات..وتم الربط بين قيادات وزارة الحربية..وبين قطاعات كثيرة من الدولة ((بحجة الاستفادة من خبرات العسكريين بتعيينهم رؤساء مجالس إدارات وأعضاء فى أغلب مؤسسات وشركات القطاع العام..وربط ذلك كله بوزارة الخارجية..حيث تم تعيين بعض السفراء فى الخارج من الضباط..كما تمت السيطرة على المدارس الثانوية والكليات الجامعية، من العسكريين ((بحجة التدريب))
كان تعيين الفريق أول محمد فوزى فى مارس1964ليكون رئيس هيئة أركان حرب القوات المسلحة (على غيررغبة المشيروجماعته) ولكن سلطاته سُـحبتْ منه..فقال فى مذكراته ((وأصبحتُ أنا ووظيفتى بدون مسئولية قيادية أوسلطة، بل ومُـحاصرمن وجهة النظرالأمنية)) (نقلا عن طارق البشرى: الديمقراطية ونظام يوليو1952- كتاب الهلال- ديسمبر1991- ص353، 354)
ونقل البشرى ما كتبه محمود رياض (وزيرالخارجية) فى مذكراته: أنه فى ذروة أحداث مايو1967 (وسحب قوات الأمم المتحدة كما طلب عبدالناصر) والتلويح بالحرب ضد إسرائيل، فإذا بالمشيرعامريتقدم بمذكرة لعبدالناصريطلب فيها أنْ ينقل إلى وزارة الخارجية عشرة من قيادات الضباط الذين فوجىء محمود رياض بأسمائهم، لسابق معرفته بأنهم من القادة الأكفاء..وكان فى مقدمة هؤلاء اللواء أحمد إسماعيل الذى قاد فيما بعد حرب1973..وقد وافق عبدالناصرعلى طلب المشير(دون اعتراض من وزيرالخارجية)
ونقل البشرى عن أمين هويدى (الذى تولى المخابرات العامة ووزارة الحربية فى عهد عبدالناصر) فذكرمن الثابت أنه لم يـُـخصص من البنزين لأعراض التدريب أكثرمن5%من حجم الوقود المُـخصّـص للقوات المسلحة..كما أنّ القوات الجوية عجزتْ عن تدريب الطيارين..فلم يجاوزعددهم150طيارًا، بينما كانت الطائرات القاذفة يبلغ عددها154طيارة (بعجزأربع طيارين وبدون احتياطى) بينما الوضع فى إسرائيل: ألف طيارللعمل على376طيارة (أى أنّ عدد الاحتياطى بلغ624) وانتهى هويدى فى مذكراته إلى أنّ قادة الجيش فرّطوا فى الأمانة التى وضعتها مصربين أيديهم (المصدرالسابق- من ص351- 355)
وبالرغم من كل تلك الكوارث كانت مكافأة معظم الضباط المحالين للمعاش، بتعيينهم محافظين ورؤساء مدن وأحياء إلخ، أى أنهم يجمعون بين المعاش وبين دخلهم من الوظيفة المدنية..والتى تشمل الراتب والمكافآت وعضوية اللجان..إلخ..وبالرغم من (كل) هذا الدخل فإنّ البعض لايتورّع عن اللجوء إلى الرشوة..كما فعل اللواء (رئيس حى الهرم) الذى أمرتْ النيابة العامة بحبسه أربعة أيام على ذمة التحقيق..وثلاثة من المسئولين بشركات المقاولات بتهمة الرشوة البالغة2مليون جنيه (صحيفة الأهرام10/8/2018)
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب اليمنى المنكوب ومفارقة القومية العربية
- العلاقة العضوية بين الرأسمالية والأصولية الدينية
- رحلات الحمساويين المكوكية
- سكينة فؤاد : نموذج رائع لعشق الوطن
- مليارات الجنيهات لصالح الفاسدين
- أكذوبة إجماع الأمة والهوس بها وترويجها
- الحضارة المصرية فى رسالة من توفيق الحكيم إلى طه حسين
- الإخوان المسلمون وعقوبة الإعدام
- لماذا لم يكن لليسارالمصرى جماهيرية شعبية؟
- تجديد الخطاب الدينى والتعليم الجامعى
- هل صدفة الميلاد مبررلسجن الإنسان فى عقيدة والديه؟
- نداء لكل منظمات حقوق الإنسان العالمية
- توحد لغة أنظمة الاستبداد
- إهدار المال العام وخطورة مناهج التعليم
- هل يهتم نظام الحكم بترسيخ الفضيلة أم الرذيلة
- الأدب الأوروبى والدفاع عن الشعوب الإفريقية
- آثارمصر بين الاعتزاز بالتراث والدونية القومية
- دور الصهيونية والتخويف بالعداء للسامية
- انعكاس الثقافة القومية على الموقف من المرأة
- عودة القتيل للحياة ورومانسية الوهم المريض


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - علاقة الضباط بالمجتمع المدنى