أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام جاسم - الشمس تحدق في الزقاق















المزيد.....

الشمس تحدق في الزقاق


حسام جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 5950 - 2018 / 8 / 1 - 23:09
المحور: الادب والفن
    


تناثرت قطع المرايا الصغيرة و توسطت أرض الغرفه و افترشت شظاياها نحو الأعمق

-هل نمت جيدا ؟

-و هل انام بالتكبير المفتعل بالجامع كأننا كفار في هذة المدينه ؟؟!!!

-هل صوت الله يزعجك ؟!!

-إن كان صوته هكذا فشكرا هههههه !!!
وهل للإله صوت انه رمز بأصوات الأقوياء من أمام الجامع الى أمام الحكم
نفترش أرض النفاق حوله و نحكم العقول باسمه .

- هل الفلسفة اشتغلت في عقلك ارجع نام !!!

-و لماذا لا نطرح تساؤلات ؟!!

-إنها ضد السائد و مهووسه بالسؤال دون إثبات الجواب !!!!

- و كيف يتكون الابداع دون نقد السائد و كسر الثابت ؟!!!

- هكذا صوت المؤذن فاعتاد عليه فهو بركة .

- و هل يحتاج نشر البركه صراخ و عويل خمس مرات في اليوم وسط البيوت الضيقه و هل تحتاج هذة المدينه مزيدا من الجوامع و اللطم !!!

- العمل لا ينتظر هذة الفلسفة انها الان الساعه السابعه .


أنها بداية الضجر و الملل الخروج و الدخول من الصباح الى المساء دورة مغلقه لا منفذ منها
تسطع الشمس على رأسه الاصلع و تنشر حرارتها القصوى كأنها قاربت الثانية ظهرا
حتى شمس الصباح تختلف في هذة المدينه عن غيرها
تتعثر قدماه ببقايا الطعام و قناتي الزجاج الفارغه المتناثرة هنا و هناك في الشارع العام دون رادع و يتحسس الأزقة بعيونه خوفا من إحدى الحصى التائهه التي يقذفه بها صبيان الحي فهم لا يعرفون أحد يرتدي ربطه عنق جميع آبائهم يرتدون دشداشه بيضاء حين المسير في هذا الزقاق فيرمونه بالحصى خوفا من التغيير و حرصا على دوام المألوف .
يمشي و يلعن يومه الآغبر حين تربى في هذا الزقاق
يتناسى قوة الجهل المفروضه سياسيا على أطفال هذا الزقاق دون غيرة من مدن العاصمه .

تتدرج الاختلافات السياسيه المفروضه بقوة المليشيات و سلطه امناء الجوامع و تختلف من مدينه إلى أخرى داخل نفس العاصمة .
لا تصدح الجوامع عاليا أمام بيوت الأثرياء بل تتناثر بعيدا أمام الشوارع البعيدة
يتم فرض ملابس معينه في كل مدينه من مدن العاصمة و ترجح الأسباب آلى الهوية الوطنية الأصلية و ثقافه الشعوب ؟!!!!!!!!
تصاغ الثقافه بالتميزات العرقيه و الاثنيه و تتميز الهوية الوطنية بالملابس و ليس الأعمال و المنجزات
هوية الإنسان هي أعماله و منجزاته و ليس حجابه و ربطه عنقه
تفرض الحكومة و المليشيات الدينية قيم مختلفه لصياغة النظم السياسيه بتفرقه بين المدن في العاصمة الواحده
تكتب اللافتات بصور أحدهم فتصبح هذة المدينه ملكا له و لأبيه المتوفي خارج نطاق البلاد أو العاصمة !!!!!؟؟؟

يترنح بممشاه لعبور أحد الشوارع الضيقه تركض خلالها طالبات المدارس الابتدائية بسرعه و أن تعثرت أحداهن صدفه أمامه فعلية أن يمضي و لا يساعد
تعود أن لا يساعد أحدا خلال هذا الزقاق فالمساعده جريمة .

تنتهي براءة الأطفال بتربية قائمة على الكذب و الخوف و الاستسلام تنعدم لغه الإبداع في البيت و الشارع و المدرسه
فالمساعده تعني الدفع و تثبيت الجريمة على المساعد
تنتهي بوقوعها على رأسه و يتحمل دفع نفقات المساعدة بعشيرة فلان ابن علان صاحب السمو و الغيرة
كيف تساعد فتاة يافعه على النهوض بعد أن كسرت أقدامها بشيش الشوارع الحاده ؟!!!!
مساعده الفتيات و نجدتهن من الموت أو الغرق أو الاعتداء تعتبر جريمة عشائرية كبرى لا يتم التقرب للفتيات في هذا الزقاق داخل العاصمة
تحترق البيوت بالبنزين لاتفه الأسباب بلا رادع و يقتل من يقتل دون سبب وجيه و تخاف الحكومة من حماية الناس و دخول هذا الزقاق لأنه محكوم بقوة العشائر الغيوره و أبناء المليشيات المتطرفه
يترك الناس ليواجهوا مصيرهم المحتوم وحدهم
تقسم الأزقة بين الأطراف الحاكمه و يتبرع العاطلين عن العمل للدخول إلى هذة الأزقة و فرض نفسهم بالقوة لحمايتها
تتداخل الغرف ومساحتها بعدد كبير بالسكان و تكاد تختنق بالصراع الأسري على تقسم العمل بين نساء البيت الواحد
و يصارع اطفال العمام مع اطفال الخوال ضد بعضهم
و يتصارعون ضد غيرهم من الأطفال بالأسلحة البلاستيكية المصنوعه في الصين و أمريكا و تشجع الدول التي تسمى المتقدمة الأطفال التابعين لدول ما يسمى العالم الثالث على الصراع و الدماء و ثقافه الدعشنه بمباركة الحكومة
يضعون الرصاص الكاذب الضار في البنادق البلاستيكة و يقذفون بعضهم البعض لتنتج تشوهات جسدية في أنحاء الجسم .
مر بقربهم و هم يمطرون بعضهم البعض بوابل من الرصاص الصلد
استطاعت إحدى الاطلاقات أن تجد طريقا إلى مؤخرته تحمل الألم و مضى
فتنبيه الأطفال جريمة أخرى داخل هذا الزقاق .

وتتربى الفتيات بقيم مختلفة عن الذكور يقبعن في تعلم الطبيخ و النفيخ منذ ظهور الطمث الأول و لا يقدن الدراجة أو كرة القدم نحو السلال الحديدية كاقرانهن من الرجال
التعليم غير مهم للفتيات فالمصير في الاقتصاد يرجع للزوج المستقبلي ليصرف بدلا عنها
تنعدم الكرامه للأطفال فلا يعلمونهم الاستقلال الاقتصادي بكيان قائم
بل يرمى العقد الخاص بالزواج إلى قيمة المهر و الحلى الذهبية
اصبحت الحلى دليل على محبة الزوج لزوجته ؟!!!
و انعدمت ثقافه الكرامة و الصدق و الاستقلال
الأغلبية يتم تزويجهن في هذا الزقاق و غيره من الأزقة المشابهه بعمر أقل من 18 و كذلك بالنسبة للذكور
الزواج أصبح قيمه للتفاخر و تصبير الأطفال جنسيا
عمر 17 يتزوج أحداهن بعمر 13 أو 14
و هل يملكون قرار الزواج و الحب بأيديهم القاصرة ؟!!
و يفرض الحجاب سياسيا على الأطفال منذ سن السابعه في المدرسة و الشارع و يمنع دخول الفتيات ذوات الشعر الحر لمقاعد الدراسه بل يتم فصلهن بسرعه و لا تسري هذة القوانين في بقيه المدن التي لا تبعد سوى بعض كيلومترات من هذا الزقاق حيث يسمح للأطفال بالدخول بحرية آلى الصف .

النظم الأخلاقية المزدوجه للأطفال في المدن تسمح بشيوع الطائفية فالقرارات الطبقيه منذ الطفولة تفرض بقوة على الأطفال و طريقه لبسهم و تفكيرهم و يصبح السائد حق و ما سواه في المدن الأخرى في نفس العاصمه باطل و كافر
عند نقل الأطفال في المدن الأخرى في نفس العاصمة يتسالون هل هؤلاء بشر مثلنا ؟!!!
لماذا ملابسهم تختلف و عارية و تدخل في المدرسة بحرية و انا اعاقب و اطرد بسبب شعري و هي لا ؟!!!
لماذا وجوههم تكسوها المساحيق و شعر الاطفال و العجائز يتطاير علنا وفي اعناقهم اربطة ضاغطه تدل على الوجاهه و الرقي في منظور تلك المنطقه في حين يفرض الحجاب و الدشداشه في زقاقنا كنمط وجاهه و رقي و شرف !!؟؟؟؟
لا أحد يجيب على أسئلة الأطفال العقلانية و الفلسفية للحياة يصمت الجميع أو يكذبون بحجج الثقافه و تقاليدهم المختلفه و أنهم غير متديين و يتناسون عند كذبهم السياسات الحكومية و الاقتصادية التي تضع فواصل بين الأطفال و تدمر أحلامهم بحجة الدين المقشر و الثقافه البرجوازية و تسيج بعض المدن للاثرياء بقواطع عالية يمنع دخول الفقراء اليها و لا يعلم أحد ماذا يوجد بداخل تلك المدن في العاصمه التي تحوي 10% من أصحاب القرار الفاسد و رؤيتهم للنهب .
أسئلة الأطفال تكشف الحقائق المزيفه و المكتوبة كذبا في التعليم و الشارع و حتى البيت
لا يصدق الأطفال إلا صوت الأعماق صوت الفطرة الذي يناشد العدل و الحرية و الحق لذلك تهدم الحكومات الأطفال فكريا و تربيهم على الطاعة و الالتزام كدليل للنجاح و التفوق الدراسي !!!!

مضى بسرعه و مضى الوقت بهدوء كأن تلك الشمس خلقت في هذا الزقاق الطويل
وصل لإحدى السيارات بالإشارة اليدوية لكل مكان داخل المدينه له إشارة تختلف عن الأخرى بإصابع اليد لكي تقدر على توقيف سيارة أجره عليك أن تحرك أصابع يدك بلغة الإشارة لكي تصل للمكان المنشود
تتعثر السيارة عند المسير بحفر الطريق الغير مبلط و تتطاير النفايات عند نسمه هواء طبيعية لتغير موقعها لسد الشارع
تتخذ النفايات حاجز مهيب لتحجز نصف الشارع و تتناثر ببقاياها نحو السيارات المسرعه رغم المطبات.

شعر بمؤخرتة تهتز بقوة و ترتمي ركبتاه نحو الحاجز الفاصل بين المقاعد المخصصة للجلوس
راديو السيارة يحكي عن قوة الدين الإسلامي و تأثيرة لتطوير الحياة بصوت أحد الشيوخ بأن المؤامرات من الغرب و ليس من الداخل
و هل ينفصل التأمر الداخلي عن التأمر الخارجي !!!؟
بل التآمر الداخلي من الحكومة الفاسدة أقوى بكثير من المؤامرات الخارجية
يتتابع بأحاديث الغيب و عالم الأشباح و حياة أحد القدماء الذي لم يعمل في حياته من شيء سوى الغزوات و الفتوحات بقوة السيف و تجارة الرقيق !!!!!
و يجب علينا ان نستلهم الهمم منه و من فلسفته الضيقه في ذلك الزمان !؟؟؟؟؟
ترجل من السيارة و نزل بأهات
ظهرة و مؤخرته تؤلمه تمشى لمكان العمل و هو شاحب الوجه لمس جدار المبنى و نظر إلى فوق حيث تتراص الطوابق حدقت به الشمس و أشاح بنظره عنها و عرف حينها بأنه سيختلق المزيد من الأعذار عن سبب تأخره .



#حسام_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاوي الموت و الطفولة .... هم ذاتهم !!!!
- ثقافة التطبيل و خطيئة حواء
- الله و الديمقراطية
- عملية الالهاء الشعبي و إلغاء الالهام
- الإبداع بين تشوية السمعه و الدعوات الأصولية /2
- الإبداع بين تشوية السمعه و الدعوات الأصولية /1
- عشتار تشاطر ام محمد النواح
- قبل بلوغ سن الهلوسه
- احذرك و ارجوك
- المساواة بين الجنسين في ظل الصراع الطبقي
- الحب وجهة نظر طفولية
- ثقافة الانفصام
- مرض (الخوف من الابداع )
- الراقصه و المطبخ
- عين الله
- آخرة جديده
- اخلاء سبيل للهواء
- اسطورة اجدادي ينتظرها احفادي ( ولم يتعظ )
- الصداقة الفكرية
- سبات المراقبة


المزيد.....




- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام جاسم - الشمس تحدق في الزقاق