أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - غفران محمد حسن - يوميات زوجة لبناني (1)














المزيد.....

يوميات زوجة لبناني (1)


غفران محمد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5962 - 2018 / 8 / 13 - 16:32
المحور: كتابات ساخرة
    


يوميات زوجة لبناني (1)

البحر والقبر وما بينهما



في عطلة الأحد من كل إسبوع ألّحُ على زوجي ليأخذني إلى أمواج بحر بيروت لأنفض بعضاً من غبار الضجر والملل والكآبة من كثرة الجلوس في الشقة الصغيرة التي تقبع وسط العاصمة ،ولكنني أجد الرفض دائما بحجة أن واجبه الإنساني تجاه والدته الذي يأخذني فيه معه من بيت لبيت وبين اربع حيطان هو خروج للترفيه بحد ذاته ويا ليت لو كان لهذا الخروج ترفيهٌ حقاً ففي كل مرة يرجعني للبيت باكية نادبة حظي ويجرحني لأسباب تافهة لا تخطر على بالِ أحد ،يبدو أن كلام أخته الكبرى غادة وكلام خالته كان صحيحاً حين اخبرتاني ذات يوم إنه رجل مريض نفسياً بسبب علاقاته الغير شرعية في الماضي مع النساء.

نعم أكاد اجزم أن زوجي مريضا فهو تارة يهلوس ويضحك وتارة يصرخ بدون سبب وتارة اخرى يكون هادئاً وكل هذه العواصف بذات الساعة.

_حبيبي شنو ذنبي تظل حابسني بالبيت؟

_ شو بدّك أعملك تنقبري هون بالشقة مافي ظهره

_شوف منيب أنا تعبت منك وبالعراقي يعني روحي طكّت منك ،بعد ما أتحمل

منك هالعيشة ،يارجل حابسني بين أربع حيطان وكلة كوم وكراكيبك كوم ثاني.

_شو؟كراكيب؟شو إشبك إنجنيتي إنتِ ،هدول ارشيف واجهزة الكترونيك عمرها ستين سنة تقوليلي كراكيب؟

_ خرّب حظي؟

_شو قلتي ؟ شو عَمْ تحكي حالك؟

_لا حبيبي ماكو شي ،أنا بس اريدك توديني للبحر والله ضايجة؟

_اوديكِ للقبر وللتربة مش للبحر إمشي فوتي لغرفتك إنقبري جوا.

وهكذا حياتي معه كل يوم وذات المنوال وتحسدني كل صديقة تعرفني بإنني تزوجت من رجل لبناني واقيم في بيروت ولا يعرفنّ البير وغطاه،فعلا حياتي معه ستودي بي الى القبر كنت مثل العصفور أو الفراشة اتنقل بين الاغصان والأزهار مليئة بالفرح والعنفوان والمرح ولكن اليوم روحي ميتة ،يحدسني صديقاتي إنني تزوجت رجلاً من بلاد الفتُّوش والتبّولة والعتابا والميجانا والنوادي الترفيهية والرقص وسهرات المطربين وبلاد الحريات للفكر والرأي ليتهنّ يعرفنّ أيُّ قمعٍ أعيشه في حياتي وأي سجنٍ اقيمُ فيه.

لا أنكر أن زوجي اللبناني علمني الكثير من الأشياء الجميلة في حياتي ،فالزواج من جنسية أخرى وبلدٍ آخر ثقافة جديدة بحد ذاته.

علمني كيف آكل بالشوكة والسكين بعد أن كنت آكل كل شيء بيدي تيمناً بالبركة لازلت أتذكر أصابع يدي وهي تتوه في ثريد البامية والتمن والدولمة ،الله وكرعة لبن اربيل صداها بعده بإذني أي وروح أبوي .

علمني أرتدي الفساتين على آخر الموضة في دور أزياء بيروت والبس الكعب العالي والذي بحياتي لم أستطع التقرّبُ عليه ،لسببين أولاً بحكم عملي الصحافي الميداني الذي يتطلب الخفة والحركة السريعة وثانياً بسبب الحفر والطسّات اللتان تملئان الشوارع بعد الإنفجارات الكثيرة والحروب الداخلية الّتي ادمت البلاد بعد 2003.

لا أنكر إنني اعيش في بلدٍ آمن وهواءه نظيف بس شلّي بهواه وأنا مسجونة بين أربع حيطان يعني هو يعشق الجلوس في المنزل ويذهب لعمله وأنا ذنبي ماهو ان ابقى حبيسة الدار ، لا أجد تفسيراً لسلوكياته ولا تدخلات اهلي واهله اقنعته بتغيير تفكيره ابداً.

لكن أظن إن ما يحصل لي هو عقاب من الله فأنا فتاة بطرانة وشايفة حالي على أهل والدي بهور العمارة ،لم تعجبني حياة النفهة من ماء وقصب وسمك وبردي وخريّط وطيور مهاجرة وجاموس ومشاحيف ولا نكهة الكِيمر والناس الطيبة .

دقيت رجل إلا أعيش في بغداد ومن ثم السفر للدراسة فأمي حضرية علمتني أن التمدن أساس تطور الحياة ، لقد تعاليت على شباب محلتنا من الحلاق سبهان للمصور نوري لبائع الكباب علاوي،إلا آخذ صحفي ومن مستواي الثقافي .

_بوية لا تظلين تتبطرين ولج العوانس كثرن بوية وماكو رياجيل ،الحروب قرضتهم ،مارضيتي بإبن عمج صكبان وكلتي عليه إمعيدي ،زين هذولة ولد بغداد إشبيهم؟

_ لا بوية آنه أتزوج واحد من هذول؟ مستحيل مستحيل! ما .. ما ..ما ارضة.

_إبنيتي علمتج إبغداد وسافرتي للخارج للدراسة ودخلتج دورات اعلامية اتطورين نفسج وتاليها تتكبرين على جذورج بوية ليش هيج ،اريد افرح بيج قبل لا تآخذ روحي المنية.

الله يرحمك ياوالدي الطيب من تزوجت زوجي اللبناني اصبحت مغرورة على الكل ،وأتباهى أمام صديقاتي واهل المحلة به ، والآن اصبح السبب في انكساري امام نفسي ،بل قبل الزواج بلطلي البحر من الوعود وجابلي لبن العصفور والآن رؤية البحر أصبحت أمنية،

يبووو شدعي عليك منيب هيك... أقصد هيج توكع بالفراش وتضطر تخليني ارجع اشتغل واخلص من سجنك.

يتبع.....

*غفران حداد إعلامية و كاتبة عراقية -بيروت





#غفران_محمد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفنانة أمل سنان: مشتاقة لنجوم بغداد.. وأحلم بالتمثيل مجدداً
- لماذا لا تتحول روايات الأدباء العراقيين إلى مسلسلات وأفلام؟
- نجوم : الفنانات العراقيات لا يمتلكن ذوقاً في الأناقة
- من يخلد ذكرى المحامية لهيب كشمش نعمان؟
- مظلومة كربلاء في لبنان السيدة خولة بنت الحسين(ع)
- شلون أودعك يالعزيز وبيدي أحجزلك سفر
- العراقية في المهجر كادحة وليست مبتذلة
- قصة قصيرة-الحب والعرجاء
- وداعاً بيروت
- التحرش الجنسي والحرية الشخصية في لبنان
- الحب البيروتي
- يومياتي في بيروت
- مدة الحياة عشرة سباعيات في كتاب النبي أدريس ع Book of Enoch ...
- قلعةُ أربيل عبق التاريخ ومجد الحضارة
- إبنة أوباما نادلة في مطعم فماذا عن أولاد سياسينا؟!
- يوميات صحافية
- عصيت الله في حبِّك
- في حديقة الهرمل
- جوازسفر
- سعد محمد موسى رسّام الطبيعة وكلكامش والآلهة السومرية


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - غفران محمد حسن - يوميات زوجة لبناني (1)