أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - عنّي ، وعنك














المزيد.....

عنّي ، وعنك


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5959 - 2018 / 8 / 10 - 10:31
المحور: الادب والفن
    


عندما أداريك أشعر بالإذلال وليس بالذّل.
لماذا أداريك؟ ولا أداري نفسي.
وأبحث عن حلمي بعيداً
وأفرح في يوم جديد
وأكتب عنواناً سعيد
وأغرق في دوّامة أريدها ولا أريد
يلفّني صقيع، تصطكّ أسناني، وأنت بعيد
أصطدم بك بينما تبحث عنّي بالصّدفة كي تعاتبني حول أمور تخصّ موقفي من الحياة. أنت تعرف أنّني لا أجيد العتاب، فعندما تمجّد شخصاً في حضوري كي تقول أنني بلا قيمة. لا أوقفك عن الحديث. أنسحب بهدوء. بهدوء، لدرجة أنّك لا تشعر أنّني غادرت، وبعد أن أغادر تشتمّ الشّخص الذي مجدّته.
أمضيت عمري هاربة لا أواجه من يحاولون تكسير قلمي، حياتي، وأمنياتي. لا أستطيع. هم أمهر منّي، وعندما يكون الأمر ضدي يجتمع الحضور في وحدة فورية .
لا أداري، ولا أواجه، لا أعاتب، ولا أحارب. أنسحب، وعندما أنسحب أشعر بالأمان ويخفق قلبي بالحبّ.
كونني لا أداري علي أن أعلمكم أن أغلب علاقاتي الاجتماعية السابقة والحالية كنت فيها مزيّفة، وعندما أبدأ بسرد خطابي يزداد حماسي، وبينما أتوقف أشعر بقلّة القيمة. لماذا بذلت هذا الجهد دون مقابل. الأساتذة البيزنطيون كانوا يتلّقون أجراً على تعليم السّفسطة، وأنا أعلّمكم بالمجان.
تبحث عني؟
لماذا؟
ترغب أن تؤنّبني لأنّني لست وفية، ولا أعرف لماذا علي أن أكون وفيّة، فأنا لم أطلق الوعود، كنت أجلس على زاوية من الزّمن غير أمينة أبحث عنّي، وأهدهد لي كي أهدأ، عندما أقفز إلى الأرض يفيض دمعي ، تسير الأنهار، وتبنى السّدود.
في حيواتي السّابقة كان العمر قصيراً جداً. كان بعضه ألف عام لم تكن تكفي كي أشعر بالنّضج. ومع أنّ هذه هي حياتي الخامسة والتسعين لا زلت لم أقترب من النّضح.
أشعر أنّني خفيفة كورقة شجر في الخريف تتطاير وتسقط تحت أقدام المّارة. هكذا أنا أضيع في الجمال والحبّ، والحكايات عن الجنّيات والأساطير، وأنت عميق تقطّب ما بين حاجبيك، وتسرد قصّة الوطن من صبيان أفكارك. تمسكني من كتفي ، تدير وجهي إليك فتختفي حواس السمع والبصر والشعور عندي، هذا العمق لا أراه فيّ. أقول لك أنّني خفيفة، وأنت مصرّ أن أكون نسخة عنك.
لا أعرف معنى الحرية، ولا العبودية، فكلّما صرخت حرّية أنظر إلى قيودي، وعندما أقبع داخل متجر العبيد يلامسني نسيم الحرّية البعيد.
عندما أصابتك حالة إسهال كلامي طارئة ،بينما حان وقت الإمساك عن الطعام، أصبحت كلّما رأيتك أدّعي أن القطار فاتني، وأنّ الوقت قطعني.
أقوم الآن بتحضير سريري. أرغب أن أدخل في حالة سبات طوعي، أتكوّر على ذاتي كالرّضيع، تمرّ بي، تشير إليّ ساخراً أنّني في وضع اكتئاب. أنت لا تعرف الحقيقة . تستمد ثقافتك وتهمك كلّها من وسائل التواصل الاجتماعية التي ثبت علمياً أنّها المسبب الأول للجريمة. تضع كلام أنشتاين وتنسى أن الجائزة كانت من حق زوجته، تنشد كلمات الحبّ لنزار، وتنسى كم سبّب شاعر الحبّ هذا كما تسميه من ألم لأولاده عندما غادرهم لينشر علاقة حب ليس فيها من الحب سوى الجاه والثروة حيث اعتاد أن يكون في أغلب الأحيان . أنت حرّ أن تعتبره شاعر الحبّ، أو شاعر الوطن، وأن تضع صورته على صفحتك متباهياً. وأنا لا أصرح أنني أعتبره كان يرغب في تحطيم روح الحبّ لدى أولاده وزوجته التي اختارها في المرة الأولى تنتمي للجاه والثروة كما المرّة الثانية . أنا متكتّمة جداً في موقفي!
لماذا علي أن أداريك ولا أكون أنا؟
هناك أشياء كثيرة تجعلك أنت وتجعلني أنا. لكنّني لا زلت أحاول أن أخرج من جلدك، وألبس جلدي. دعنا نعترف أنّنا مزيّفون. . .



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطلاق في إنكلترا
- عن تغيّر المناخ
- الخيار بين الموت والحياة
- حنين إلى المقبرة
- ترنيمة عزاء
- في وداع أخي
- ضوء على منطقة إدلب السّورية
- كراهية النّساء
- ماذا لو كان الرئيس كرّاً-أي ابن جحشة-
- مستقبل غامض للعائلات السّورية في لبنان
- كيف يفكر ليبراليو السويد
- تربية المشاعر
- ثوبي الجديد
- ترامب وحق المواطنة
- سيف عنترة
- ساعة لا ينفع النّدم
- قصة قصيرة
- جينات حميريّة
- قمة هلنسكي أصبح اسمها اجتماع هلنسكي
- لا تعوّي حيث لاينفع العواء


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - عنّي ، وعنك