أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمود رجب فتح الله - الانعكاسات المتبادلة بين التنمية المستدامة والبيئة........















المزيد.....


الانعكاسات المتبادلة بين التنمية المستدامة والبيئة........


محمود رجب فتح الله

الحوار المتمدن-العدد: 5963 - 2018 / 8 / 14 - 01:27
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


الانعكاسات المتبادلة بين التنمية المستدامة والبيئة

د/ محمود رجب فتح الله
دكتور القانون العام
والمحاضر بكلية الحقوق جامعة الاسكندرية
والمحام بالنقض والادارية والدستورية العليا




الباب الأول
الانعكاسات المتبادلة بين التنمية المستدامة والبيئة
تمهيد وتقسيم:
لا شك فى قيام العلاقة بين البيئة والتنمية المستدامة، حيث يرجع الفضل لإدراك العلاقة بين البيئة والتنمية المستدامة إلى مؤتمر ستوكهولم في توجيه الأنظار إلى أن مشكلات البيئة والتنمية متداخلة لا يمكن فصلها عن بعض ومن ثم ظهر مصطلح التنمية المتواصلة والتنمية المستدامة.
وعلى ذلك، يجب لزاما بيان التطور التاريخى للتنمية المستدامة من خلال فصل اول، على ان يخصص الفصل الثانى لبيان مفهوم التنمية المستدامة، ثم يعرض الفصل الثالث لمبادئ التنمية المستدامة واهميتها، ويتناول الفصل الرابع لمعوقات التنمية المستدامة، واخير يختتم هذا الباب ببيان الاطراف الفاعلة فى التنمية المستدامة من خلال فصل خامس واخير، على الترتيب التالى.
الفصل الاول : التطور التاريخى للتنمية المستدامة.
الفصل الثانى : مفهوم التنمية المستدامة.
الفصل الثالث : مبادئ التنمية المستدامة وأهميتها.
الفصل الرابع : معوقات التنمية المستدامة.
الفصل الخامس : الاطراف الفاعلة في التنمية المستدامة.




الفصل الاول
التطور التاريخى للتنمية المستدامة
تعود فكرة التنمية المستدامة الى السبعينات من القرن الماضي، حيت قدم التقرير الأوّل المنبثق عن نادي روما بعنوان "حدود النمّو" في سنة 1970، أي فرضية الحدود البيئية للنّمو الاقتصادي محددا بذلك نقاشات حادة بين النشطاء البيئيين وأنصار النمو، وبعد ذلك أصدر الإتحاد الدولي لحماية الطبيعة سنة 1970 تقريرا بعنوان "الإستيراتيجية العالمية للمحافظة على الطبيعة"، ترتب عليه ازالة الفوارق المناقضة بين البيئة والتنمية وتأسيس فكرة التنمية المستدامة تحت هذا التحليل الذي يقر بوجود علاقة موحدة بين الإقتصاد والبيئة، وعرفت آنذاك بعنوان التنمية الملائمة للبيئة، التي أصدرت من طرف الأمم المتحدة سنة 1972، الذي يجعل التنمية الإقتصادية ملائمة للعدالة الإجتماعية وللحذر البيئي .
وقد تمّ أعيد صياغته كمفهوم من خلال تقرير "مستقبلنا المشترك "، الذي صدر سنة 1987 من طرف رئيسة وزراء النرويج السابقة جروهارلم بروتلاند .
وبعد ذلك تم عقد مؤتمر الأرض الأول في البرازيل سنة 1992 تحت عنوان "المؤتمر العالمي للبيئة والتنمية" وكان إدخال كلمة بيئة تحدياّ حقيقيا، قدم خلاله الإطار التنموي الأكثر قدرة على تحقيق التنمية العادلة في العالم ومقاومة اثار العولمة السلبية وتقديم بدائل عادلة وعملية لها .
وقد قدمت توصيات لدعم التنمية المستدامة في دول الجنوب وخاصة مطالبة الدول الصناعية بتخفيض نسبة 7 % من إنتاجها القومي، كمساعدات تنموية خارجية ولكن دولتين فقط التزمتا بالعهد هما الدنمارك والسويد، وأصدرت أجندة 21 والتي تحدثت عن معايير تحقيق التنمية المستدامة منها : الحد من الإستهلاك المبذّر، ومكافحة الفقر، وحماية الغلاف الجوي والمحيطات والتنوع البيولوجي .
ولكن تطبيق ذلك احتاج الى الإرادة السياسية والإلتزام المالي والإقتصادي، ثمّ جاء بعدها قمّة الأرض الثانية في جوهانسبورج سنة 2002 تحت شعار " القمة العالمية للتنمية المستدامة " لإعادة رصد ما قدمته الدّول من تقدم، لكن لم تنفد إلا القليل من التعهدات لضعف الإلتزام السياسي وهيمنة الإقتصاد الليبرالي.
ويلاحظ انه على الصعيد العربي، لم تقدم التنمية المستدامة المساعدة المطلوبة، بالنظر الى قلة الموارد الطبيعية المستغلة وغياب الديموقراطية وخضوع إقتصاديات الدول العربية لضغوط من قبل صندوق النقد الدولي من جهة، وسيطرة الرأسمال الاستهلاكي من جهة أخرى.
وبعد قمة الارض الثانية أقيمت عدة مؤتمرات دولية مرتبطة عضويا بقضايا التنمية المستدامة، منها مؤتمر حقوق الإنسان عام 1993، ومؤتمر السكان عام 1994، ومؤتمر التنمية الإجتماعية عام 1995، ومؤتمر المرأة عام 1995، ومؤتمر المستوطنات البشرية عام 1996، ومؤتمر الغذاء عام 1996، وكانت حجمها تهدف إلى إحداث تغيير هيكلي في طليعة مسيرة التنمية في العالم لتصبح أكثر استدامة( ).








الفصل الثانى
ماهية التنمية المستدامة
يمكن تعريف التنمية المستدامة على انها التنمية المستمرّة وهي التنمية العادلة، او هي التنمية التي لا تجني الثمار للأجيال الحاليّة على حساب الأجيال القادمة، او هي التنمية التي تراعي البعد البيئي في جميع مشروعاتها ( )
وعلى ذلك، فان التنمية المستدامة هي إلتزام أخلاقي من الجيل الحالي للجيل القادم، يضمن خلاله الجيل الحالي الإستجابة لحاجاته المتعددة دون أن يفرض فى قدرة الأجيال القادمة على تلبية حاجاتها للخطر، أي أن يترك الجيل الحالي للجيل القادم رصيدا من الموارد مماثلا للرصيد الذي ورثه او أفضل منه. ( )
وترتيبا على ذلك نتناول مفهوم التنمية المستدامة من خلال المبحث الاول، على ان يخصص المبحث الثانى لبيان عناصر التنمية المستدامة، على النحو التالى.
المبحث الاول : مفهوم التنمية المستدامة.
المبحث الثانى : عناصر التنمية المستدامة.




المبحث الاول
مفهوم التنمية المستدامة
يستلزم الوقوف على المفهوم الجامع المانع للتنمية المستدامة، بيان المعنى المطلوب لمصطلح الاستدامة، حيث يعود أصل الاستدامة إلى علم الايكولوجي، حيث استخدمت الاستدامة للتعبير عن تطور النظم الديناميكية، التي تعرضت إلى تغيرات هيكلية، تؤدي إلى حدوث تغير في خصائصها وعناصرها، وعلاقات هذه العناصر ببعضها البعض، وفي المفهوم التنموي استخدم مصطلح الاستدامة للتعبير عن طبيعة العلاقة بين علم الاقتصاد وعلم الايكولوجي.
ونظرا لحداثة مفهوم التنمية المستديمة، فقد تعددت معانيه في مختلف المجالات العلمية والعملية، فالبعض يتعامل مع هذا المفهوم كرؤية أخلاقية، والبعض الآخر كنموذج تنموي جديد، وهناك من يرى بأن المفهوم عبارة عن فكرة عصرية للبلدان الغنية، مما أضفى على مفهوم التنمية المستديمة نوع من الغموض، ولإزالة ذلك يتعين عرض مختلف التعريفات ووجهات النظر المختلفة.
ولقد أصبح مفهوم التنمية المستديمة واسع التداول ومتعدد المعاني، والاشكالية هنا ليست في غياب التعريف، وإنما في تعددها واختلاف معانيها.
حيث ان التنمية المستدامة développement durable هو ترجمة لا تتفق مع المصطلح الإنجليزي sustainable development الذي يمكن ترجمته أيضا بالتنمية القابلة للإدامة أو الموصولة، ولقد تم اختيار مصطلح مستديمة لأنه المصطلح الذي يوفق بين المعنى والقواعد النحوية.
كما يعرفها Edwerd barbier "بأنها ذلك النشاط الذي يؤدي إلى الارتقاء بالرفاهية الاجتماعية اكبر قدر ممكن، مع الحرص على الموارد الطبيعية المتاحة وبأقل قدر ممكن من الأضرار والإساءة إلى البيئة، ويوضح ذلك بان التنمية المستدامة تختلف عن التنمية في كونها أكثر تعقيدا وتداخلا فيما هو اقتصادي واجتماعي وبيئي.
ذلك إن التنمية المستدامة تقوم أساسا على وضع حوافز تقلل من التلوث وحجم النفايات والمخلفات والاستهلاك الراهن للطاقة، وتضع ضرائب تحد من الإسراف في استهلاك الماء والهواء والموارد الحيوية الأخرى.
ولقد توصل تقرير بروتلاند عام 1987 إلى تعريف التنمية المستدامة على انها "عملية التنمية التي تلبي أماني وحاجات الحاضر، دون تعريض قدرة أجيال المستقبل على تلبية حاجاتهم للخطر."
ويهدف هذا المفهوم الجديد إلى تحسين نوعية حياة الإنسان، من منطلق العيش في إطار قدرة الحمل آو القدرة الاستيعابية للبيئة المحيطة، وترتكز فلسفة التنمية المستدامة على حقيقة أن الاهتمام بالبيئة هو الأساس للتنمية بجميع جوانبها، فهذا النوع من التنمية هو الذي يركز على بعدين مهمين هما الحاضر والمستقبل، حيث تكمن أهمية التنمية المستدامة، حسب هذا التعريف في قدرتها على إيجاد التوازن بين متطلبات التنمية للأجيال الحاضرة، دون أن يكون ذلك على حساب الأجيال القادمة.
أما اللجنة العالمية للتنمية المستدامة، فقد عرفتها على أنها: التنمية التي تفي احتياجات الحاضر دون المجازفة بموارد أجيال المستقبل، وقد انتهت اللجنة العالمية للتنمية في تقريرها المعنون "مستقبلنا المشترك" إلى أن هناك حاجة إلى طريق جديد للتنمية يستديم التقدم البشري لا في أماكن قليلة، أو بعض السنين بل للكرة الأرضية بأسرها وصولا إلى المستقبل البعيد.
حيث إن هذا النوع من التنمية هو الذي يجسد العلاقة بين النشاط الاقتصادي واستخدامه للموارد الطبيعية في العملية الإنتاجية، وانعكاس ذلك على نمط حياة المجتمع، بما يحقق التوصل إلى مخرجات ذات نوعية جيدة للنشاط الاقتصادي، وترشيد استخدام الموارد الطبيعية، بما يؤمن استدامتها وسلامتها، دون أن يؤثر ذلك الترشيد سلبا على نمط الحياة وتطوره.
ومن هنا، فالتنمية المستدامة تستلزم تغيير السياسات والبرامج والنشاطات التنموية بحيث تبدأ من الفرد وتنتهي بالعالم مرورا بالمجتمع.
والملاحظ بالاشارة الى أن البعض يتعامل مع التنمية المستدامة كاتجاه جديد، يتناسب مع اهتمامات النظام العالمي الجديد، والبعض يرى أن التنمية المستدامة نموذج تنموي بديل مختلف عن النموذج الصناعي الرأسمالي، وربما أسلوب لإصلاح أخطاء هذا النموذج في علاقته بالبيئة.
ويلاحظ ايضا أن الإنسان هو محور كل التعاريف المقدمة بشأن التنمية المستدامة، حيث تتضمن تنمية بشرية تؤدي إلى تحسين مستوى الرعاية الصحية والتعليم والرفاه الاجتماعي ومحاربة البطالة، وهناك اعتراف اليوم بالتنمية البشرية على اعتبار أنها حجر أساسي للتنمية الاقتصادية.
وترتيبا على ذلك، فأن التنمية المستدامة، هي التنمية التي تحقق التوازن بين النظام البيئي والاقتصادي والاجتماعي والتكنولوجي، وتساهم في تحقيق أقصى حد من النمو في الأنظمة الأربعة السابقة، وأن لا يكون له تأثير جانبي على الأنظمة السابقة، وفي جوهرها ترتكز على النقاط التالية :
- التأكيد على ضرورة الاستغلال الأمثل للإمكانيات والموارد المتاحة في الاقتصاد.
- المحافظة على البيئة، عن طريق التقليل قدر الإمكان من الآثار السلبية الناتجة عن الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية على مصادر الاقتصاد وعلى البيئة.
- السعي لتحقيق تنمية اقتصادية متوازنة قادرة على إحداث تقارب في مستويات المعيشة لمختلف الفئات.
ولا شك ان التنمية المستدامة من مسئووليات الحكومات ثم تأتي المسؤولية الدولية كالأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة ثم يأتي دور المشاركة الشعبية الواسعة النشطة والأداء التنفيذي للمنظمات غير الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني.
وعلى ذلك يتمثل مفهوم الاستدامة فى ضمان الا يقل الاستهلاك مع مرور الزمن، بمعنى أن تدفق الاستهلاك والمنفعة يتوقف على التغيير في رصيد الموارد أو الثروة وارتفاع الرفاهية بين الأجيال يأتي مع ازدياد الثروة مع مرور الوقت وفي ظل وجود بدائل وإحلال محتمل بين الموارد على مر الزمن.
وحيث ان مفهوم التنمية هو توفير عمل منتج ونوعية من الحياة الأفضل لجميع الشعوب وهو ما يحتاج إلى نمو كبير في الإنتاجية والدخل لتطوير المقدرة البشرية وجودة الرؤية فإن هدف التنمية ليس مجرد زيادة الإنتاج بل تمكين الناس من توسيع نطاق خياراتهم وهكذا تصبح عملية التنمية هي عملية تطوير القدرات والارتفاع بالمستوى الثقافي الاجتماعي والاقتصادي.
وعلى ذلك، يكون مفهوم التنمية المستدامة هي التنمية التي تلبي احتياجات الحاضر دون الإخلال بقدرات الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها أو هي تعبير عن التنمية التي تتصف بالاستقرار وتمتلك عوامل الاستمرار والتواصل وتتسم بالشمول والمدى الأطول والديمومة.




المبحث الثانى
عناصر التنمية المستدامة
من أهم الخصائص التي جاءت بها التنمية المستدامة هو الربط العضوي التام بين الإقتصاد والبيئة والمجتمع فلكل منظوره الخاص، حيث تتألف التنمية المستدامة من أربع عناصر رئيسية، وهي النمو الاقتصادي والاجتماعي والبيئي وأخيرا البعد التقني والإداري.
أولا : المنظور الإقتصادي للتنمية المستدامة :
حيث انه فى اطار المنظور الاقتصادى يقصد بالتنمية المستدامة إستمرارية وتعظيم الرفاه الإقتصادي بأطول فترة ممكنة، أماّ قياس هذا الرفاه فيكون عادة بمعدلات الدّخل والأستهلاك، ويتضمّن الكثير من مقومات الرفاه الإنساني مثل الطعام، والمسكن، والنقل، والملبس، والصحّة، والتعليم، وهي تعني الأكثر نوعية من كلّ هذه المكونات .
أماّ الإقتصاديون المثقفون بيئيا فهم مهتمون بما يسمى الرأسمال الطبيعي، والذي يعني بعض الموارد الطبيعية ذات القيمة الإقتصاديّة، والتي هي أساس النظام الإقتصادي فعليا مثل النباتات، والتربة، والحيوان، والأسماك، وأساس النظام البيئي الطبيعي مثل تنظيف الهواء وتنقية المياه.
ويستند هذا العنصر إلى أن المبدأ الذي يقضي بزيادة رفاهية المجتمع إلى أقصى حد والقضاء على الفقر من خلال استغلال الموارد الطبيعية على النحو الأمثل.
1- إيقاف تبديد الموارد الطبيعية كاستهلاك الدول المتقدمة للمنتجات الحيوانية المهددة للانقراض.
2- تقليص تبعية البلدان النامية كالتحكم في الأسواق العالمية.
3- مسئولية البلدان المتقدمة عن التلوث ومعالجته.
4- المساواة في توزيع الموارد.
5- الحد من التفاوت في مستوى الدخل.
6- تقليص الأنفاق العسكري.
ثانيا : المنظور البيئي للتنمية المستدامة.
حيث يعرف البيئيون التنمية المستدامة من خلال تركيزهم على مفهوم الحدود البيئية وتعني أن لكل نظام طبيعي حدودا معينة لا يمكنه تجاوزها بالإستهلاك وأي تجاوز للقدرة الطبيعية هى تدهورا في النظام البيئي دون رجعة.
وعلى ذلك فإنّ الإستدامة من المنظور البيئي هى وضع حدود أمام الإستهلاك والنمو السكاني والتلوث وأنماط الإنتاج البيئية وإستنزاف المياه وقطع الغابات وإنجراف التربة .
ويتعلق ذلك بالحفاظ على الموارد المادية والبيولوجية والاستخدام الأمثل للأراضي الزراعية والموارد المائية في العالم وذلك من خلال الأسس التي تقوم عليها التنمية المستدامة من حيث الاعتبارات البيئية وهي:
أ‌- قاعدة مخرجات: وهي مراعاة تكوين مخلفات لا تتعدى فكرة استيعاب الأرض لهذه المخلفات أو تضر بقدرتها على الاستيعاب مستقبلا.
ب‌- قاعدة مدخلات: وهى مصادر متجددة مثل التربة - المياه – الهواء، او مصادر غير متجددة مثل المحروقات.
وهذه المصادر المتجددة يجب الحفاظ عليها عن طريق عدة أمور منها، حماية الموارد الطبيعية، والحفاظ على المحيط المائي، وصيانة شراء الأرض في التنوع البيولوجي، وحماية المناخ من الاحتباس الحراري.
ثالثا : المنظور التقني والإداري للتنمية المستدامة:
وهو البعد الذي يهتم بالتحول إلى تكنولوجيات أنظف وأكفأ تنقل المجتمع إلى عنصر يستخدم أقل قدر من الطاقة والموارد وأن يكون الهدف من هذه النظم التكنولوجية إنتاج حد أدنى من الغازات والملوثات واستخدام معايير معينة تؤدي إلى الحد من تدفق النفايات وتعيد تدوير النفايات داخليا وتعمل مع النظم الطبيعية أو تساندها ولكي يتم تحقيق التنمية المستدامة يجب مراعاة أمور أهمها، استخدام تكنولوجيا أنظف، والحد من انبعاث الغازات، واستخدام قوانين البيئة للحد من التدهور البيئي، وإيجاد وسائل بديلة أو طاقة بديلة للمحروقات مثل الطاقة الشمسية وغيرها، والحيلولة دون تدهور طبقة الأوزون.
والتكنولوجيا المدعومة التي تحافظ على البيئة هي تلك التكنولوجيا التي تقلل التلوث البيئي من خلال التقدم التقني الكبير، ونظرا لأن المجتمع برمته يستفيد من التكنولوجيا التي تصون البيئة.
وعلى ذلك، يمكن تعريف الكفاءة البيئية بانها توفير سلع وخدمات ذات أسعار تنافسية تشبع الاحتياجات الإنسانية وتحقق جودة الحياة في الوقت الذي تقلل فيه من التأثيرات الأيكولوجية وكثافة استغلال الموارد خلال دورة حياة للوصول بها إلى مستوى يتناسب مع طاقة الأرض.
ومن اهم عوامل نجاح الكفاءة البيئية:
1- التركيز على الخدمة: حيث يجب التركيز على الخدمة الواجب تقديمها وليس على المنتج الواجب توفيره وبالتالي يكون هناك فرص أمام الشركات لتقديم منتج ذات قيمة أعلى وكثافة بيئية أقل.
2- التركيز على الجودة: حيث يتم الحكم على الأداء من خلال الكيفية التي يلبي بها المنتج الاحتياجات الحقيقية وليس الرغبات المتصورة.
3- حدود الطاقة البيئية: بمعنى الاستخدام الأمثل للقيمة في حدود قدرة كوكب الأرض على استيعاب المزيد من النفايات والمخلفات والمحافظة على التنوع.
4- النظرة الدائمة لمنهج دورة الحياة: فالنظر إلى منهج دورة الحياة يؤدي إلى اتخاذ قرارات إعادة تصميم العمليات والمنتجات من أجل تقليل تأثيرها على البيئة إلى أدنى حد ممكن من أجل تعظيم الكفاءة.
ومن أنظمة إدارة البيئة:
1- المعيار البريطاني BS 7750))
2- البرنامج الأوروبي لتدقيق وإدارة البيئة (EMAS)
3- مسودة الأيزو 14000 (منظمة المقاييس الدولية)
وتتجسد اهم مميزات أنظمة إدارة البيئة فى ان هناك الكثير من السمات الايجابية التي تمتلكها أنظمة إدارة البيئة منها: اتساق المقاييس، وتوزيع مسئولية تطبيق هذه المقاييس، والتفكير في التأثيرات البيئية التي تحدثها المنشأ وهذه الأنظمة هي مجال اختصاص الإدارات البيئية.
رابعا : المنظور الإجتماعي والانسانى للتنمية المستدامة :
ويعرف الإجتماعيون التنمية المستدامة على اساس أن الإنسان هو جوهر التنمية وهدفها النهائي، ولذا يركزون على العدالة الإجتماعية ومكافحة الفقر وتوزيع الموارد وتقديم الخدمات الإجتماعية الرئيسية إلى كلّ المحتاجين لها، بالإضافة لأهمية مشاركة الشعوب في إتّخاد القرار وتلقى المعلومات التي تؤثر على حياتهم بشفافية ودقّة.
وعلى ذلك، يمكن تعريف التنمية المستدامة بأنها تلك التنمية التي تهيئ للجيل الحاضر المتطلبات الأساسية والمشروعة دون أن يخلّ بقدرة المحيط الطبيعي على أن يهيئ للأجيال التالية متطلباتها أي إستجابة التنمية لحاجات الحاضر، دون مساومة على قدرة الأجيال المقبلة على الوفاء بحاجاتها . ( ).
ويشير هذا العنصر إلى العلاقة بين الطبيعة والبشر وتحقيق الرفاهية وتحسين سبل الرفاهية من خلال الحصول على الخدمات الصحية والتعليمية ووضع المعايير الأمنية واحترام حقوق الإنسان في المقدمة.
ويعتمد هذا البعد على الجانب البشري بعناصره ومنا تثبيت النمو السكان، وتوزيع السكان، والاستخدام الأمثل للموارد البشرية، وتفعيل دور المرأة، والاهتمام بالصحة والتعليم، وضمان حرية الاختيار والديمقراطية.



** لمزيد من التفضيل يرجى الرجوع الى : د/ محمود رجب فتح الله، آليات الحماية القانونية للبيئة، دار الجامعة الجديدة، مصر، الاسكندرية، الطبعة الاولى ، سنة 2018.



#محمود_رجب_فتح_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجهود الدولية لمكافحة ظاهرة غسل الاموال ...
- جرائم تقنية المعلومات فى القانون المصري الجديد
- آليات الحماية القانونية للبيئة
- الضوابط القانونية والاخلاقية للاعلام
- دور الشريعة والقانون فى استقرار المجتمعات
- ظاهرة غسل الأموال خارج الحدود وأثرها على المصارف العاملة في ...


المزيد.....




- مورغان ستانلي يرفع توقعاته لخام برنت إلى 90 دولارا
- المراعي السعودية تعتزم استثمار 4.8 مليار دولار خلال 5 سنوات ...
- في تحول تاريخي.. بنك اليابان يقرر رفع الفائدة
- النفط يتراجع مع توقعات بزيادة الصادرات الروسية
- البنك الدولي يتجه لمنح مصر تمويلا على مدى 3 سنوات
- الفراخ الامهات بقت ب 88 جنيها.. أسعار الدواجن والبيض اليوم ا ...
- الحكومة المصرية توجه رسالة إلى التجار: الوضع الحالي لا يمكن ...
- مجلس النواب الليبي يطالب البنك المركزي بتقارير عن الاحتياطي ...
- بادر بالاستخراج eccp.poste.dz.. طريقة استخراج البطاقة الذهبي ...
- ” إيقاف بطاقات الائتمان “.. قرارات عاجلة من البنوك بإيقاف هذ ...


المزيد.....

- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري
- كتاب - محاسبة التكاليف دراسات / صباح قدوري


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمود رجب فتح الله - الانعكاسات المتبادلة بين التنمية المستدامة والبيئة........