أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - د. عدنان الظاهر شخصية ثقافية فريدة














المزيد.....

د. عدنان الظاهر شخصية ثقافية فريدة


سلام إبراهيم
روائي

(Salam Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 5958 - 2018 / 8 / 9 - 06:06
المحور: الادب والفن
    


د. عدنان الظاهر شخصية ثقافية فريدة


وصلتني رسالة الأستاذ عصام الياسري رئيس منتدى بغداد للثقافة والفنون في ألمانيا يطلب فيها مساهمتي في حفل تكريم الأستاذ د. عدنان الظاهر وأنا في زيارة للعراق وكنت مريضاً جدا، بحيث كان يصعب علي التنفس كما يعرف صديقي المكرم بوضعي الصحي الذي صورته في رواية تسجيلية "في باطن الجحيم" فصلت كيف أصبنا بالأسلحة الكيمياوية حينما كنا ثوارا في جبال العراق في ثمانينات القرن الماضي.
بالرغم من ذلك أقدم ما بوسعي من كلمات عن الأستاذ د.عدنان الشخصية الثقافية المميزة والفريدة.
في صباح بارد من صباحات عام 2000 فتحت صندوق بريدي فوجدت رزمة كتب دأب على بعثها صديقي الشاعر العراقي الراحل "عزيز سماوي" 1944-2001 من ضمنها ديوان شعر للدكتور الظاهر بعنوان "رمل وبحر" مع تعريف تضمنته رسالة "عزيز" بالشاعر وشخصيته وهو صديق حميم لصديقي، وكتب لي عنوانه في ألمانيا. فبعثت في اليوم التالي كتابي الثالث "سرير الرمل" وهو مجموعة قصصية إلى أستاذنا، فكتب عنها في الأيام التالية مقالا مفصلا صريحاً حللّ فيه قصص المجموعة وقارناً أحداثها بتفاصيل حياتي وجزم بأني أكتب عن حياتي وليس غير حياتي في منحى في الكتابة نادر وقتها يتعامل مع النص من ناحيتين جوهريتين الأداء الفني والثيمة وشكل تحققها وعلاقتها بالواقع.
ومنذ تلك اللحظة ارتبطنا في علاقة أدبية منتظمة من خلال الرسائل الورقية في ذلك الوقت، ثم لاحقاً من خلال البريد الإلكتروني وأحتفظ في أرشيفي الخاص بالكثير من رسائلنا وهي طريفة تدور غالبا حول الحياة والمواقف والأحداث في قصصي ورواياتي التي حرصت على إيصالها في السنوات الأخيرة. والرسائل طريفة خارجة عن نطاق المخاطبات الأدبية وفيها كلام عراقي مما يقال في الجلسات الخاصة، أقلبها حينما تقع بين يدي مبتسماً منتشياً من روح أستاذي الظاهر الطرية والحيوية والشابة وكأنه بسني، أو كأننا في مقتبل العمر ونحن نخوض في موضوع المرأة والجنس وعلاقة الرجل بالمرأة التي ترد بكثافة في رواياتي وقصصي.
لم يترك كتاباً من كتبي دون متابعة وتحليل والشيء المهم والجوهري أن تحليله يغور حتى الأعماق فأشعر أحيانا أنه يبلغ المرامي الخفية التي يحاول الكاتب ضمرها في بنية نصه وكأنه يشتغل مع ذهني في مراحل التهيئة ثم الكتابة، الشيء الذي لا يقبل صديقي د. عدنان التزحزح عنه هو: أنني صاحب الفعل في كل ما كتبت وأن ما أكتب هو حياتي، ولم يخفف من وجهة نظره حتى وصلته مجموعة قصص زوجتي "ناهده جابر جاسم "العاشقة والسكير" وبدأ يحاورها في الرسائل والتلفون.
وهنا أود الاعتراف له في هذا التكريم فأقول أن الكثير جدا مما ذهب إليه كان دقيقا وكان متفردا، وقع في تحليلاته على بواعث كتابة النص لدي وفلسفته.
ميزة أخرى لمقالاته النقدية العامة أو المتعلقة بظاهرة أو كتاب أو قصيدة أو شأن سياسي واجتماعي هي: أنه يكتبها ليس بروح وحرفة الكاتب المحترف، بل يكتب وكأنه يتحدث لنا فيستطرد هنا ويكثف هناك حسب غرض كتابته، وهذه الطريقة محببة، وخاصة به. تحاورت عدة مرات خلال السنوات المنصرمة حول هندسة مقالاته، فكتب لي قائلا: اني أريدها هكذا.
المتأمل لمقالات أستاذي الغزيرة ودائرة إهتمامها سيكتشف مدى أتساعها فمن العلوم المحضة إلى الأدب المحض مرورا بالسياسة وعلم الاجتماع فيخلص أنه يقف بأجلال أمام قامة ثقافية متفردة كرست وجودها وعمرها الطويل من أجل الأدب وقول الحقيقة وكشف الزيف والدجل منحازة للإنسان كوجود وغاية.
أخر ما جرى بيننا قبل أشهر، كتبت له إذا كان بإمكانه مراجعة رواية جديدة لدي أعدها للطبع، فأستاذي يعرف بأن زميلي وصديقي الروائي "حميد العقابي" الذي كان يقوم بذلك منذ أول كتاب لي قد مات العام الماضي، لكنه كتب لي معتذرا لعدم قدرته بسبب تقدم السن ووهن الذاكرة.
تحية حب واعتزاز لأستاذي د. عدنان الظاهر
له طول العمر والصحة.
الروائي العراقي
سلام إبراهيم





#سلام_إبراهيم (هاشتاغ)       Salam_Ibrahim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيرة وجع عراقي: سفر في حياة الشاعر علي الشباني العاصفة.
- من رسائل الروائية العراقية عالية ممدوح إلى الروائي العراقي س ...
- أوراق من ذلك الزمن لعلي محمد: كتاب يوثق بدقة لحركة الأنصار
- مرور 17 عام على رحيل الشاعر العراقي المجدد -عزيز السماوي- من ...
- أن تعانق صديقاً بعد واحد وأربعين عاماً
- الروائي المصري الجميل -مكاوي سعيد- وداعاً
- الأجنبية كتاب عالية ممدوح: حفر في منظومة قيم القسوة الاجتماع ...
- المدنية والإنسان والخرافة
- يحدث في الفجر
- طرف من خبر عائلة ال سوادي الشيوعية
- حفيدتي
- سوف لا أشتمك
- تجربتي الثقافية مع الحزب الشيوعي العراقي. 1- كراس عن شهيد
- انتقام
- لحم حار
- كيف يفشل النص حينما يُبنى على فكرة غير دقيقة
- الإنجاز الإبداعي لتجربة -مظفر النواب- في ميدان القصيدة الشعب ...
- الحُلو الهارب إلى مصيره رواية العراقي -وحيد غانم-: عالم الشا ...
- البنية الفنية لقصيدة الشاعر الراحل علي الشباني
- المثقف المدني العراقي.. هل هو موجود في الواقع؟!.


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - د. عدنان الظاهر شخصية ثقافية فريدة