هاله ابوليل
الحوار المتمدن-العدد: 5952 - 2018 / 8 / 3 - 12:23
المحور:
الادب والفن
لطالما كنت أقابل المطر بابتسامة , اشعر أن ذلك صار من الماضي حسنا , إنه من الماضي و لكن على الأقل كان لدي ذكريات .
في الحقيقة , لقد فقدت تلك الطاقة في تكديس الذكريات الجميلة بداخلي بعد بحثي عن بقايا زوجتي وابنتي في ذلك الملجأ , لم أجد بعدهم شيئا يستحق لأتذكره .
فلو رأيتم ما رأيته في ذلك اليوم الحزين ! يا للهول
لقد اختلطت بقاياهم بالآخرين , وامتزجت أرواحهم معا وصعدت إلى السماء معا تاركة خلفهم أرواح معذبة بالحنين والندم .
وتذكرت ما قاله محمود درويش يوما " لم يكن الموت يوما مشكلة الموتى , إنه مشكلة الاحياء . حقا كان ذلك عذابا مقيما بعد أن رحلوا وتركونا نعاني
فهم قد ذهبوا هناك في الأعالي و تركونا ننزف ورائهم
لطالما كنت اتمنى لو شاركتهم نفس المصير, نفس الموت .
ولكنها إرادة الله أن ابقى لكي أنزف .
لقد قتلنا بوش جميعا في ذلك اليوم , لم يكن هناك بيت في العراق لم يبك في تلك الليلة ,
هذا المجرم الذي صار رساما بعد أن لون العراق بالحبر الأحمر المتدفق صار رساما !
فهل يعقل إنه أراد توثيق جرائمه .
هذا المجرم الذي احرق شعبا ودمر بلدا ذو تاريخ غارق في القدم كان يسمى العراق ....
فجأة ,ومع غير سابق إنذار , وجدت أبي فوق رأسي , يمسك القلم , ويكتب على الورقة التي أمامي
كان يسمى العراق و سيظل يسمى العراق
رغم انف كل الطغاة والمجرمين .
#هاله_ابوليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟