أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا - ملهم الملائكة - بعد قرن من ثورة أكتوبر، أين تقف حرية المرأة ؟















المزيد.....

بعد قرن من ثورة أكتوبر، أين تقف حرية المرأة ؟


ملهم الملائكة
(Mulham Al Malaika)


الحوار المتمدن-العدد: 5949 - 2018 / 7 / 31 - 00:28
المحور: ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا
    


في ذاكرة ثورة أكتوبر الاشتراكية، تشكّلت شخصية المرأة الشيوعية مقرونة دائما بالأسماء الأولى، الكسندرا كولونتاي، روزا لكسمبورغ. لكن ثورة اكتوبر التي منحت المرأة شكلا غير معهود من الحرية، لم تقرأ تطور حريات الجندر كما آلت إليه اليوم.

في دورة كأس العالم الأخيرة بموسكو، استوقفني خبر تناقلته مؤسسات الاعلام الدولية ومفاده أنّ النائبة الروسية الشيوعية تمارا بلتنيفا البالغة من العمر 70 عاماً حذرت من أنّ اختلاط النسوة الروسيات بمشجعي كرة القدم القادمين من مختلف أنحاء العالم قد يؤدي إلى ظهور عدد من "الروسيات وهن يربين أطفالاً يتحدرون من جنسٍ آخر".
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن لقاء اجرته إذاعة روسية محلية بالنائبة تمارا بلتنيفا حيث قارنت الأخيرة الوضع بما قالت أنه جرى عام 1980 في أولمبياد موسكو.
ورغم أنّ النائبة الروسية حذرت من التسرع بالحكم عليها بوصفها بأنه قومية النزعة، إلا أن الخبر برمته أثار عندي نوعاً من الاستذكار للثقافة الشيوعية وموقفها من المرأة.
في العالم الشرقي والغربي إلى حد أقل، شاع مفهوم خاطئ مفاده أنّ المرأة الشيوعية مشاعة للجميع، وبنى كثيرون أوهاما حول هذا التصور، ولعل اختلاط المفاهيم وعدم وضوح تصور الثورة الاشتراكية لوضع المرأة هو سبب هذا التصور الفاحش.
الشيوعية بعد ثورة اكتوبر كانت منغمسة إلى درجة بعيدة في يوتوبيا الحلم الشيوعي، لدرجة باتت حرية المرأة تحصيل حاصل فيما تفعله الشيوعية، ودول الكومنترن ودول حلف وارشو. وخضعت حرية المرأة وحدودها في التفسير العام لاجتهادات خاصة بقيت غير معلنة، وارتبطت بخصوصيات دول المعسكر الشيوعي.
وحرص لينين والمفكرون الجدد بعده على تجريم البغاء واعتباره شكلا مطلقا من عبودية المرآة. بل يمكن القول إنّ التطبيق الشيوعي للعقيدة الماركسية، جعل حرية المرأة أمراً يومياً، وفجأة يصدمني نص كتبه لينين للشيوعية الرائدة كلارا زيتكن:
"إنّ لائحة أخطائك يا كلارا لم تنته بعد. لقد قيل لي أنّه خلال أمسيات القراءة والمناقشة غالبا ما تثار مع العاملات قضايا الجنس والزواج ويبدو وكأن ذلك يشكل الغرض الاساسي للتربية السياسية وعمل التثقيف. فلم أصدق أذني عندما سمعت ذلك . فبينما تعمل أول دولة لدكتاتورية البروليتاريا على النضال ضد أعداء الثورة في العالم أجمع....تنكبّ أكثر الشيوعيات نشاطا في ألمانيا على تحليل قضايا الجنس والزواج في الماضي والحاضر والمستقبل. أية فوضى في هذا العمل"؟!
هذا الرأي المنقول عن فلاديمير لينين، يثير اليوم ألف سؤال، أليست قضايا الزواج والجنس هي ما يشغل العالم، وخاصة في عصر تحرر المرأة؟ تحرر المرأة خلقته الشيوعية بلا مراء، فظهرت الكسندرا كولونتاي وزيرة الشؤون الاجتماعية في حكومة لينين التي بقيت في منصبها حتى عام 1918، وهي أول امرأة تتقلد منصب وزيرة في التاريخ.
وظهرت روزا لكسمبورغ التي تزعمت مع كارل ليبنيخت جناحاً متطرفاً من الحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني وعارضت الحرب العالمية الأولى.
وظهرت ناديجدا كروبسكايا الثورية البلشفية الروسية زوجة فلاديمير لينين من عام 1898 حتى وفاته عام 1924. وقد شغلت منصب نائب وزير التعليم في الاتحاد السوفياتي منذ عام 1929 حتى وفاتها عام 1939 .
كما ظهرت كلارا زيتكن السياسية الألمانية اليسارية المدافعة عن حقوق المرأة، التي كانت مدرسة ثانوية، شاركت منذ 1875 في أوائل المجموعات النسويّة التي كانت تناضل من أجل الحرّيات العامة في عهد بسمارك.، ثم انضمت إلى الحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني المستقل في جناحه اليساري، الذي تحول إلى الحزب الشيوعي الألماني الذي مثلته كلارا في جمهورية فايمار من 1920 حتى 1933.
وكلارا زيتكن هي التي اقترحت في 1910 على "السكرتارية الدولية للنساء الاشتراكيات" الاحتفال بالمرأة المناضلة من أجل حقوقها السياسية والاجتماعية في الثامن آذار/مارس كل عام.
ولا ننسى المناضلة الأمريكية أنغيلا ديفيس التي شاركت عام 1962، بمؤتمر الشباب والطلاب العالمي الثامن في هسلنكي، وأصبحت ناشطة نسوية راديكالية ماركسية، بعد أن باتت عضوة بالحزب الشيوعي الأمريكي، وهذه مفارقة حقاً! وفيما يعتبر البعض أن تعاونها مع منظمة الفهود السود الأمريكية كان سبباً لفصلها من التدريس بجامعة أوكلا هاما في عام 1970، فإنّ السبب الحقيقي هو موقفها الداعم لثورة الطلبة التي اجتاحت العالم.
لكنّ كل هذا لم يقدم استقراء لأوضاع المرأة وحرية الجنس، وتطورات مفهوم حرية الجندر التي تجتاح العالم اليوم. حرية الجنس باتت اليوم لدى كثير من المفكرين مقرونة بمفهوم صناعة وتجارة الجنس، ولست بصدد مناقشة العمق الاخلاقي لهذه القضية، لكن لو اخذناها في سياق عولمة التجارة التي باتت واقعاً لا هروب منه، لتكشّفت لنا حقائق مرعبة بالأرقام، ففي الصين وهي أكبر شيوعية معاصرة باقية حتى اليوم، حققت صناعة وتجارة الجنس 73 مليار دولار عام 2017 طبقا لإحصائيات موقع هافوك سبوت المتخصص بمتابعة وقائع السوق السوداء عبر العالم.
وهنا يصح السؤال الكبير المقلق، هل نهمل هذه الأرقام، ونتلمس حلولاً في ظل السنديانة الحمراء الجميلة التي تآكلت في عصر العولمة وباتت تفقد ينعها؟ وما حال الأسئلة الجندرية الصعبة التي بزغت في عصر العولمة؟
العالم الرأسمالي أجاز زيجات المثليين، وأجاز منح وظائف عليا للمثليين، فبات منهم وزراء ومحافظون، ورؤساء ولايات، وعرف عبر العالم علم قوس قزح كرمز للمثليين، رمز جندري يشي بظهور عصر المكونات الأضعف. فهل نعتبر ذلك سقوطاً أخلاقياً، أم تغيرا في مفاهيم القيمة البشرية للمكونات الأضعف والأصغر في العالم، وفق ما بات يعرف بالمساواة الجندرية؟ وهو في جوهره المساواة التي حلمت الشيوعية بالوصول إليها بين الطبقات الأضعف في المجتمع.
بل إنّ الثقافة الرأسمالية أنضجت يساراً أخضرَ بات لا يسمح علناً بتداول ألفاظ وأوصاف كانت على مر القرون جزء من الفهم البشري العالم، وهكذا لم يعد أحد يجرؤ على إطلاق وصف "زنوج" على السود من البشر، وحتى وصف السود بات عرضة لاعتراضات على مستوى وسائل الاعلام الدولي كافة. كما لم يعد اطلاق صفة "مومس" على المرأة المتاجرة بجسدها مقبولا على مستوى العالم، بعد أن عُدت صناعة وتجارة الجنس، نشاطا يختص به فرع بشري يضم ملايين النساء والرجال عبر العالم، ولعله الفرع الأضعف من البشرية، فهل نعاقبه بالتحقير بأطلاق الوصف المشين " دعارة"؟
ماذا بالنسبة للكوتا النسوية، التي أقرتها أغلب المجتمعات الرأسمالية لإجبار أصحاب العمل على منح النساء فرص عمل مساوية للرجال، وفي مواقع قيادية مشابهة لهم؟ في ألمانيا تشغل انغيلا ميركل منصب مستشارة ألمانيا للمرة الرابعة ( 16 عاماً) ؟
الشيوعيون اليوم، منظّرون وقادة وناشطون، مطالبون بالإجابة بصراحة عن هذه الأسئلة، وكشف مواقف الشيوعية الجديدة منها، لرسم خارطة طريق على مستوى الواقع والتطبيق يمكن أن يسير عليها المتمسكون بجذور السنديانة الحمراء والحريصون على أن تبقى هذه الشجرة العملاقة نابضة بالحياة .
بون- ألمانيا



#ملهم_الملائكة (هاشتاغ)       Mulham_Al_Malaika#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علم العراق- لواء الوطن أم بيرق الوهم؟
- صديقي أسعد ورحلته من البصرة إلى القمة
- وداعاً للهوية الحمراء فالناس تريد الاشتراكية
- آسو براون الإيرانية الألمانية التائهة !
- بعد قرن على ثورة أكتوبر، ماذا تحتاج الشيوعية؟
- -الرئيس- ومسدس الريس
- الزعيم ومسدس الزعيم
- الحب اليساري والحب اليميني
- سميّة العذراء حسب إرادة الكاهن
- رائد فهمي: -قيم العولمة وضعت إشكالية على الوعي الطبقي-
- حقائق و أوهام عن الماء
- الملتحون في كل مكان- حقائق عن اللحية
- أين غابت القروش والفلسان والدراهم ؟
- الشهيدة والشهيد وما بينهما !
- هل تعشق المرأة أن يتأملها الرجال؟
- الرقص الشرقي- من الابتذال الليلي الى فن جماعي
- ليلى في الحمام الرومي بمدينة بادن بادن
- فيروز- صباح الخير يا موسم الشوق !
- تعدد الأزواج – فيسبوك كشف المستور بلا قيود
- فيلم -المنقبة-- التطرف الإسلامي في أوروبا بنكهة كوميدية


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- الإنسان يصنع مصيره: الثورة الروسية بعيون جرامشي / أنطونيو جرامشي
- هل ما زَالت الماركسية صالحة بعد انهيار -الاتحاد السُّوفْيَات ... / عبد الرحمان النوضة
- بابلو ميراندا* : ثورة أكتوبر والحزب الثوري للبروليتاريا / مرتضى العبيدي
- الحركة العمالية العالمية في ظل الذكرى المئوية لثورة أكتوبر / عبد السلام أديب
- سلطان غالييف: الوجه الإسلامي للثورة الشيوعية / سفيان البالي
- اشتراكية دون وفرة: سيناريو أناركي للثورة البلشفية / سامح سعيد عبود
- أساليب صراع الإنتلجنسيا البرجوازية ضد العمال- (الجزء الأول) / علاء سند بريك هنيدي
- شروط الأزمة الثّوريّة في روسيا والتّصدّي للتّيّارات الانتهاز ... / ابراهيم العثماني
- نساء روسيا ١٩١٧ في أعين المؤرّخين ال ... / وسام سعادة
- النساء في الثورة الروسية عن العمل والحرية والحب / سنثيا كريشاتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا - ملهم الملائكة - بعد قرن من ثورة أكتوبر، أين تقف حرية المرأة ؟