أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جنكيمان عمر - كلماتي فقط هي العزاء الوحيد لي ولك ياابنة جبران تويني















المزيد.....

كلماتي فقط هي العزاء الوحيد لي ولك ياابنة جبران تويني


جنكيمان عمر

الحوار المتمدن-العدد: 1504 - 2006 / 3 / 29 - 05:33
المحور: حقوق الانسان
    


ما اقصر الوقت حين يمضي وما أقرب المسافات حين تأتي أطول اللحظات حين يأخذك الحلم ويجري، سمعت عنك الكثيرقبل ان القاك، اذكر دوما تلك الابتسامة في
اول لقاء، عندها عرفت بانك البحر الكبير وحلم عرف تفسيره القليل، عرفتك عاشقا يعبد الحرية والحياة وحلم يرسم كردستان في قلبه احترمت فيك كل القناعات دون ان اقرأ لك كتابا او خطابا.
سردت القصة والتاريخ وكل الامنيات، وتركت المعاني لمن يفهم، يا أيها العظيم بما كنت تحلم حين سميت ملحمتك الأولى جنكى... وماذا كنت تود قوله حين سميت روايات الوسط رودي ـ برزاني ـ زارمان.. سلسلة الأحداث والتواريخ وحلمك الكبير كردستان.
يأيها الكردي الهادئ، يا أيها الضمير الواضح، قسما بكل التوايخ التي تركتها خلفك، قسما بكل مشاعر الرجولة انت الباقي في قلوبنا، ومدينة أوريش الحزينة ستبقى للتاريخ ولكل ضمير كردستاني.
مدينة أوريس الحزينة من سيهديك الوردة من بعد العم درويش من يحدثك القصص والحكايات عن كردستان من سيهديك العشق والابتسامة من يهديك تحيةالحب والامان بعد رحيل الطيب الهادئ درويش ملا سليمان)
هكذا انهى شاب كردي كلماته تلك التي كتبها لروح والدي في عزائه لنا.
أما انا يا صديقة الألم يا إبنة جبران تويني، كلماتي فقط هي عزائي الوحيد لي ولك، ربما تستغربين وتتسائلين من أنا، لماذا اعزيك في يوم كهذا، انا ابنة ذلك الهارب من سجن الوطن بحثا عن الحرية المعتقلة ابنة تلك الشخصية الوطنية الكردية المعروفة دوريش ملا سليمان، حيث شاب الماني عنصري جلاد لا يمت بأية صلة للإنسانية، قام بالاعتداء عليه بأداته الحادة المعروفة (في 1/3/2002) في مدينة اوريش حيث اصيب في رأسه وبقي فاقد الوعي إلى 16/3/2002.
وهو شخصية سياسية معروفة في كافة انحاء كردستان، وفي كردستان سوريا خصوصا، وكان له تاريخ نضالي طويل في سبيل رفع الظلم عن شعبه الكردي، حيث كان له دور بارز في تأسيس جمعية شباب الأكراد عام 1952 وانخرط في النضال السياسي السري المنظم، عند تأسيس اول حزب كردي في سوريا عام 1957، وتنقل بين اكثر من سجن كما تعرض نتيجة ذلك للاعتقال والتعذيب والملاحقة والتشرد على ايدي اجهزة الانظمة المعادية لطموحات الإنسان في التحرر والانعتاق، ونتيجة الضغط الشديد من قبل تلك الاجهزة (السورية) اضطر الى اللجوء في المانيا بلد الامان والحرية وحقوق الإنسان، حيث وجدها ساحة رحبة لمواصلة نضاله السياسي والإنساني، وللأسف رحل في 16 آذار 2002، مادا يده إلى شهداء حلبجة الحزينة وانتقل نعشه الى حيث يحضنه تراب الوطن، ورحيله سبب الحزن لكافة ابناء الشعب الكردي بشكل خاص و لدى كل محب للإنسان والتحرر من الطغاة.
هل ادركت الآن ايتها الصحفية لماذا عزائي لك في مثل هذا اليوم؟ مع أنني غير محترفة الكتابة ولا أكتب إلا عندما اشعر بأن الحزن والألم يأكلني، فمنذ رحيل جبرا ن تويني وحتى تاريخ هذا اليوم وانا اتحدى موج الذكريات المؤلمة التي اجتاحتني كالبركان،نعم قرأت عنه هزني الخبر ككل الاخبار المؤلمة من شرقنا الحزين، ولكن الزلزال الأقوى الذي أصاب حواسي، وأكثر ما أوجعني في فقدان هذا الاعلامي هي أبنته نايلة، حين لمحتها تتهاوى باكية على نعش والدها تنهدت قليلا وتذكرتني، تذكرت فاجعتي، تذكرتني يوم مقتل والدي الذي فقد الأمان في وطنه، فرحل الى الحرية في الغربة وانتهى الى حيث الراحة الابدية، وبدأ نداءات القلب المجروح يستيقظ في داخلي،أعادتني إلى جثث آذار الممددة في شوارع الوطن، أعادتني إلى ذلك النبيل الذي يسكن خاطري الذي اختطف في الوطن ومن ثم قتل بطريقة بشعة، أعادتني إلى كل الأصوات الحرة التي انتهت الى رماد وبسابق انذار، جعلتني ادون من جديد البكاء وصراخ الليالي السوداء التي اصابت حنجرتنا، جعلتني ارسم على جسدي ثانية آلام شعبي الذي عانى وما يزال يعاني وتتخطفه الايادي المشبعة بالقتل، الأيادي التي لا تعرف سوى الدم ولا تترك لنا إلا الخراب،لفت جسدي من جديد بكل ألوان الحزن ...من حينها وحتى هذا التاريخ بقيت قابعة في أغوار الصمت فأردت لصمتي أن يصبح صاخبا معلنا عن نفسه يبوح عن حزنه ليصل نبراته إلى مسامع نايلة توني ،عله العزاء الوحيد لي ولها لاخفف عنها ألمها الذي هو ألمي المختبئ في جوارحي،أردت أن أهمس لها بكل المرارة التي في حنجرتي: أنا أيضا مثلك تائهة في البحار يتيمة الأب والوطن ...تأملتها وهمست لها ثانية: آذاري هو العزاء الوحيد لك يا صديقة الدرب، هذا الآذار الذي يأتي ويأتي معه عبق الوطن وباقة من الأعياد ولكن لنا بين أيامه نحن الأكراد بشكل عام وانا بشكل خاص باقة من الأحزان أيضا، لنا بين أيامه الجرح والألم، هو شهر الوجع والأسى، شهر الأنين والرحيل المر، ومع كل آذار مفاجئة، وما أكثر المفاجأت المختبأة في زواياه، شهر متقلب مثل تقلبات أجواء الغربة في بلاد الصقيع، شهر يحمل في أعماقه ويخفي بين طياته النور والظلام معاً… الموت والحياة معاً… يحمل ذلك الحزن العميق الذي يمزق دواخلنا … أنظري إلى شهرنا سنوات وسنوات وهو محاصر بكل تناقضات… أنا مثلك أيضا ضحية الفكر والحرية، فالمجرم واحد والهدف واحد وهو رفض الآخر هذا الذي عندما يريد ان يكون فيلغي الآخر… وبدأنا نهمهم في خشوع إلى الرب لتخفف كلانا بأدعيتها العذاب والألم عن الأخرى، فهذا هو قدرنا وقدر آذار والرب هو الذي اختارنا لنكون الضحية، قدرنا أن نمضي لنصل إلى الأفق إلى المجهول، وكلانا أخذت عهدا على نفسها أن لا ننسى تلك الأرواح التي نحن بذورها وستظل ترفرف في سماء أعماقنا..أجل يا عزيزتي انا وانت ندرك تماماً الوجع على حقيقته، وعلينا أنا وأنت ان نكون الأمتداد لذلك الفكر والروح، أمتداد لتلك الحرية والشجاعة، أمتداد لكفاحهما انت بقلمك وأنا بألواني، علينا أنا وأنت أن نكون اللوحة المكملة لفكرهم فرحيلهما كانت مأساة حقيقة مأساة إنسانية ليس لي ولك فقط وإنما للوطن وللإنسان ككل، نعم هو حاضر نعيشه بوقع أليم وصمت مفزع… بكبرياء زائف … مع كثير من القلق أمام الزمن، أجل انتهينا من زمن الكوليرا وها هو زمن الأرهاب يحل محله يصيبنا ولا يتركنا إلا إلى أن ننتهي إلى رماد… لا شعور بالأمان في هذه الدوائر المغلقة التي نعيشها إشارات من الرعب مكتوبة فينا… أما علامات الحيرة باتت واضحة في معالمنا وما أكثر الحكايا الحزينة فأين إنسانية الإنسان، وأين راعي الأمن لماذا يلوذ بالصمت، أين الديمقراطية ان كان صوت الحق مرفوضا والأجرام مستمر فمن اين يستمد هذا الأخير قوته، أين الضمير الإنساني، أين المجتمع الدولي أين المحامي المتخصص في قضايا الأنسان هل حقوق الإنسان باتت كلمة على هامش الحياة، فإلى متى : اما الموت أو ان تلوذ بالصمت أو أن تقتل وتتحول كل الجرائم إلى جرائم انتحار أو جرائم جنائية، وتتحول كل القضايا السياسية والفكرية إلى قضايا انتحارية وجنائية ....لكن المجرم جبان نسي بأن الجسد تافه جدا أمام الروح والفكر المتنور.
عزيزتي الوقت يمر والزمن لا يرحم فلنبتسم ولتبقى ذكراهم تهز أعماقنا في كل حين وتعبر في شراييننا في كل نبضة.
فما أجمل ان يعيش الإنسان بعيدا عن منطقة الوعي ولو للحظات…



#جنكيمان_عمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- احتجاجات أمام سجن محلي في تكساس للإفراج عن طلبة تظاهروا دعما ...
- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جنكيمان عمر - كلماتي فقط هي العزاء الوحيد لي ولك ياابنة جبران تويني