أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزهة أبو غوش - وميض في الرّماد ومعاناة المغتربين














المزيد.....

وميض في الرّماد ومعاناة المغتربين


نزهة أبو غوش
روائيّ وكاتبة، وناقدة


الحوار المتمدن-العدد: 5958 - 2018 / 8 / 9 - 04:25
المحور: الادب والفن
    


وميض في الرّماد ومعاناة المغتربين
قراءة وتحليل: نزهة أبو غوش
وميض في الرّماد للرّوائي المقدسي، عبدالله دعيس في 381 صفحة صدرت عام ٢٠١٨ عن مكتبة كل شيء الحيفاوية.
ماذا أراد الرّوائي دعيس أن يوصل للقارئ؟
في روايته، أمسك الكاتب بزمام لغته العربيّة، قواعدها وبلاغتها وأصالتها، وجيّرها بسلاسة وطلاقة؛ من أجل أن يوصل فكرته ويقنع بها قارئه؛ كذلك حرّك شخصيّاته بمرونة ودراية بين أماكن مختلفة من الولايات المتّحدة – نيويورك- إلى الدّول العربيّة، العراق، سوريا، مصر، فلسطين.
نلحظ أنّ الكاتب قد وظّف خياله بأًسلوب ذكي داخل روايته، حتّى أنّه جعل القارئ يصدّق أنّ الأحداث حقيقيّة، إِلا من بعض الأحداث المبالغ بها، مثل عمليّة اختطاف الوثائق من بين أيادي المليشيا المجرمين داخل السّفينة مع أنّ لا أحد يمكنه أن يحدّ من خيال أيّ كاتب. هنا يمكن تشبيه هذا الحدث بالأفلام البوليسيّة الّتي نشهدها على الشّاشات.
من الناحية الفنيّة استطاع الرّوائي ان ينظّم أدوار شخصيّاته بترتيب متتالٍ، ثمّ يعود لأحداث كلّ شخصيّة بالتناوب، ممّا سهّل على قارئه سهولة الفهم السّريع لمعرفة مسار ومصير كلّ شّخصيّة دون أيّ تعقيد.
استخدم الكاتب أُسلوب الرّسائل؛ - الألكترونيّة والورقيّة- من أجل تطوير الأحداث وربطها روائيّا ببعضها البعض، ربّما تعتبر هذه الطّريقة الكلاسيكيّة في الأدب، لكنّها وسيلة ناجحة ساهمت في توضيح الحدث والتّعبير عن العواطف والمشاعر نحو الحبّ والألم والنّدم والشّوق إِلى الوطن الأُمّ، كما أنّ الوسائل التّكنولوجيّة الحديثة قد ساهمت في تطوّر الأحداث بشكل سريع، كذلك أُسلوب الاسترجاع ( فلاش باك) ؛ من أجل العودة بالأحداث إِلى الوراء وتذكّر أحداث سابقة حدثت مع الشّخصيّات وربطها بالحاضر.
استخدم الكاتب دعيس أيضا أُسلوب الحوار، الّذي يبيّن ماهيّة الشّخصيّة وحقيقتها، وإِن قلّت نسبيّا في الرّواية؛ كذلك أُسلوب الحوار الدّاخلي ( المونولوج) الّذي يكشف عن نفسيّة الشّخصيّة ودواخلها.

صوّر لنا الكاتب في الرواية الغربة بوجه أسود لئيم جارح، بل قاتل.
اِغتربت شخصيّات الرّواية: مصعب، عبد الحكيم، عليّ، نزار، غادة، وهدى في مدينة خلف المحيطات، في مدينة الأضواء والزّحمة والعمارات الشّاهقة والغموض، وتعدّد الجنسيّات والألوان والدّيانات والعقائد؛ وبلد المليشيات والعصابات والمجرمين؛ فكانت غربتهم مضاعفة، فهي غربة داخل غربة داخل عربة.
هم غرباء عن أوطانهم وأهلهم وقوميّتهم.؛ أمّا كونهم عربا ومسلمين فأضافت لهم غربة أصعب بكثير ممّا توقّعوا قبل هروبهم من أوطانهم الأصليّة؛ حيث أوقعتهم غربتهم في مآزق ومصائب كثيرة، لم يفتأوا أن يخرجوا من واحدة حتّى يدخلوا بغيرها، وخاصّة من النّاحية الأمنيّة الّتي وُصم بها المسلمون من قبل الغرب في كافّة أنحاء العالم، وألصقوا بهم تهما، هم أبرياء منها؛ وذلك من أجل توجيه عيون العالم نحوهم، لتحقيق السّيطرة على الشّرق وثرواته مثل النّفط وغيره.
من خلال تشابك الأحداث في رواية استطاع الكاتب أن يوصل فكرته المناهضة لأفكار الغرب والّذين يحاولون مرارا وتكرارا تثبيتها على المسلمين في هذا الكون. ربّما كانت الرّواية بحاجة إِلى تكثيف الأحداث حول المؤامرات الّتي تحاك ضدّ المسلمين مثل البوليس السّرّي والمخابرات من خلال استخدام التّنصّت، وكشف أسرار الحكومات وذكر العلاقات بينها وليس بين الافراد فقط؛ حيث حمّلت شخصيّات الرّواية أعباء كبيرة فوق كاهلها.
المكان في الرّواية ينمّ عن دراية الكاتب عبدالله دعيس بالمواقع وأسماء الشّوارع الحقيقيّة في مدينة نيويورك الّتي ذكرها بدقّة، وهذا يؤكّد على أنّها أماكن عاش فيها الكاتب وعرف عنها الكثير. أمّا الزّمان فقد بدا واضحا في الرّواية منذ الثمانينيّات حتّى التسعينيّات، حيث وقعت بالفعل حوادث دمار وتخريب؛ أمّا المستقبل فقد أوحى الكاتب عن وقوع حوادث مدمّرة وهدّامة في مدينة نيويورك، يقصد بها تدمير المركز التّجاري العالمي في نيويورك.
حاول الكاتب دعيس في نهاية روايته أن يشعل وميضا يخترق الرّمال المبعثرة في عالمنا العربي والاسلامي، وذلك من خلال تزويج الأحبّاء في مدينة غزّة الفلسطينيّة، وعودة المهاجرين إِلى الوطن.
لم تخلُ الرّواية من أُسلوب التّشويق الّذي يشدّ القارئ لمتابعتها.




#نزهة_أبو_غوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع في رواية هذا الرجل لا أعرفه
- أشواك البراري وسيرة التحدي
- -طلال بن أديبة- والاعتماد على الذات
- برج الذّاكرة، للكاتبة الفلسطينيّة، حليمة دوّاس ضعيّف.
- رواية الرقص الوثني والخروج عن المألوف
- الحالات النّفسيّة لشخصيّات عشاق المدينة
- طغيان العاطفة في رواية -قلب مرقع-
- سردية اللفتاوية والجذور
- هواجس نسب حسين والضياع
- الصّراع في رواية -قلبي هناك-
- -حرام نسبي- رواية نسويّة بامتياز
- السخرية في يوميات الحزن الدامي
- الشّاعرة سلمى جبران في ندوة مقدسية
- العاطفة في ديوان دائرة الفقدان للشاعرة سلمى جبران
- الطّائرة الورقيّة والحبكة القصصيّة
- رواية بلاد العجائب تنصف المستضعفين
- رواية -الهروب- وإيقاع الموت والسياسة
- حركة الزّمان والمكان، في رواية الخطّ الأخضر
- الصّراع في رواية -غفرانك قلبي-، لديمة السّمان
- الرّمزيّة في ديوان-أجنحة الحنين-


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزهة أبو غوش - وميض في الرّماد ومعاناة المغتربين