أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مريم الحسن - جواب














المزيد.....

جواب


مريم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 5958 - 2018 / 8 / 9 - 14:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ساعدوني أرجوكم
فأنا أبحث عن جواب
أراقبُ تسلسلَ المشاهد
أتفحّصُ عُنف الصور
أتأملُ وجوه الضحايا
و أُمعن فيها النظر
أتفرّس في وجوه القَتَلة
و أُحاولُ أن أجد تفسيراً
يفضح لغز هذا الوحش الذي أسموه إرهاب
أغوص عميقاً في بحر أفكاري
أتجول في طرقاتِ تأملاتي بإصراري
أسائل خبايا تفكري و قراري
بعُنفِ المصدوم
بالوَجعِ المكلوم
أتصفّح كتباً
أطالع مقالات
أستمع إلى كل رأيْ
أقرأ الدراسات
أتنقّل بين الحاضر و الماضي
أتجوّل في سراديب التاريخ
أحاول ان أستنطق التواريخ
اتفحص الأيديولوجيات
لأعود منها كما عاد حنين
لكن ليس بخُفَين
بل بجواب
جوابٌ ليس ككلِ جواب
جوابٌ يُسرع إليَّ راكضاً
أراه يُقبلُ عليّ مستغيثاً راجياً
يُلوّحُ لي من بعيد
بيديه الإثنتين
و يرجوني بأن أسمعهُ و أن لا أصفعهُ
و حين ألاقيه
يصفعني هو بالردِ حين لا أردَعهُ
فأراه مألوفاً
و أودّ لو أني لا أصدّقهُ
و أُسدل على هول فاجعتي ستاراً
يواري عن عينَي وجه الحقيقة
بخُدعة الأهداب
صدّقوني
أنا فقط أبحث عن جواب
جوابٌ يُكذّب ذاك الذي يصفعني
بحقيقة فجّة
تخرس كل التآويل
بحقيقة مُرّة
تهزأ بالشرح وتسخر من التعليل
بحقيقةٌ وقِحة
مختصرة
بلا إسهاب
أنا فقط أريد أن أعرف
من فتح علينا بدايةً هذا الباب
أريد أن أعرف
من أيقظ الوحش فينا
من خدّر الإنسان في نواصينا
من أنبت لنا المخالب
من زرع في أحناكِنا الأنياب
ساعدوني أرجوكم
أنا فقط أُفتش عن الأسباب
أنا أرى وحشاً يُقيم فينا
يَلوك حاضرنا و يبتلع ماضينا
ينهش آمالنا
يدُق بيدَيه الإثنتين
الضخمتَين و الملوثَتين
بين الغد و بيننا
بدل الإسفين أسافينا
يمضغهُ و يتفلهُ
يرميه في وجوهِنا كجيفةٍ نَتِنة
تُدَللُ على ما اقترفناه نحن بحماقاتنا
بأيادينا
جيفةٌ تُشير إلينا برائحتها
تُدلّل علينا بلونها المصفر و المشبوه
و المخلوط بألوان سنين مآسينا
أنا أرى بأم العين أنياباً
أرى عرباً بأنياب
أدياناً بأنياب
إسلاماً بأنياب
مثقفين بأنياب
متعلمين بأنياب
و متحاورين بأنياب
و حتى وطنيين بأنياب
أنا لا أرى فقط مُستعمراً قوياً
أنا لا أريد جواباً نمطياً
انا لا أريد تفسيراً سياسياً
فهذا السمعُ قد ملّ
من تفسير الأكاذيب بالتكذيب
أو بالأكاذيب
و بتضليل أخطر بكثير
مِن أضاليل المخادع و الكذّاب
أنا فقط...أبحث عن جواب
عن ردٍ منطقي
يُقنع العقل
يُفنّد الأسباب
يُسكت صراخ الأسئلة
تلك المشبوهة
و المصوّب نحوها سلفاً
سهم العمالة
أو تُهم الإستلاب
أنا أبحث عن رد
ينتشلنا من وَحلِ الحضيض
يُحرِّرُنا من قيدنا الجديد
قيدنا الذي يحاصرنا
بين دوامة الشك و يقين الإرتياب
أرجوكم ساعدوني
أنا فقط أفتش عن جواب
أنا لا أريد جواباً يتلطى خلف الشعارات المُكرّرة
يتنكّر مرة
ثم يتموّه مرة
مرة بثوب المراوغة
ومرة بثوب المؤامرة
أنا لا أريد جواباً يُغلّف الحقيقة بزيف المكابرة
أنا لا أريد جواباً واهياً
أنا أريد جواباً شافياً
يعالجُ الجرح
يُجيبُ الألم
يُشخصُ العِلة
يصفعُ العجب
لتنبلج من ألم الصفعة حقيقة
لا تخشَ الفضيحة
و من نور صدقها
و لو عرّتها
من فداحةِ جهارةِ قولِها لا تهاب
تقولون مؤامرة؟
حسناً
فلتكن المؤامرة
كيف للمؤامرة أن تنجح في خلق الوحوش؟
كيف لها أن تبقينا أمواتاً فوق الأرض
أو في النعوش؟
كيف لها أن تبقينا لعقود
بل لقرون
خاضعين لفوضى شرائع الغاب؟
تقولون أذناب؟
حسناً
ليكونوا أذناب
كيف للأذناب أن تنفلت من جحرها
بلا رادع
بلا دافع
من دون ظروفٍ تعيشُ فيها تماشيها
من دون تربةٍ تربيها و تغذّيها
و تهيء لفوران انفلاتها
كل الدوافع و الأسباب؟
مؤامرة؟
حسناً
ليكن اسمها المؤامرة
من هم أول المتآمرين علينا؟
من حمّس المتكالبين علينا؟
مَن سلّم أعداءنا سلاحنا ليدمّرونا به
و بأيادينا؟
كيف استطاعوا العبور
لو لم نفتح لهم نحن بغبائنا
كل الحدود
و نسلم لهم بفسادنا
مفاتيح كل الأبواب؟
لكن عن أي حدود نتحدث؟
عن أية أبواب؟
أنا أريد أجوبة
تحترم نُبل الطهارة
في احمرار دماء الشهداء
أنا أريد أجوبة
تنقذ النظرات الحيارى
في عيون الضحايا
و في وجوه الصغار الأبرياء
أنا أريد أجوبة
تشفي غليل السبايا
و ترد إليها شرفها
بعد أن استباح أمانها و طهرها
مجون القتلة
و أكاذيب السفهاء
أنا أريد جواب
يلبي نداء الإستغاثة
في أنين ألام الجرحى
و في أفواه المحرومين
و الفقراء
و الجياع
أنا أريد جواب
ينقذُ أرواحَنا
بعد أن جُوِّفنا
بعد أن استُبِحنا
بكل صنوف العنف و الإجرام و العذاب
و بعد أن تحوّل أغلبنا
من أناسٍ بُسطاء
ساذجين
آمنين
عاديين
إلى قطعان من الوحوش والدواب
أنا أريد جواب
ينتشل ما بَقيَ
أو مَن بَقيَ منّا
بطَوق قَولِ الحقيقة
بكل تفاصيلها المخزية و المشينة و الدقيقة
أريد جواباً يُشير ببنانه
إلى ذلك المجرم الحقيقي
و المَخفي
في أبعد نقطة من أغوار نفوسنا العميقة
ذاك المتنكر برقعة سوداء
تداري عن أعيننا
بالعبارات المكررة و الجوفاء
حقيقة عَوَر رؤانا
و عَمى بصائرنا عن رؤيةِ عين الصواب
صدّقونا
نحن فقط نفتشُ عن جواب
ساعدونا
و لو لمرة واحدة
من دون أن نرجوكم
و مدّوا تساؤلنا بحقائق الأسباب
فنحن
مواطنو القسم السفلي في مجتمعاتكم
نُسائل بقايا الضمائر في ترّهاتكم
والفشل الصريح في تكرار عباراتكم
و نطالبكم بقول الحقيقة الكاملة المُرَّة
و لو مَرّة
فنحن نبحث عنها و عنّا
و نريد الإبتلال من علّاتِنا و تأخرنا
بتجرّعِ مُرِّ فداحةِ صراحتِها
و نريد جواب



#مريم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يُحكى أنّ ... كُرةً تتراكلُها الأقدام صرنا
- المعادلة الفاضحة
- أتدري ما السهر؟
- الشهيد البطل عزّام عيد... حاضرٌ أبداً و ما رحل
- لك الله يا وطني ... و كل هذا الحب على أرضك
- من مذكرات مواطن عربي (3) ... التوهان
- أبو علي
- من نحن... سؤال لم يعد تائه و لا بريء و لا محتار
- طفلةٌ بحزامٍ ناسف
- عاصفةُ الشمالِ
- ناهض حتر... شهيد الكلمة المقاومة و الفكرة المناهضة
- آليسار ... ضاحكةُ العينَين
- و يسألونك عن نصر تموز … قل هو للعرب صحيح رواياتهم
- أعيدونا إلى المربع الأول … أعيدونا إلى أصل الحكاية
- حديث خِيام في ذكرى النكبة ... من خيمة سوريا إلى خيمة فلسطيني ...
- من مذكرات مواطن عربي (2)
- من مذكرات مواطن عربي
- دير ياسين يا وجع البداية و أول الحكاية
- يوم انتصر التاريخ و عاد الحارس إلى تدمر
- فجّرونا...يا معارضات ترفع راية داعش


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مريم الحسن - جواب