أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - د. جميل الدويهي في رائعته: -من اجل عينيك الحياة ابيعها-














المزيد.....

د. جميل الدويهي في رائعته: -من اجل عينيك الحياة ابيعها-


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 5957 - 2018 / 8 / 8 - 03:32
المحور: الادب والفن
    


د. جميل الدويهي في رائعته: "من اجل عينيك الحياة ابيعها"

نص آسر يخفق بصدورنا مع دقات قلوبنا

نبيل عودة

"من أجل عينيكِ الحياة أبيعها"، فورا أدخلني الشاعر المهجري د. جميل الدويهي الى نوسطالجيا ايام الشباب، طبعا لن نبيع الحياة، لكنه تعبير عن الشوق لحسناء سحرته، ربما شابا، وظل سحرها ينمو بين اضلاعه حتى تفجرت مثل هذه القصيدة الإنسانية في مضامينها، بصورها الشعرية الآسرة والمثيرة لكل واحد منا عايش أجمل سنوات الشباب، حرا مثل نحلة تحط على الأزهار .. ما أكثر الأزهار ويا حيرة لم تنته، ونفس لم ترتو من ظمأ الحب، بل ظلت خفقاته خالدة في أرواحنا .. رغم اننا عبرنا جيل الشباب، الى جيل ملعون يجعلنا ملك الرصانة، وروحنا منها براء.
الحنين حين يتدفق شعرا او نثرا يكشف اوراقنا العتيقة، ويغرقنا بنوسطالجيا (حنين) الى متعها التي لا تفارق مشاعرنا، رغم الجيل الذي فرض علينا رصانة واتزانا .. لكن الحنين يتفجر بين فينة وأخرى، بشكل قصة، او قصيدة .. والله لولا الذاكرة لما استحقت الحياة ان نبقى بها لحظة واحدة.
قرأت هذه القصيدة مرات كثيرة، وكلما قراتها اثارت في نفسي العديد من الذكريات والصور التي لا تغيب عن الذاكرة:
جذلانةً ً تمْشي كعزف ربابةٍ
وبنظرةٍ من عينها تغتالُ؟
تذكرني بجرير الذي اشتكى:
إنّ العُيُونَ التي في طَرْفِها حَوَرٌ، قتلننا ثمَّ لمْ يحيينَ قتلانا
قرأت القصيدة واعدت القراءة وانا في حيرة كبرى، أي نماذج أسجل من هذا العشق الدافق؟
منذُ الولادة ِ ما لديّ هُويّةٌ،
فأنا مصيرٌ غامِضٌ، وسؤالُ
لكنّني في الحُبّ عندي ثروةٌ،
ولديّ من شِعْر الهوى أحْمالُ...
ماذا ارتكبنا من أخطاء بحقك يا جميل حتى تعيدنا لأيام بدأنا ندفنها ونحاول ان نعيش زمننا بما وصلناه من جيل ما بعد الكهولة؟
هل تريد مني تصريح يفضح مشاعري؟ كتبت قصة اثارت ضدي موجة نقد وتهما بالمراهقة، اسم القصة "كنت معها". وهي لقاء مع حب شبابي الأول، الذي ما زال يخفق في صدري بمجرد تذكر ملوحة دموع معشوقتي.
ماذا أحبُّ؟ أحبُّ أن تتدلّلي،
ويشاغبَ الخصْرُ الذي يخْتالُ...
وأحبُّ في الشفتين ِ أن تتَمرّدا...
إنّ التمرّدَ في الشفاه جَمالُ.
وأريدُ أن تتنازلي... وتُقبّلي
حتّى يَصيرَ بأضْلُعي زلزالُ
مجرد اعادتنا لنوسطالجيا الشباب وصبايا الورد هو زلزال، كثيرا ما عاتبت ربي لماذا لم يطل أيام شبابي لمائة سنة كاملة حتى ارتوي .. ثم ليميتني شابا ابن مائة، وسأكون شاكرا فضله حتى وانا اصرخ من نار جهنم. وأحيانا أغضب من انه خلقني قبل 70 عاما، ولم يكن الجمال متفجرا كما هو في هذه الأيام.. سألوا رئيس لبناني سابق هو كميل شمعون عن رأيه بموديل فستان الميني، الذي يكشف مناطق مغرية من فوق الركبة، فرد "قصروا لما قصرنا".
الصور الشعرية بهذه القصيدة من الكثافة والرقة وجمال الصياغة ما يجعلها أقرب الى لوحة بريشة رسام .. اهم أمر سحرني هي البساطة في التعبير، لكنها بساطة تحتاج الى قلم مجرب، وتجربة إبداعية وذاكرة تحمل من الورد ما تعجز عنه قاطرة ...
لا أعزائي أنا لا اكتب نقدا، بل انطباعات قارئ، تركت في نفسه هذه الكلمات باقة ورد وحنين دافق وحب للإنسان والطبيعة والابداع الأدبي الراقي.
من أجل عينيكِ الحياة أبيعُها،
فأنا بدونِك صُدفة ٌ، وزَوالُ...
ويرد على من يدعون الأخلاق وهي منهم براء:
قالوا عن الحبّ الجميلِ: خـَطيئةٌ،
فحياةُ كلِّ العاشقينَ ضَلالُ...
لكنه يعطي الجواب الشافي:
وإذا يغيبُ الحبُّ يوماً واحداً،
تبكي السماءُ، ويَعرُجُ المَوّالُُ.
أيها الشاعر المبدع جميل الدويهي، لماذا تعذبنا ونحن في جيل بتنا نرى ونحلم ان يعود الشباب يوميا؟
لا باس .. سنعيش ما تبقى لنا من عمر ونحن نحلم ان ينتصر الحب والجمال وتفنى الجريمة والدمار .. ربما ليس لنا انما لأولادنا وأحفادنا وهو أكبر حب يغرد في قلوب أبناء جيلي.
[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فشلتم بلديا، هل تعيدون التفكير لتصحيح نهجكم؟
- أين اختفت أول جامعة عربية في إسرائيل؟
- حكاية نصراوية
- الناصرة مدينة لن نمل من حبها وستبقى منارة لأهلها
- امتحان الرجولة
- خواطر وملاحظات حول واقعنا الثقافي
- هل خسرت الناصرة 30 مليون شيكل لأن مصعب دخان لا يثق بعلي سلام ...
- جسر بيج فيشن لحل مشكلة المواصلات للناصرة ولكل البلدات في الم ...
- فلسفة مبسطة: الماركسية بين الجدلية والمركزية
- هل انهت جبهة الناصرة دورها التاريخي؟
- فلسفة مبسطة: من فلسفة كارل بوبر السياسية
- مرشح رئاسة
- انتصاركم بإسقاط ميزانية بلدية الناصرة هو شر من هزيمة!!
- يوميات نصراوي: الرقابة على الثقافة .. هي تدمير لكل القيم الأ ...
- اسقاط ميزانية بلدية الناصرة يسقط كل أوراق التين عن عورات الم ...
- دعوة لوجبة فاخرة
- يعدون ما في جيوبهم
- رؤساء أمريكيين في حضرة الخالق
- محامون
- مقابلة عمل


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - د. جميل الدويهي في رائعته: -من اجل عينيك الحياة ابيعها-